العولقي يفصح عن الهدف الاستراتيجي لتنظيم القاعدة بعد عملية المكلا
بقلم/ توهيب الدبعي
نشر منذ: 12 سنة و 8 أشهر و 7 أيام
الجمعة 02 مارس - آذار 2012 11:36 م

لست من أعداء الرعيل الأول لما عرف مؤخرا بتنظيم القاعدة من المجاهدين الأفغان العرب إبان الحرب الأمريكية السوفييتية حينما كان الهدف واضحا والحرب مقدسة لنصرة المظلوم باستثناء استغلال أمريكا لتلك الحرب في تحقيق مصالح لها..وبانتهاء الحرب ظلم المجاهدون من قبل أمريكا والعرب فحبسوا وعذبوا..لتصبح أمريكا في نظر العالم يقينا هي العدو الأول للقاعدة لحاجة في نفس يعقوب، ومن هنا بدأ استغلال القاعدة الجديدة عدوا لدودا في الظاهر وصديقا حليفا في الباطن وفق خطة محكمة يمكن الوقوف على أسرارها في هذا التحليل لآخر التصريحات للقيادي أبو عبد الرحمن العولقي حول الهدف من تفجير القصر الرئاسي في المكلا.

وردت في التحليل الأخير الذي نشره مأرب برس حول عملية القاعدة الأخيرة في القصر الجمهوري في المكلا هذه العبارات:

الأولى: \" وبما أن الرئيس هادي أكد للسفير الأمريكي بأن لا تفاوض مع الجماعة الإرهابية،\" والثانية: \"\" ويقول القيادي في التنظيم أبو عبد الرحمن العولقي لـ\"الوسط\" إن اللقاء المشترك، وحزب الإصلاح على وجه التحديد، سيضطرون في المرحلة القادمة إلى الإقرار بوجود قاعدة حقيقية في اليمن، حتى يحصلوا على دعم من الخارج..\" كما ورد في خبر آخر \" الحكومة الحالية ترفض طلبا أمريكيا بإنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في سقطرى مقابل دعم لا محدود\".

كلام العولقي يلخص مهمة القاعدة بوضوح وهي: إجبار الأنظمة على الإقرار بوجود قاعدة حقيقية..والهدف.. حتى يحصلوا على دعم من الخارج..؟ هل هذا هو الهدف الذي من اجله تأسس تنظيم القاعدة أن تكون بعملياتها التفجيرية مبررا لدخول القوات الأمريكية إلى البلاد العربية والإسلامية..؟؟ \"أليس هذا هو ما يهم أمريكا\" لأنها ستجد الذريعة لإرسال قواتها لمكافحة الإرهاب والحصول على إذن خرق الأجواء السيادية بطائراتها في البلاد المستهدفة كبديل للقواعد العسكرية والتي تعد خيانة للحكومات يرفضها الشعب لأنها خرق للسيادة الوطنية ويقبل بالأولى لأنها حماية للأبرياء من هجمات القاعدة الوحشية وهو مبرر منطقي قد تقبل به الحكومات وتسكت عليه الشعوب وهنا تكون أمريكا قد نجحت أن تظل أجواء الوطن مفتوحة للهيمنة الأمريكية تخرق سيادتها متى شاءت وجعل الأنظمة العربية ذليلة تحت رحمة أمريكا القادر الوحيد في الأرض على حرب القاعدة لتطمئن أمريكا على مصالحها في دول الذهب الأسود فهي التي تحميك بطلب منك ولذا هي التي تملك حق الإملاء عليك في سياسة البضاعة الرابحة.

هذا ما فعلته أمريكا تحسبا لتغير الأنظمة خارج سيطرتها كما حدث في ثورة الربيع العربي ليصبح أي نظام جديد مجبرا على قبول دخول قوات مكافحة الإرهاب ...فأنظمة المعارضة كانت تندد بالطائرات الأمريكية بدون طيار وتصف ذلك بأنه خرق للسيادة الوطنية ولذلك كان لابد أن تحسب أمريكا لهذا حسابا دقيقا وقد فعلت وما خططت له سلفا هو الآن قيد التنفيذ...

