الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى للتحالف القبلي في حوار شامل.
أتوقع سقوط الرئيس (صالح )لأنه ساهم في إسقاط نفسه.
بن شملان عمله نادر في بلادنا ولا خطر على الثورة ولا الوحدة سوى من السلطة.
حاوره/ محمد الصالحي
يستقبلك بابتسامة ويصافحك ببشاشة وما إن تخوض في موضوع معه حتى تشعر أنك أمام مثقف ومتابع مع تأكيدي على كراهيته للسياسة والسياسيين العصريين عمل أميناً عاماً لمجلس تنسيق محافظة مأرب وعضواً للهيئة العليا لاتحاد النقابات في الجمهورية العربية اليمنية ورئيساً لهيئة تعاون مديرية الجوبة ، كان قائداً لقطاع حريب العسكري في أوائل السبعينات وتم تعينه محافظاً لمحافظة الجوف في 1994م .
الشيخ / علي ناجي الصلاحي ـ الأمين العام المساعد للمجلس الأعلى لتحالف قبائل ( مأرب- الجوف – شبوة – صعدة ) أفصح لنا خلال هذا اللقاء عن عدد من التوقعات ووضح لنا الغموض الذي اكتنف الشائعات التي صاحبت سيرته في عمله الإداري او الاجتماعي كما استشرف مستقبل الحياة السياسية في اليمن بنظر ثاب بعيد عن العواطف والتكهنات ... فإلى نص اللقاء:ـ
* صاحبتم ظهور الحركة الإسلامية في محافظة مأرب منذ عقود من الزمن ... هل لكم أن تعطونا صورة من ذلك ؟
- ظهور الحركة الإسلامية في المحافظة هو امتداد للحركة الإسلامية في اليمن وبفضل الله ثم بخلاص الدعاة والنشطاء كسبت الحركة جزءً من أبناء المحافظة كما اكتسبت شعبية واسعة وأي نجاح للحركة الإسلامية هو دليل على وسطية منهجها واعتدال فكرها وكفاءة قيادتها وقد كان ظهور الحركة في فترة كانت الحزبية محرمة وجاءت الوحدة اليمنية لتفتح المجال لتعددية سياسية .
* من وجهة نظرك كيف تقارن بين العمل السري الحزبي والتعددية السياسية ؟
- التعددية السياسية عندما تكون من منطلق صادق وواعي ونابع من قناعة هي أفضل من العمل السري لأن العلنية تفتح أفقاً واسع ومجالات متعددة أمام المفكرين والقيادات لطرح أفكارهم والتعبير عن قناعتهم ولذلك صار التجمع اليمني للإصلاح حزباً له ثقله الكبير في فترة وجيزة بفضل التعددية السياسية والعمل العلني.
* الإصلاح أعلن عن نفسه تجمعاً سياسياً في العام 1990م شارك في السلطة ثم انتقل إلى المعارضة وهو الآن يمتلك أكبر قاعدة جماهيرية في اليمن ،هل تعتقد أن الإصلاح بعد كل تلك الظروف مؤهل لأن يصبح حاكماً؟
- التجمع اليمني للإصلاح مؤهل للمسئولية حتى قبل أن يصل إلى المستوى الذي في الماضي سوى قبل الوحدة او بعدها وشارك في حكومتين مرة كطرف ثالث ومرة هو عليه الآن لأنه يكتسب من الخبرات ومن القدرات ومن النزاهات مالم يكتسبه حزباً أخر .
* في العام 1994م تم تعيينك محافظاً لمحافظة الجوف أثناء الحكومة الائتلافية ما هي ابرز الذكريات التي تحفظ خلال فترة عملك؟ وما هي ابرز الأعمال التي قدمتها لمحافظة الجوف؟
- أشعر بالارتياح أنني أثناء عملي في محافظة الجوف استطعت تقديم العديد من الخدمات وقدمتها للحكومة كمحافظة من محافظة الجمهورية بعد أن كانت محافظة منسية ومحرومة ولم يحدث الحرمان كما حدث لمحافظة الجوف بل أن الحكومة كانت تعتبرها منطقة شر فعملنا بتحويلها الى (منطقة خير) وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى سعينا لتوفير ما استطعنا توفيره وإيجاده من المشاريع سوى التربوية أو التنموية او الخدمية .
