العطاس : مراكز القوى ليست جاهزة لأي حوار أو تفاوض يعيد السلطة للشعب
بقلم/ مأرب برس
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 10 أيام
الأربعاء 29 أغسطس-آب 2012 10:09 م
 
 

اتهم الرئيس حيدر أبوبكر العطاس أول رئيس وزراء لدولة الوحدة نظام الرئيس السابق "صالح" بضخ جملة من الأكاذيب التي قال أنها لم تصمد أمام عدالة القضية الجنوبية ، معتبراً أن الأخطر من ذلك انه زرع عدة بؤر امنية كفزعات ودفاعات لمنع اقتراب الأشقاء والأصدقاء من الملف الجنوبي.

واعتبر العطاس في حوار هام ينشره موقع ( مأرب برس ) بالتزامن مع صحيفة "الأمناء" في عددها الصادر اليوم الأربعاء أن خط مؤتمر القاهرة هو الطريق الآمن للوصول إلى استعادة دولة الجنوب ، قائلاً ان الفيدرالية ستعيد الجنوب ليدار من قبل شعبة من خلال المؤسسات الدستورية التي سينتخبها وتقع عليها مسؤولية اعادة الحياة المدنية بمؤسساتها المختلفة ، ومعالجة تركة من وصفها "سلطة 7 يوليو" وفق القانون ، وتحضير شعب الجنوب للاستفتاء ليقول كلمة الفصل في مستقبله.

واستبعد العطاس أن يكون لدى إيران مشروع لمساعدة شعب الجنوب لفك الارتباط واستعادة دولته ، مرجحا أن أهداف الدعم الإيراني أن صح هي غير تلك المعلنة وستكون اشد ضررا على مسيرة نضال شعب الجنوب ومستقبل قضيته.

وتطرق العطاس في حواره إلى عدد من المستجدات على الساحة الوطنية في هذا الحوار :

حوار/ فراس اليـافعي

• كيف تقرأون المشهد السياسي اليمني اليوم بعد أكثر من عام على الأحداث العاصفة التي شهدتها البلاد؟

- برغم الجهود التى يبذلها فخامة الرئيس الاخ/عبدربه منصور هادى فإن المشهد السياسى يزداد تعقيدا وقتامة لكثرة الايادى العابثة فيه وأخطر مخرجات قرائح العابثين القدامى والجدد هى: تحييد ثورة الشباب السلمية، طاقة التغيير ووسيلته المؤمل عليها، لصالح قوى النفوذ العابثة والمسنودة بقوة السلاح ومال الشعب المستباح.

• اليمنيون يتطلعون إلى مؤتمر الحوار الوطني القادم بتفاؤل كبير..ماذا تمثل لكم وللوطن هذه المحطة الوطنية التاريخية؟

- لاشك ان الحوار والتفاوض ، ولكل منهما مهمة ، وسائل انسانية، حضرية وسلمية لحل وتسوية الخلافات والتباينات والنزاعات، و لكنهما لا يستقيمان مطلقا مع سطوة السلاح ونفوذ المال المستباح . انها جميعا وسائل لكنها متناقضة ولا يمكن الجمع بينها على طاولة واحدة . ان الشعب اليمني جنوبا وشمالا الذي خرج بصدور عارية فى مواجهة سطوة السلاح ونفوذ المال بركيزتيه الفساد والارهاب بعد سنوات القهر الطويلة مقدما قوافل من الشهداء الابرار والجرحى والمعوقين والمعتقلين والمشردين عبر مسيرات الحراك الجنوبى السلمى جنوباً والثورة الشبابية السلمية شمالاً لن يقبل بحوار او تفاوض تحت تهديد نفس قوى النفوذ التى عبثت طويلا بكرامته وسيادته وبمعيشته وأمنه واستقراره ونمائه.

فعن اى حوار تتحدث و مراكز القوى فى صنعاء ليست جاهزة لأي حوار او تفاوض يعيد السلطة للشعب شمالا ويعيد الجنوب لأهله جنوبا بصورة سلمية تحافظ على النسيح الاجتماعي ووشائج الاخاء والمحبة وتفتح الآفاق لمستقبل نام ومستقر بعيدا عن سلطة 7 يوليو المنقسمة على نفسها ، بفعل هزات الحراك والثورة الشبابية، والتي لازالت ممسكة بالسلاح والمال وهى أدوات سلطة الشعب المغتصبة . لذا فالشعب الذي خرج وسالت دماء ابنائه فى ساحات الحراك والتغيير جنوبا وشمالا امام المحك للانتصار لمستقبل اجياله ، كما هم الرعاة الاقليميون والدوليون أمام امتحان انساني واخلاقي لإنصاف الشعب اليمني شمالا وجنوبا ومساعدته على تأمين مستقبله وأمنه واستقراره المتداخل اقليميا ودوليا.

