هؤلاء هم النخبة؟!
بقلم/ كاتب/رداد السلامي
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 19 يوماً
الثلاثاء 13 مارس - آذار 2007 10:08 ص

مأرب برس - خاص

لا يمكن ان تشعر في جامعة صنعاء بأنك طالب لأن ثمة شعور غريب يسيطر عليك انك مجرد اسير لا يحق سوى ان يقبل بملاءات العميد الذي ينتصب أمامك بطول فارع ورأس فارغ كخيمة في صحراء عاصفة.

لا أتحدث عن المعامل المعطلة ..والقديمة.. والممارسات التي لا تليق بنخبة ينظر اليها الطالب على انها اساس الوعي ومنهل الفكر وينبوع الحرية ..لكنها ترضى ان تتحول إلى اداة قضم وهضم وأحجار رمي في يد الاستبداد لتمارسه بالوكالة لقاء صعود تافه لا يرفع رأسا ولا يعلي هامة.

ما قام به مؤخرا عميد كلية طب الأسنان من أسلوب لا يعبر عن كينونة مثقفة وواعية من قيامة بعملية أشبه بالتعزيز بطالبة كتبت عن أوضاع معامل الكلية التي تشبه مقبرة نفايات نووية لا تصلح لعصر استجد فيه كل شيء،حيث انتقدت الطالبة وضع الكلية وأبرزت بألم واقعي وموضوعي الحالة المتهرئة لمعامل يحتويها الصدى ويعبوها الغبار والفراغ والتعفن..والطالبة لم تبالغ فيما كتبت فذات زيارة قمت بها الى معامل جامعة صنعاء السنة الماضية كتبت تحقيقا مفصلا عنها وموثقا بالصور نشر في صحيفة الاتحاد العام لطلاب اليمن وكذلك في الشورى نت وموقع صحيفة الحقائق الدولية على شبكة الانترنت ؛ رأيت ما يدمي القلب ويتوه بك في سراديب الحسرة على مستقبل وطن وجيل أدوات نهوضه معطلة وقديمة ..

لكن العميد ثارت ثائرته وتحركت نوازع التسلط فيه وأصدر أوامره لدكاترة الكلية بالإضراب الشامل والامتناع عن التدريس بحجة إقدام الطالبة على نقد أوضاع معامل الكلية!!

وأ شاع في أوساط الطلاب أنها السبب في إضراب الدكاترة عن التدريس مما شكل لها وعكة نفسية عزلها عن زملائها الطلاب ولو ان هذا العميد حرض دكاترة الكلية على الإضراب من أجل حقوقهم المنقوصة وأوضاع الكلية المتدهورة لكن اجدى وانفع من شن حرب نفسية على طالبة آلمها وضع كليتها فحركت القلم لتكتب عن ذلك الإهمال.

من يرضى أن يكون مجرد ملبوس لسوس الفساد وأداة طيعة تستخدم للدوس لا ينفعه علم وإن تدرج في نيل الشهادات العلمية والألقاب الأكاديمية لأن العلم شرف يعلي من قدر صاحبه و يخلق فيه حب الحرية والتضحية من اجل سيادة الحقيقة نقول لهذا العميد تجرد من ذاتك واقترب من طلابك وكن ابا يهدهد قلقهم ويلامس همومهم و ولا تنفخ فيما يلهب الأسى في أعماقهم وترفع عن الحالة (الوزغية) التي لاهم لها إلا النفخ فيما يحرق ويذبل ويميت ويشعل في المهج تباريح الحزن والألم.

وكن واثقا أن التقييم الحقيقي لأدائك لايأتي من الأعلى ولكن من الأسفل وأن المليء يتدلى لينال من ثماره الآخرين " والفارغات رؤسهن شوامخُ" واليوم طلابك طلاب وغدا نخب ..والحقيقة لا تلغيها التواءات تافهة وممارسات مكشوفة لأنها تتكيء على دعائم أساسها الوعي والمنطق المنطلق من كينونة تستبطن حب الحرية و الانطلاق نحو ما يزيد من فعاليتها وقدرتها..وإذا كانت لوائح القمع البوليسية التي اصدرتها رئاسة الجامعة قد أوحت إليك انك ستمارس دق الأعناق وأنت في مأمن شرعن له حثالة مستبدين" أغبياء " فأنت مخطئ في التماشي مع تلك الايحاءات، لأنهم خالفوا باصداراهم لتلك اللوائح الدستور والقانون ومنطق الحرية والديمقراطية التي ينادي بها عالم اليوم كما حولت هذه اللوائح الجامعة إلى مركز امني دون مراعاة لحرمتها ومكانتها العلمية كمؤسسة تنويرية تعمل على ضخ مفاهيم النقد والحوار والرقي الحضاري والاختلاف الراقي المتعدد الذي يثري الحياة الوطنية .

وإذا كان نقد وضع مزري سيؤثر على مكانتك فمن الأولى أن تغادر الكلية على ان تكون أداة تكريس لوضع شائخ ومن الأولى ان تهتز مكانتك خيرا من ان يهتز مستقبل جيل برمته سيخرج غدا الى ساحة الفعل والانجاز ليجد انه لايستطيع تطبيق ما تعلم..

فإن يخلع ترس معطل خيرا من ان تعطل تروس ستحرك حياة المجتمع والوطن وأنت عينت مسؤلا ومن تمام المسؤولية واحترامها أن تؤدي واجباتك بأمانة بعيد عن إطالة أمد بقائك ولو على حساب مستقبل وطن ومصير جيل..

إن تصرفك ذلك اثبت ان الطالبة عزفت على وتر حساس وكشفت من خلاله وضع متردي لمعامل الكلية وننصحك ان لا لاتحرض أساتذة الكلية الذين حتما سيفشلون مخطط الكبت الذي تمارسه ضد طالبة قالت الحقيقة فأردت تقديمها نموذجا إذلال لكل من سيتعرض لنقد أداءك المختل البعيد عن روح المسؤلية الوطنية وندعوك الى ان تكلف نفسك الى الذهاب الى معامل الكلية لرؤية اوضاعها ولو من باب الفرجة ..لأننا على يقين انك ربما لم تراها ولم تكلف نفسك عناء ذلك كما اننا على يقين ان الطلاب لن يدعوا ممارساتك تمر هكذا بسلام وسيلجؤن الى تصعيد قضية زميلتهم وأوضاع كليتهم بوسائل دستورية وقانونية لتقول العدالة كلمتها.

*كاتب وصحفي