بالأسماء والتفاصيل.. إليك المرشحون للمشاركة بإدارة ترامب فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية
أ- وادي رغوان :-
يقع وادي رغوان إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، ويبعد عنها قرابة ( 50 كيلومتراً ) ، وهذا الوادي أحد الوديان الشرقية للهضبة ، ويوازي وادي أذنة الذي يقع في جنوبه وإن كان أصغر منه كثيراً ، ونتيجة لخصوبة أراضيه فقد قامت فيه حضارة راقية عاصرت الحضارة التي قامت في وادي أذنة ، وكان هذا الوادي بمدينة تتبع سياسياً وإدارياً الدولة السبئية ، ولأهميته فقد شهد نشاطاً وازدهاراً كبيراً في فترة مكاربة سبأ الذين أولوه عنايتهم حيث سوروا مدنه وحصنوها لأنها كانت قريبة من مدن معين .
ولأجل الاستقرار في هذا الوادي فقد أقيم سدٌُ فيه لخزن وحجز المياه لاستخدامها في الأغراض الزراعية إلى جانب حماية مدن الوادي من فيضانات الوادي في المواسم الغزيرة الأمطار ، حيث لا تبعد مدينة الأساحل عنه سوى ( 1.5 كيلومتر ) .
أقيم السد في منطقة تشكل طبوغرافيتها حوضاً واسعاً إلى جهة الشمال حيث شكله تقعر الهضبة في نهاية السهل الممتد مـن جـبـل حلحلان ، كان طـول الجـدار الحـاجـز ( جسم السد ) يصل إلى ( 400 متر ) ، يمتد مـن الشمال إلى الجنوب و يصل سمك أساسه إلى ( 40 متراً ) وسـمـك أعـلى جزء منه ( 12 متراً ) تقريباً ، وتمتد منه قناة مازالت جدرانها قائـمة بارتفاع ( 3 مترات ) تقريباً ، ويصل طولها إلى ( 15 متراً ) ، وإلى جانب هذا السد الذي يعتبر واحداً من معالم وادي رغوان هناك أيضاً مدن الوادي ، وهي كالآتي :
- مدينة عررتم ( الأساحل اليوم ) .
- مدينة كتلم (خربة سعود اليوم ) .
- مدينة الدريب .
1- الأساحل (عررتم) :
تـقع هذه المدينة إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 50 كيلومتراً ) ، وتبعد ( 2.5 كيلومتر ) جنوب شرق خربة سعود ، يعود أقدم ذكر لهذه المدينة إلى حدود القرن الثامن قبل الميلاد ، حيث تذكر النقوش أن المكرب " يثع أمر / بين / بن / سمه علي " مكرب سبأ ، حصن مدينة عررتم ، وجهز سورها بعدد من الأبراج الدفاعية ، حمل كل برج منها اسماً خاصاً كالآتي : ( ش ب م ، ى ث ع ن ، ح ر ب ، د و ن م ، م ر ح ب م ) ، وفي القرن السابع قبل الميلاد تذكر النقوش أن المكرب " كرب إل / وتر / بن / ذمر علي " مكرب سبأ أنه شيد جزءاً إضافياً إلى سور المدينة حمل اسم ( ز ي م ن ) .