• ما هي المرجعية– كما ترون - الحقيقية التي يقوم عليها التفاوض أو الحوار حول القضية الجنوبية ؟

- شعب الجنوب هو المرجعية ، بعد الله سبحانه وتعالى ،فهو صاحب السيادة ومالك الحق ومصدر سلطاته. وهناك مرجعيات قانونية واجرائية ضامنة تقدمنا بها للجنة الاتصال باسم القيادة المؤقتة للمؤتمر الجنوبى الاول.

• تقع العناوين المطروحة للحلول من قبلكم، وزملائكم في قادة العمل السياسي الجنوبي، ما بين فك الارتباط، والفيدرالية، لكن المجموعة الإقليمية والدولية طرحت أن يكون حل القضية الجنوبية في ضوء المبادرة الخليجية، ومؤخراً أكدت الدول الإقليمية، والدول الكبرى، أنها مع حل هذه القضية «شريطة أن يكون تحت سقف الوحدة اليمنية»؟

- اقيمت الدول على اساس الشرعية الدولية وهى منظومة متكاملة ترتبط بها جميع دول العالم ويحدد ويضمن القانون الدولى حقوق شعوبها ، وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية واحدة من هذه الدول كاملة السيادة التى تأسست على اساس الشرعية الدولية واصبحت عضوا عاملا فى جميع منظمات الشرعية الدولية عالميا واقليميا ، دخلت فى وحدة طوعية مع دولة اخرى كاملة السيادة ، لم يكتب لها النجاح وبصرف النظر عن اسباب فشل هذه الوحدة ، فهل يجوز للدول ومنظمات الشرعية الدولية التنكر لحقوق شعب أي دولة كاملة السيادة فى الوحدة والاتحاد مع دولة او دول اخرى او الانسحاب منه؟. أجزم بان الدول والمنظمات التى تتحدث وتقرر فيما أشرتم اليه لجأت لذلك مراعاة لظروف خاصة وطارئة لن تجبرها في المحصلة النهائية على مخالفة الشرعية الدولية والقانون الدولى بفرض وضع بأي نوع من انواع القوة على شعب يرى انه يحل بكرامته وسيادته وأمنه واستقراره ونمائه ،بالغ الضرر.

وباعتقادي وبقدر اطلاعي ان الظروف الخاصة والطارئة التى تقف خلف الموقف الدولى والاقليمي من القضية الجنوبية استندت بالاساس إلى التهديدات الامنية التى اطلقها وزرعها نظام الرئيس السابق برعايته للمنظمات الارهابية بالاضافة الى تهديد آخر زرعه نفس النظام فى الجنوب بحرمان ابناء الجنوب من امتلاك أي مصالح اقتصادية أساسية بموجب القانون ومنح مصالح اقتصادية ضخمة خارج اطار القانون لقوى شمالية مقربة ومتنفذة تهدد بالقتال من اجل مصالحها.

وعليه فأنا لست قلقا من هذا الموقف الدولي والاقليمي الذى فرضته ظروف معينة لا علاقة لشعب الجنوب بها ويمكن شعبنا وبالتعاون مع الاطراف المعنية وضع المعالجات لها، لكنني أشاطر بعض الاطراف من الخشية والقلق على الجنوب من موقف اطراف جنوبية تتجاهل الواقع ومتغيراته وتتصرف وتتحرك بعقلية الستينيات والسبعينيات. لكنني متأكد من ان الجنوب بكل أبنائه المخلصين سينتصر لقضيته ولن يسمح لأحد العبث بها وسيمد جسور الثقة والشراكة والتعاون مع الجميع.

• ما المانع أن تُشارك جميع هذه الأطراف والقوى الجنوبية في المؤتمر الوطني ...؟

-ان كنت تقصد المؤتمر الوطني للحوار المزمع انطلاقه بموجب العملية السياسية، أرى ان مراكز القوى فى صنعاء غير جاهزة لانعقاده ، فبرأينا ان يمثل الجنوب بوفد موحد لخصوصية قضيته وتحت مظلة الحراك الجنوبي السلمي وبتمثيل كل الطيف السياسي والاجتماعي الجنوبى.

