نتائج مذهلة يكشفها الطب عن تناول زيت الزيتون يوميا- ماذا يفعل بجسمك؟ تعرف على تشكيلة الوزراء في حكومة تصريف الأعمال السورية بعد خلع الأسد شرطة المنشآت بمحافظة مأرب تختتم العام التدريبي 2024م وتكرم منتسبيها تزايد السخط الشعبي ضد الحوثيين في مناطق سيطرتهم ومتحدث جبهة الضالع يتوقع سقوطهم القريب محافظة إب تغرق في جرائم القتل والاختطاف في ظل هيمنة مليشيا الحوثي عاجل: مطار صنعاء يخرج عن الخدمة وسقوط ضحايا مدنيين وتدمير واسع في غارات شنها طيران الاحتلال ايران تهدد رسميا بنشر الفوضى والطائفية في سوريا وابتعاثها خلال أقل من عام عاجل: انفجارات عنيفة الآن تهز صنعاء والحديدة والإعلان عن سقوط قتلى ''فيديو والمواقع المستهدفة'' اللواء العرادة يشدد علي تعزيز التعاون بين اليمن ومصر لتأمين الممرات المائية وأهمية باب المندب بالنسبة لقناة السويس الرئيس العليمي يوجه بصرف علاوات سنوية لكافة منتسبي السلطة القضائية.. تفاصيل اجتماع حضره بن مبارك والمعبقي
لم يحلم سكان مدينة شهارة النائية ان جسر المدينة المعلق والمعروف بجسر شهارة، الذي بني قبل مائة عام سيحول في يوم من الايام مدينتهم الى مقصد سياحي مهم يأتيه السياح من مختلف بلدان الدنيا وذلك على الرغم من وعورة الطرق المؤدية الي المدينة التى تقع على بعد 140 كيلومتراً الى الشمال الغربي من العاصمة صنعاء.
وتعرف مدينة شهارة بجسرها التاريخي الذي يربط سلسلة جبالها المعروفة بجبال الاهنوم، نسبة الى القبائل التي تسكنها وان اشتهر جبلا شهارة الفيش والامير اللذان يصل بينهما هذا الجسر الفريد.
ويرتفع الجبلان لمسافة 3000 متر فوق سطح البحر وتتربع مدينة شهارة على قمة الجبلين لتعانق بمبانيها العتيقة الغيوم مطلة على عدد من الوديان والقيعان الخضراء ويميزها بالاضافة الى جسرها التاريخي ومناخها المعتدل طوال العام، وجود عدد من المعالم الاثرية والتاريخية.
وتشير الاحصاءات الى تزايد عدد السياح الذين يقصدون شهارة سنويا، حيث بلغ عددهم العام الماضي 17 الف سائح ما جعل السياحة نشاطا اقتصاديا اخر لسكان المدينة الذين يعتمدون على الزراعة كنشاط اساسي. وبناء على ذلك تم تحويل عدد من المباني الاثرية بطابعها المعماري المتميز الى استراحات وفنادق تستضيف السياح وتقدم لهم الوجبات الشعبية الشهية وفقا لاصول الضيافة التقليدية وتهيئ لهم ايضا فرصة التعرف على العادات والتقاليد الاجتماعية من خلال تنظيم زيارات لبعض الاسر وحضور مقايل وجلسات تعاطي القات والاختلاط بالناس في حوار ثقافي حميم، كما قامت الى جوار الجسر العديد من الحوانيت والمحلات التي توفر متطلبات الزوار من التحف والحلي الشعبية والمقتنيات الاخرى. ويمثل جسر شهارة احد اهم معالم المدينة ويعد اعجوبة معمارية وهندسية فريدة، اذ يعود بناؤه الى عام 1905م وفي رواية اخرى يعود الى عام 1894م. قام ببنائه الاسطى صالح الذي طغت شهرة الجسر على اسمه. الجسر عبارة عن ممر اقيم على تل منحدر ليربط بين جبلين هما: جبل شهارة الفيش وشهارة الامير ويبلغ طوله 20 مترا وعرضه ثلاثة امتار ويرتفع عن قاع الوادي العميق بأكثر من 300 متر. وحسب المصادر التاريخية، فان الجسر اقيم في الاساس لاختصار الطريق من خلال وصل الجبلين وتوفير الكثير من الجهد والوقت على السكان على الجانبين والذين كانوا يضطرون الى النزول الى الوادي الذي يفصل الجبلين ثم يصعدون الى الجبل الاخر وكان يتعذر عليهم نقل الكثير من الاشياء، فجاء بناء هذا الجسر للوصل بين السكان الموزعين على ضفتي الجبلين ويوحد المدينة بقسميها قبل ان يتحول الى معلم سياحي بعد مرور اكثر من مائة عام على تشييده.
وتشير المصادر ايضا الى ان بناء جسر شهارة استغرق ثلاثة اعوام وان كلفة بنائه بلغت 100 الف ريال ذهب (ريال فرنسي) العملة المتداولة حينها وهو مبلغ يعد كبيرا جدا وقتها.
ويعد الجسر أشهر قناة برية معلقة وتحفة معمارية رائعة وعملا هندسيا استثنائيا يمتاز بطابع معماري فريد على مستوى الجزيرة العربية، كما يتميز بدقة البناء والتكوين الملائم لطبيعة المنطقة الجبلية التي شيد فيها وهذا ما يفسر اهتمام الزوار الاجانب به كمعلم هندسي وتاريخي فريد. ويتداول الناس هناك الكثير من القصص والحكايات حول الجسر وشهرته ومنها ان الاسطى صالح باني الجسر اصيب بلوثة عقلية عقب اتمام البناء لانه لم يصدق انه من انجز هذا البناء الاعجوبة، كما تنتشر على جانبي الجبلين نباتات عجيبة ذات اوراق رقيقة بيضاء يطلق عليها الاهالي اسم «مسكرة القطط» لان القطط ما ان تشم عبير زهور هذه النباتات حتى تتحول الى كائنات نباتية وتلتهمها بشراهة ما تلبث ان تترنح بعدها يمينا وشمالا وهي فى حالة سكر ونشوة وما يحكى ايضا عن ولع القطط بهذه النباتات انها هاجمت رجلا كان يحمل بعضا منها ولم تتركه الا بعد ان رمى لها بما معه.
وتتميز مدينة شهارة الى جانب ذلك بمقومات سياحية لا تقل اهمية وجذبا ومنها سور المدينة المزود بحصون دفاعية وسبعة ابواب رئيسية تفتح في الصباح وتغلق في المساء، بحيث لا يستطيع احد الدخول الى المدينة او الخروج منها وهي تقاليد تعود الى القرن الرابع عشر الميلادي، بالاضافة الى ذلك هناك عدد من المساجد والقلاع التاريخية التي تضم الاف المخطوطات القديمة. وساهم تنفيذ عدد من مشروعات البنى التحتية في السنوات الاخيرة في مجالات المياه والكهرباء والاتصالات والطرق في زيادة تدفق حركة السياحة الدولية لهذه المدينة التاريخية التي اخرجتها شهرة جسرها من حالة العزلة التي عاشتها بحكم موقعها الطبيعي وجعلتها حاضرة في اجندة السياح العرب والاجانب.