وإلا ما معنى قول هادي لسيادة السفير الأمريكي سنحارب الإرهاب؟؟؟ وان الحكومة الحالية رفضت إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية في سقطرى، إن لم يكن المعنى واضحا في كلام العولقي \" إن اللقاء المشترك، وحزب الإصلاح على وجه التحديد، سيضطرون في المرحلة القادمة إلى الإقرار بوجود قاعدة حقيقية في اليمن، حتى يحصلوا على دعم من الخارج.؟!! وإذا جمعت بين كلام هادي وتصريح العولقي ورد الحكومة على الطلب الأمريكي ستخرج بهذه المعادلة :

\"عمليات للقاعدة = سنحارب الإرهاب = تحالف أمني عسكري مع أمريكا = قواعد عسكرية أمريكية بثوب آخر تحميك لا تستعمرك\"

هل سأل احدنا نفسه ولو مرة هذا السؤال: \" من أين للقاعدة هذه الأسلحة وهذا النفوذ\"..؟ ومن يدعمها بالسلاح والمال؟ هل للأقمار الصناعية والمخابرات السرية الأمريكية أن تجيب على السؤال وهي تستطيع ملاحقة جاسوس يتخفى بين البنيان وتعجز عن ملاحقة جيش يعيش في الصحارى والوديان؟!! الأقمار الصناعية الأمريكية تستطيع رصد سيارة جيب في ارض مأرب عليها قيادي في القاعدة لتقصفها طائراتها بدون طيار وقتل من فيها، لكن سفينة ضخمة محملة بالأسلحة في شواطئ أبين لجيش القاعدة لم ترصدها أقمارها في فضاء البحر الواسع ولم تقصفها طائراتها على الشاطئ المحدود، فبأي لغة كونية نفهم ذلك حين غابت السفينة عن عين أمريكا التي ترى النملة في الصحراء ولا تري الفيل على قمة الجبل..!!

لماذا لا تبحث القاعدة عن ارض لها تقيم عليها دولتها؟؟ ولماذا لا يمتلك جيش القاعدة أرضا ولا وطنا؟ وهل ينتصر جيش تائه في الصحراء لا وطن له ولا هدف على دولة تحكم الفضاء بالأقمار والبحار بالأساطيل وتحكم العرب والمسلمين بسلاح القاعدة؟ ولماذا يقتلون ويقتلون ولأي هدف؟ وهل ذكر التاريخ وجودا أو انتصارا لجيش لا وطن له أنه بنى وطنا آمنا إلا أن يكون هذا الجيش الشريد المخيف الغريب جيشا أشبه بالموساد يتبع قوى استعمارية كبرى قادرة على تمكينه بهذا القدر من السطوة والسلاح والصمود وهو مشرد بلا سكن ولا وطن ولا يحمل الشخص منهم حتى اسما حقيقيا حتى أمسى ذكرهم يفزع الأطفال ويبكي العجائز ويرعب الحكومات ؟ وهل يمكن لجيش كهذا أن يحقق للناس أمنا في يوم ما وهو الذي يعيش في الخفاء ولا يتواجد إلا في الدماء..!!؟ وهل يقبله الرب أن يكون وصيا على دين السماء ومجرد ذكر اسمه يقض مضاجع الآمنين في كل الأنحاء..؟ لم لم تقصفهم أمريكا وقد حكموا قلعة رداع ثلاث ليال سويا؟ لماذا يهددون امننا وأمريكا عدوهم وعدونا؟ ومن يخيفون حين يهددون بنقل حربهم إلى قصر وشوارع صنعاء إلا أطفالا أبرياء ؟ ولم كل هذا النشاط للقاعدة في اليوم الأول ولحظة النصر الأولى للثورة على طاغية هو اكبر حلفاء عدوهم أمريكا؟ لو كانوا معنا ولم يفعلوا فعلتهم في قصر المكلا ما اجبروا الرئيس الجديد أو أعطوه مبررا ليعلن التحالف مع عدوهم أمريكا مرة أخرى.. لو سكتوا ما كان ليجد السفير الأمريكي مبررا ليقترح بقاء احمد على الذي استهدفت القاعدة ولأول مرة حرسه الجمهوري وليس قائد الأمن المركزي الذي تتبعه وحدات مكافحة الإرهاب، فاحمد علي صار من أعداء القاعدة وهو المرشح الوحيد ليقود الحرب ضدها..!! وهو يعلم أن هذا التفاف وضد أهداف الثورة التي قلعت الطاغية السفاح حليف أمريكا الأكبر في المنطقة.. وسوف تستمر ما استمر أقرباء صالح في مناصبهم أفلا يعقل الناس ويعقلون؟ لو لم يفعلوا لن يجبروا مستقبلا حكومة المشترك بطلب دعم خارجي ولأصبح ذلك للقاعدة نصرا مبينا ولن تجد أمريكا مبررا لها ولا لمرادها بأهمية بقاء أبناء صالح تحت مظلة ذلك التحالف الأمني المشبوه في الحرب ضد القاعدة، ولكنهم قوم يمكرون ولأهداف أخرى يبيتون ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون؟ ما أهداف القاعدة ؟ إقامة دولة ..!! فليفعلوا ومن سيمنعهم إن لم يقلقوا سكينة الأمن الإنساني الذي وهبه الله للناس أبرارا وفجارا، وهناك فليقيموا أحكام الإسلام كما يريدون وليقطعوا يد سارقهم ويجلدوا الزناة فيهم ولا يستعدوا الأمريكان على أوطان إخوانهم لتستعمرهم تحت عباءتها؟ أم أنهم لا يريدون ذلك وليس من أهدافهم؟ فقط يريدون أن يقتنع أي نظام جديد أن القاعدة قوة حقيقية حتى تجعله مضطرا للتحالف والسماح للقوات الأمريكية أن تضرب أي هدف لها تحت فزاعتهم؟ الم يقل ذلك العولقي بوضوح..؟!