• لقاؤكم الاول والأخير برموز النظام في الشمال مثل (الارياني) في ألمانيا والقاهرة اعتبره البعض خيانة ورفض البعض الأخر ذلك، ما رأيكم؟

- أعتقد اننا قمنا و بكل شفافية بما يخدم القضية الجنوبية في اللقاءين والتاريخ سيشهد، ولا خوف على شعب الجنوب وقضيته العادلة الا من امثال هؤلاء المزايدين والمتطرفين اللذين أساؤوا لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وشعبها ولا يزالون مستمرين فى نهجهم المتطرف الذي سيلحق الضرر بالقضية الجنوبية التى يدفع الشعب ثمنها.

• برأيك لماذا تعمد صالح ونظامه فرض تعتيم على القضية الجنوبية فضلا عن اقصاء الجنوبيين في القطاع الاقتصادي أو النفطي وغيرها من قطاعات الدولة؟

- لقد مارس نظام صالح المتهاوي ليس تعتيما اعلاميا فحسب بل ضخ جملة من الاكاذيب التى لم تصمد امام عدالة القضية الجنوبية، ولكن الاخطر من ذلك انه زرع عدة بؤر أمنية كفزاعات ودفاعات لمنع اقتراب الاشقاء والاصدقاء من الملف الجنوبي، لإدراكه هشاشة موقفه امام حقيقة القضية الجنوبية الساطعة ، قضية شعب ضحى من اجل تكافل وشراكة فأقصوه ونهبوه ثم استعبدوه.

اما اقصاء ابناء الجنوب عن القطاع الاقتصادي وتحديدا في قطاع النفط والغاز فقد تم وفق سياسة مدروسة لنظام استهدف مع سبق الاصرار والترصد حرمان ابناء الجنوب من امتلاك أي قدرات اقتصادية و مالية كبيرة تمكنهم من فرض نفوذهم فوق ارضهم قد يخرج عن سيطرة سلطة 7 يوليو ، يريدون بذلك ابقاء شعب الجنوب ضعيفا وممزقا ومتلقي وهو صاحب الثروة والارض ، وهذا أحد اشكال الاستعباد الذى يحاولون فرضه على شعب الجنوب.

وبهذه السياسة كما اشرنا فى اجابتنا على سؤال سابق زرع النظام بؤر توتر، وكان ايضا يخطط ان يصبح شلة المتنفذين الذين ملكهم الارض والثروة أسيادا ومشايخ جددا للجنوب، وهى نفس تجربة الامام الذى زرع نقائل فى اليمن الاسفل وملكهم وصاروا مشايخ وأسياد جددا فى المناطق التى استوطنوها ،ولكن ذلك اقل بكثير مما يحدث اليوم اما شعب الجنوب فلم يمكن سلطة 7يوليو ونظامها الفاسد من استكمال هذه المرحلة من خطته وهى زرع النقائل فقد كان للجان الشعبية ثم للحراك الجنوبي السلمي الدور الاعظم فى كشفها وايقافها وايقاف خطط شريرة اخرى. و لكن تبقى المصالح غير الشرعية لشلة المتنفذين بؤرا للتوتر كما ارداها النظام و مشكلة لابد من حلها في التسوية النهائية لاستعادة الجنوب . أما الشعب شمالا فقد حرم هو الآخر من اي مصلحة حقيقية ولذا نؤكد ان استعادة الجنوب من قبل شعبه لايعني باية حال حرمان شعب الشمال من المصالح المشروعة فى اطار جديد من الشراكة تستهدف انسياب المصالح بين الشعبين اقتصاديا واجتماعيا وتنمويا فى اطار النظام والقانون.

• ماذا يعنى مصطلح الوحدة الفيدرالية بين الشمال والجنوب في اليمن والتي اقترحتموها ؟وماذا بعد هذه المرحلة ؟

- الفيدرالية التى وردت فى برنامج مؤتمر القاهرة هى آلية لتنظيم المرحلة الانتقالية التى يعقبها استفتاء شعب الجنوب ليقرر بديمقراطية وحرية سياسية واقتصادية وفي وضع سلمي وآمن في أمر استعادة دولته وبما يحفظ وشائج الاخاء والتعاون والمحبة ، فالفيدرالية هى الآلية المناسبة لتوفير هذه الشروط لانها تعيد الجنوب ليدار من قبل شعبه من خلال المؤسسات الدستورية التي سينتخبها وتقع عليها مسؤولية اعادة الحياة المدنية بمؤسساتها المختلفة ، ومعالجة تركة سلطة 7يوليو الاليمة ووفق القانون ، وتحضير شعب الجنوب للاستفتاء ليقول كلمة الفصل فى مستقبله والخيارات امامه مفتوحة ويتحمل مسؤولية صيانته ونمائه، وتحديد اسس الشراكة التى تضمن انسياب المصالح بين الشعبين جنوبا وشمالا وتحفظ أمنهما واستقرارهما ونماءهما ومحيطهما.

