مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة تفاصيل لقاء وزير الداخلية مع قائد القوات المشتركة لماذا دعت دراسة حديثة صندوق النقد الدولي لبيع جزء من الذهب الخاص به ؟ صدمة كبيرة بين فريق ترامب.. بسبب تعيين شخصية إعلامية في منصب سيادي حساس المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر يوجه تحذيرا للمواطنين في خمس محافظات يمنية اليمن تزاحم كبرى دول العالم في قمة المناخ بإذربيجان .. وتبتعث 47 شخصًا يمثلون الحكومة و67 شخ يمثلون المنظمات غير الحكومية
المتابع لتطورات الأحداث على الساحة الإسرائيلية خلال الفترة الأخيرة يرى بوضوح أن هناك بركانا من الغضب تجاه أداء أولمرت يتصاعد يوما بعد يوم ، وقد ينفجر في أية لحظة ، خاصة وأن مسلسل الفضائح تتسارع وتيرته لدرجة تجعل من الصعوبة بمكان على رئيس الحكومة الإسرائيلية أن يلملم آثار أي منها ولذا تتصاعد المخاوف من أن الأزمات العاصفة داخل الكيان العبري والتي أطلقت عليها الصحف الإسرائيلية مصطلح "تسونامى جديد" لن تمر مرور الكرام وإنما قد تتطور إلى مغامرة عسكرية إسرائيلية جديدة في المنطقة.
حيث فوجئ الإسرائيليون فى مطلع مارس الجاري بفضيحة فساد جديدة تتعلق برئيس الحكومة إيهود أولمرت عندما كشفت القناة العاشرة فى التليفزيون الإسرائيلي عن وثيقة توسط فيها أولمرت لتعيين العشرات من أعضاء اللجنة المركزية لحزب الليكود الذي كان ينتمي إليه قبل انضمامه لحزب كاديما وذلك أثناء عمله وزيرا للعمل والتجارة والصناعة فى الفترة من 2003 إلى 2005 .
وتضمنت الوثيقة نحو مائة من التعيينات فى الأجهزة الحكومية مثل المجالس المحلية ودائرة البريد التى يتطلب التعيين فيها مسابقة مفتوحة فى مناقصات عامة .
ولم تكن تلك الفضيحة الأولى ، فقد سبقها فضائح عدة ، منها صدور قرار من المدعي العام أران شندر فى السادس عشر من يناير طالب خلاله الشرطة بفتح تحقيق جنائي مع أولمرت للاشتباه في تورطه في فضيحة مالية تعود إلى نوفمبر عام 2005 عندما كان وزيرا للمالية بالوكالة في حكومة إرييل شارون السابقة حيث كشف معلومات سرية لاثنين من أصدقائه من رجال الأعمال حول صفقة بيع بنك ليومي الذي يعتبر من أكبر المصارف الإسرائيلية ، ما أدى في النهاية إلى رسو الصفقة علي صديقيه .
وبجانب فضائح الفساد ، تلقى أولمرت صفعات عدة ، بدأت في السابع عشر من يناير باستقالة الجنرال دان حالوتس من رئاسة هيئة الأركان بسبب انتقادات لأدائه خلال الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان في يوليو 2006 ، وكشفت صحيفة هاآرتس أيضا في الثامن عشر من يناير أن أولمرت يبحث حاليا إقالة وزير الدفاع عمير بيرتس وتعيين رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك بدلا منه بعد تصاعد الخلاف بينهما على خلفية تعيين رئيس جديد لهيئة الأركان.
وبالتزامن مع الكشف عن فضائح الفساد والأزمات الداخلية ، انهالت الانتقادات والدعوات للاستقالة على أولمرت من كل صوب وحدب داخل إسرائيل ، ونقلت صحيفة "هاآرتس" عن يوسي بيلين عضو الكنيست ورئيس حزب ميرتس قوله :" إنني أدعو أولمرت إلى نقل مهام منصبه على الفور إلى وزيرة خارجيته تسيبي ليفني بعد الاشتباه في تورطه في خصخصة بنك ليومي".