ما هو مشروع القاعدة إذن؟ الجواب حرب أمريكا... أين؟ في أبين والقصر الجمهوري في المكلا..وإذا لم يفهم هادي الرسالة ويعلن تحالفه مع أمريكا ويقتنع المشترك والإصلاح أن القاعدة حقيقة ويطلب الدعم من الخارج سوف ننقل المعركة إلى صنعاء والى القصر الجمهوري..لماذا؟ لأن المشترك لم يكن وهو في المعارضة حليفا لأمريكا ويرى أن قتل أفراد القاعدة بطائرات أمريكا في عهد صالح خرقا للسيادة الوطنية..فأراد العولقي الانتقام من صالح ورد الجميل للحكومة التي كانت ترفض قتله بطائرات أمريكا فكان رد الجميل بعملية المكلا ليجبر صديقه المشترك أن يكون حليفا جديدا لعدوه أمريكا...!! وبمنطق \"لكي تحارب عدوك وتنتصر فعليك أن تجبر أصدقاءك ليكونوا حلفاء عدوك..!! أخبروني عن جيش في التاريخ سلك هذا المنطق في حربه مع عدوه حتى رمانا آخر الزمان بهذه الدواهي.

أنا مقتنع بوجود القاعدة الجديدة تحديدا بل إن البغال والحمير تقر بذلك ، لكن لست مقتنعا أنها تحمل مشروعا واضحا اليوم..إلا حرب أمريكا في الظاهر...بقتل الأبرياء في بلادهم وإنهاك اقتصادهم..لإجبارها على التحالف مع عدوها؟ فهل هذه حرب ضد أمريكا أم حرب لأجل أمريكا وهل هذا تدمير لأمريكا أم بناء للإمبراطورية الأمريكية وتوسيع لنفوذها..؟!! فما لكم كيف تحكمون..أم لكم كتاب فيه تدرسون..وإن لكم فيه لما تخيرون؟..متى يعلم هؤلاء أن الله من ورائهم محيط ..؟ إن الذي يحارب أمريكا من المفترض أن يخطط لضرب أمريكا هناك في طرف الأرض... فهل قضت القاعدة على العدو الأمريكي بهذه العمليات في بلادنا؟ أم أنه بكل عملية للقاعدة تكبر أمريكا ويتسع نفوذها بإجبار أي نظام كان حاكما أو في طريقه إلى الحكم أن يكون حليفا قويا لأمريكا ليدرأ عنه شر القاعدة التي تزعم أنها تريد تدمير أمريكا وهي تبنيها ..؟ أليس هذا هو هدف القاعدة قولا وعملا ؟ وإلا ما الداعي أن يوجه هادي كلامه للسفير الأمريكي بأن لا تفاوض مع الجماعات الإرهابية يوم تأدية القسم أمام البرلمان؟..بمعنى أنت الحاكم الفعلي ولن نعارض قوات مكافحة الإرهاب؟ مع توقيت عملية المكلا في نفس اللحظة الذي وجهت فيه القاعدة ضربتها في أقوى عملية لها كرسالة واضحة إلى هادي وحكومة المشترك ليقولوا للسفير الأمريكي سمعنا واطعنا وهم كارهون .. وإن لم يفعلوا ذلك لسيادة السفير..؟ فإن العولقي لها..! وسوف يقنعكم أن القاعدة حقيقة وليست فزاعة صالح وسيجبركم على أن تحنوا الرؤوس للسفير وطلب الدعم والتحالف مع أمريكا وتكونوا قوما صالحين..؟؟..وفعلها العولقي بل ويستطيع نقل المعركة إلى القصر الجمهوري بصنعاء ولا طاقة لكم بالقاعدة إلا بدعم أمريكا والتحالف معها والسمع والطاعة للسفير الأمريكي .. وهنيئا للقاعدة بهذا النصر العظيم على العدو الأمريكي بتوسيع سيطرته من الأطلسي إلى باب المندب وباسم الله والإسلام وجيش عدن أبين الذي بشر به الرسول آخر الزمان في اشد المعارك التاريخية غرابة على بني الإنسان...جيش الإيمان يمكن للأمريكان.