* ماذا عن المشاكل التي حدثت أثناء عملكم هل كانت مقصودة أم أن ظروف المنطقة فرضتها؟
- المشاكل كانت بسبب المشاؤيعالصحية ومشاريع الميتة والطرقات واستطعت ن أدخلها في خطة الدولة التي تسمى الخطة الخمسة بعد إن كانت خارج تلك الخطة من ناحية التنمية والإنشاءات وكنت (كوكيل شرعي) لدى الجهات المعنية لإدخال الخدمات اليه.مقصودة حسداً من بعض الجهات السياسية التي تريد أي نجاح ان لا يأتي من خارجها، لكننا والحمد لله واجهنا تلك لكم المشاكل واستطعنا أن نخرج منها سالمين ومنتصرين.
* في فترة من الفترات كان حضور قوي في الحياة السياسية ثم اختفيتم فجأة ما هو الأسباب؟
- أولاً : أنا لست سياسياً وكل ما قمت به لا يعتبر عمل سياسي بل اعتبره تلقائي وأراه واجب من واجباتي، اما موضوع السياسة فأنا أكره السياسة والسياسيين العصريين لأني وجت السياسة كلها كذب ونفاق وخداع.
* سمعنا أنك كنت أحد المتهمين بتمويل ودعم الحوثي في صعدة وأصدرت أمر بالقبض عليكم ما حقيقة هذا الموضوع؟
- يضحك .. هذه واحدة من المكايدات من أصحاب النفوس المريضة ومن الذين لا يستطيعون استيعاب أبناء شعبهم سوى الشخصيات الاجتماعية أو الحزبية او حتى المواطن .. جواز سفري دبلوماسي مؤشر من الخارجية والمطار لغرض أداء العمرة وبعدها ذهبت الى الرياض لزيارة الشيخ / عبد الله بن حسن الأحمر ، وعند عودتي من الرياض وصلت نجران فإذا بي ابلغ بأن هناك بلاغ ضدي من عمليات الداخلية والعمليات الحربية في كل محافظات الجمهورية لإلقاء القبض علي بتهمة أني كنت مشرك في حرب مران مع الحوثي واتصلت حينها بوزير الداخلية للتفاهم حول الموضوع ووجدته إيجابياً وتفهم قضيتي الذي لا تزال البلاغات موجودة في المنافذ والمحافظات وطالما والبلاغات كانت في المنافذ فهذا دليل على أنهم يعلمون أنني موجود في الخارج وليس في جبل مران في صعدة وطلبت من وزارة الداخلية سحب البلاغات وقال لي: سنتواصل وكأن البلاغ من جهة لا يستطيع وزير الداخلية سحبه !! وقال انا اعرف أين أنت وأعرف ان هذا تصفية حسابات فلا تهتم بالموضوع لكن في الوقت نفسه طلب مني المكوث حيث انا ، كذلك قمت بالاتصال بقائد المنطقة الوسطى وتواصلت مع القيادة وأكدت لهم وجودي في الخارج لكنه قال: أنه علي الانتظار كونهم لا يستطيعون سحب البلاغات ، وعلمت أن القضية مدبرة وأنه لا جدوى من سحب البلاغات والتعميمات ومكثت في نجران كنت حينها مستمراً في إجراء الاتصالات وكانت هناك الشيخ / العكيمي والشيخ / علي القبلي نمران، والشيخ / سلطان العرادة وغيرهم من المشائخ وتكاثفت الاتصالات من هذه الشخصيات حتى ان الجهة التي كانت وراء ذالك الكيد فهمت أنها فضحت وأنهم لا يستطيعون فعل أي شيء طالما خطتهم مكشوفة ومفضوحة، بعد ذلك صدر إعتدار من وزارة الداخلية ونشر في الصحف والمواقع الإلكترونية وهذه القضية هي واحدة من القضايا التي تصطنع ضد بعض الشخصيات لأغراض دنيئة.
* ظهر تكتل قبلي يسمى تحالف قبائل( مأرب والجوف وشبوة وصعدة) وتشغلون منصب الأمين العام المساعد هل بالمكان أن تعطينا نبذة عن ذلك التحالف؟
- التحالف هو قديم ظهر في عام 1998م عندما استخدمت الدولة القوة ضد بعض قبائل مأرب والجوف والجدعان وجهم، استخدمت الحكومة الطيران والدبابات أضطرينا كمواطنين لإعلان هذا التحالف الذي يهدف من خلاله الحد من الظلم والغطرسة وانتهاك حقوق الإنسان و العمل من أجل إصلاح ذات البين والقضاء على ظاهرة الثأر وقد اتهموني أن انا الداعي لهذا التحالف.
