اعلان حالة الطوارئ القصوى في لوس أنجلوس والحرائق تلتهم المدينة- صور زحام شديد في منفذ الوديعة ومئات الأسر عالقة هناك انهيار قياسي للعملة اليمنية.. الدولار يصل حاجز 2100 للبيع ''أسعار الصرف'' مصادر عسكرية: فرار مليشيا الحوثي تحت ضربات الجيش في جبهات مأرب والجوف وتعز استعادة كنوز ملكية ثمينة مخبأة منذ الحرب العالمية الثانية عاصفة شتوية تعطل آلاف الرحلات الجوية في جنوب الولايات المتحدة إيران تكشف عن قاعدة صاروخية تحت الأرض هاجمت منها إسرائيل أميركا تستهدف قطاع النفط الروسي بعقوبات شديدة و تكبدها مليارات الدولارات شهريا للمرة الخامسة غارات إسرائيلية وبريطانية جديدة على 3 محافظات يمنية الكشف عن 4 بنود وضعت للرئيس اللبناني بين الجلستين النيابيتين قبيل انتخابه
مأرب برس - خاص
ترسم الحرب الدائرة الآن فى محافظة صعدة مشهداً محزناً لبلد يتشظى بالفقر والجوع وبالحرب ايضاً ولشعب يكاد يبدو غائبا ومغيّباً كأن ليس من حقه أن يعرف شيئاً عما يدور بإسمه وعلى أرضه وعلى حساب لقمة عيشه..
يضاعف من سوريالية هذا المشهد ليس فقط صعوبة الوصول الى معلومات دقيقة وموثوقة عنه ولكن ايضا غموض وإلتباس المواقف حياله على أكثر من صعيد سياسي واعلامي عام..
اذا كان الموقف الداخلى فى اليمن غير مكترث فى عمومه بهذه الحرب كما يرى البعض أو بما يدعيه طرفاها على الأقل فالسؤال هو .. دفاعاً ونيابةً عمن يخوض الجيش إذاً هذه المواجهة طوال نحو اربعة اشهر؟ واذا كان الشعب ومؤٍٍسساته وأحزابه شريكاً ومؤيداً لهذه الحرب كما يقول الإعلام الرسمى فلماذا لايكون من حق هذا الشعب ان يكون على علم بمجرياتها وأن تكون هناك تغطية اعلامية للتطورات الميدانية لهذه الحرب وإن للإعلام الحكومى ؟ واذا كانت الحكومة تخشى على حياة الصحفيين فلماذا لايتاح لهؤلاء ولمراسلى وسائل الإعلام المحلية والخارجية زيارة المديريات والمناطق التى تقول الحكومة انها حررتها من سيطرة الحوثيين؟
اعتقد أنه لم يعد مفهوماً او مقبولاً بعد انقضاء اشهر على هذه الحرب الاّ تسمح الحكومة للصحافة ووسائل الإعلام من التعرف على ماتقول انها انجزته فى حربها ضد المتمردين من اتباع وانصار الحوثى ، وما يجب عليها ان تدركه هو أن حالة الإحتقان والتذمر والإحباط فى الأوساط السياسية والإعلامية وان الدور المتصاعد لما بات يعرف بمؤسسات المجتمع المدنى فى مواجهة عمليات التعتيم والحجب للمواقع الإخبارية والصحف الأليكترونية ماكان لهما ان يحدثا لو أنها تعاملت مع الإستحقاقات السياسية والقانونية والأخلاقية لحرب صعدة ولو بالحد الأدنى من الشفافية والوضوح والاّ تضيف الى الإغلاق العسكرى لمحافظة بأكملها اغلاقا لنوافذ المعلومات والأخبار فضلا عن تهديد وتخوين من يقوم بعرض وجهة نظر الطرف الآخر فى هذا الصراع حتى وان كان إرهابيا ومتطرفاً..
اعود وأقول ان الحديث عن (خصوصيات) وظروف خاصة باليمن وعن واقع اجتماعى لايسمح بتدفق المعلومات ونشر أخبار هذه الحرب وغيرها من الحوادث والقضايا العامة فيه احتقار لوعي الشارع الذى تجاوز كثيراً خطاب الحكومة وسياسات الاعلام الرسمى فضلا عن كونه أمراً لايمكن قبوله من اى نظام سياسي يتباهى بديمقراطيته ولا يحتمل ان يكون مبرراً للتلاعب بالوقائع وحقائق الأمور خصوصاً عندما يتصل الأمر بحرب تجاوزت قذائفها حدود البلاد او بتظاهرة فى الشارع او حادث أمنى او غير ذلك مما لاسبيل الى إخفائه بل ان الاسلوب الوحيد لتحصين وعي المواطن ونيل احترام الرأى العام المحلى والدولى إنما يتطلب قدراً من احترام حق الآخرين فى أن يعلموا وفى ان يسمح للصحفيين والمراسلين المعتمدين الوصول الى مواقع الاحداث فى الوقت المناسب واستقاء المعلومات الصحيحة من مصادرها الأصلية مباشرة وفى نشرها بشفافية بالطرق المهنية والموضوعية السليمة لاأن يبقى الجمهور نهباً للتأويلات والشائعات ، كما ينبغى ان تكون للمسؤولين المباشرين العسكريين والأمنيين وغيرهم صلاحية اعطاء الصحافة ووسائل الاعلام المعلومات الدقيقة حول اى واقعة او حادث او قضية عامة لاصلاحية ضرب الصحفيين ورفسهم فقط.
* صحفى وكاتب يمنى مقيم فى بريطانيا.