في البداية لكي تقنع أمريكا صالح وتدفع عنه أمام الشعب حرج التحالف معها لخرق السيادة الوطنية بطائراتها كانت حادثة المدمرة كول.. وبعد الموافقة على قوات مكافحة الإرهاب من قبل صالح خف نشاط القاعدة، ولكي تقنع هادي والمشترك وتدفع عنهم ذات الحرج....كانت حادثة القصر الرئاسي في أول أيام هادي أهمية؟؟ وتستطيع أن تدرك السر وراء جعل الهدف الأول في عهد صالح أمريكيا \"كول\" ، وفي أول أيام هادي تغير هدفا وطنيا \"القصر\".. فالأول مبرر لبداية التحالف والثاني لاستمراره لان التهديد موجه كرسالة للرئيس الجديد والحكومة الجديدة كونوا معنا وإلا انتقلنا من قصر المكلا إلى قصر صنعاء.

وهذا ما بدا ظاهرا في بيان المشترك حول عملية المكلا والذي اكتفى ولأول مرة بالتنديد دون ذكر صالح وانه يدير القاعدة من القصر..؟ وقريبا سيجد المشترك نفسه مضطرا للقبول بقوات مكافحة الإرهاب الأمريكية وطلب الدعم من الخارج..وهذه هي مهمة القاعدة الجديدة على لسان العولقي والتي أجبرت النظام الجديد أن يكون حليفا جديدا لأمريكا بعد أن أطاحت الثورة بالحليف القديم نظام صالح فمن الذي خدم الوطن ومن الذي خدم أمريكا يا أولي الألباب..؟ قد لا يكون النظام الأمريكي على صلة مباشرة بتنظيم القاعدة وإنما يخضع لإدارة شخصيات كبيرة في الأجهزة الأمنية الأمريكية والتي كانت على علاقة مع القاعدة حينما كان التنظيم حليفا لأمريكا في حربها مع الاتحاد السوفييتي، وهذه الشخصيات تحاول استغلال مراكز السلطة في أمريكا عبر تهديدات القاعدة لمصالح شخصية، قد يكون النظام الأمريكي على علم بهذه الشخصيات وقادر على استئصال جذورهم لكنه لا يريد لأنه مقابل أن يغض الطرف عن تحقيق تلك الشخصيات مآربها يستطيع توظيف التنظيم لتحقيق أحلامه السيادية في السيطرة على النظام العالمي وإرغامه على أن يكون حليفا له بحجة التعاون على ضرب القاعدة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي ولكن في البلاد العربية التي ترى أنها مضطرة للتعاون على هذا التنظيم الذي يكلفها عبر عملياته في أراضيها خسائر فادحة في الأرواح والاقتصاد.. بهذا المنطق \"إن إبقاءك على العدو قادرا على الحياة بخسائر زهيدة عليك واستغلاله كسلاح مقابل تحقيق مصالح كبرى لك خير من استئصاله...\" وهو الدور الذي تلعبه أمريكا مع القاعدة وهذا ما يجعل من القاعدة حقيقة وليس تمثيلا أو فزاعة في نظر حلفاء أمريكا والعالم والمغرر بهم في التنظيم نفسه.