* على ذكرك ظاهرة الثأر . هل تتوقع نهاية قريبة لهذه الظاهرة؟
- الثأر قضية ومعضلة كبيرة ومن القضايا الشائكة في المجتمع المدني ولكن لكل شيء أجل فإذا وجدت الإدارة وأخلصت النية من الدولة والمشائخ والخيريين والمصلحين في المحافظة فقد نصل الى حلول وإذا استمرت تغذية المشاكل والصراعات والخلافات سواء في هذه المحافظة أو غيرها فتصعب الحلول مع وجود من يغذيها.
* انتم المشائخ ما هو الدور الذي قمتم به في حل مشاكل عالقة والبعض منها تركتم لها الحبل على الغارب
- الدولة هي التي تركت الحبل على الغارب ويكفينا منها أنها تكف شرها على الناس وأؤكد لك أن المصلحين والخيرين لم يتخلوا عن مهامهم ومؤخراً كنا مع مجموعة من المشائخ على مدار شهرين في مأرب نعمل لغرض حل بعض المشاكل وأنجزتا الكثير من الأشياء المتعلقة بتلك القضايا ونحن لم نتوقف لكن عندما تكون أنت تحاول أن تصلح وهناك من يحارب فهذه قضية يوجب علينا الوقوف عليهاً أولاً .
* هل تعتقد أن مبادرة رئيس الجمهورية للصلح العام ساهمت في حل بعض قضايا الثأر والصراعات القبلية .
- لا .. لم تعمل شيء هي بالطبع مبادرة جيدة وقد تفاءلنا بها خيراً لكنها أهملت ولم تتابع لا من قبل الرئيس ولا من قبل المعنيين في المحافظات وفي القبائل ولو استغلت هذه المبادرة من قبل الرئيس وألتف حولها العلماء وخرجت إلى حيز الوجود لكانت مفيدة لكنها الآن شبه نائمة وشبه ملغية ولم يطبق سوى التذكير بها قبل أيام المناسبات ويستغلها بعض المنتفعين .
* يتناول الناس باستمرار قضية تدني الخدمات والتنمية في محافظة مأرب بالذات في نضرك إلى ما يعود ذلك ؟
- صحيح أن هناك إهمال حكومي لمحافظة مأرب لكن أبناء محافظة مأرب يتحملون المسئولية لأنهم لم يطالبوا بحقوقهم الأمر الذي جعل الحكومة في حل من أي مطالب لهم وإذا لم يقم أبناء مأرب بالمطالبة بحقوقهم فإنهم سيجدون أنفسهم في نفس الوضع ولن تتحقق لهم أي مكاسب ..
* هل من دور لكم في المشايخ وقادة التحالف فيما يتعلق بتعويض مأرب وأبنائها عما يلحقهم من إضرار لكم ببيئة بسبب المنشات النفطية ؟
- في أي بلد من بلدان العالم تجد أن المحافظات والولايات التي توجد فيها الشركات النفطية يتم فيها دفع تعويضات للمواطنين وتوليهم الدولة والشركات المنقبة عناية خاصة لما تسببه المخلفات النفطية من أضرار بالبيئة وبالإنسان.ونحن في قيادة التحالف تطرقنا الموضوع لكن واجهنا صعوبات وتكتم شديد حيال الموضوع ولم نتوصل إلى نتيجة فيما يتعلق بالمخصصات التي ترفعها الشركات وما له صلة بموضوع التعويض.
* ننتقل إلى حديث الساعة ـ كيف ترى الحياة السياسية في اليمن ؟ وكيف تنظر إلى اللقاء المشترك (ت كتل أحزاب المعارضة) ؟
- أود التأكيد على قضية مهمة وهي ان اللقاء المشترك أعطى الناس امل أن هناك معارضة حقيقة لسلطة وجعلت الحاكم يحسب لهم ألف حساب وجعل السلطة تيأس من تفريقهم وأتمنى للمشترك التوفيق في مهامه والوصول الى أهدافه وغاياته.