• ما موقفكم من المبادرة الخليجية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني التي بنيت عليها ؟

- رحبنا بالمبادرة لفك الاشتباك بين طرفي سلطة 7 يوليو المنقسمة على نفسها وتهدد بما استولت عليه من قدرات عسكرية ومالية بصوملة البلاد وهو فعل شائن سيضر بلا ادنى شك بمصالح الشعبين فى الشمال والجنوب وربما يمتد اثره لمحيطهما . أما العملية السياسية التى تستهدف حل الخلافات والتباينات والنزاعات عبر الحوار فلنا تحفظ على ثغرة رئيسة بالمبادرة وآليتها التنفيذية وهى اغفالها للقضية الجنوبية واعتبارها قضية داخلية كقضية شكل النطام السياسي او الاقتصادي، وهى ثغرة خطيرة على مستقبل الجنوب تمنع قواه السياسية من المشاركة فى العملية السياسية مالم تسد هذه الثغرة.

ومع تقديرنا لجهود الاشقاء والاصدقاء فإن الثغرة التي وقعت فيها المبادرة وآليتها التنفيذية لا تعفيهم عن المساهمة في سدها لتهيئة ارضية آمنة وضامنة بإطار قانوني عادل يحفظ حقوق شعب الجنوب ، الذى دخل بدولة ذات سيادة تأسست على اساس الشرعية الدولية والقانون الدولي في وحدة اثبتت فشلها والحقت به ضررا بالغا لا يرتضيه او يقره اى تشريع سماوي او وضعي، اجتهدت القيادة المؤقتة للمؤتمر الجنوبي الاول بالقاهرة فى وضع آلية لسد هذه الثغرة ، فى مبادرة جنوبية لإعفاء الاشقاء والاصدقاء من اجتراح مبادرة اخرى تخص الجنوب وقضيته الاقدم، قدمت للجنة الاتصال اثناء اللقاء بها في القاهرة شهر يونيو المنصرم وقد اشرنا اليها سابقا ، وهي مساهمة لسد هذه الثغرة لتمكين الجنوب من المشاركة فى العملية السياسية. للاسف لم تصدر اي اشارات ايجابية من صنعاء سوى ما صدر عن اللجنة الفنية للتحضير للمؤتمر فى اجتماعها يوم السبت 2012/8/25م ، من تناول غير كاف يؤكد عدم جاهزية صنعاء للحوار والتفاوض.

• ماذا سيكون موقفكم اذا اصرت الاطراف الشمالية على التمسك بنص المبادرة وآلياتها التنفيذية ، ورفضت طلبكم سد الثغرة ، كما سميتموها ، التى تمنع الجنوب من المشاركة؟

- اذا قبل منهم الرعاة هذا الموقف فسنتركهم يرعون مؤتمرهم لاستكمال فك الاشتباك بين الفرقاء في صنعاء واعادة ترتيب دولتهم ، وسيواصل شعب الجنوب نضاله السلمي حتى استعادة دولته كاملة السيادة والحقوق .

• هناك من يتحدث عن «مجازر» ترتكب ضد أبناء الجنوب في ظل صمت المجتمع الدولي والاقليمى ؟

- كأنني اشاهد رسم سيناريو لخارطة جديدة يكون الجنوب ساحتها الساخنة بأولياته البدائية للصراع الدامي والفوضى الامنية مدخلا لتنفيذ تلك الخارطة التى تمتد مخيلة راسميها لتتعدى حدود اليمن الجنوبي شمالا وشرقا وغربا، ولن يكون الجنوب جنوبا ولا الغرب غربا ولا الشمال شمالا ولا الشرق شرقا . ويؤكد اغتيال اللواء/ سالم قطن ثم العميد /عمر بارشيد ماتذهب اليه الخطة من تصفية لقادة الجنوب ورموزه السياسية والعسكرية وكوادره ليهيء لأمراء الحرب القادمين . ليس انحيازا وحبا للجنوب فقط ولكنه للجميع اوقفوا هذا السيناريو القبيح ليبقى الجنوب جنوبا والغرب غربا والشمال شمالا والشرق شرقا تربطهم وشائج اخاء ومحبة وتعاون، تحرسهم وترعاهم بعد رعاية الله وعنايته، شراكة فى اربع : العدل.. المصالح ..التنمية ..الأمن والاستقرار.