هذه الشخصيات الأمريكية بدأت أول هجماتها على أمريكا فعلا بالتنسيق مع تنظيم القاعدة في برجي التجارة ولها مآرب ومطامع شخصية وللقاعدة آنذاك رصيد عنيف من الحقد على أمريكا التي ضيقت عليهم الأخيرة العيش في الأرض بعد انتهاء معركتها مع السوفييت، وبدل أن تقضي عليهم أمريكا وهي قادرة حاولت استغلال التنظيم بإيهامه أنه قادر عليها ولا تقدر على ضربه لتوظيفه بمكر دون أن تكون هي من يديره مباشرة في الضغط على الأنظمة العربية بعملياته لتصبح تلك الأنظمة حليفا لها ولو كانت كارهة..ولهذا كان الهدف الأول للقاعدة أمريكيا وفي قلب أمريكا وبعد استغلال التنظيم بدهاء تحولت بقية الأهداف في البلدان المقصودة للهدف بعيد المدى...بنفس الطريقة التي بدأ بها الهدف الأول في اليمن أمريكيا وما بعده في القصر الجمهوري..؟ فالأول يخلق القناعة عند المستهدف والثاني يجعله الهدف.

كيف استطاعت أمريكا ملاحقة الرعيل الأول من المجاهدين العرب الأفغان والقبض عليهم وحبسهم في جوانتنامو بينما تعجز عن القضاء أو القبض على أعضاء التنظيم الجدد وإرسالهم إلى جوانتنامو؟ حتى الذين تستهدفهم طائرات أمريكا من هؤلاء يتضح أنها تصفيات سياسية مع النظام الحليف وليسوا من القاعدة كما حدث في مأرب ثم تزعم أمريكا أنها ضللت من قبل حليفها. بل على العكس فالرعيل الجديد يظل تواجدهم ويقل نشاطهم في البلاد الحليفة لها وتنشط عملياتهم فيها إذا تغيرت الأنظمة أو البلدان المراد إقناعها بحقيقة القاعدة لتجبر على أن تكون حليفة لها، وهذا أو قريب منه ينطبق على الأحداث الأخيرة في اليمن.

وبين التفريق في التنظيم بين الرعيل الأول المحبوس في جوانتنامو والأعضاء الجدد الطليقين في شعاب الأرض يطرأ هذا التساؤل: لماذا قتل رأس التنظيم في بداية انفجار ثورات الربيع العربي؟ هل كان الشيخ بن لادن رحمه الله سيقول ما قاله العولقي أو سيرضى به؟ أمريكا سوف تحتاج إلى تعدد القادة للتنظيم بعدد الدول التي ستشهد ربيعا ثوريا لتجبره على أن يكون حليفا لها عبر عمليات للقاعدة كما يحدث في اليمن، ولعل خطاب الظواهري للشعب السوري من هذا القبيل لتبرير وجود القاعدة في سوريا وهو ما سيحقق للأمريكان مصالح مستقبلية في سوريا حليفة روسيا.

هل يحالفنا الصواب لو قلنا \"حيث تجد القواعد العسكرية الأمريكية لا تجد القاعدة مع وجود أهداف أمريكية لها..وحيث لا تجد القواعد العسكرية الأمريكية يبدأ تواجد القاعدة لتجد أمريكا هناك ليس بقاعدة عسكرية وإنما لها حق السيادة على أرض الوطن حاكما فعليا عبر سفيرها وعلى سماء الوطن بطائراتها...وحتى هذه اللحظة في سوريا لا نجد القاعدة ولا القواعد الأمريكية فهل يكون خطاب الظواهري مبررا لادعاء وجود القاعدة لتتواجد القواعد...؟!!

ختاما تتضح أمامنا الرؤية إذا قلنا أن أمريكا تستغل القاعدة لهدف ثانوي وآخر استراتيجي فالأول هو تشويه صورة الإسلاميين بما يفعله التنظيم من إعدام وقطع أيدي دون محاكمة معلنة أو وجود محاماة في المناطق التي يسيطر عليها !!...مؤقتا...!! لتعيق زحف الإسلام المشرق إلى السلطة.. والهدف الاستراتيجي يتمثل في ما إذا وصل الإسلاميون تحت ظروف قاهرة كالثورات العربية سيكون دور القاعدة مع الحكومات الجديدة التي يسيطر عليها الإسلاميون هو إقناعها أن القاعدة حقيقة موجودة وقوة لا تقهر إلا إذا أصبحت حليفا لأمريكا - القوة الوحيدة التي تستطيع القضاء على القاعدة - وهكذا بالإكراه أو الرضا تصبح حليفا وتبقى القاعدة دون أن يقضي الحليف القوي المقتدر عليها حتى لا تنتهي مهمة الحليف بانتهاء القاعدة..؟ \"رحم الله كل صادق في الأرض وحرسه حيثما كان.. وفضح كل منافق في عمق الزمان ومتاهات المكان\"