آخر الاخبار

منظمة العفو الدولية تنتقد المجلس الانتقالي الجنوبي وتوجه له دعوة عاجلة لإطلاق الصحفي أحمد ماهر المليشيات الحوثية تتوسل السعودية للتوسط لدى الإدارة الأمريكية .. والرياض ترفض مدير مكتب وكالة سبأ بمحافظة مأرب يتعرض للاعتداء ويوجه بلاغا لعضو مجلس القيادة اللواء سلطان العرادة والنائب العام عاجل قبائل البيضاء: المليشيات الحوثية تنسيق مع الجماعات الارهابية وتزودها بالإمكانيات وتسهل اعمالها لتحقيق هذه الأهداف الرئاسي اليمني يتطلع إلى شراكة أوسع مع أميركا لردع الحوثيين تركي آل الشيخ يثير الجدل بصورة.. هل نشاهد محمد صلاح في الدوري السعودي؟ القبض على رئيس كوريا بعد اشتباك بسيط مع حراسته.. الرئيس المعزول يقول أنه سلم نفسه ''حقناً للدماء'' سبب واحد متعلق باليمن.. لماذا يرغب ترامب في انجاز صفقة غزة قبل توليه منصبه رسميًا؟ المبعوث الأممي يقدم إحاطة جديدة أمام مجلس الأمن بشأن آخر المستجدات في اليمن مع استمرار تدهور العملة بشكل مخيف.. البنك المركزي اليمني يعلن عن مزاد لبيع 50 مليون دولار

أين يذهب موتى الوطن
بقلم/ الشاعر/نزار قباني
نشر منذ: 7 أشهر و 16 يوماً
الخميس 30 مايو 2024 10:07 م
  

1

نموت مصادفةً ..

ككلاب الطريق .

ونجهل أسماء من يصنعون القرار .

نموت ...

ولسنا نناقش كيف نموت ؟

وأين نموت ؟

فيوماً نموت بسيف اليمين .

ويوماً نموت بسيف اليسار ..

نموت من القهر

حرباً وسلماً ..

ولا نتذكر أوجه من قتلونا

ولا نتذكر أسماء من شيعونا

فلا فرق – في لحظة الموت –

بين المجوس ..

وبين التتار ...

بلادٌ ..

تجيد كتابة شعر المراثي

وتمتد بين البكاء .. وبين البكاء

بلادٌ ..

جميع مدائنها كربلاء ...

3

بكعب الحذاء تدار ..

فلا من حكيمٍ ..

ولا من نبيٍ ..

ولا من كتاب .

بلادٌ ..

بها الشعب يأخذ شكل الذباب !!

4

بلادٌ ..

بلادٌ يسيجها الخوف ،

حيث العروبة تغدو عقاباً ..

وحيث الدعارة تصبح طهراً

وحيث الهزيمة تغدو انتصار ...

5

مبادئ .. بالرطل مطروحةٌ

على عربات الخضار ..

تكفل حرية الرأي .. تعرض كالفجل

في عربات الخضار .

قصائد .. ليس عليها إزار

تضاجع في الليل كل خليفه ..

وترضي جميع جنود الخليفه ..

وترمى صباحاً كأية جيفه

عل عربات الخضار ..

6

بلادٌ .. بدون بلاد

فأين مكان القصيدة

بين الحصار ، وبين الحصار ؟

فعل انتحار ..

7

بلادٌ ..

تحاول أشجارها

من اليأس ،

أن تتوسل تأشيرةً للسفر ..

بلادٌ ..

تخاف على نفسها من قصيدة شعرٍ ..

ومن قمر الليل ،

حين يمشط شعر المساء .

وتخشى على أمنها

وعيون النساء ..

9

أفتش عن وطنٍ لا يجيء ..وأسكن في لغةٍ

ليس فيها جدار ...

10

بلادٌ ..

تعد حقائبها للرحيل

وليس هناك رصيفٌ

11

إلى أين يذهب موتى الوطن ؟

وكل العقارات فيه

ومن يدلكون بزيت البنفسج صدر الرئيس ..

وظهر الرئيس ..

وبطن الرئيس ..

ومن يحملون إليه كؤوس اللبن ..

إلى أين يذهب ؟

وما عندهم شقةٌ للسكن !!

12

ولو موتنا ..

كان من أجل أمرٍ عظيم

لكنا ذهبنا إلى موتنا ضاحكين

ولو موتنا كان من أجل وقفة عزٍ

وتحرير أرضٍ ..

وتحرير شعبٍ ..

سبقنا الجميع إلى جنة المؤمنين

ولكنهم .. قرروا أن نموت ..

ليبقى النظام ..

وأخوال هذا النظام ..

وتبقى تماثيل مصنوعةٌ من عجين !!

13

يموت الملايين منا

ولا تتحرك في رأس قائدنا

شعرةٌ واحده ..

ولم أك أعرف أن الطغاة

يضيقون بالآلة الحاسبه ..

14

أحاول بالشعر ..

أن أستعيد مرايا النهار .

وعشب الحقول ،

وضوء النجوم ،

وأستنبت القمح من تحت هذا الدمار .

15

أحاول بالشعر ..

إنهاء عصر التخلف ،

حتى أؤسس عصراً جديداً

من الورد والجلنار .

أحاول بالشعر ..

تفجير عصرٍ

وتغيير كونٍ ..

وإشعال نار ..

17

بحثت طويلاً عن المتنبي

فلم أر من عزة النفس

بحثت عن الكبرياء طويلاً

ولكنني لم أشاهد

بعصر المماليك

إلا الصغار .. الصغار ...

من الورد والجلنار .

16

أحاول بالشعر ..

تفجير عصرٍ

وتغيير كونٍ ..

وإشعال نار ..

17

بحثت طويلاً عن المتنبي

فلم أر من عزة النفس

إلا الغبار ..

بحثت عن الكبرياء طويلاً

ولكنني لم أشاهد

بعصر المماليك

إلا الصغار .. الصغار ..