الجيش الوطني يلحق بالمليشيات الحوثية بمحافظتي تعز ومأرب هزيمة موجعة الزنداني يصل سلطنة عمان محملا بملفات السلام وجهود حل الأزمة اليمنية صور: الصين تستعرض قوتها بفرقاطة جديدة بإمكانيات عالية من طراز "054 بي" الحوثيون يطلقون سراح طاقم سفينة جلاكسي ليدر بالتنسيق مع حماس ووساطة عمان برشلونة وريمونتادا تاريخية صنعها بخمسة أهداف تقرير للأمم المتحدة يكشف حقيقة الوضع في ميناء الحديدة ومن أين تدخل واردات الوقود استطلاع رأي يكشف تراجع في شعبية ترامب عيدروس الزبيدي يعرض على الغرب التعاون لبدء عملية عسكرية مشتركة ضد الحوثيين وشن هجوم بري محتمل اختطاف كابتن طيار في ظروف غامضة بالعاصمة عدن أكثر من 100 قتيل وجريح في حريق اندلع بتركيا
يتعاطى الكثير مع الأزمات التي تثيرها ردة الفعل فقط, وينسون أزمة الفعل التي لا تثير ردة فعل, كغطرسة الحكومة وخنوعنا مثلا .. فالحراك في الجنوب, والتمرد في محافظة صعدة, عبارة عن ردود أفعال على تجاوزات السلطة, أو نتائج طبيعية لسلوكها السياسي السيئ, وإن تطورت بعد ذلك لتتخذ منها بعض القوى في الداخل أو الخارج أوراق ضغط لتحقيق بعض المكاسب السياسية وغيرها ..
نحن منهكون طوال ثلاثة عقود بتحالف النظام الحاكم مع قوى التخلف عقب الثورة التصحيحية التي قام بها الرئيس إبراهيم الحمدي .. لقد كانت أهم وأجدى للوطن والمواطن من ثورة السادس والعشرين من سبتمبر, كونها عملت على التغيير في تركيبة المجتمع التي لم تكن تتناسب وفكرة الدولة المدنية الحديثة, بينما عمل من بعده على النقيض تماما, فقربوا أصحاب النفوذ وزادوهم نفوذا, بل وأوجدوا نافذين جددا .. لنعود بعد ذلك إلى ما قبل الثورة بألف سنة, بل وإلى ما قبل الدولة بالآلف السنين ..
ما أريد قوله يا أستاذ نجيب غلاب, هو أن الهدوء لا يكون صحيا على الدوام, فنحن كذلك لأننا محكومون بجبروت النظام, وقبل هذا بتحالفه مع القوى النافذة, ليصب الأمر في صالح ترسيخ التناقض في تركيبة المجتمع واستمراره إلى الأبد, وفي صالح التجهيل والترهيب الذي نعيشه, فمواطن اليوم لا يدرك طبيعة علاقته بالدولة, ولا يقدر على الفعل إن هو أدرك ..
لنعتبر هذه التجارب حديثة عهد بخنوع طويل, ثم لنعذرها بعد ذلك إن هي ارتكبت أخطاء تكتيكية في طريقة رفضها للظلم .. ندين الإرهاب وندين التمرد نعم, لكننا ندين المعايير المزدوجة في عملية الإدانة أيضا ..
نحن نصحو فقط لنؤكد أننا مع استمرارية الوضع الحالي, من خلال نقدنا لأعمال أو لممارسات لا تحبذها السلطة, ثم نعود إلى سباتنا حين تعود مياه الوضع الخطأ إلى مجاريها, ولم نفكر يوما في تغييره ولو بطرق أقل من سلمية
نتحدث عن دولة الوحدة دون أن نفكر بتحرير هذه المصطلحات, لأننا قد سلمنا بمضامينها الخاطئة سلفا, ولو أردنا أن نحاكم دولتنا بمفهوم "مصطلح الدولة" لما تطابق وضعها الحالي مع مفهومها في عصور ما قبل الزراعة حتى, بل لما جاز أن تقارن بقبيلة تعمل بنظام الأسلاف والأعراف ..
أما وحدة الوطن, فتعني إلى جانب الاندماج أشياء كثيرة غير موجودة, فقد ظل هذا النظام طوال فترة حكمه يعمل على زرع الخلافات الطائفية والعرقية والقبلية بين أبناء المجتمع, ليشغلهم بها حتى يخلو له جو الثروة ومقدرات البلد فيبيض ويصفر دون رقيب أو حسيب ..
نحن مشتتون إذن, دينيا وعرقيا وسياسيا واجتماعيا, وكل هذا الشتات تسببت فيه ـ عن قصد ـ سياسة النظام الحالي, ولو كان هذا النظام وحدويا حقا, ويعرف المدلول الطبيعي لمصطلح الوحدة, لما حل بنا كل هذا الشتات ..
كياننا الداخلي ممزق جدا وإن تحققت لنا وحدة, والسياسة القائمة سياسة تمزيقية إلى أبعد مما تتصور, فكيف تريد لمخرجات واقع يدار بسياسة كهذه أن تكون طبيعية .. ولماذا نقف ضد أخطاء المناهضين للسياسة الخاطئة دون أن نقف ضد هذه السياسة أصلا .. ؟!!
لا تنظيم القاعدة ولا تمرد الحوثي ولا الحراك في الجنوب يهددون وحدة الوطن وأمنه واستقراره, وإنما يفعل ذلك من تنتج سياسته الإرهاب والتمرد وخيار العنف, وبدلا من الدفاع عن واقع لم نفهم أنه يسير بالمقلوب حتى الآن, علينا أن نعيد قراءته من جديد, ولو أعدنا قراءته بتأمل على مختلف أصعدته, لخرجنا بالسؤال التالي : هل نحن حقا دولة ..؟!!
أترك الإجابة للأستاذ نجيب غلاب .
ـــــــــــــــــــــــــ
ردا على مقالة لغلاب بعنوان (الخطر الثلاثي المهدد لوجود اليمن الموحد) نشر في القدس العربي ..