تحيط بالمدينة بقعة زراعية شاسعة كانت تمثل الأراضي الزراعية القديمة للمدينة ، وتدل بقايا الترسبات الطمثية على مدى الخصوبة الزراعية لهذه الأراضي قديماً ، مما جعل الباحثين يعتقدون أن هذه المدينة كانت مدينة زراعية في وظيفتها ، وذلك لقربها من سفوح الجبال حيث تشرف على مناطق مروية شاسعة بينما كانت معاصرتها مدينة ( كتلم ) - خربة سعود - الواقعة على الحـدود السبئيـة بالقـرب مـن الصحراء وتسيطر على طرق القوافل التجارية ، وتبلغ مساحة هذه المدينة ( 3.1 هكتار ) يحيط بها سور مبني بالحجارة أبعاده ( 250 × 170 متراً ) ، وهي بشكل مستطيل يتجه بزواياه إلى الجهات الأربع ، يتألف السور من جدارين من الحجر ملئ الفراغ بينهما بالأحجار والنبش ، والأحجار قطعت بشكل خشن بدون تهذيب ووضعت في هيئة صفوف متوازية ، أقصى ارتفاع بقى من السور حوالي ( ستة أمتار ) ، أما سُمك السور فبلغ مترين ، ويبدو أن هذا السور في الناحية الجنوبية الشرقية والجنوبية الغربية أكثر استقامة من الناحية الش! مالية الشرقية والشمالية الغربية التي بنيت بشكل تراجعات متتالية ، وهي الآن أكثر انهياراً ، ودعم السور بدعامات مستطيلة الشكل في جانبه المستقيم ، وقد تعرض السور لتجاوزات حديثاً حيث بني في الركن الجنوبي والركن الشرقي منزلان حديثان وتنتشر داخل السور بقايا المباني السكنية بعضها ترتفع فوق الركام حوالي ( مترين ) ، وربما أن السور كان يمثل الجدار الخلفي للمباني ، فهناك بقايا مبنى تظهر جدرانه عمودية على جدار السور الجنوبي الشرقي ، كما تظهر بعض الجدران العمودية على جدار السور الشمالي الغربي ، وفتح في السور بابان أحدهما في السور الشمالي الغربي والآخر في الجنوبي الغربي ، وهما عبارة عن فتحات بسيطة بين بروزين في السور لا يتعـدى عرضهما ( 3.5 متر ) مع جدران داخلية محيطة بطول ستة أمتار تقريباً ، ويذكر المستشرق الألماني السيد (Wissmann . H.V ) وجود بوابة ثالثة في الشمال مقابلة للبوابة الجنوبية الغربية ، وكان يربط بينهما شارع غير أنه يصعب التأكد من ذلك نظراً لوجود لبناء حديث في نفس المكان ، وتتميز مدينة ـ عررتم ـ الأساحل عن مدينة ( كتلم ) ـ خربة سعود ـ بكونها تضم في بعض أجزائها بقايـا منشآت شيدت باللبن المحروق إلى جانب أن سطح الموقع مغطى بشكل كثيف بشقف الفخار .
2- خربة سعود ( كلم ):-
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 48 كيلومتراً ) بـــدأ ظهور اسم مدينـة ( كتلم ) في فترة مكاربـة سبأ كواحدة من مدن الدولة السبئيـة ، فـقـد شـيـد المكرب " يثع أمر / وتر / بن / سمه علي " مكرب سبأ في القرن الثامن قبل الميلاد برجين دفاعيين على سور المدينة حمل كل منهما اسماً خاصاً ( ر ح ب ) ، و ( م و ر ت ) كما جاء في النقوش .
وفي القرن السابع قبل الميلاد تذكر النقوش أن المكرب " كرب إل / وتر / بن /ذمر علي " مكرب سبأ قام بتشيد سور منيع للمدينة تحفه عدد من الأبراج الدفاعية حمل كل برج اسماً خاصاً كالآتي (هـ ي ل / ح ل ح ل ن ، ي ل ط ، م ل ك ن ، ش ع ب ن ، م د و ) .
هذا وتشير الكثير من النقوش أن هذه المدينة كان لها حاكماً خاصاً خاضع للدولـة السبئية ، وقد قام ببناء معبد للإلهة ( ذ ت / ح م ي م ) في المدينة وخرائبه اليوم تقع بالقرب من الباب الجنوبي الغربي ، ويعود تاريخه إلى نهاية فترة مكاربة سبأ ، كان ازدهار هذه المدينة عائداً إلى كونها تشرف على الطريق التجاري الذي يربط بين مـأرب ومدن معين ، تقدر مساحـة هذه المدينة بـ ( 2.3 هكتار ) ، وشكلها مستطيل يتجـه بزوايـاه نحـو الجهات الأربع محـاطـة بسور أبعـاده ( 200×170 متراً ) بني السور من جدارين من الحجر قطعت بشكل خشن غير مهندم وضعت بشكل صفوف أفقـيـة تسندها أحجـار صغيرة وربـط بينهما بالطين ، بلـغ قياس بعض الأحجار ( 1.30 × 0.60 م ) ، وملئ المعمار ما بين الجدارين بالأحجار الصغيرة والطين ، ودعم السور بدعامات مستطيلة الشكل للتقوية أعطت للسور شكل الدخلات والخرجات ، بلغ سُمك السور! عند هذه الدعامات ( 4 مترات ) بينما بلغ سُمكه ( 3 مترات ) في الأجزاء الداخلية ، وبلغ ارتفاع ما تبقى من السور حوالي ( 5,5 متراً ) كحد أقصى بينما بلغ الارتفاع في بعض الأماكن فوق التلال الرملية حوالي مترين .
