أثبتت دولة قطر بما لا يدع مجال للشك أن قوة الإرادة تصنع ما يراه البعض مستحيلا ..وجاء تسلم قطر رسميا لملف استضافة كاس العالم لكرة القدم عام 2022 مع شهادة تقدير لحسن العرض لملفها, وسط ذهول عربي وعالمي حتى من الدول الكبرى المنافسة وبالذات الولايات المتحدة التي لم تستطع إخفاء حنقها القائم على غطرسة القوة والنظرة الدونية للغير ..

ويأتي هذا النجاح ثمرة جهود حقيقية لسنوات تم خلالها إعداد هذا الملف المتميز الذي جعل من نقاط الضعف عناصر قوة مفاجئة أذهل الجميع بمن فيهم خبراء اتحاد الفيفا.. إذا لا غرابه أن تفرض قوة الإرادة التي تتسلح بها القياد القطرية ملف دولتهم صغيرة المساحة قليلة السكان في مضمار المنافسة الدولي مع الدول العظمى ذات المساحات الشاسعة ومئات الملايين من البشر,بل وبرهنت دولة قطر إنها بحق دولة تستطيع أن تصنع المعجزات في زمن التبعية والتخاذل والهوان العربي المريع ,وهو ما أكده أمير قطر حين قال تستطيع قطر أن تنجز شي وان تكون قريبه من كل شي..

هذا الإنجاز القطري لم يكن ضربة حظ كما يصفه بعض الشانئين , بل نتاج عمل مدروس ومخطط له بعناية ومحسوب النتائج والثمار سلفا , كيف لا ؟ والقيادة القطرية على مدى عقدين من الزمن تمتلك إستراتيجية محددة ورؤية واضحة تجاه الكثير من القضايا المحلية والإقليمية والدولية أثبتت على مدى الأيام نجاحها وتميزها في محيط متلاطم من العداوات والصراعات والمكايدات من القريب والبعيد ومن الصديق قبل العدو, لكن حنكة القيادة القطرية وحبهم المطلق لبلدهم جعل من قطر دولة إقليمية ودولية فاعلة وذات تأثير واضح , تعاملت بندية واقعية ,كما أحسنت استخدام وسائل القوة الناعمة في مناطق ومواقف مختلفة , تأتي شبكة الجزيرة على رأسها , فضلا عن مشاركاتها البارزة في احتواء وتسوية العديد من بؤر الصراع والتوتر الإقليمية ,ناهيك عن نجاح الدوحة في احتضان العديد من الفعاليات السياسية والاقتصادية والرياضية الهامة .. ويعد هذا النجاح الكبير الذي حققته قطر مصدر فخر عربي وإسلامي يجدر بالجميع دعمه و إنجاحه رياضيا وسياسيا واقتصاديا من خلال المساهمة الفاعلة في استثماراته المختلفة.وبقدر فخرنا بالنجاح القطري , يجب أن نستلهم نحن العرب من هذا الموقف ثقتنا بأنفسنا وقدراتنا متى ملكنا الإرادة , واتضحت لدينا الرؤية , وجد جدنا في الطريق .. وبهذه المناسبة نرسل تهانينا لدولة قطر قيادة وحكومة وشعبا ونتمنى مزيدا من النجاحات الكبرى في مقبل الأيام .