|
في الحديث الشريف ( مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم إستهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وأصاب بعضهم أسفلها فكان الذي في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فآذوهم فقالوا لو أنا خرقنا ولم نؤذ من فوقنا فإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجو ونجوا جميعا ) والشاهد من الحديث أن الشراكة الوطنية توجب توقيف من يريد التخريب أو الإضرار بالمصالح العامة المشتركة بقصد أو بدون قصد بحسن نية أو بسوء نية ،ففي الحديث أن الذين هم أسفل السفينة كان قصدهم عدم إيذاء من فوقهم إلا أن الضرر سيلحق بالجميع وعليهم تحمل الأذى المؤقت والضرر البسيط مقابل نجاتهم من الموت والهلاك ، فما بالنا بمن يتعمد التخريب كما هي العبارة المشهورة ( هدم المعبد علي وعلى أعدائي ) الجميع شركاء في هذا الوطن وعلينا تغيير هذه السياسة التدميرية إلى حماية المعبد -إن صحت العبارة- من اجل سلامتنا جميعا،لن ينجو أحد من الضرر إذا تمادى المخربون،سيبقى الشعب اليمني جائعا مشردا في البلدان مقهورا أينما حل ونزل ، سيظل اليمني غير آمن على نفسه وماله،قد نختلف ولكن لا يعني ذلك التنازع والقتل والتدمير، ليس هناك عداوات أو ثارات بقدر ما هي اختلافات في وجهات النظر وفي طرق الحل ومرد ذلك إلى اختلاف التصورات،
ولو اقترب بعضنا من بعض وطرح كل طرف فكرته لزالت الكثير من المعوقات، ونموذج أحزاب اللقاء المشترك نموذج حي ومشهود ومن المناسب الإشادة بدور قياداتها وبالأخص كل من : جار الله عمر رحمه الله والأستاذ / محمد اليدومي ، والدكتور ياسين سعيد نعمان وعبد الوهاب محمود وعبد الملك المخلافي الذين كان لهم فضل توحيد هذه الأحزاب تحت راية شراكة وطنية أسهمت بشكل كبير في التغيير، تعارفوا وما تعاركوا، تآلفوا وما اختلفوا، تعاونوا وما تباينوا فكان للقاء المشترك قوة ساندت الثورة بل بدأتها يوم أن أعلنت ترشيح المهندس فيصل بن شملان للانتخابات الرئاسية 2006 ، الجميع كان يعرف الهوة التي كانت بين الإسلاميين والاشتراكيين ولكنها بعد التقارب والتحاور اكتشف الجميع حجم المشتركات ونقاط الالتقاء وتحولت نقاط الخلاف إلى صغائر وسراب ، أيها الفرقاء لقد أوهنتنا الصراعات وأضعفتنا الحروب ، والقاعدة الشرعية تدعو إلى الخروج من الخلاف ( الخروج من الخلاف مستحب ) بل يعتبر واجب على اليمنيين تجاوز الخلاف في ظل هذه العاصفة التي تريد اقتلاع وحدة اليمن وأمنه واستقراره ،إن الشراكة الوطنية تحتم علينا أن نتجه بصدق ومسؤولية للبحث عن الحلول وان نشغل أنفسنا كيمنيين بما يعصمنا من التمزق وتعزيز نقاط القوة ،أيها الساسة يحلم كل يمني بخروج اليمن مما هي عليه من حالات التأزم والصراع وهذا لن يكون حين يمارس البعض منكم وسائل ضغط صبيانية عبثية كالاختطاف أو الاعتقال أو مداهمة المقرات أو احتجاز الناشطين أو مضايقة الإعلاميين،
أيها الإعلاميون لا تزيدوا النار اشتعالا انشروا ثقافة التسامح والتعاون والأخوة والحب ، لقد سئم الشعب من حياة الحروب التي وقودها الناس والتنمية والاستقرار ، مل الناس لغة التخوين والإساءات المتبادلة ، فالكل يمنيين ويجب أن نكون شركاء في الحقوق ومسئولين في أداء الواجبات ، أيها الشعب الكريم حين نحافظ على أنابيب النفط أو خطوط الكهرباء أو المصالح العامة الأخرى فإن ذلك يعني أننا وفرنا على أنفسنا وكملنا مسيرة التنمية وتركنا الخير ينمو واليمن يزدهر وسيقطف الشعب كله ثمار هذه المشاريع التي يستفيد منها كل الجميع ، لسنا استثناءا من العالم أيه السادة الذي ينعم بخيرات وطنه في أمن وأمان ، فنحن نستحق العيش كرماء، يكفينا حياة الغاب القوي يأكل الضعيف والمسئول يستحوذ على حقوق الرعية ، والشيخ وكيلا عن الأفراد في المصالح مضحيا بهم في النائبات والمهمات الكارثية ، يا وزارة العدل إن العدل أساس الحكم وهو الضامن الوحيد للاستقرار والأمن ، إن العدل هو السلاح الرادع الذي يوقف المعتدين ويطمئن المواطنين أن كل ذي حق سيأخذ حقه كما قال ابابكر: الضعيف فيكم قوي عندي حتى أرجع عليه حقه إن شاء الله والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله،أيها الثوار إن الثورات تضيف للشعوب نقاط قوة ، وتدفع نحو تماسكها ، وتحافظ على ثوابت الأوطان ،أترضون أن يكتب التاريخ عنكم أن ثورتكم مزقت اليمن ،لا يمكن أن يكون ذلك بإذن الله تعالى.
في الأربعاء 23 يناير-كانون الثاني 2013 10:20:51 م