• ما رأيكم حول ما يقال عن التدخل الإيراني في الجنوب ومن يقف وراء التقارب الإيراني مع الجنوب وما مخاطر ذلك على قضية الجنوب العادلة ؟

- كما يبدو لي ان التواجد الايراني في حدود قد يدشن رسم السيناريو ويصبح جزء منه اذا لم يتم التصدي له مبكرا .. -ارجو ان اكون مخطئا- ، لكن الضحية في كل الاحوال شعب الجنوب الصابر والمؤلم ان يتم ذلك وغيره تحت مظلات جنوبية.

• وجهت لدولتكم اتهامات عديدة من قبل شركائكم في الجنوب بأنكم تتلقون دعما من أبناء الأحمر ما تعليقكم ؟

- لا املك الا الدعوة لهؤلاء بالشفاء والمغفرة من الله ، لانني متأكد وواثق بان من اطلق هذا الاتهام يعرف، كما يعرف نفسه، زيفه وبطلانه، ويعرف من هو حيدر ابوبكر العطاس.

• هل حل قضية الجنوب بالفيدرالية التي أعلنتم عنها في مؤتمر القاهرة أم فك الارتباط ..؟ ولماذا؟

- حسب اعتقادي الشخصي أن شعب الجنوب اذا استفتي اليوم فإن الغالبية العظمى ستصوت ضد الوحدة ، لكن هناك من يقول لا وبأن انصار الوحدة كثر ولعل سبب هذا الموقف لدى البعض يعود للخوف من المستقبل باجترار الماضي، وهذا مصدر قلقنا ان يفتتن الجنوب ولذا فإن الحل الديمقراطي سيرسخ أولا لأسس دولة الجنوب القادمة وثانيا سيطرد الخوف والقلق لدى البعض من عودة الماضي الشمولي وهذا هو خط مؤتمر القاهرة «حق تقرير المصير» عبر استفتاء شعب الجنوب، اما الفيدرالية فهي وسيلة لتهيئة ظروف آمنة سياسيا واقتصاديا للاستفتاء بحرية وديمقراطية، فالجنوب واجه نكسة فى حياة الشعب المدنية المؤسساتية، والفيدرالية تتيح خلال الفترة الانتقالية الفرصة لإعادة الحياة المدنية وبناء المؤسسات التي ستسهم فى اعادة اللحمة والثقة بين ابناء الجنوب فقد غذت سلطة 7 يوليو عوامل عدم الثقة وزرعت بذور الفرقة والتشتت، ونعتقد ان خط القاهرة هو الطريق الآمن للوصول الى استعادة الدولة ، اذا قرر الشعب ذلك بأغلبية وهو الامر الذي لن تستطيع أي قوة محلية او اقليمية او دولية أن تقف ضده.

• يشاع عن وجود خلاف بينكم وبين الرئيس البيض ؟ ولماذا لم تلتقوا على طاولة واحدة حتى الآن ؟ هل الأمر يتعلق بخلافات سابقة ؟

- من قال اننا لم نلتقِ على طاولة واحدة فقد كذب ، فمنذ خروج الاخ/على سالم البيض، التقينا على طاولة ثلاث مرات في جميعها كنا المبادرين وسافرنا اليه، فالاولى كانت فى النمسا في نوفمبر 2009م وقد كنت مع الاخوة/ صالح عبيد احمد ، ومحمد على احمد ، وتقدمنا بخطة استراتيجية لادارة القضية الجنوبية واتفقنا على محضر، اعترضنا على ثلاث مسائل ، اعلان مجلس قيادة الثورة واقترحنا التمسك بتسمية الانطلاق الحراك الجنوبى السلمى، وعلى اعلان الدولة لانها ستعيق علاقاتنا بالمجتمع الدولى وستثير مخاوف جنوبية سيستغلها نظام صنعاء ، وعدم تضييق قاعدة الحراك فكل ابناء الجنوب شركاء مهما اختلفت رؤاهم السياسية ، لكن ما ان سافرنا حتى تم الانقلاب على المحضر. وتواصلت الاتصالات من فبراير 2010م وبعد ممانعة كان اللقاء الثانى فى ميونخ فى نوفمبر2010م ، شارك فيه بالاضافة الى الاخوة المشار اليهم اعلاه، الاخوة/محمد ابوبكر عجرومة وسليمان ناصر مسعود، ولم يبدي اى رغبة فى الحوار حول مشروع البرنامج ، وحاولنا وبذلت جهود واتصالات مكثفة ان ينعقد مؤتمر القاهرة بمشاركة الجميع وبرئاسته ، والثالث كان فى بيروت بمشاركة الاخوة /على ناصر محمد وحيدر ابوبكر العطاس/ ولجنة المصالحة المنبثقة عن مؤتمر القاهرة / حكيم الحسنى، مصطفى العيدروس، د. زين محسن، مطهر مسعد ايضا لم تكن هناك رغبة في الوصول لاتفاق واصدرت اللجنة بيانا عن اللقاء كان ذلك فى ديسمبر 2011م.

