آخر الاخبار

55 ألف تأشيرة متاحة للهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية.. السفارة الأمريكية باليمن تمدد الموعد النهائي لتقديم طلبات الهجرة غارات امريكية في الحديدة احزاب تعز تقترح حلا لمواجهة الوضع الاقتصادي المتأزم وتطالب الرئاسة والحكومة بسرعة انقاذ العملة العليمي يبحث مع سفير واشنطن الدعم الإقتصادي المطلوب وموقف اليمن من انتهاكات إسرائيل في فلسطين مسئول كبير في الشرعية يكاشف الجميع حول قضايا وملفات مهمة: سبب التراجع عن قرارات البنك المركزي ومصير التوقيع على خارطة الطريق وخيار الحسم العسكري كوريا الشمالية تختبر صاروخاً باليستياً يمكنه الوصول الى أمريكا الإعلام الأمني ينشر أسماء ضحايا حادث التصادم الأليم في طريق شحن بمحافظة المهرة موسكو هربت قيادي ايراني من ميناء الحديدة.. تورط متزايد لروسيا مع الحوثيين في اليمن وامريكا تدرس كيفية الرد اول دولة عربية تعلن عن تطوير 8 منظومات متكاملة لصناعة الطيران حادث مروري مروع في المهرة يخلف 11 ضحية

شكراً لشعب مصر
بقلم/ جلال أحمد الحطام
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و يومين
الخميس 28 يونيو-حزيران 2012 04:15 م

يبدو أن أمتنا ستدخل باب المجد من أوسع أبوابه ، وأن شمس الكرامة والعدالة والحرية ستشرق من جديد فهاهي إرادة الشعب المصري التي انتزعها من أيدي الطغاة تنتخب من أبنائها زعيماً يذكرنا بالنماذج الرائعة في تاريخنا الإسلامي الذين طالما قرأنا وسمعنا عنهم لنراهم أمامنا نماذج حية فهاهو رئيس مصر الجديد عفواً " خادمها " كما سمى نفسه يأمر أن يكون موكبه عادياً ومتواضعاً كي لايثير الناس ويعرقل الحركة المرورية ، كما رفض أن يسكن القصر الفخم وفضل البقاء في بيته البسيط الذي عاش فيه حياته ، كما أفاد أنه سيتنازل عن راتبه لفقراء مصر وأصدر قراراً بعدم وضع صوره في الوزارات والمؤسسات الحكومية وعدم نشر تهنئة له في الصحف وصرف تكاليفها في وجوه الخير ، ويؤدي الصلاة جماعة مع موظفي القصر وأما صلاة الفجر فيؤديها في المسجد جماعة وبدون حراسة ، ولما مر على جنود من حراسته يقفون في الشمس أمر بصرفهم كي لا تؤذيهم الشمس مجسداً الرحمة بمن حوله ، وكان أول لقاء يجريه في لوحة رائعة تدل على صفة الوفاء هو مع أسر الشهداء واعداً إياهم بالقصاص لأولادهم وإعادة المحاكمات لقاتليهم كي ينالوا جزاء ما اقترفت أياديهم من جرائم ، كما رفض التهنئة من الرئيس السوري لأنه لا يمثل الشعب السوري الذي يقتله وإنما يمثله الجيش الحر ، ورفض مقابلة الإيراني بسبب وقوف دولته مع النظام السوري في قتله لأبناء السفير الإيراني شعبه .. لا أدري هل نحن في حلم أم في حقيقة ؟ حيث لم نعهد هذه الصفات من قبل عند الرؤساء العرب في تاريخنا الحديث .

لقد نشأ هذا الرجل في أسرة فلاحة متواضعة في قرية من قرى الشرقية بمصر وكان متفوقاً في تعليمه حتى أصبح دكتوراً في هندسة الفلزات من أمريكا وله أبحاث في مركبات الفضاء .. حافظ للقرآن هو وأفراد أسرته كأول رئيس عربي يحفظ القرآن وأول رئيس مصري منتخب في انتخابات حرة وديمقراطية .

في كلمته التي ألقاها لأول مرة أمام الشعب يستشعر الإنسان فيها أنها نابعة من القلب حيث أورد مقولة أبوبكر الصديق رضي الله عنه " أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم " يالها من عبارة عظيمة يرسخ فيها للشورى والحرية ويذكرنا بزمن العزة والعدالة الذي تحن إليه الأمة في كل وقت ، ثم يقول للشعب لكم حقوق وعليكم واجبات وأما أنا فعلي واجبات ولاحقوق لي ، قمة التجرد والتضحية واستشعار المسئولية ، وتعهد للشعب أن لايخون الله فيهم ، ودعا إلى الوحدة ولم الصفوف وهي من الأولويات التي لابد له أن يبدأ بها لتضم الجراح والعودة بالصف الوطني المصري إلى أيام التلاحم في ثورة 25 يناير 2011 .

وهنا نحب أن نشكر شعب مصر على اختيارهم الرجل الذي يقتنعون به رغم الأموال التي عرضت عليهم وحاجتهم الماسة إليها ورغم تشويه الإعلام المصري العام والخاص لمرشح الثورة الرئيس محمد مرسي وللتيار الإسلامي الذي يدعمه وهذا الأمر يدل على وعي الشعب المصري ونضجه .

صحيح أننا لانستطيع الحكم على أدائه في المجالات المختلفة إلا بعد مدة من الزمن إلا أن ما صدر منه في الأيام الفائتة يدل على نبل البداية ، مع تمنياتنا لتجربة مصر أن تنجح لأنها نجاح للأمة التي غيبت حيناً من الدهر ونجاح لكل الثورات العربية ونموذجاً طيباً لها .