الأمية السياسية لدى مثقفي اليمن
بقلم/ علي الضبيبي
نشر منذ: 17 سنة و 5 أشهر و 9 أيام
الخميس 31 مايو 2007 05:14 م

توصلت النتائج النهائية لدراسة علمية أُجريت على عينة من شباب ست جامعات حكومية قوامها 600 طالب وطالبة، إلى أن معدل مستوى المعرفة السياسية للشباب الجامعي كان ضعيفاً بشكل ملحوظ، حيث بلغ معدل المعرفة لديهم 39 بالمائة، واتضح ان شباب جامعات حضرموت، وإب، وذمار، أقل معرفة سياسية من شباب جامعات تعز، والحديدة، وصنعاء وعدن، على التوالي. أما على مستوى الوعي السياسي فمتوسط لدى الجميع بنسبة 52.2٪.

وكشفت الدراسة التي اجراها الدكتور وديع العزعزي، رئيس قسم الإذاعة والتليفزون بكلية الإعلام/ صنعاء، أن معدل حجم المشاركة السياسية لهؤلاء الشباب لم يتجاوز الـ66، رغم امتلاك 84 ٪ منهم البطائق الانتخابية، وأن الأكثر مشاركة سياسية هم المنتمون للأحزاب أو للاتحادات الطلابية. وتبين أن شباب جامعتي الحديدة وذمار أكثر مشاركة يلونهم شباب جامعة تعز ثم عدن وصنعاء، وإب على التوالي، فيما كان شباب جامعة حضرموت هم الأقل مشاركة سياسية.

وبينت النتائج إقبال الشباب الجامعي على المشاركة في التصويت في الانتخابات الرئاسية والمحلية الأخير 2006 بنسبة 71٪ معتقدين أن الممارسة حق دستوري وواجب وطني، ومن أجل تغيير وتحسين و ضع البلاد. في حين تخلف عن المشاركة 29٪ منهم لأسباب خاصة ولضعف ثقتهم في نزاهة الانتخابات.

وعن مدى اعتماد هؤلاء الشباب على رسائل الاعلام، أكدت النتائج أن ارتفاع نسبة الاعتماد بمعدل 72٪، إلا أن أغلب النتائج الاحصائية اضطرت عدم وجود علاقة ارتباط ذات دلالة إحصائية بين معدل الاعتماد على وسائل الاعلام المختلفة، ومعدل حجم ومستوى المشاركة والمعرفة السياسية لديهم، وقد يعود ذلك بسبب (إلى جانب أسباب كثيرة) الإقبال المتواضع لهؤلاء الشباب على متابعة المواد والبرامج الاخبارية الصحفية و«السمعمرئية» وبالذات المحلية.

وأظهرت النتائج أن هناك عزوفاً من الشباب الجامعي عن الانتماء للاتحادات والجمعيات الأهلية، حيث لا ينتمي إليها سوى 28٪ فيما 72٪ لا ينتمون بسبب عدم معرفتهم بهذه الجمعيات والاتحادات والمنظمات المدنية، وأيضاً عدم قناعتهم بالعمل فيها. وأشارت هذه النتائج إلى أن هؤلاء الشباب يعتقدون أن الأحزاب السياسية يجب أن تهتم بقضايا التعليم، والبطالة وارتفاع الأسعار، ومشاكل الفقر والفساد والصحة.

وجاءت البطالة في المرتبة الأولى كأول وأهم التحديات التي تواجه الشباب بنسبة 79٪، ثم غلاء المهور 41٪، تليها قضية عزوف الأحزاب السياسية عن هموم ومشاكل الشباب ولجوءها للماحكات السياسية فيما بينها.

وأوصت الدراسة، التي تندرج ضمن نوعية البحوث الوصفية المعتمدة على فهم المسح، ومنهج دراسة العلاقات المتبادلة (الإرتباطية)، أوصت بضرورة أن تبدي وسائل الإعلام اليمنية اهتماماً أكبر بقضية المشاركة والمعرفة السياسية للشباب، وأن تعتمد أساليب اكثر جاذبية وموضوعية في التناول والمعالجة لمختلف المواد والموضوعات السياسية حتى تحظى بالثقة والمصداقية.

وأوصى الباحث بضرورة إعادة النظر في أسلوب عمل الاتحادات الطلابية وتفعيلها بحيث تتاح فرص أوسع للمشاركة الطلابية في صناعة القرارات الجامعية وممارسة الأنشطة الطلابية. وأيضاً «ضرورة قيام الجامعات، والأحزاب، ومنظمات المجتمع المدني بتنفيذ برامج توعوية تدريبية للشباب الجامعي؛ لما يحقق وصول المعلومات والممارسات العملية لتطبيقات المعلومات الخاصة في اساليب المشاركة السياسية والمؤسسات السياسية، والمناقشة العلمية للقضايا المثارة واحترام الأقلية لرأي الأغلبية»، داعياً الاحزاب السياسية إعطاء شريحة الشباب الجامعيين اهتماماً أكبر من خلال تفعيل دوائر الشباب.

عن النداء