• برأيك ما هو الهدف من إرسال بعثات أممية متكررة وخاصة في ظل تدهور اوضاع اليمن؟ وهل أنصفت القضية الجنوبية؟

- هناك اهداف متعددة احدها ربما يتعلق باجابتي على السؤال (11) ، وقد كان للقضية الجنوبية نصيب وافر من هذه البعثات التي اوضحت للكثير منهم حجم التضليل الذى بث حول القضية الجنوبية، ورفعت دراسات وتقارير اوضحت جوانب كانت غائبة عن صناع السياسة ونأمل ان تساهم فى تطوير الموقف من القضية الجنوبية، وكان لمؤتمر القاهرة اسهام في بلورة القضية وقد حظي باهتمام اقليمي ودولي.

• يتحدث القيادي البارز محمد علي احمد عن سعيه لعقد مؤتمر جنوبي يضم الجميع هل لديكم فكرة عن هذا المؤتمر ؟ وهل هناك تواصل بينكم وبين محمد علي بهذا الخصوص؟

- خرج الاخ العزيز محمد على احمد لعقد الاجتماع التأسيسي لمجلس التنسيق الاعلى واستكمال تشكيلات مؤتمر القاهرة ، لكن كما يقول واجه وضعا مختلفا دفعه نحو عقد مؤتمر جنوبي شامل وانه سيجمد الموضوع الذى خرج من اجله وهو قرار يفترض ان تقره القيادة . نحن مع عقد مؤتمر توحيدي لجميع المكونات ولكن نعتقد ان الخطوة الاولى هى استكمال تشكيلات مؤتمر القاهرة كمكون جنوبى أول من عقد مؤتمرا موسعا واقر برنامجا حظى باهتمام ، اما عقد مؤتمر جديد فنحن ننظر له كاستمرار فى السير لتكوّن مكونات جديدة وهى مستمرة وللاسف وتزيد من التشرذم الجنوبى وحتى وان قيل انه مؤتمر جامع فانه لن يكون كذلك لان العديد من المكونات الاساسية لن تشارك فيه وسيبقى التجاذب مستمر. ولهذا فقد اقرت القيادة المؤقتة فى دورتها الثالثة فى شهر يونيو المنصرم استمرار سعيها لتوحيد المكونات الجنوبية فى صيغة ائتلافية تسمح بمشاركة جميع المكونات وفى المقدمة منها المجلس الاعلى للحراك الذى ننتظر استكمال عقد مؤتمره، وقد كلفت لجنة من قبل اجتماع القاهرة للقاء مع الاخ محمد على والتأكيد على عقد اجتماع مجلس التنسيق الاعلى وانتخاب هيئاته كما اكد على ذلك المؤتمر الجنوبى الاول بالقاهرة وذلك من منطلق الحرص على وحدة الصف الجنوبى، ونرى ان الممكن الان للوصول لتوحيد الجنوبيين بالعمل مع المكونات وايجاد صيغة يقبل بها الجميع اما الذهاب لعقد مؤتمرات جديدة تفرز كيانات اخرى يرى كل واحد انه الاجدر والاوسع والاشمل والممثل الشرعى هو مضيعة للوقت والسير فى نفس المتاهات، نحن لسنا ضد احد ولكن نخشى ان يؤدى ذلك الى مزيد من التشرذم والانقسامات والله يهدى الى سواء السبيل.

