محمد صلاح في طليعتها.. صفقات مجانية تلوح في أفق الميركاتو الشتوي عاجل :حلف قبائل حضرموت يتحدى وزارة الدفاع والسلطة المحلية ويقر التجنيد لمليشيا حضرمية خارج سلطة الدولة مصابيح خلف القضبان.... تقرير حقوقي يوثق استهداف الأكاديميين والمعلمين في اليمن الإمارات تعلن تحطم طائرة قرب سواحل رأس الخيمة ومصرع قائدها ومرافقه بينهم صحفي.. أسماء 11 يمنيًا أعلن تنظيم القاعدة الإرهـ.ابي إعدامهم مكافئة للاعبي المنتخب اليمني وهذا ما قاله المدرب بعد الفوز على البحرين تعديل في موعد مباراة نهائي كأس الخليج في الكويت إضراب شامل في تعز احتجاجًا على تأخر صرف المرتبات ارتفاع ضحايا حادث تحطم الطائرة المنكوبة في كوريا إلى 127 قتيلا دولة عربية تسجل أكبر اكتشاف للغاز في عام 2024
مأرب برس - خاص
كثيرة هي الأطروحات التي تتناول الشباب نقدا ودراسة وتحليلا، لكن للأسف الشديد نجد أن معظم تلك المتناولات لا تتجاوز أن تضع الشباب موضع الاتهام بأنهم هم بؤر الأزمات..ومنابع المشاكل العديدة للمجتمعات وراحوا ينظرون ويكتبون عن واقع الشباب وأزماتهم وكيفية التخلص منها...
إذا قررنا أن هناك ثمة أزمة بالفعل في شبابنا اليوم ( ونحن منهم )..فهي ليست في الشباب أنفسهم، فهؤلاء الأرق أفئدة ، مرهفو الحس ، طيبوا القلب ، حسنوا النوايا، الآملون في غد مشرق، الطامعون في البناء والتضحية من أجل أوطانهم..مستعدون للتفاهم والتعاطي مع العالم من حولهم ..
إذا الشباب ليسوا مشكلة في حد ذاتهم ، ولكن الفهم وطبيعة التعامل معهم هو المشكلة.
فالشاب – فتى أو فتاة – ليس متمردا في حد ذاته ، ولا قلقا في طبيعته ، ولا عنيفا في جبلَته .. لكن البيئة والمحيط والوسط ، سواء كان بيتا أو شارعا أو مؤسسة أو مدرسة هم من لا يحسنوا التعامل مع ذلك الإرهاف فيحيلوه بقسوتهم إلى عنف وإرهاب.
وقد تقاسمت تلك الأطروحات من قبل مربينا وعلمائنا حق تصنيفنا وتقسيمنا وقالوا كلمتهم فينا وأصدروا حكمهم على أفعالنا، وتصرفاتنا، ونوايانا، وخبايانا، ومكنوناتنا..
فعلماء النفس يرون في مرحلة الشباب أزمة نفسية طويلة، وصراعا نفسيا محتدما بين المؤثرات والاستجابات، ويتعاملون مع الشباب من منطلق المراهقة المغلفة بالقلق والحيرة والاكتئاب والانفعالات وما إلى ذلك مما في القاموس النفسي من مفردات التعقيد ..
وعلماء التربية يعتقدون أن الأزمة ( هذا إذا قبلنا أن هناك أزمة أساسا ) هي أزمة البناء والتنمية، وأن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات التربوية بالدرجة الأساس لرفع قواعد البناء وتطوير أسس وأساليب التنمية..
أما علماء الاجتماع ينظرون إلى الشباب من زاوية أنهم أزمة في التوافق والتغيير والسلوك.
بالله عليكم إذا كان هذا هو القياس ، فماذا ننتظر من المتعاملين مع الشباب غير زيادة الضغوطات وتكريس الممنوعات ، بل وإشهار سيف المحرمات العرفية التي ما أنزل الله بها من سلطان ، فيكون الحصاد التمرد والانفلات والانحلال والتطرف والإرهاب.
إن مرحلة الشباب بما تمثله من مرحلة التوسط بين مراحل الحياة الأخرى ، لهي مرحلة الإدراك والوعي والرشد.. وإلا كيف يحمل الشارعُ الإسلامي الشاب ( فتى وفتاة ) مسؤولية التكليف الشرعي بما ينطوي عليه من تعقل وامتثال وإثابة وعقوبة..
إذا لم يكن الشاب مؤهلا لتحمل المسؤولية ، وأية مسؤولية ؟!
مسؤولية الاستخلاف والأعباء الشرعية التي تضع الشاب في مصاف سائر المكلفين سواء بسواء .. حيث سيقفون جميعا في ساحة الجزاء يحاكمون لا على أساس أن هذا شيخا وهذا شاب وإنما على اعتبار أنهم مكلفون على حد سواء.
كما وأن سنة المصطفى لم تترك هذا الباب مغلقا فقد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن نربي أبناءنا سبعا ‘ ونؤدبهم سبعا ثانية، وأن نصاحبهم سبعا ثالثة..ثم نكلفهم أمور الدين والدنيا فهم أقدر عليها، ولا ننسى أن جل أبناء الإسلام ممن حملوا المسؤولية كانوا شبابا أمثال أسامة بن زيد ، وعقبة بن نافع، وطارق بن زياد، وكانوا أقدر عليها وأكثر .
إن مسؤولية بناء الشباب بناءا سويا ، مسؤولية تضامنية تتضافر فيها الجهود وتتلاقي وتتلاقح فيها التجارب.. وأن التفهم والتفاهم هو ما ينبغي أن نبحث عنه في التعاطي مع الشباب فتيانا وفتيات.. فهل يوجد في بيوتنا ومدارسنا ومؤسساتنا مثل هذا الأسلوب من التعامل المخلص والودود.
إنّ الشباب هم الرسالة.. الشباب هم البناء والتطوير..
الشباب هم الأمل والطموح.. والشباب هم الانفتاح على العصر بوعي وبصيرة..
والشباب هم قوة ورافد الواقع الحي، الراغب باقتلاع جذور التبعية والفساد..
فلا تحرموهم ذلك.. ولا تحولوهم إلى شباب التهور والانفلات..
شباب التطرف والإرهاب.. شباب التخنث والضياع..
إلى شباب مستهلك ومجتر لكل ما يقدم إليه من بضاعات فكرية وسياسية واجتماعية..
الشباب هم الأمل.. رجاءا لا تدعوهم يكونوا سببا في الألم.
الشباب هم عنوان الإرهاف.. بالله عليكم لا تجعلوهم منابع للإرهاب.