الشيخ / علوي الباشا بن زبع الأمين العام للمجلس الأعلى لمؤتمر تحالف قبائل مأرب والجوف
بقلم/ علوي الباشا بن زبع
نشر منذ: 16 سنة و 11 شهراً و يومين
الجمعة 07 ديسمبر-كانون الأول 2007 04:45 م

مأرب برس - حوار / محمد الصالحي

ضيفنا شاب يجمع بين التواضع الجم والثقة العالية بالنفس. شيخ مثقف وقبيلي متعصب للقبيلة وناشط مدني وكاتب مبدع وشاعر مرهف ورجل قانون وسياسي لا يؤمن بالإنضباط الحزبي ولذلك فهو مستقل وعلى مسافة واحدة من الجميع تتبع مواقفه فتجده صاحب رأي لا يجامل بمواقفه صديق، ولا يسيء فيما يصدر عنه إلى أحد مهما إختلف معه في الرأي.

ضيفنا هو الشيخ علي الباشا الذي يفرض عليك كرم أخلاقه وثبات مواقفه أن تحترمه بل وتجله مهما إختلفت معه.

*: نرحب بك أخ علوي الباشا في مأرب برس ونعبر عن شكرنا على أن تكون ضيف علينا في مقابلة صحفية لأول مرة.

-: بل أنا اشكرك وهي بالفعل أول مقابلة صحفية لي منذ تركت العمل الرسمي في العام 1993م وحتى الآن وسعيد بأن تكون معكم فأنتم موقع متميز نعتز به كنافذة نور تطل من شرق اليمن وصحاري الربع الخالي.

* : كتحالف لقبائل مأرب والجوف أين تقفون مما يحدث في الساحة الوطنية؟

- : نحن موجودون ومواقفنا معلنة وحضورنا في مناطق عملنا ملموس قبلياً ومحلياً بل إن البعض يتهمنا بالإفراط في الحضور والمتابعة وهذا أعتقد أنه يحسب لنا لا علينا ويكفي أننا أمضينا عقد من الزمان مستمرين ولم نختلف.

*: كما قلت في البداية نريد أن تكون المقابلة شفافة وصريحة؟

-: تفضل.
*:
ما هي علاقتكم بالشيخ حسين الأحمر ومجلس التضامن الوطني؟

-: شخصياً الشيخ حسين صديق عزيز ونرتبط فيما بينا بما كان بين والدي - رحمه الله - ووالده - شفاه الله – من علاقات وزمالة نضال وعمل وصداقة خاصة.

*: هل تفكرون بالإنضمام لهم؟

-: هذا لم يُطلب منا ولسنا جاهزين له بعد.

*: يعني ستظلون في نطاق مأرب والجوف ؟ وماهو السر في التمسك بهذا الإسم رغم أنه يجعلكم متهمين بالمناطقية؟

-: ليس هناك سر. هذه تجربتنا التي لا نريد أن نفرط فيها بما فيها من التواضع وخصوصيتنا التي قد لا نتفق مع الآخرين عليها وعموماً نحن والشيخ حسين والإخوان الذين معه في الأخير قبائل والداعي واحد.

*: على ذكر الداعي واحد ماذا تقصد؟ انا قرأتها عنك من قبل في تصريح أيدتم فيه دعوة حاشد إلى مؤتمر خمر؟

-: الداعي العام بمعنى أنك تدعي القبائل للتصدي لأمر ما أو قضية معينة، أي أن ما يتخذه المجتمعون في موقف ما يلزم الحاضرون في حدود هذه القضية ولا يترتب عليه أكثر من ذلك مالم يتم الإجماع على جديد من قبل الحاضرين.

