مكة: أكثر من 3 ملايين مسلم اجتمعوا في بيت الله الحرام ليلة 23 رمضان
زعيم الحوثيين يعلن استعدادهم لدعم لبنان في مواجهة إسرائيل
من هو منصور السعادي العقل المدبر للهجمات البحرية لدى الحوثيين الذي أُصيب بقصف أمريكي؟
خبراء: تصعيد الحوثيين يخدم أهداف نتنياهو في المنطقة .. واستهداف الحوثيين لإسرائيل جاء بتوجيهات ايرانية
عاجل: صورة متداولة للغارات الأمريكية التي تعرضت لها العاصمة صنعاء قبل قليل والموقع المستهدف
عاجل.. الرئيس اليمني يكشف أدلة وحقائق عن الحوثيين وإيران وعلاقتهم مع القاعدة ومن أين تأتي الأسلحة المتطورة؟ وما الهدف الذي يسعى إليه عبدالملك بعد مقتل نصر الله؟
أصل العرب للعلماء الموهبين: تُكرم أستاذ الفقه المُقارن بجامعة إقليم سبأ الدكتور حاشد باعلوي
الخدمة المدنية تعلن موعد بدء وانتهاء إجازة عيد الفطر
غارات امريكية جديدة تستهدف معقل جماعة الحوثي.. والحصيلة حتى يوم الخميس تصل إلى نحو 200 قتيل ومصاب
شاهد الصور.. مشهد مهيب للحرم المكي بعد اكتمال التوسعة
لئن كان الإسلام رسالة عالمية تتجاوز حدود اللغة والعرق واللون واللسان والجغرافيا، ولئن كان الإسلام قد ألغى الفوارق بين الناس وجعل تقوى الله هي معيار التفاضل بينهم، إلا أن العرب هم أصل الإسلام ومادته.
وبناء على ذلك جاءت بعض النصوص للتعبير عن المسلمين بوصف "العرب"، كقوله صلى الله عليه وسلم: (ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج مثل هذه - وحلق بإصبعيه الإبهام والتي تليها) [متفق عليه]، فهل يقتصر خطر ظهور يأجوج ومأجوج على العرب وحدهم؟!
ومن ذلك قول الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه "قد رمينا أرطبون الروم بأرطبون العرب"، ويعني بـ أرطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، مع أنه قائد مسلم ينتمي للأمة الإسلام بأسرها وليس العرب وحدهم. ولا يسعنا أن ننظر إلى اختصاص أرض العرب بتنزل الرسالة بمعزل عن سنن الله في خلقه ونواميس العلاقة بين الأسباب وبين المسببات، فهناك حكمة قطعا في نزول الرسالة على أرض العرب.
والحكمة التي نقصدها هنا ليست جلية أو منصوصا عليها، بل هي مما يسوغ فيها الاستشفاف بالنظر والتأمل. العرب رغم كل ما احتشدت به ذاكرة التاريخ لهم من معالم لحياة جاهلية تموج فيها القيم المتردية، إلا أنهم كانوا أفضل حالًا من جميع الأمم والحضارات الأخرى، وكانوا هم الأقرب والأنسب لأن تكون أرضهم مهبط الوحي.
كانت العرب أقرب إلى الفطرة السليمة دون غيرهم ممن قوضت فطرتهم النعرات الفلسفية والخوض المحموم فيما يفوق إدراك العقول.
وساعد العرب على ذلك بعدهم إلى حد بعيد عن دوائر التناحر الدولي وصراع الحضارات، فاحتفظوا بإطارهم الثقافي دون الذوبان في الحضارات الأخرى. هذه المنظومة القيمية التي أهّلت العرب دون غيرهم لاستقبال رسالة الإسلام، كانت ميراثا باقيًا لهم من شريعة إبراهيم عليه السلام، وجاء الإسلام فأضفى على حسنها عبقًا، فهم رغم ما انتشر بينهم من الوثنية وعادات قبيحة أخرى كشرب الخمر والسلب والنهب وأكل مال اليتيم وظلم المرأة، إلا أنهم كانوا
أقرب إلى الفطرة مقارنة بغيرهم من الأمم، وفيهم خصال حسنة عزّزها الإسلام وأضاف عليها، ويروى عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "جاء الإسلام وفي العرب بضع وستون خصلة كلها زادها الإسلام شدة، منها: قرى الضيف وحسن الجوار والوفاء بالعهد".
بل نستطيع القول إن الإطار الأخلاقي للعرب كان سمة مميزة للقبائل العربية القديمة، كقبيلة جرهم اليمنية، وليس أدل على ذلك من قصة أم إسماعيل
عليه السلام عندما انفجرت عين زمزم، فجاءت قبيلة جرهم العربية اليمنية، واستأذنوا هذه المرأة الضعيفة الوحيدة في أن يقيموا لديها بجوار زمزم طلبًا للماء، وليس لهذا تفسير سوى دستورية الأخلاق لديهم. وليس هذا التناول تكريسا للنعرات القومية أو اختزالا لمفهوم الانتماء، وإنما هو بيان للعلاقة بين الإسلام والعروبة، والتي عبّر عنها بعض العلماء بأنها علاقة الروح بالجسد، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.