المبادرات الخليجية .. مؤامرة إجهاض للثورة اليمنية !
بقلم/ د شوقي القاضي
نشر منذ: 13 سنة و 6 أشهر و 3 أيام
الأحد 08 مايو 2011 05:55 م

•عندما تقدم إخوتنا الخليجيون بمبادرتهم تعامل معها شباب اليمن وأحزابها ومكوناتها القبلية والعسكرية وغيرها بحسن نية وثقة الأخ بأخيه ، رغم التحذير من البعض الذي لم ينس الدور السعودي التاريخي المتمثل بإجهاض جميع الثورات اليمنية منذ 48 وحتى حصار السبعين ، ودورهم في إجهاض المشروع الوطني التحديثي الذي وضع قواعد تأسيسه الرئيس الراحل إبراهيم الحمدي رحمة الله عليه وأعلى في الصالحين ذكره ، ومشاركتهم في اغتياله إن لم يكونوا المخططين لذلك ، وكذلك محاولاتهم المستميتة في إجهاض مشروع قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 90 ، ولا ندري لماذا يختار إخوتنا السعوديون الانحياز للحاكم ( الزائل ) على كسب الشعب ( الباقي ) المهم هذا شأنهم { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ } ، وزيادة في التعاطي الإيجابي مع مبادرتهم صرحنا وأنا أحد من قال يومها إن مبادرة الخليجيين جزء من واجبهم تجاه شعب تجمعه بهم أواصر الأخوة والتاريخ والدين والجوار والمصالح ، ومن ثَمَّ شكرناهم وطالبنا مكونات الثورة اليمنية [ شباباً وأحزاباً وغيرهم] بالتفاعل معها وحسن الظن بها ، اعتقاداً منا أن إخوتنا الخليجيين عموماً والسعوديين على وجه الخصوص استفادوا من التاريخ والتجارب مع هذا النظام الذي استنزفهم وسبب لهم مشاكل تهريب الأطفال والبشر إلى أراضيهم ، بما في ذلك تهريب المخدرات والسلاح وغير ذلك ، وجرَّهم إلى مصادمة إخوتنا الحوثيين في معركة خسروها وتشوهت بها سمعتهم العسكرية ، ولولا تدخل العقلاء ووقفها لكانت الكارثة عليهم أكبر ، اعتقدنا أن إخوتنا السعوديين استوعبوا سنن الله فانحازوا إلى الحق المتمثل بدعم قضايا الشعوب الباقية والخالدة ، بل وذهبت بنا الظنون الطيبة بعيداً عندما ظننا أنهم تقدموا بمبادرتهم كنوع من الاعتذار وتكفير أخطاء الماضي الذي خذلوا فيه الشعب اليمني وانحازوا لجلاديه وقتلته ، ولكن للأسف خيَّب إخوتنا السعوديون ومن وراءهم من الخليجيين ظننا الحسن فيهم ، وأبو إلا أن ينكأوا جراحنا ويستفزوا مشاعرنا بتعاملهم اللامسؤول مع قضية شعب وثورة شباب.

• ظهرت المبادرات الخليجية غامضة بتدرجها الرمادي حتى جاءت في نسختها الأخيرة واضحة جلية بأنها مؤامرة تحاك لإجهاض ثورة تعاملت معها على أنها أزمة بين تكتلين حزبيين هما المؤتمر الشعبي العام واللقاء المشترك ، وأغفلت إرادة شعب يعبِّر عنها بخروجه المليوني في جميع المحافظات اليمنية ، وتجاوزت منطق العقل والشرع والحقوق في مشروعية هذه الثورة ومبرراتها العلمية والعملية ، وتجاهلت قوافل الشهداء الذين مهروا ثورتهم بدمائهم الزكية ، وتنكرت لآلاف الجرحى والمصابين والمظلومين من أبناء هذا الشعب.

• وبالعربي الفصيح وبكل ألم نقول لإخوتنا السعوديين خصوصاً ومن تعاون معهم وأقرهم في هذه المبادرة " المؤامرة " لا شكر الله سعيكم ، ولا وفقكم ديناً ودنيا وآخرة ، خذلتمونا في موقف كنا ـ ولا زلنا ـ نأمل نصرتكم فيه ، فلا سامحكم الله ، ولا حقق لكم غاية فينا ، ولا رفع لكم راية علينا ، واعذرونا إن خذلناكم في موقف ستتمنوا فيه نصرتنا ، فالأيام دول ، ولو دامت لغيركم لما وصلت إليكم.

• ونقول للقاء المشترك وللسياسيين من شركائه أنتم جزء ومكون رئيس في هذه الثورة وقد وعدتم شعبكم وقواعدكم بأنكم لن تخذلوهم ولن تنجروا إلى ما يضر مسيرة ثورة الشعب اليمني فإياكم .. إياكم أن تنجروا إلى ما يحرق سمعتكم وينهي نضالاتكم ، أما الثورة فلها رب يحميها ولها شباب يفتدونها بدمائهم وأرواحهم وهي منتصرة ورب السماء عاجلاً أو آجلاً.

• ونختم بهمسة في قلوب الشباب وعقولهم .. أنكم أيها الشباب روح هذه الثورة وجذوتها الأولى ، فالتحموا بساحاتكم ، ورصوا صفوفكم ، وخططوا لنصر ثورتكم ، وكل الطرق المشروعة والسلمية متاحة أمامكم ، فصعِّدوا وتيرة نضالكم ، والله معكم ، والشعب اليمني وراءكم.