عاجل .. وزير الدفاع اليمني : القوات المسلحة وجميع التشكيلات العسكرية في جهوزية عالية وسنتعامل بحزم مع أي مغامرة حوثية
في أمسية رمضانية لرابطة الجرحى بمأرب.. بلغيث: القيادة السياسية تقدر تضحيات الجرحى
من أعماق سقطرى.. حيث الإنسان يوثق حضورا إنسانيا جديدا ويغير مسار حياة ابو سلطان
حزب الإصلاح في اليمن يوجه دعوة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة
تقرير دولي.. اليمن خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأعداد النازحين ستصل الى اكثر من 5 مليون نازح ..
مركز الفلك الدولي يكشف عن موعد عيد الفطر 2025 وغرة شهر شوال
عاجل ...الجامعة العربية تكشف عن أدوات المواجة مع إسرائيل ردا على المجازر الإسرائيلية في غزة
وزارة الدفاع الأمريكية: مصممون على تدمير قدرات الحوثيين العسكرية
أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع سفير تركيا
شاركت كغيري في حضور بعض لقاءات مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، وقد استبشرنا كلنا خيرا بهذه اللقاءات، وظننا أنها ستترجم إلى أرض الواقع، وتنتقل من خطابات شفوية وتوصيات عامة إلى عمل ميداني على مذهب: «الميدان يا حميدان»، ولكن مرت سنوات ولا تزال هذه اللقاءات تنتهي بتوصيات شفوية أشبه بتوصيات مجلس التعاون والجامعة العربية التي تكرر دائما هذه العبارة القوية العظيمة المفزعة الهائلة وهي: (يجب على إيران أن تنسحب من جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى)، أتلمَّس أثر الحوار الوطني في المجالس والمدارس والجامعات والمساجد والأندية والأحياء، فلا أجد أثرا، لقد شبع الناس من الكلام، يريدون أعمالا لا أقوالا، وإصلاحات لا تصريحات، لماذا لا يدخل الحوار الوطني مادة الحوار في المدارس والجامعات؟ لماذا لا يُنشأ معهدٌ لهذا الخصوص؟ لماذا لا يعرض الحوار في خطب الجمعة والدروس العامة؟ لماذا لم يقم الإعلام بحملة قوية لتفهيم الناس وتثقيفهم بأساليب الحوار؟ لماذا لم تُطبع كتب في هذا الباب؟ لماذا لم تُنشأ نوادٍ في المدن والقرى والأرياف تعلم الناس فن الحوار؟
نحن في الحوار ما زلنا في «أولى ابتدائي» نحتاج إلى سنوات طويلة لتعلم هذا الفن والعمل به، وممارسته كخُلق وثقافة، نحن ما زلنا نتفاهم بالعصا والمشعاب والعجراء والهراوة والملاكمة والعض والنهش والرفس والشتم والسب، واستعداء السلطة والجمهور، سنوات على الحوار الوطني ولم ألاحظ أي تغيّر في تعاملنا؛ فبعض الأساتذة يُضربون من الطلاب ضرب غرائب الإبل، وشاب رفس أمه حتى ماتت، وفتى عنيد مريد قتل أباه بالمسدس، وزوج شرير فاجر كسر ضلعين لزوجته وشج رأسها، وشيخ قبيلة يرفض آراء كل القبيلة ويجبرهم على رأيه فحسب، ومدير مدرسة حوّل المدرسة إلى ثكنة عسكرية وكأنه ضابط من ضباط الكوماندوز، وخطيب جمعة يهدد ويتوعد العُصاة ويتربص بهم الدوائر، وكاتب يجلد الناجحين بقلمه كل يوم، وصياح وصراخ وزعيق ونعيق ونهيق في النوادي والمجالس، نحن لا نحتاج إلى مزيد من المؤتمرات واللقاءات والتوصيات، نحن نريد عملا مثمرا، وأثرا ملموسا نعيشه ونلمسه ونحسُّه ليغيّر من حياتنا الصاخبة الهائجة المائجة إلى حياة حوار وأمن وسكينة وحب وسلام.
إن الشريعة الإسلامية مليئة بنصوص الحوار، والمجادلة بالتي هي أحسن، والرفق واللين، ولكنها تبقى نصوصا محفوظة لا ننتفع بها ما لم نفعِّلها في حياتنا، آمل أن نسحب من قاموس حياتنا كلمات التهديد والوعيد والتنديد، والعذاب الشديد، والبطش الأكيد لمن خالفنا، نحن نحمل غضبات مضرية جوفاء، ولكننا لم نقتل ذبابا، نحن بحاجة إلى صوت هادئ، ودليل مقنع، وحجة واضحة، وحوار بنّاء، فقد تعبنا من النهر والزجر والتوبيخ والتعنيف الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، إن العظماء قوتهم في عقولهم، وحجتهم في أفكارهم، وإنجازاتهم في أعمالهم، وإن الأغبياء والحمقى أدلتهم في عضلاتهم، وبراهينهم في صراخهم، وآثارهم لا تتجاوز حناجرهم، قال الله تعالى في البلداء الفاشلين الساقطين الذين عطلوا التفكير، وألغوا العقل، وردوا الحق، وصرخوا في وجه البيّنة: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ)، الأمم الناجحة يَقِلُّ كلامها، وتسمو أخلاقها، ويهدأ غضبها، ويتلاشى صراخها، والأمم الفاشلة كالطبل الأجوف صوت ولا أثر، وكالمزمار الأخرق نغمة بلا صدى، وكالبالون المنفوخ بهرج بلا قيمة.