*: أعود وأقول هل ستظلون في نطاق مأرب والجوف أم ستوسعون هذا النطاق؟

-: هذا النطاق هو الأرضية الثابتة التي نقف عليها ولن نفرط فيها تحت أي خيار ثم يأتي الإطار الوطني، أما بخصوص التوسيع فنحن في إتجاه توسيع التحالف على أساس أوسع ولدينا أولاً الآن حوار مع المحور الأقرب لنا وهو صعدة وصنعاء و شبوة و أبين والبيضاء عبر شخصيات لها وزنها في الساحة القبلية ، ثم في مرحلة ثانية تأتي البقية وستسمع قريباً عن دائرة أوسع للتحالف وربما مع كيان آخر مهم.

*: هل من الممكن معرفة أطراف التحاور بالتحديد؟

-: للأسف ليس في الوقت الحالي، ولكن ستعرف في حينه.

*: هل ستحلون تحالفكم في هذا التحالف الجديد؟

-:  بالعكس بل سنوسع نطاق العمل مع شركائنا من المحافظات الأخرى وستظل خصوصية تحالفنا في إطار مأرب والجوف ثابتة لا نتخلى عنها كما ذكرت يربطنا بها عهد والعهود لا تحلها المؤتمرات الصحفية وخياراتك مع الآخرين.

*: هل أنت مع بقاء حاشد مسيطرة أم أنت ممن يطالب بوجود توازن بين حاشد وبكيل ومذحج ...إلخ؟

-: أنا مع إعادة التوازن للساحة القبلية والسياسية أيضاً والتوازن هو مصلحة الجميع ومصلحة الرئيس نفسه وأي مهتم بالشأن القبلي وفي الأخير أنا من بكيل، أنا من ربعي.

*: يظهر أنكم محسوبين على المعارضة وعلاقتكم بالسلطة سيئة ، لماذا؟

-: السبب بسيط للغاية فنحن قبائل ومن طبع القبيلي ميال للفزعة لنجدة ونصرة المظلوم ونحن نعتقد أن هؤلاء المعارضة يناصرون المظلومين ومن واجبنا أن نقف معهم رغم مالنا من تحفظ على بعض مواقفهم خاصة تجاه ماهو قبلي مع إحترامنا لرموز من المعارضة ممن ينصفون القبائل في أقوالهم وأفعالهم.

أما بخصوص علاقتنا بالسلطة فهي ليست بالسيئة ولا جيدة ، إذا تحدثنا معهم تحدثنا على أساس قبلي وليس سياسي، وفيما بيننا نحن تحالف كما هي قاعدة (وثيقة) التحالف التي تعاهدنا عليها بأننا يد واحدة على من سوانا – في الحق طبعاً- وهذا عرف مشهور في الأحلاف عند القبائل ولا علاقة له بالسياسة ومحاذيرها.

*: إذا ماذا تسمي علاقتكم مع السلطة تحديداً؟

-: سمه ما شئت.

*: أنتم متهمون ان تحالفكم تأسس ومن ورائه السعودية أيام الأزمات التي كانت تحدث بين الرياض وصنعاء على ترسيم الحدود

-: هذا شرف لا ندعيه.

*: نرجوا التوضيح أكثر؟

-: أن تكون كيان قبلي بأي حجم ومن ورائك دولة كبيرة بحجم المملكة هذا شرف لك وليس نقيصة ولكن هذا لم يحدث.

*: ولكن ألا يُعتبر هذا تدخل في السيادة الوطنية؟

-: ياأخي هذه مزايدات ومصطلحات عفى عليها الزمن "تدخل وما تدخل" هذا كلام تقوله أيام الستيناات والسبعينات، نحن في القرن الواحد والعشرين تبدلت فيه مفاهيم السيادة الآن.أمريكا والدول الكبيرة حتى العربية منها تصنع حكومات وتغير حكام . هل صناعة كيان إجتماعي جريمة وصناعة نظام بأكمله ليحكم بلد حاجة مشروعة؟!

الآن يا سيدي الذي يحدد المفاهيم هي المصالح المشتركة بين الشعوب، تراعي مصالح الآخرين يراعون مصالحك ، تسيء إليها "يودوك في ستين داهية".