• برأيك ماهي اسباب اخفاق الجنوبيين حتى اللحظة في عقد مؤتمر جنوبي جنوبي ؟

- قضية شعب الجنوب والتي باتت تعرف بالقضية الجنوبية قضية واضحة وعادلة ولكنها فى الوقت نفسه شائكة ومعقدة بما تحمل من ارث تاريخي تعرض لهزات قاسية ، وعندما انطلق الحراك فى نسخته الثانية عام 2007م بعد مؤتمر التصالح والتسامح بجمعية ردفان منتصف العام2006م، تحت راية مجلس التنسيق لجمعيات المتقاعدين وكانت الريادة لجمعية المتقاعدين العسكريين بحكم تنظيمها ، فوجئت سلطة 7 يوليو بالاحتضان الشعبى العارم لهذه الحركة الشعبية السلمية وكان مجلس التنسيق مستوعبا للقضية وابعادها وتعقيداتها ، وكان الاتجاه تنظيم وتوسيع قاعدة المجلس بحيث يشمل كافة الطيف السياسى والاجتماعى الجنوبى بحيث يصبح اطارا جبهويا جامعا يحشد قدرات شعب الجنوب السياسية والمهنية والاجتماعية والاقتصادية ، ولكن سرعان ماتحركت سلطة صنعاء وبذكاء محترف بالاتصال ببعض القيادات التى برزت ومن خلال قيادات جنوبية فى السلطة تعبر عن استعداد صنعاء بالتفاوض معهم وتطلب منهم فقط تشكيل قيادة للتفاوض ، واتذكر ان بعض الاخوة اتصل بى يطلب المشورة ، فادليت براي متواضع مفادة : الطلب من صنعاء اولا الاعتراف بالقضية الجنوبية بصورة رسمية وموثقة وبعد ذلك يمكن لمجلس التنسيق تشكيل وفد للتفاوض ، وقد ادليت بتصريح بهذا المعنى نشر فى صحيفة الايام الغراء. فتوقفت السلطة لانها كانت كاذبة ولكنها كانت قد رمت الطعم ، ونصحت الاخوة فى الداخل بتشكيل قيادة للمجلس شرط ان يكون ثلثيها سريا لانهم سيكونوا عرضة للاعتقال، وربما لازال البعض من القيادات يتذكر مراسلاتى معهم حول مسالتين : الاولى عدم الاندفاع برفع السقف حتى لا يستغل من قبل النظام فى التعبئة المضادة ، والثانية : عدم استثناء اى فرد بذرائع الحزبية او غيره طالما هناك التزام باهداف الحراك. الى هنا كان المناضلون فى ساحات الحرية يؤثرون بعضهم البعض على انفسهم.

وكان هناك من يدفع المناضلين فى الميدان باتجاهات اخرى، ويتذكر احد المناضلين البواسل ردى عندما اتصل بى عند تشكيل اول هيئة وجهت ضربة قاصمة لمجلس التنسيق الذى نهض بالحراك ، فرددت عليه : لقد بدأتم فى تحزيب الحراك فابشروا بسيل من التكوينات وهذا ماحصل ولم يتوقف الى يومنا هذا .

وهكذا تحول الايثار بين المناضلين الى الانا، وغذت ذلك السلطة ومارست انواع شتى من الاعتقالات التي ساهمت فى تعطيل بناء القيادات االميدانية والسياسية وبدأت امراض الزعامات الكاذبة وأمراء النضال، ولولا عدالة القضية الجنوبية ولانها قضية شعب حي مناضل لم تستطع السلطة ولا الذاتيه من احتوائها وان احدثت بعض المطبات والعراقيل امامها والتي ستزول باذن الله ، وكان للاعتقال المتكرر والتعذيب للمناضل الجسور /حسن احمد باعوم / ورفيقه ناصر النوبة وغيرهما اللذين قادوا الحركة الميدانية الهادفة الانتصار للقضية منذ 7 يوليو1994م، وابلوا فى سبيلها بلا حسنا ، تاثيرا سلبيا على وحدة قوى الحراك ونأمل وهو يحضر مع زملائه لمؤتمر الحراك ان يتمكن من اعادة وحدة المجلس الاعلى للحراك .

• بعد كل هذا التشرذم كيف ترون امكانية توحيد القوى الجنوبية لتصطف حول قضية شعبها؟

- جميع ابناء الجنوب شركاء فى النضال من اجل قضيتهم ومستقبل الاجيال مهما اختلفت رؤاهم السياسية ، فالمسؤولية الوطنية والتاريخية تتجلى فى القدرة على ايجاد القواسم المشتركة كى ينخرط كل ابناء الجنوب برؤاهم وتكويناتهم السياسية والاجتماعية فى منظومة عمل موحدة تقود شعب الجنوب للانتصار لقضيته، واعادة صياغة دولته وبناء مستقبلة الآمن والمزدهر.

