عاجل .. انتحار قيادي حوثي في أحد مراكز الإحتجاز بمحافظة مأرب وهو رهن التحقيقات جامعة إقليم سبأ تحتضن ندوة توعوية بمناسبة اليوم العالمي للسرطان. الحوثيون يهددون شركات الطيران الأجنبية ويمنعونها من دخول الأجواء اليمنية بعد تصنيف الحوثيين كإرهابيين.. هل آن الأوان لرفع تجميد قرارات المركزي اليمني ؟ مسار سياسي أم حسم عسكري.. أي حلّ للقضاء على الحوثيين؟ أبرز نجوم الدراما اليمنية في مسلسل جديد سالي حمادة ونبيل حزام ونبيل الآنسي في طريق إجباري على قناة بلقيس الفضائية قرار سعودي يتحول الى كارثة على مزارعي اليمن ..تكدس أكثر من 400 شاحنة محملة بالبصل في من الوديعة حماس تعلن بدء مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف الحرب على غزة مسؤول سوري كبير من حقبة بشار الأسد يسلم نفسه للسلطات في دمشق ويعلن استعداده للحديث بشفافية الداخلية تعلن ضبط ''خلية حوثية'' كانت تسعى لزعزعة أمن واستقرار محافظة حضرموت
يمر اليمن، الذي كان سعيدا في التاريخ القديم، في الاسابيع القليلة الماضية وحتى الآن بأزمات حقيقية. بدأت عندما زحف الحوثيون من صعدة إلى العاصمة صنعاء.
ظن الكثيرون أن الأزمة ستنتهي بعد توقيع الحوثيين اتفاقا مع الحكومة والقوى الوطنية، ولم تنته، فقلنا ربما بعد تشكيل الحكومة وموافقتهم عليها، وإذا بالأزمة تبدأ بدل أن تنتهي. أحد بنود الأتفاق الأساسية تنص على انسحاب المسلحين من المدن، وإذا بهم بدلا من ذلك يتمددون إلى مدن ومحافظات أخرى. لم يتوقع أحد أن يستمر الحوثيون في اجتياحاتهم بدون أن يجابهوا بقوى القبائل و»القاعدة» وحزب الإصلاح وباقي القوى الوطنية والثورية، وقد كان.
أمريكا قصفت مواقع «القاعدة» المصنفة لديها منظمة إرهابية. الغريب في الأمر أن الحوثيين حركة عسكرية خارجة على القانون في اليمن، خارجة على الحكومة التي باركتها أمريكا ودول الخليج بعد خلع الرئيس علي عبدالله صالح. لم تقصفها أمريكا، ولم تصنفها حركة إرهابية. دول الخليج لم تحرك ساكنا عندما اجتاح الحوثيون صنعاء، وهم الذين ملأوا الدنيا صراخا قبلها عن الخطر الشيعي على المنطقة. هل تريد دول الخليج وأمريكا مثلا استنزاف قوى «القاعدة» والحوثيين في حروب طويلة فيضعفان كلاهما وهم يتفرجون، بالطبع هذا يتطلب جهدا استخباراتيا كبيرا حتى لا تفلت زمام الأمور ويخرج أحدهما منتصرا.
الغريب في الموضوع أن الحوثيين يصولون ويجولون في أصقاع اليمن بدون أن يشتبكوا مع قوى الأمن والشرطة والجيش اليمنية. الشرطة تتفرج وكذا الجيش في مشهد سريالي عصي على التفسير. الأكثر رواجا بين المحللين السياسيين أن هناك تواطؤا واضحا بين قيادات الجيش والأمن، التي تدين بالولاء للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، في تحالف مشبوه يمثل ثورة مضادة. الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يوجه نداء، وليس أمرا عسكريا، لمحافظ مأرب والقوة العسكرية فيها للتصدي للحوثيين الذين يستعدون لاجتياحها، لاحظوا أنه لم يوجه أي تعليمات كهذه قبل اجتياح صنعاء، وقد يكون التفسير ألا نفوذ عسكري لصالح في مأرب، والأيام القليلة القادمة ستخبرنا إن كان الجيش هناك سيتصدى للحوثيين أم لا.
بالعودة إلى النظرية القائلة باستنزاف «القاعدة» والقوة الحوثية في معارك طاحنة، تصبح الامور أكثر وضوحا بتحييد الجيش اليمني في معركة «ليس له فيها ناقة أو بعير»، وسيعود لاحقا عندما ينجلي غبار المعركة ليحافظ على تماسك الدولة قبل أن تفشل ويذهب ريحها. صحيح أن الحوثيين غنموا اسلحة ومعدات محدودة من الجيش في صنعاء، ولكنهم لم يفعلوا ذلك على نطاق واسع في باقي المناطق، أليس كذلك؟
البعض يربط التقارب الأمريكي الإيراني، ورسائل الود التي بعث بها أوباما إلى خامنئي مع الحمام الزاجل، بأن أمريكا تغض الطرف عن التمدد الحوثي وتقنع حلفاءها الخليجيين بأن لا يكترثوا للأمر، على الأقل إلى حين، فهذه هي السياسة في المحصلة، لا صداقات دائمة ولكن مصالح مؤقتة، أمريكا محتاجة إلى ايران للتصدي لـ«داعش» في العراق، ولـ«القاعدة» في اليمن. أمريكا لن يضيرها الشعارات المرفوعة في شوارع صنعاء: «الموت لأمريكا» ولا الشعارات المرفوعة في طهران «الموت للشيطان الأكبر»، لأنها تبقى شعارات ليس إلا، وعلى أسوأ الأحوال، على الأقل إلى حين.
الإخوان المسلمون يفسرون الامور على طريقتهم بأنها مؤامرة من قبل الخليج (ما عدا قطر) وأمريكا بمساعدة الحوثيين ضد حزب الاصلاح اليمني، الإخواني. الناقص لتصديق هذه المقولة إن حزب الاصلاح ليس له نفوذ واسع في اليمن حتى يحسب له ألف حساب. صحيح ان السعودية والامارات والكويت دعمت السيسي ضد الاخوان، ولاحقا دعمت مصر والامارات برلمان طبرق المنحل واللواء المتقاعد حفتر (الذي عاد إلى ساحات الوغى بعد ان دبت في عظامه روح الثورة والاصلاح والتطهير ) ضد القوى الإسلامية في طرابلس وبنغازي، بل وقصفتهما بالطائرات. ولكن هل السعودية من الغباء السياسي بأن تستبدل الإخوان بالحوثيين الشيعة، ربما إلى حين، على مبدأ القاعدة الفقهية الضرورات تبيح المحظورات، وبعدها لكل حادث حديث أو صفقة.
ربما تتباين التحليلات والتكهنات بشأن الأزمات التي نمر بها ـ اليمن وسوريا وليبيا و»داعش» ومن وراءها ـ وتبدو تحليلات الخبراء الاستراتيجيين كمن يقرأ الكف أو الودع أو الفنجان، ولعل ابسط ما يلخّص هذا كله ما كتبه سائق تاكسي مصري على سيارته: «والله ما حدش فاهم حاجة خالص».
٭ كاتب فلسطيني .. القدس العربي