*: مزيد من التوضيح؟

- : إفهمها بطريقتك...

*: ماهو مفهوم السيادة عندك؟

-: حماية التراب الوطني وأن لا يأتي من يحكمك من الخارج ماعدا ذلك فما يحقق مصالح الوطن ورفاهية المواطنين فهو السيادة بعينها.

*: هل معنى هذا أنك تبرر التبعية للسعودية أو غيرها؟

-: قلت لك إنه شرف لا ندعيه وأن ذلك لم يحدث.

*: إذا لماذا أقمتم التحالف في تلك الفترة الهادئة لأكثر من أربع سنوات بعد حرب الإنفصال 94م لم نسمع فيها بأي تجمع قبلي؟

-: أقمناه لمواجهة جرعات الموت التي توالت على الناس برعاية حكومة الإرياني ومن بعده باجمال والبنك وصندوق النقد الدولي ولندافع عن أنفسنا بعد أن دمرت قوات الطيران والكاتيوشا والمدفعية الثقيلة البيوت على رؤوس النساء والأطفال في مأرب والجوف في أحداث يونيو 98م الأسود وفوق هذا أقمناه لنصرة المظلوم وردع الظالم والمطالبة بالحقوق وتحت هذه الأهداف حدث ولا حرج عن حرمان هذه المناطق وواجبنا تجاه مقارعة هذا الحرمان بالوسائل المشروعة وهذه مهمة طويلة المدى وشاقة إن لم نفي بها ستواصل من أجلها الأجيال القادمة إنشاء الله.

*: هل لازالت قضية أضرار الأحداث التي حصلت في 98م بدون تسوية ؟

-: تمت تسوية كاملة في مسألة القتلى والجرحى. وتمت تعويضات شكلية غير عادلة لأصحاب المنازل المتضررة والتي تجاوزت خمسة وثلاثون مسكن منها ما دمر بشكل كامل ومنها ما دمر جزئياً والرئيس نفسه أعطى وعداً للوالد الشيخ محمد العجي بن خالد نائب رئيس التحالف بأن يدفع التعويضات للمتضررين وتحدث عن هذا عندما زار العجي أثناء حملته الإنتخابية الرئاسية ووعد الناس صراحة في خطابه هناك ولا أدري إن كان لازال عند وعده أم أنها دعاية إنتخابية.

*: إذا لازلتم تطالبو بتعويضات؟

-: نعم وملف التعويضات في أضرار المنازل لم يتم تسويته بعد وهذه حقوق مواطنين والرئيس وعدهم بمحض إرادته ولم يجبره أحد ولذا فليفي بوعده.

*: دعنا نعود إلى الشأن الحالي، أيدتم في مواقف سابقة من الشهر الماضي ما يحدث في المحافظات الجنوبية فهل نعتبر مثل هذا تشجيعاً لدعوات الإنفصال؟

-: بالعكس هو تشجيعا على التمسك بالوحدة وتجسيداً لها وغالبية إخواننا في الجنوب ظُلموا وتم إقصائهم من مناصبهم وسُرحوا من معسكراتهم ووظائفهم ونهبت أراضيهم وحتى منازلهم على خلفية نتائج حرب 94م وهو ما لا يجوز، والسكوت عليه تحضير للإنفصال وليس ترسيخ للوحدة. أنظر كيف طفح الكيل هناك وخرجوا الناس إلى الشوارع والميادين لا ليرفعوا علم اليمن الديموقراطية سابقاً بل ليطالبوا بحقوقهم القانونية وبالوسائل السلمية المشروعة أليس من واجبنا أن نؤيد مسلكهم السلمي هذا.

سكوت الكيانات الإجتماعية والأحزاب السياسية في الشمال عما يدور في الجنوب خطأ كبير قد يدفع الجنوبيين بقوة إلى خيار الإنفصال الذي بدا يقفز إلى مقدمة الصفوف، وأنا أدعوا المؤتمر الشعبي العام نفسه وفي مقدمته الأخ الرئيس أن يؤيدوا المطالبات السلمية وأن يعيدوا للناس حقوقهم قبل أن نصل إلى مرحلة لن يفيد بعدها إعادة الحقوق وأسأل الله ألا نصل إلى هذه المرحلة.