* كيف تنظر إلى اختيار المشترك لمرشح واحد يخوض غمار المنافسة لمرشح الحزب الحاكم؟
- إختيارهم موفق وتعتبر التنازلات شرط أساسي لنجاح المعارضة مع ضرورة وجود انتخابات نزيهة مع علمي المسبق أن المؤتمر لن يترك عادته لأنه يعرف أنه خاسر لذا لا بد من ضمانات تعزز من نزاهة الانتخابات.
* إذاً ما رأيك في شخص الأستاذ / فيصل بن شملان؟
- فيصل بن شملان عملة نادرة في بلادنا ولا توجد فيه أي عيوب تخل به ولن يجد المتربصين أي مدخل يدخلوا منه أو ينالوا من (بن شملان)
* بعد مظاهرة السبعين … أعلن الرئيس / صالح عدوله عن قراره الذي اتخذه عدم ترشيح نفسه للانتخابات ليصبح بذلك مرشحاً للمؤتمر الشعبي العام الذي يدعي انه خيار الجماهير التي خرجت إلى الميادين؟
- الذين خرجوا في مظاهرة السبعين هم مجرد جنود من المعسكرات وشلل من المنتفعين والمخبرين والموظفين تم تجميعهم من أماكنهم واستخدموا وسائل الترغيب والترهيب لإخراج الناس إلى الميادين وقد عمل كثيرين من القيادات الإدارية في جهاز الدولة للعمل من أجل الخروج بالناس بعد أن رأوا أن مصالحهم ستذهب وأنهم سيضيعوا في حال مغادرة الرئيس السلطة ، حباً في السلطة وأطماعها وحرصاً على عدم تعرضهم للضياع.
* لكن الرئيس أكد أنه تراجع عن قراره خوفاً من الأخطار المحدقة بالثورة والوحدة الجمهورية؟
- هذا تناقض من الرئيس .. قال في كلمته أمام المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام ((لن أكون مظلة للفساد ولا تاكسي أجرة ، الثورة في خير والجمهورية في سلام والوحدة في سلام وليس هناك خطر لا على الثورة ولا الجمهورية ولا الوحدة )) .. وبعد أسبوع يأتي ليقول بأن الثورة في خطر والوحدة في خطر فأنا أرى ان هذا تناقض واضح وبالنسبة للثورة والجمهورية والوحدة فأعتقد لأنه ليست هناك أي أخطار تهددها وموضوع ( ملكية وجمهورية ) هذا موضوع عفا عليه الزمان ونسيته اليمن صغيرها وكبيرها وشيبها وشبابها فكيف تريدني أصدق أن هناك خطر عليها. أما الخطر على الوحدة فهو الاستمرار في الوضع الحالي من الفساد والظلم والإفقار والتجويع واستمرار المؤتمر الشعبي العام في سياسته الحالية من تعيين الفاسدين وعدم عزلهم أو محاسبتهم يمثل خطراً أيضا على الوحدة وعدم مراعاة الشعب والحالة المتردية التي وصل إليها المواطنين الذين صار أكثرهم يموتون من الجوع هذه الأوضاع كلها تهدد ـ بثورة الجياع ـ التي هي اخطر ثورات العالم وأعتى ثورة وأقسى غضب هو غضب الجياع ونخشى من تلك الثورة وذلك الخطر وما عده فليس لا على الثورة ولا على الوحدة وعلى الديمقراطية.
* إذا كيف تفسر استمرار الرئيس في ترديد ذلك وذلك الكلام والتلويح بالأخطار المحدقة بالثورة والجمهورية والوحدة؟
- هذا كلام في غير محله .. وليس هناك مجال لترديده وليست هناك أسباب تدعو للاستمرار في ترديده في كل مناسبة وفي كل مهرجان ولا خطر على الثورة والوحدة الا من داخل السلطة إذا استمرت السلطة والفساد والإفساد والتجويع والإفقار (فكثر الضغط يؤدي الى الانفجار)
* كيف ترى فرصة فوز الأخ/ علي عبد الله صالح مرشح المؤتمر السعبي العام في الانتخابات الرئاسية القادمة؟
- أتوقع سقوط الرئيس / علي عبد الله صالح لأنه ساهم في إسقاط نفسه.
* كلمة أخيرة ؟
- الشيخ:أشكركم على إتاحة الفرصة للإدلاء بآرائنا وأشكركم على جهودكم المبذولة لتوعية الرأي العام وأتمنى لكم التوفيق.
في الثلاثاء 08 أغسطس-آب 2006 11:39:58 ص