الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير رفقة محمد بن زايد.. شاهد ثاني ظهور لطارق صالح عقب إصابته بحادث مروري في الساحل الغربي حزب الإصلاح يعلق على إشهار التكتل الوطني للمكونات السياسية تونس تحقق نجاحاً كبيراً في تصدير الذهب الأخضر إسرائيل تدك أكثر من 40 ألف وحدة سكنية في جنوب لبنان وتجعلها ركاما وانقاضا عاجل: أمريكا تحبس أنفاسها وتتحصن مع تفاقم التوترات وترامب يعلن واثق من الفوز وايلون ماسك يحذر من هزيمة المرشح الجمهوري واخر انتخابات في تاريخ أمريكا لأول مرة في تاريخها… التعديلات الدستورية الجديدة في قطر وتجربتها الديمقراطية عثمان مجلي يصارح الخارجية البريطانية: الجميع يدفع ثمن منع الشرعية من تحرير ميناء الحديدة بحضور دبلوماسي ومباركة رئاسية .. عدن تشهد ميلاد أكبر تكتل وطني للمكونات السياسية يضع في طليعة أهدافه استعادة الدولة وإقتلاع الإنقلاب وحل القضية الجنوبية
استعدت الأوساط الصهيونية فى العالم لإحياء الذكرى الستين لقيام إسرائيل وشكلت لجانا ليكون هذا الاحتفال لائقا بدولة زرعت على جثث شعب وفرضت نفسها علي جسد أمة ودخل السرطان فى هذا الجسد رغم كل المقاومات وراح السرطان ينخر فى هذا الجسد حتى أصبح سلوك الجسد سرطانيا, أى يأكل بعضه بعضا وتهاجم أعضاؤه أعضاءه الأخرى.
وكان واضحا أن حارس هذا الجسد العربي هو مصر ولكن العملية الجراحية التى أجريت لها على مستوى القرار واستأصلت منها على هذا المستوى معايير التمييز بين ما ينفعها وما ينفع الفيروس المهاجم لها, ونقصد بها اتفاقية السلام عام 1979, قد تفاعلت وآتت أكلها وكنت أشعر دائما أن الخضوع المصري الكامل لنزوات إسرائيل والحديث فى نفس الوقت عن دور مصرى تسمح به إسرائيل لمصر وحالة الذل التى يشعر بها كل المصريين لا تكفى, وإنما تفكر مصر فى مكافأة إسرائيل بمناسبة ميلادها الستين وبلوغها سن النضج, وهى التى تتمنى وتسعى بكل شر لمصر وللمصريين وأسعدها كثيرا أن ترى هؤلاء الأعداء الأشرار الضحايا فى الواقع يسقطون ضحايا رغيف الخبز بدلا من الاستشهاد ودفاعا عن الكرامة ضد إسرائيل.
ولم يخب ظني فقد ادخرت الحكومة الهدية الكبرى وهى الغاز الذى يضخ إلى إسرائيل مع بدء الاحتفال بعيدها الستين, فى الوقت الذى تعانى فيه أحياء فى العاصمة ومدن وقرى فى مصر من الحرمان من الكهرباء والغاز وتستورد مصر أنواعا من الغاز , وتمارس إسرائيل ضد غزة إبادة من كل صنف بما فى ذلك قطع الطاقة والكهرباء التى تزودها مصر بمقومات إنتاجها.
والطريف أن الغاز يباع لإسرائيل بربع تكلفة إنتاجه أى أن مصر تدعم المواطن الإسرائيلي بخمسة دولارات فرق سعر البيع عن تكلفة الإنتاج مضروبا فى 2 مليار متر مكعب كل عام أى 10 مليار دولار سنويا أى 200 مليار دولار خلال مدة العقد وهو عشرون عاما.
بل إن المبلغ يضرب مرة أخرى فى 9 دولارات الفرق بين تكلفة الإنتاج وسعره فى السوق العالمي اليوم أى أن مصر تدفع لإسرائيل نقدا ما يساوى 28 مليار دولار فى العام أى 560 مليار دولار خلال العشرين عاما القادمة.
هذه الصفقة مسكونة بآلاف الأسئلة الحرجة أقلها التواطؤ مع العدو الصهيوني من قوت الشعب المصرى وهذه جريمة تحتاج إلى توصيف قانونى جديد بعد أن تلاشت الجرائم العظمى من قاموس التعامل بين مصر وإسرائيل.
فأيهما قدم الهدية الأجمل والأكثر فائدة : مصر أم أمريكا, التى اكتفى مجلسا الكونجرس فيها بتهنئة إسرائيل وشعبها على الصمود فى وجه البرابرة, ولكن الكونجرس الأمريكى يعلم أن ما قدمته مصر مضاف إلى ما قدمته واشنطن لأنه لولا واشنطن وعلاقات مصر الإستراتيجية معها لما قدمت مصر هذه الهدية التى لا تقدر بثمن.
هل يمكن أن تفسر لنا الصفقة تصريح أولمرت, الذى نقلته كل الصحف العبرية, وهو يوبخ وزيرة خارجيته التى قررت منع أبو الغيط من دخول إسرائيل, وأنه شديد الامتنان لمبارك ويريد له طول البقاء, ولا يدرى ماذا كانت إسرائيل ستفعل لو لم يكن طوال هذه الفترة على رأس مصر.
وما دامت تلك هى مشاعر القيادة السياسية المصرية إزاء إسرائيل فماذا سيقول التاريخ بعد زوال إسرائيل إن عاجلا أو آجلا. رحم الله الزمن الذى كان الاستماع فيه إلى إذاعة إسرائيل من جرائم أمن الدولة.