*: الإحتجاجات إنتقلت إلى مأرب والمحافظات الشمالية وهناك مطالب وصفها البعض بالتعجيزية في محافظة مأرب فما تعليقكم؟

-: من الطبيعي أن ينتقل الشيء الجيد والنضال السلمي من الأشياء الجيدة للشعوب وإنتقال تجربة الجنوب إلى مأرب وإلى محافظات أخرى شيء جيد، أما بخصوص مطالبنا التي يصفها البعض بالتعجيزية بالعكس هي مطالب مشروعة ونحن نتمسك بها وإن لم يتجاوب معنا المسئولين سنذهب إلى رفع سقفها أكثر والحراك الذي تشهده الساحة الوطنية دليل عافية ويجب أن ينظر له الحزب الحاكم من هذه الزاوية.

*: لماذا لم تحضر مهرجان مأرب ولم تكن ضمن تشكيلة ملتقى أبناء مأرب؟

-: سؤال وجيه، لم احضر المهرجان ولا رئيس المجلس الوالد الشيخ علي القبلي لأن مشاركتنا في المهرجان حددناها بعدد من قيادات التحالف منهم الأمين العام المساعد الشيخ علي ناجي الصلاحي ورئيس لجنة السياسة والإعلام الشيخ مفرح بحيبح وآخرين، فيما حضر من أحزاب اللقاء المشترك رؤساء فروعهم في المحافظة فقط ، هكذا إتفقنا على نسبة حضورنا ثم إن المهرجان مهرجاننا جميعاً دعمناه مبكراً وحتى الآن وحضروه رجال نعتبرهم أقدر منا، اما فيما يتعلق بتشكيلة الملتقى فكما أسلفت مشاركتنا حددت سلفاً واتفقنا جميعاً على أن نترك للآخرين الأكثر قدرة على التفرغ وربما الأكثر إصراراً على الرفض ليكونوا قيادة هذا الملتقى ولنعطيهم إستقلالية تامة عن تأثيرات كياناتهم سواءً جاءوا من مجلس التحالف أو من أحزاب اللقاء المشترك أو مستقلين المهم أن يتفرغوا للعمل حتى يحققوا مطالب الناس ثم يعودوا إلى كياناتهم وإختارو الأخوان هناك قيادة للملتقى من الأخ الشيخ علي الصلاحي رئيساً وهو من التحالف والأخ الشيخ محمد بن أحمد الزايدي نائباً وهو مستقل ومحسوب على الإصلاح المهم أنهما ثنائي جيد وعنيد وإختيار موفق دعمناه بقوة وسنظل ندعمه وارجوا أن يوفقوا في مهمتهم.

*: هل لكم علاقة بالمعارضة في الخارج؟

-: من أي نوع

*: علاقات تنسيق أو علاقة صداقة

-: علاقات صداقة نعم.. علاقات تنسيق ليس بعد

*: وما المانع؟

-: ليس هناك أي مانع وإنما لم يحن ما يستدعي ذلك وعموماً لغتنا مشتركة ومعاناتنا في الوطن العزيز واحدة سواء كنا في الداخل أو الخارج "كلنا في الهم شرق ".

*: شــرق؟!

-: أشكرك لقد أطلنا على قرائكم.

*: العفو كنا نتمنى المزيد بماذا تختتم ؟

-: يكتب الله مافيه الخير لهذا الوطن العزيز كما أرجوا لمأرب برس مزيد من التوفيق وأدعوكم إلى تطوير هذا الموقع إلى إنشاء نسخة باللغة الإنجليزية إلى جانب العربية لتصلوا إلى خارج المنطقة.

*: وشكراً لك شيخ علوي.