وفي منتصف الجانب الشمالي الغربي للجـدار الداخلي للسور توجـد أربـع دخلات بعرض حوالي ( 0.70 م ) بنيت داخلها سلالم تؤدي إلى فوق السور ( سطحه ) .
فتح في السور بـابـان متقابلان في الشمال الشرقي والآخر في الجنوب الغربي ، وهما عبارة عن فتحات بسيطة بين ( بروزين ) ، وبفتح الباب الشمالي الشرقي على ممر بطول ( 8 مترات ) تقريباً يحيط به جدار سُمكه متر واحد بينما الباب الجنوب الغربي كان مجهزاً ببناء يتقدم البوابة ، ويسير موازياً للسور في اتجاه الجنوب ، وهو الآن يختفي تحت التلال الرملية ، ويظهر منه أجزاء قليلة يصعب تحديد ماهيته واحتمال أن يكون سوراً واقياً يتقدم البوابة ، وتـضـم المدينة مـعبداً للإلهة ( ذات حميم ) ، ويـقـع بالقـرب مـن الباب الجنوبي الغـربي عثر فـيـه المستشرق الفرنسي ( كرستيان روبان ـ Robin ) على كثيرٍ من النقوش ، أهمها النقش الذي يذكر بناء هذا المعبد ، فقد بناه أحد الحكام المحليين في حدود القرن السادس قبل الميلاد ، وتدل عملية بنائه من قبل حاكم المدينة على مدى الثراء الذي وصلته المدينة التي كانت تشرف على الطريق التجارية .
أما بقية المنشآت الأخرى في المدينة فقد دمرت تماماً ، وتظهر خرائبها بهيئة تلال رملية صغيرة ، واجمل ما تبقى في المدينة عموماً هو سورها فقط .
3- مدينة الدريب :-
تقع إلى الشمال الغربي من مدينة مأرب ، وتبعد عنها نحو ( 58 كيلومتراً ) ، تعتبر هذه المدينة هي المدينة الثالثة والمعاصرة لمدينتي الوادي ( كتلم ، وعررتم ) ، ويعود تاريخها إلى نفس فترة الازدهار الحضاري للوادي والذي بدأ في فترة مكاربة سبأ ( القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد ولكن لقلة النقوش التي تتحدث عموماً عن وادي رغوان وعن مدينة الدريب بالذات جعل من الصعب التكهن بأهميته ومعالم هذه المدينة ، وتقع المدينة القديمة على تلة أثرية ترتفع عن مستوى سطح السهل نحو ( 10 مترات ) ، تغطي الرمال معظم جوانبها وشكلها يميل إلى الشكل الدائري يصل قطر محيطه إلى ( 80 متراً ) تقريباً ، ويوجد في وسط المدينة بئر قديمة يصل عـمـقـها إلى ( 30 متراً ) جفت مياهها .
ومعالم المدينة القديمة انطمست تماماً وشيدت على موقعها قرية مؤخراً استخدمت الأحجار القديمة في بناء بعض مبانيها ، وبقية مبانيها شيدت باللبن ، وهي قرية مهجورة اليوم ، بسبب مغادرة قاطنيها لها قبل ثلاثين عاماً تقريباً ، وبسبب ذلك تشققت مبانيها جميعاً وغدت أطلالاً .