هزة قلم! المضاد الذي لا يقهر! الفنون أنواع!
بقلم/ د.محمد الدبعي
نشر منذ: 5 سنوات و 10 أشهر و 3 أيام
الأحد 06 يناير-كانون الثاني 2019 04:22 م
 

فن الطرب والعزف، فن الرسم والتلوين، فن الخط والشعار، فن الذوق واللبس والموضة، فن الطبخ وتزيين الموائد، فن الكرة وسحر المراوغة، وفن وفن وفن... وهناك فن يجيده الكثيرون لكنه لا يصنف ضمن الفنون، ولا يدرج في خانة الإبداع، لأنه مرتبط إرتباطا تاما بالصعاب والأزمات. ظروف الحياة على اختلافها من شخص لآخر لا أقول أحيانا بل عادة تنسينا أنفسنا، حتى أننا ننسى حقوق أقرب المقربين إلينا أبآئنا وأمهاتنا، زوجاتنا وأولادنا، وتشغلنا حتى عن راحتنا. وهذا الإنشغال بطبيعة الحال يتفاوت أيضا في درجته من شخص لآخر. وفي خضم هذا النسيان والإنشغال والتوهان في دروب الحياة يبرز مضاد حيوي مهم للغاية، وهذا أيضا يتمايز بين بني الإنسان، وعلى قدر قوته يكون تأثيره ومفعوله. تخيلوا اصدقائي قوة تأثير هذا المضاد الحيوي الهام جدا، فهو ليس كبقية المضادات الحيوية، فهو لا يباع في الصيدليات، ولا تجده عند العطار، ولا حتى في عسل النحل الذي خلق الله فيه الشفآء، أضف إلى ذلك أنه مضاد ليس لتأثيرات الحياة والظروف فقط، بل يمنحك أيضا مناعة هائلة تؤثر إيجابا على تفكيرك وسلوكك ورؤيتك للأشيآء فتزداد ثقتك بنفسك، فتتولد لديك إرادة قوية وبالتالي تتفتح أزهار حديقتك النفسية، فينبعث عبقها وأريجها ليغمر محيطك، فيشتمه كل من حولك، وتتغير مواقفك وتتبدل أراؤك ويتحسن أداؤك، وتصبح نظرتك للحياة أفضل وللمستقبل أينع. وكلما زاد مفعوله كلما أينعت روحك أكثر، وكلما إزداد منسوب فرص النجاح في تحقيق أهدافك في الحياة. أتدرون ماهو هذا المضاد؟ إنه التفآؤل! هذا هو إسمه العلمي! التفاؤل فن تجيده النفوس القوية الواثقة بالله (أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ماشاء - حديث قدسي) لأن التفاؤل يعني الأمل الذي لا يعرف كلمة مستحيل، فيرى النهاية السعيدة في نهاية سرداب النكبات المريرة. وكيف يتشاءم من أحسن ظنه بالله؟؟! لا يعرف التشاؤم ولا يستسلم من عرف أن هناك كف خفية أمينة تعمل ليل نهار وهي كف القدر. التفآؤل مرتبط كليا بأنماط التفكير، فلابد لك من دمج أنماط التفكير الخاصة بك بقصص من سبقك من العظماء و الملهمين والناجحين، لمعرفة كيفية تحول مساراتهم من التعاسة والشقاء إلى النجاح والرفاهية. تحدى كل ماهو سلبي سواء كانت أفكارا أو آراء تسمعها من هنا وهناك أو أصدقآء أو ظروف قاهرة، واحذر أن تقارن نفسك بالآخرين، وانظر فقط إلى الجانب المضيئ في حياتك بحثا عن ذلك الإبداع الذي لم يتكشف لك بعد. أكبر مميزات الإنسان المتفائل هو التخطيط للمستقبل والتركيز على الحاضر! لا تشغل بالك وفكرك فيما لا تراه لأنه من علم الغيب الذي أنت تحسن الظن بمالكه والمتصرف فيه. ومادمت تحسن الظن فتأكد أن الخير المحض كله سوف يأتيك، لذلك قر عينا وأرح نفسك عن الإنشغال بما ليس في يديك، المهم أن تكون متيقنا أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك. الأرقام المميزة في جداول البشرية تتحلى بصفات فريدة جدا، أولها إيمان عميق بالهدف، والتنفيذ الدقيق للأفكار، والعمل الدؤوب لتحقيق الهدف. ثم يغلف ذلك كله بالتفاؤل والرضا بما تبدعه لك أصابع كف القدر: "الأوقات العصبية لا تستمر إلى الأبد، لكن الأقوياء يستمرون". روبرت شوللر.