بين السياسة والحماقة ..!!
بقلم/ خالد الرويشان
نشر منذ: 9 سنوات و 6 أشهر و 15 يوماً
السبت 02 مايو 2015 05:25 ص

أحوالنا اليوم تحتّمُ علَيّ أن أصارح بضميرٍ مستريح ولكن بقلبٍ دامٍ وروحٍ ذاوية تعيش حُشاشتها الإخيرة وهي ترى وطنا يموت وشعباً يعاني..وأيّ معاناة!

ورسالتي اليوم للإخوان الحوثيين.. وأتمنى أن تجد أذناً صاغيةً وليس روحاً طاغية

إذا كانت السياسة هي فنّ الممكن،فإنّ الحماقة هي طلب المستحيل !

ومن السياسة أن تخرج بأقل الخسائر

ومن الحماقة أن تأخذك العزّة بالإثم وتكابر وتخسر كل شيئ وبتدبيرك أنت..بل وبإصرارك!

مصالح الشعوب والأوطان لا تُدار هكذا أبداً..وهي لم تكن يوماً مِلْكاً لأحد..ولا وريثةً في فصل أحد! وأحمقٌ من يظن ذلك!

هل تعرف أن الحرب على اليمن الآن هي أطول حرب حدثت بهذه الوتيرة القاتلة بين دولتين عربيتين منذ 1500 سنة!

في العادة تحدث مناوشات لساعات ويهبّ العالم العربي لإطفائها

هذه الحرب في اليمن وعليها بغاراتها المجنونة المستمرّة على مدار الساعة لمْ يكنْ لها لتطول لو لمْ تكن أنت طرفاً فيها!..هل تدرك ذلك؟ وهل تعي مسؤولية ذلك!

لمْ يكن العالم العربي ليسكت كما نرى..إلاّ بسبب أنك طرفٌ في هذه الحرب!بينما الضرب في جسد اليمن كله ..عقابٌ بلا ذنب..سواك أنت!

ارجوك لا تقل لي: أنت تثبّطُ عزائمي وأنا أقاتل!.. وأنا أسألك : مَنْ تقاتل أصلاً ولماذا؟ أنت تزرع الكراهية فحسب ..تقاتل شعبك في عدن وتعز وشبوة ومأرب والضالع وقبلها سحقت صنعاء وعمران وحجة وحاشد وإب والحديدة.. أنت تزرع الكراهية فحسب في كل مكان!

الآن حصحص الحق..وأتمنى أن تأخذ كلامي على محمل نيّتي ومحبتي لوطني وشعبي:

إعلن قبولك بقرارات مجلس الأمن

وحدك من تقدر أن توقف الحرب ودمار اليمن واليمنيين

ووسّط الجامعة العربية لتنفيذ القرارات والإشراف على تفاصيلها

وبمجرّد أن تعلن ذلك سيتداعى الكل لمَهْد العرب اليمن_لا تفهم كلمة مَهْد باليمني!

إنسحب فورا من عدن وتعز ومأرب والضالع وإب وكل المحافظات

وكل واحد يروّح بلاده وبيته..وأسرته!

وتحوّل إلى حزبٍ مدني بلا سلاح ولا غزوات ولا فتوحات!

تذكّر : نحن في العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين..العالم كله يراك

حتى ولو قطعت الكهرباء والإنترنت..تذكّر فحسب