دعا سكان 3 مناطق بالضاحية لإخلائها..جيش الاحتلال يتوغل برياً في لبنان لأول مرة منذ 2006 الجيش الأمريكي يعلق على ادعاء الحوثيين بإسقاط مسيرة أميركية وزير الإعلام : تصريحات المدعو نصر الله حول مأرب كشفت عن حجم المؤامرة التي كانت تستهدف هذه المحافظة البطلة ما حجم الأضرار التي لحقت بـ الحوثيين جراء العدوان الإسرائيلي الاخير على الحديدة ؟ هل سيتحول اليمن إلى مركز لـ«محور الممانعة»..؟ وزير الدفاع يبحث مع السفير السعودي مستجدات الوضع في اليمن نادي السد الرياضي يتوج بطلاً لتصفيات أندية محافظة مأرب. رئيس منظمة إرادة يناقش مع مسؤول ملف اليمن والشرق الأوسط لدى المفوض السامي لحقوق الإنسان عددا من الملفات الإنسانية وزير الداخلية يتفقد سير العمل في شرطة حراسة المنشآت وحماية الشخصيات بمحافظة مأرب أسعار صرف الدولار والسعودي في اليمن مساء اليوم الاثنين
الحرب كريهة . نسي اليمنيون بها أجمل ما فيهم، طفتْ على السطح أجسامٌ غريبة منتنة تقول إنها يمنية، أما جوهر اليمن فغاص بعيداً حزيناً في أعماق البحار.
أسوأ من في اليمنيين اليوم يمثلونهم، يتحدثون باسمهم في أغلب التيارات السياسية والفكرية. اليمنيون الحقيقيون قبضوا على جمر أحزانهم داخل قلوبهم، واتخذوا ركناً قصياً بعيداً عن الأضواء يبكون اليمن الذي تتحدث باسمه –اليوم - كائنات "خرصانية" تعرف مقادير الحديد والإسمنت في المباني، وتجهل مقامات المحبة في القلوب.
اليمني الحقيقي هو حمود المطري الذي كان مثالاً في النبل والبساطة والكرم. لا أحد منكم سمع عنه، لأنه ليس ممن تشاهدون على الشاشات ولا هو عرف الفيسبوك، هو اليوم تحت التراب، لكنه كان إنساناً في ضحكه وفرحه وكفاحه ووفائه. حمود رجل بسيط كنت أستأجر بيته في العاصمة صنعاء، كانت أسرته هي أسرتي، عندما كنت طالباً في جامعة المدينة الرائعة.
ترى هل لا تزال صنعاء تذكر صورة حمود المطري، وعبدالعزيز عبيد، ذلك الصبري الرائع، والمتصوف النظيف الذي كنت أقضي معه ساعات المقيل في "الطيرمانة" الحالمة في صنعاء القديمة ؟
اليمنيون تمثل جوهرهم عجوز من الضالع سكنتْ في عمارة في "ساحل العروسة" في عدن. كنت في عدن ذات وقت، وكانت تمنعنا من الخروج من البيت قبل تناول "القُراع".
اليمينون يمثلهم مُزارع من بني حشيش تمر عليه، ولا تخرج من بستانه إلا بعدما تمتلئ عنباً ومحبة وصفاء.
هل رأيتم جوهر اليمن في ذلك البدوي الممتلئ عزة وشجاعة وكرماً، وهو أقرب إلى الفقر المدقع منه إلى اعتدال الحال.
ملايين اليمنيين في أرياف البلاد ومدنها لا يعرفون الأفكار المؤدلجة الدخيلة، عاشوا يعبدون الله ويعملون الصالحات، دون الحاجة إلى شعارات دينية. ملايين اليمنيين يمارسون أصفى مستويات التعبد الروحي دون الذهاب إلى حلقات تنظيمية مؤدلجة. عرفوا الله قبل أن يعرفه أولئك المتخمون دينياً.
هؤلاء جوهر اليمن، وهم للأسف لا صوت لهم، لا أحد يمثلهم، وإن ادًّعى كل طرف تمثيلهم.
هم اليمن الذي نريد، واليمن الذي نعشق، وهم اليمن الصورة الجميلة التي نراها في خضرة إب وشموخ يافع وسماحة أهل حضرموت والمهرة، وفي أشعار المقالح والبردوني ومحمد عبده غانم، وأغاني فؤاد الكبسي وأيوب طارش وأحمد بن أحمد قاسم.
اليمن الذي نحب هو الذي نرى ملامحه في الوجوه السمراء لأهل تهامة الذين يلتهمهم الجوع –اليوم - دون أن يشكوا لأحد، وهو الكامن في بساطة بيضاني يحب العمل، وينفتح على الحياة، وفي ملامح فلاح بسيط من حجة تراه فترى ملائكة الله تمشي في أزقة "عبس".
اليمن الذي تتحدث عنه الوجوه "الملمَّعة" عندما تذهب إلى جنيف والكويت، والمطروح على طاولة المحاصصات، ليس اليمن الموجود في تقاسيم أهلنا في أرياف صعدة وعمران، ولا هو اليمن الموجود في فكاهة ذماري يملؤك فرحاً وحكمة.
اليمن الذي يريد ولد الشيخ أن يحل مشكلته ليس اليمن الذي عرفه فلاحٌ كريم الروح في أبين وشبوة ولحج، ولا هو ذلك اليمن المترامي على صحارى مأرب والجوف، ولا هو اليمن الذي تشمه في "ريحان" قروية تبيعك الفل في شوارع تعز.
اجمعوا كل هذه المعاني الجميلة الممتدة من سقطرى إلى صعدة، وأبعدوا عنها خطابات الزعماء السياسيين، وأمراء الحروب، والمؤدلجين دينياً، وحينها سترون جوهر اليمن الجميل المشرق دون رتوش أو تزييف.
اليمن الذي نعرف، ولا يعرفون.
اليمن المنسكب في فنجان قهوة من يافع، والمطل من "قمريات" صنعاء القديمة.
بلدة طيبة...
وشعب صبور...