وأضاف بيلين قائلا :" من غير المحتمل أن توضع شئون الدولة في أيدي شخص كل ما يشغله الآن هو إنقاذ نفسه, فإذا لم يقدم أولمرت على عمل ذلك من تلقاء نفسه , فإن حزب ميرتس سيتقدم إلى الكنيست بطلب يلزمه بعمل ذلك".
وفي السياق ذاته ، قال عضو الكنيست عامي إيلون من حزب " العمل " إن تلك الظروف تهيأ الفرصة لحزب العمل لإجراء انتخابات مبكرة , وسوف يطرح هذا الأمر للمناقشة من أجل عودة ثقة الجمهور في المنظومة السياسية ، كما طالب يوفال شطينتس عضو الكنيست والرئيس الأسبق للجنة السياسة الخارجية والأمن بالكنيست بإقالة الحكومة وإجراء انتخابات مبكرة في غضون ستة أشهر , مشيرا إلى أن استقالة الحكومة من شأنها أن تضع نهاية لخسائرها المتلاحقة .
وتوقع المحلل السياسي في راديو إسرائيل هانان كريستال عدم استمرار حكومة أولمرت لعدة أسابيع ، قائلا :" التحقيق مع أولمرت واستقالة حالوتس بشأن حرب لبنان يمكن أن يهز أساس الحكومة " .
كما أعلنت رئيسة كتلة ميرتس فى الكنيست الاسرائيلى زهافا غلؤون أن أولمرت وبيرتس لايملكان الشرعية الأخلاقية لتعيين رئيس هيئة الأركان القادم حيث أن فشل حرب لبنان لا يمكنه أن يتوقف فى المستوى العسكرى فالمستوى السياسى أيضا والذى اتخذ قرار الحرب يجب أن يذهب إلى البيت .
وأظهرت استطلاعات الرأى أيضا مدى تدهور شعبية أولمرت حيث كشف كشفت استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة " هاآرتس " في السابع عشر من يناير أنه من المتوقع أن يحصل حزب "الليكود" بزعامة بنيامين نتنياهو على 29 مقعدا , فيما يحصل حزب العمل على 18 مقعدا , يليه "كاديما" بزعامة أولمرت ب 12 مقعدا فقط إذا ما أجريت الانتخابات حاليا .
ويرى مراقبون أن أولمرت الآن في حاجة ماسة إلى استعادة ولو جزء بسيط من شعبيته وهذا بالطبع لن يتحقق فقط من خلال مواصلة العمليات العسكرية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة والتى كان أبرزها عملية "الشتاء الحار" في نابلس وإنما أيضا من خلال تصدير الأزمة الداخلية للخارج عبر الدخول في مغامرة عسكرية جديدة تغطى على الإخفاقات في الحرب الأخيرة ضد لبنان وتستقطب تأييد اليمين المتطرف، وبالطبع فإن إيران قد تكون الهدف الأرجح.
والتهديدات التى خرجت من داخل الكيان العبرى في الأيام الأخيرة تعطى بعض المصداقية لهذا التوقع ، حيث كشفت صحيفة "ديلي تليجراف" البريطانية فى الرابع والعشرين من فبراير أن إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة السماح لها بالمرور فوق أجواء العراق في حال قررت ضرب المنشآت النووية الإيرانية ، موضحة وزارة الدفاع الإسرائيلية تجري مفاوضات حاليا مع الولايات المتحدة الأمريكية للسماح لها بتقديم ممر جوي فوق العراق تمهيدا لضرب إيران .
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن التخطيط العسكري في إسرائيل لضرب إيران تسارع منذ بداية العام الحالي بعد حصول الموساد على معلومات تفيد بأن طهران قد تمتلك مواد انشطارية كافية لصنع رؤوس نووية قبل 2009 ، ونقلت في هذا الصدد عن مسئول إسرائيلي يتعاون مع اللجنة الاستراتيجية المكلفة بمسألة التهديد الإيراني في حكومة أولمرت، القول إن قلق تل أبيب من المسألة الإيرانية لم يسبق له مثيل فى تاريخ إسرائيل.
