آخر الاخبار

مكة: أكثر من 3 ملايين مسلم اجتمعوا في بيت الله الحرام ليلة 23 رمضان زعيم الحوثيين يعلن استعدادهم لدعم لبنان في مواجهة إسرائيل من هو منصور السعادي العقل المدبر للهجمات البحرية لدى الحوثيين الذي أُصيب بقصف أمريكي؟ خبراء: تصعيد الحوثيين يخدم أهداف نتنياهو في المنطقة .. واستهداف الحوثيين لإسرائيل جاء بتوجيهات ايرانية عاجل: صورة متداولة للغارات الأمريكية التي تعرضت لها العاصمة صنعاء قبل قليل والموقع المستهدف عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟ أصل العرب للعلماء الموهبين: تُكرم أستاذ الفقه المُقارن بجامعة إقليم سبأ الدكتور حاشد باعلوي الخدمة المدنية تعلن موعد بدء وانتهاء إجازة عيد الفطر غارات امريكية جديدة تستهدف معقل جماعة الحوثي.. والحصيلة حتى يوم الخميس تصل إلى نحو 200 قتيل ومصاب شاهد الصور.. مشهد مهيب للحرم المكي بعد اكتمال التوسعة

حين يكون الإعدام ..... شرفا
بقلم/ بكر احمد
نشر منذ: 18 سنة و 4 أشهر و 14 يوماً
الإثنين 06 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 10:02 ص

" مأرب برس - خاص "

لا أحد ومهما كان خلافه مع صدام حسين إلا أن يقف له احتراما وتقديرا على مواقفه الشجاعة وصموده الكبير أمام كل هذه الضغوطات التي تمارس ضده ، فرجل مثله جمع كل النقائض في الشارع العربي من انهزام ونصر داخلي ، من ذل وكبرياء ، من أمل وانكسار ، ورجل مثله وهو يستقبل حكم إعدامه بالهتاف لوطنه ولأمته العربية لا يجعلنا إلا نقف مذهولين أمامه مهما اختلفنا معه.

حكم الإعدام على صدام بسبب قضية الدجيل هو حكم غاية في السخافة ولم يعد يقنع سوى الشعب الأمريكي الذي صرنا نوقن أنه شعب لا يستطيع إطلاقا إلا أن ينصاع وبكل سطحية لإعلامه وللقرارات الارتجالية العاجلة التي تغير ولاءه بين اللحظة والأخرى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، فكون أن هناك عملية انقلاب مدعومة من إيران ضد الحكم في العراق لا يمكن أن يواجه إلا بعمل حازم وبتطبيق القانون ضدهم وهذه من بداهات الأمور إلا لدى السذج ومن لديهم مآرب متسخة ، هذا في حال تناسينا أن كل يومين في العراق يقتل إضعاف قتلى أهالي الدجيل بكثير ، والمالكي نفسه يطلق يد المليشيات للتصفيات الجسدية والمذهبية والأمن مفقود وانعدام تام للخدمات الأساسية التي تمكن الإنسان أن يعيش بشيء من الكرامة .

إعدام صدام أو إعلان الحكم ضده بالإعدام لم يعد يفرح أحد لو تذكروا فقط كيف كانوا يعيشون في عهده وكيف هو حالهم الآن ، وان المقارنة بين العهدين تميل مباشرة إلى حكم صدام ، لكن هذا لن يكون مبررا لحكم مستبد بينما يكون مبررا لحكم أقل استبدادا ، وأنا أجزم أنه لا يوجد شيء في هذا الكون أكثر استبدادا وظلما من احتلال الوطن ومسخ الهوية وتمزيق الأرض ومصادرة ثرواته لصالح شعب آخر يدعي بالشعب الأمريكي والبريطاني ، هذا في حال اعتقدنا أن الأمر منحصر في العراق فقط ، بينما الواقع يتحدث ويقول أن هناك مخطط كبير يتجاوز العراق ليعيد تشكيل المنطقة وهويتها ويجعلها أجزاء طائفية مذهبية نتنه تنشغل في تصفيات تاريخية بلهاء على حساب البعد القومي والعروبي والديني ، مما سيدخلنا في دوامة دهرية أخرى لا نعلم متى نتجاوزها .