ارى ان ابناء الجنوب قد تمحوروا وانتظموا فى كيانات وتنظيمات مختلفة وهذا من حقهم والكل يدّعي النضال من اجل القضية ، ولن يتنصر شعب الجنوب الا برؤية موحدة وبوحدة هذه الكيانات فى اطار مرجعى جبهوى يمثل كل الطيف السياسي والاجتماعي بمراحله السياسية الثلاث: مرحلة السلطنات والامارات ومرحلة دولة الاستقلال ومرحلة الوحدة وعمادها الشباب، تقود الجنوب حتى استعادة دولته.

•هناك من يتحدث عن وجود مشروع ايراني يسعى لفك الارتباط , وعن مشروع سعودي خليجي يسعى للفيدرالية وكلاهما بأدوات جنوبية ؟ ما صحة هذا الانباء ؟

- لا اعتقد ان لدى ايران مشروعا لمساعدة شعب الجنوب لفك الارتباط واستعادة دولته ، لذا فان اهداف الدعم ان صح هي غير تلك المعلنة وستكون اشد ضررا على مسيرة نضال شعبنا ومستقبل قضيته.

وبحسب اعتقادى لا يوجد اى مشروع فيدرالى سعودي خليجي الا فى مخيلة البعض فالمملكة قدر علمي تقف مع المبادرة الخليجية وهي تريد الخير لليمن الجنوبي كما تريده لليمن الشمالي ايضا، نحن نحترم موقفها كما نحترم مواقف الدول الاخرى الاقليمية والدولية.

ولذا ارى ان المسؤولية مضاعفة على القيادات والقوى السياسية الجنوبية للسعي لكسب التأييد والمساندة للقضية الجنوبية اقليميا ودوليا وتحصين القضية الجنوبية من الوقوع فى شرك الصراعات الاقليمية والدولية مع تأكيد قناعتى التامة بان لا مستقبل لأي مشروع على ارض الجنوب ولو بادوات جنوبية غير المشروع جنوبي الاصل ، وان من يسعوا ومن يجندوا انفسهم لغير ذلك انما يؤذوا شعب الجنوب الصابر والصامد.

• الظروف اليوم ليست كالأمس لماذا تأخرت عودتكم إلى الوطن هل من مخاوف أو شروط حالت من عودتكم؟

- على العكس الظروف اليوم اسوأ بما لا يقاس من ذي قبل وفى كل الاتجاهات ، وليس ذلك هو المحد لعودتى اذ ليست لدى مخاوف او اهداف شخصية او طموح سلطوى كل غايتى الاسهام بما استطيع من اجل تأمين مستقبل نامٍ آمن ومستقر لابنائنا واحفادنا ونسال الله حسن الختام، وسأكون بين زملائي واهلي فى الوقت الذى أرى ويرون ان وجودي بينهم سيكون اكثر خدمة لقضية شعبنا من استمرار اسهامي من الخارج.

• كلمه أخيرة دولة الرئيس حيدر العطاس ؟

اهنىء شعبنا العظيم وشعوب امتنا العربية والاسلامية بعيد الفطر المبارك سائلا المولى العلى القدير ان يعيده فى خير وأمن وسلام ومسرات. وان يتغمد بواسع رحمته شهدائنا الابرار ويعافي جرحانا ويفرج عن معتقلينا.

ثالثا : اتوجه الى اعزائي واخوتي فى ميادين النضال السلمي من جميع التنظيمات والتكوينات السياسية المناضلين والناشطين من اجل القضية الجنوبية ، ان امامكم استحقاقان واجبي التنفيذ بدون تأخير من اجل التسريع بانتصار القضية الجنوبية وهما:

-وحدة المكونات والرؤيا الجنوبية : فالجنوب لكل ابنائه ولن ينتصر الا بهم جميعا.

-تحديد موقف موحد من مؤتمر الحوار الوطني المزمع انطلاقه بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية.

رابعا: الى اخوتي واحبتي فى صنعاء وتعز والحديدة وصعدة والمحويت واب وذما ومأرب والجوف وغيرها من مناطق الشمال؛ لاتتركوا مجالا لقوى النفوذ السلطوى والمالى ، ان تجرح علاقاتكم باخوتكم فى الجنوب فالحفاظ على وشائج الاخاء والمحبة والوئام أعز واعظم عند الله ، فاتركوا الخيار لهم ليقرروا مصيرهم ففى ذلك خير للجميع لطالما ترفف فوقكما راية الاخاء والمحبة والتعاون. نسأل الله لها التوفيق والسداد.

خامسا: الى الاخوة فى احزاب اللقاء المشترك وحكومة الوفاق ، أمل ان تكونوا قد نبذتم بل اسقطتم شعار" الوحدة او الموت".

*الأمناء