وبالإضافة إلى ما سبق ، فإن هناك توقعات بأن لجنة فينوجراد التى شكلتها الحكومة في نوفمبر الماضى للتحقيق في إخفاقات الحرب الأخيرة ضد لبنان ستحمل المستوى السياسي المسئولية عن الإخفاقات في تلك الحرب ولذا فإن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد يغطى كلية على هذا الفشل ويرفع أسهم أولمرت.
إن استقالة الجنرال دان حالوتس من رئاسة هيئة الأركان لاتأتى فقط - بحسب المراقبين - على خلفية الإخفاقات في المواجهة مع حزب الله أوفضائح الفساد وإنما تأتى أيضا في سياق الاستعداد لمواجهة مرتقبة مع إيران تتطلب قيادات عسكرية لها من الحنكة ما يؤهلها للإسراع بعلاج سلبيات الجيش الإسرائيلى ولذا وقع الاختيار على المدير العام لوزارة الدفاع اللواء احتياط غابي اشكنازي لرئاسة هيئة الأركان خلفا لحالوتس نظرا لخبرته العسكرية الطويلة .
ويمكن القول ، إن الشرق الأوسط مازال ينتظره الأسوأ في ظل وجود حكومة ضعيفة فى إسرائيل تسارع الأمواج فى بحر هائج للبقاء .
حزب الله .. شبح يطارد أولمرت
بدأت حكومة أولمرت عدوانا همجيا على لبنان فى 12 يوليو 2006 بعد مهاجمة حزب الله لمنطقة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية قتل خلالها عددا من الجنود الإسرائيليين ، بالإضافة إلى أسر جنديين واستمر العدوان 34 يوما كان حصيلته كالتالى :
-قصف إسرائيلي مكثف ألحق دمارا بالبنية التحتية اللبنانية وتدمير آلاف المنازل في لبنان .
-حزب الله أطلق أكثر من 4000 صاروخ استهدفت المدن الإسرائيلية.
-القتلى الإسرائيليين: 116 جنديا و43 مدنيا.
-القتلى اللبنانيين: حوالى 1200 لبناني أغلبيتهم من المدنيين.
وفور توقف القتال وجهت انتقادات للقيادة العسكرية الإسرائيلية بسوء التخطيط وسوء الاستراتيجية والتنفيذ كما وجهت انتقادات للقيادتين السايسية والعسكرية على نطاق واسع لإخفاقها في تحقيق الأهداف التي أعلنت عنها مع بداية الحرب وهى تحرير الجنديين و إلحاق الهزيمة بحزب الله ، إلا أن هذا لم يحدث وأعلن الأمين العام لحزب الله الشيخ حسن نصر الله نصرا استراتيجيا على إسرائيل.
واتهم الجنرال حالوتس وقائد سابق لسلاح الجو وأصبح رئيسا للأركان في يونيو 2005 ، على الأخص بالاعتماد أكثر من اللازم على القوة الجوية والانتظار لوقت طويل قبل إرسال القوات البرية.
وحينما تم الدفع بقوات برية، وردت الكثير من الشكاوى حول الافتقار إلى المعدات المناسبة ، كما اتهم في بداية الحرب بالانشغال بمصالحه الشخصية وذلك بقيامه ببيع أسهمه في البورصة بعد ساعات قليلة من عملية حزب الله رغم المأزق الذى سببه حزب الله لإسرائيل .
وشكل وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس لجنة تحقيق ترأسها أمنون ليبكين شاحاك، وهو رئيس أركان سابق، بعد توقف القتال ، إلا أن المعارضة الإسرائيلية اعترضت على تشكيل اللجنة وطالبت بلجنة تحقيق مستقلة بدلا من لجنة يشكلها وزير الدفاع .
وفي نوفمبر الماضى ، أعلن أولمرت عن تشكيل لجنة رسمية أطلق عليها لجنة فينوجراد والتى استمعت إلى شهادات رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك ووزير الدفاع السابق شاؤول موفاز وعدد من قيادات الأركان ويتوقع أن تصدر النتائج التى توصلت إليها في مارس المقبل .
يذكر أنه شكلت لجان تحقيق إسرائيلية رسمية عقب حرب أكتوبر عام 1973 وعقب اجتياح لبنان عام 1982، حيث كان هناك إحساس بفشل عسكري إسرائيلي في المرتين .