لماذا صدام _ شاء من شاء وأبى من أبى _ يجد تعاطف كبير من شعوب الأمة العربية ،ولماذا فشل الإعلام الأمريكي وبعض الإعلام العربي أمام تغير مفاهيم الإنسان العربي ، ولماذا العربي يبدوا أكثر نضجا واستقلالا رغم الكبت السياسي والثقافي بينما مثلما نرى دوما أنه ينجح _ الإعلام الأمريكي _ مع الإنسان الأمريكي ، هذا كون العربي أكثر التصاقا _ رغم كل هذا الضيم _ بهمومه القومية ويتعاطف تلقائيا مع أية مأساة تصيب أخيه العربي في أي بقعة على الأرض وأن التأثيرات الإعلامية ونشر الخبر بصياغة موجهة لم تعد تشكل أي معضلة أمام فهمه الصحيح لما يجري ألان ، فالاحتلال هو أمر سيء وهمجي ويتوجب مقاومته ولا يمكن تبريريه بأي شكل من الأشكال ، كما أن العميل هو عميل ولا يمكن شرح موقفه وكأنه يعبر عن وجهة نظر يمكن تقبلها والتحاور معها ، لذا الصورة ألان أوضح ما تكون عليه خاصة حين واجه صدام حكم الإعدام بالهتاف لعروبته ولوطنه وبأن المقاومة مشتعلة كأنها للتو انطلقت .

يعتقد بوش أن تعجيله بإصدار حكم الإعدام هذا قد يساعده في خوض الانتخابات القادمة خاصة أن شعبيته في أسوء حالاتها ويعلم أن فشله في الانتخابات قد يعجل نوعا ما من الانسحاب من العراق ويعلم أيضا عملاء أمريكا أنهم سيواجهون مصير غاية في الصعوبة حين تتخلى عنهم واشنطن ناجية بنفسها ، لكن الذي قد لا يتصوره بوش وأزلامه بأن صدور مثل هذا الحكم قد يعطي المقاومة زخم وعنفوان أكبر وأن يعيد نتاج صورة صدام حسين بأنه ذاك البطل الصامد الذي لا يركع أبدا .

كثيرة هي أخطاء بوش ومثل بوش هو جدير بعمل مثل كل هذه الفضائح الدموية والإجرامية ، ومثل بوش هو من يستحق أن يصدر بحقه حكم بالإعدام لقتله مئات الآف من العراقيين ولدعمه لإسرائيل لترتكب مجازر ضد الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان وتأيده المطلق أيضا للأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية ، فرجل مثل هذا من يستطيع _ إلا إن يكون بلا حياء أو قيم _ أن يروج لمشروعه ويدافع عنه .

العراق لن ينتهي بموت رجل مثل صدام ، والعراق لن يمزق لأن بوش تورط في توطيد الأمن وتركيع شعبه ، والعراق سيبقى عربيا لأن التاريخ والطبيعة تفرضان أجندتها ، ومن كانت الطبيعة والتاريخ معه فهو ولا شك منتصر ، بينما الأمم المبتورة والتي لا تنتمي إلى ارث أو ثقافة هي من يسهل تطويعها وإعادة إنتاجها من جديد ، وأرض بابل حتما ليست هي كذلك .  

 
عودة إلى كتابات
الأكثر قراءة منذ أسبوع
الأكثر قراءة منذ 3 أيام
صهيب المياحي
الحوثي: حرب الوهم
صهيب المياحي
الأكثر قراءة منذ 24 ساعة
عبدالفتاح الحكيمي
هائل سعيد وعدن.. ألأبناء على درب المؤسس الأول
عبدالفتاح الحكيمي
كتابات
كاتب/رداد السلاميشموخ الأقوياء
كاتب/رداد السلامي
اليمن السعيد بعد الانقلاب على السلال عهد لم يهنأ بالحكم
علي عبود
الفعل .. ميزان الشخصية
مشاهدة المزيد