آخر الاخبار

المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية العيسي يرفض استقالة مدرب منتخب الشباب ويقر بعدم صرف مستحقاته ومكافأة التأهل

دروس مضيئة من صفحات فقيد الإسلام الشيخ الأحمر
بقلم/ د. محمد معافى المهدلي
نشر منذ: 16 سنة و 9 أشهر و يومين
الأحد 30 ديسمبر-كانون الأول 2007 07:40 م

مأرب برس - خاص

التقيته حين جاء زائراً لأحد علماء المسلمين، في العام المنصرم، تتهلل أسارير وجهه بالنضارة والبشر والأمل والحياة بجمالها وروعتها، رغم أنه كان يصارع مرضاً عضالاً، لولا أن له إرادة صلبة وقوة إيمانية فولاذية أقوى من المرض، ولنقف عند هذه الصفحة من مسيرة الشيخ الأحمر وأهم الدروس المستفادة منها:

ميزة الفقيد طيب الله ثراه أنه كان قريباً من نبض الأمة، وأحاسيسها ومشاعرها، وهمومها، وآلامها وآمالها، فكان له ذاك القرب الشديد بعلماء الأمة ومفكريها، وكان رحمه الله مع قربه من العلماء وحبه وتوقيره لهم، بمختلف أطيافهم وتوجهاتهم واجتهاداتهم، كان قريباً أيضاً من الساسة والمثقفين وقادة الفكر والرأي والقرار في الأمة، كما كان أيضاً قريباً غير بعيد من عامة الناس، صغارهم وكبارهم، الجميع عنده سواء، كما كان يحتفظ بذاكرة قوية ندر أن تجدها في زعيم من الزعماء، فهو يعرف القبائل اليمانية والعربية أصولها وفروعها، وما أن تخبره أنك من قبيلة كذا، حتى يبادرك بأخبار وتفاصيل تجهلها أنت، عن تاريخ قبيلتك ونشأتها وعن أحوالها ومشايخها... فقد كان – رحمه الله- موسوعة في هذا الباب، كما كان موسوعة نادرة في علم السياسة والحكمة والفقه والرأي، وداهية من دهاة العرب وصناع السياسة .

لقد كان محباً للعلماء موقراً لهم، محباً لدينه ووطنه، فقد كان له الأثر الكبير إبان معركة الدستور عام 1990م، حيث كانت البلد إزاء مفترق طريقين، إما الإسلام أو العلمانية، وكانت القوى الكبرى في البلد قد اختارت العلمانية، فوقف كعادته وقفة الأسد الهصور مع الإسلام، وكانت تزدان كل المهرجانات والمسيرات بكلماته المضيئة، إلى الملايين المؤمنة التي كانت تحتشد وراء الإسلام، في وجه العلمانية، فكان الشيخ عبد الله الأحمر دوماً في كفة الإسلام وكفة الشعب، رغم أن ماله من نفوذ رسمي قد يسبب له حرجاً لدى هذا الطرف أو ذاك، إلا أن الإسلام كان عنده أغلى وأعلى من كل المصالح والموازنات والأمزجة والأهواء الفاسدة .

كان يتمتع فقيد الإسلام الشيخ الأحمر - يرحمه الله - بروح قلّ، بل ندر أن تجدها لدى كثير من الزعامات، كان يحمل همّ أمة، فكان يسعى في التوفيق ولم الشمل وجمع الكلمة، ووحدة الصفوف، ولعلّ من نوادر الزمان أن الفقيد كان ملتقى كثير من الأطراف السياسية والدولية والحزبية والقبلية المتناقضة، بل والمتناحرة، في بعض الأحيان، بيد أن الجميع كانوا يلتقون في مجلس الشيخ الأحمر، ليجدوا عنده الرأي الحكمة والصواب والفقه والسداد، فالعلاقات اليمنية السعودية والخليجية عموما، رغم ما فيها من تناقضات في بعض الأحيان، إلا أن الشيخ الأحمر يرحمه الله، كان يطوف في عواصم هذه الدول جميعاً ليلقى كل الترحاب والود والتقدير، ويجد بحكمته وتوفيق الله له وسائل لحل النزاعات والخلافات المعقدة، لما له من مكانة خاصة في نفوس الجميع.

 وفي الوقت الذي تتصارع فيه السلطة والمعارضة، في اليمن، إلا أن الشيخ الأحمر كان ملتقى كل هذه الأطراف، فكان عامل سلام ووحدة وإخاء .

ولعلّ من أبرز ما امتاز به الشيخ الأحمر - يرحمه الله – تلكم النفس الواسعة التي كانت تحترم الجميع، ولا تحط من قدر أحد، كائناً من كان .

قد يحار الكثير في تفسير وتحليل شخصية الفقيد الأحمر – طيب الله ثراه- إلا أني لم أجد ما يدعوا للحيرة، فقد عاش الشيخ الأحمر في كنف الإسلام، ونهل من معين الإسلام، ورضع من ألبان الحكمة اليمانية والفقه اليماني، وجدير بكل الأطراف والقوى السياسية التي تبكي الشيخ الأحمر وتودعه اليوم، أن تأخذ منه هذه الصفات والخلال، وأن تفتح لها الكليات والمدارس والجامعات لتأخذ بعضاً مما خلّفه الشيخ الأحمر من تراث فكري إسلامي نضالي وجهادي عظيم، وأن تقيم فيها وفي اليمن والدنيا كلها، مبادئ الأخوة والمحبة والصفاء وجمع الكلمة، وأن تتحسس في مسيرتها مواطن الخلل والفجوات والثغرات فتسدها، فهذا هو عين الوفاء مع الشيخ الأحمر .

 كما أن علينا جميعاً أن نعرف أننا عن هذه الدنيا راحلون وعلى الله مقبلون، وأننا بين يديه مسئولون، كما قال عز وجل {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ }الصافات24، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، ورحم الله فقيد الإسلام وفقيد الأمة الإسلامية الشيخ عبد الله الأحمر، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

Moafa12@hotmail.com

مشاهدة المزيد