كيف أعاودك وهذا أثر فأسك " المبادرة الإيرانية "
بقلم/ هادي أحمد هيج
نشر منذ: 9 سنوات و 7 أشهر
الخميس 16 إبريل-نيسان 2015 03:18 م

تحضرني قصة لأحد أصحاب الزهرة - من أصحاب البلاد طبعاً - كان يخاف من الموت - وقدر الله - أن كان في أحد الأيام مرافقاً لأحد المرضى ، من أقاربه في مستشفى العلفي ، وغرف المستشفى - عنابر المرضى - السرر بجوار بعض ، وجاء النزع الأخير للمريض الذي بجوار مريضه ، وكان عاطشاً والوقت متأخراً من الليل ، فأشار الى صاحبنا يريده أن يسقيه ماء ، فلتفت اليه فرآه يغرغر ، فهرب الى الباب وكان الباب بعيداً من سررهم ، ونظر اليه وهو لازال يشير اليه ليسقيه ، و كان يقول : هنيئاً لربك مولاك، هنيئا لربك مولاك ، وكان يرددها كثيراً وهو بعيد ، ورفض الدخول حتى توفي المريض .

وصلت فكرة القصة أليس كذلك - نوضحها أكثر- الإيرانيون هم "صاحبنا" والحوثيون "المريض الذي في النزع الأخير " يريدون من يسقيهم قليلا من الماء ، والخُبرة عند الباب يقولون لهم : هنيئاً لربك مولاك .

 يا أبناء جلدتنا ، إيران يُهمها مشاكلها ، فإن نجحتم فيما أنتم فيه ، فهي ستزغرد وترعد وتبرق وتعتبر أنها قد جاءت بما لم يأتي به الأوائل - اكييييييد أعجبتكم القصة ، بس هي ليست مانريد قوله ، ولكن أحببنا ان نرفه عنكم قليلاً حتى لا يكون حشفاً وسوء كيلا لأنكم غير مرتاحين فقلنا نجعلكم تضحكون قليلا - .

المبادرة الإيرانية من أربعة بنود ، ثلاثة ربما قريبة او متطابقة مع كثير من المبادرات ، والتي كان الحوثيون غير جادين فيها ، وكانوا يضحكون بها على القوى السياسية ويعتبرونها مِنّة - لسان حلهم يقول ستقبلون وإلا طزززززز فيكم سنمشي بدونكم - بل وصل بهم الحال الى تهديد المتحاورين ، وما أمين سر الناصري عنا ببعيد ، وبنود المبادرة كما وردت هي :-

١- الوقف الفوري لإطلاق النار في البلاد .

٢- البدأ في خطة للمساعدات الإنسانية .

٣- الشروع في حوار يمني يفضي إلى ...

٤- تشكيل حكومة ذات قاعدة واسعة لإنهاء الصراع .

اليمن أكيد يحتاج الى خطة للمساعدات الإنسانية ، وقد شمل ذلك قرار مجلس الأمن ، و تحركت الدولة والحكومة وأوجدوا مشرف عام وهو وزير الخارجية اليمني الذي يتواجد في جبوتي للإشراف المباشر على إيصال المساعدات الإنسانية ، وكنت بودّي أن يأمر الإيرانيون ذراعهم في اليمن ( الحوثيون ) لعدم إعتراض هذه المساعدات حتى تصل الى مستحقيها . ولكنهم إعترضوها ومنعوا وصولها إلى المستحقين لتلك المساعدات ، فلا أدري ماذا يقصد الايرانيون من هذا البند ؟! ، هل معهم مساعدات إنسانيه لم تصل ومنعت ؟! أو انهم يقصدون بالمساعدات جيهان ١،٢ ؟! . هذا طبعاً البند الثاني ، فإذا كان المعنى العادي والذي أكد عليه مجلس الأمن ، فكلنا معه .

البند الثالث ، الشروع في حوار يمني ، وقد أكد على ذلك ايضا قرار المجلس ، وأقر تلبية دعوة الرئيس ، فما هو الجديد ؟! أتقصدون حوار موفمبيك الأخير !! -ياجماعة عيب عليكم الضحك على الذقون - فهل ذاك كان حوار ؟' وإلا تقصدون إستفزازات المشاط ، الذي كان يجلس ويضع مسدسه على الطاولة - طبعا لا تفهموا قصد الرجل خطأ هو بس يثقله فيضعه من هذا الباب فققققققققط - كما روي لي -العهده على الراوي - فإن كُنتُم جادين -وما أظن ذلك - فبادروا بإعلان الموافقة وافيقوا من صدمتكم ويتحركوا الى الامام لعلنا نقنع أنفسنا أنكم جادين فاظهروا حسن النوايا

البند الرابع ، تشكيل حكومة ذات قاعدة موسعة لإنهاء الصراع ، في الحقيقة حاولت كثيراً أن أفهم ( ذات قاعدة واسعة لإنهاء الصراع ) ولكن لم افهم تمام ، ربما الفهم عندي ضعيف شويه او دبلوماسيتهم عالية قليلا عن فهمنا ، على العموم اتقصدون مثلما عملتم بحكومة الكفاءات ، تمنعونهم من إكمال أي معاملة ، إلا بعد مرورها على مندوب الحوثي واخيرا تفرضون عليهم الاقامه الجبرية ، على فكره اعطيكم مثل واحد بس كيف مكافحة الفساد عند الحوثه ، عين الحوثيون ثلاثة في مستشفى ٤٨ في صنعاء ، وقدر الله أن كنت هناك فوجدت أحد موظفي المستشفى ودار بيننا الحديث حول الحوثيين ، فقال لي : ادخلوا عندنا ثلاثة منهم ولاتمر أي معاملة ، إلا بعد مرورها عليهم ، فقلت له : وما المشكلة في ذلك ؟! ، قال : المشكلة أن رئيسهم يستلم ألفين دولار يعني ما يقرب نصف مليون ريال شهرياً وبدون مؤهل ، يستلم اكثر من اكبر دكتور في المستشفى . أهذا هو مكافحة الفساد ؟! ويبدو أن إيران تريد تكرار هذه التصرفات ، واعتقد هذا هو المعنى وخاصة بقولهم ذات قاعدة واسعة .

فدعوا اليمن ولا تكونوا أوصياء عليه ولا تقلقوا ، ويقيني جازماً لو تتركنا إيران وحالنا ، لكان وضعنا في أحسن حال ، وما وصلنا الى ما وصلنا اليه ، إلا بعد أن بدأت إيران تُحبنا -ومن الحب ما قتل -

 ايران لا تدعم دول ، هي تدعم مليشيات فقط ، فما دخلت بلد إلا وجعلته يعيش دوامة من القتال وبحر من الدماء ، دعوا قولي هذه مبالغه ، فتشوا لي عن ومضة ضوء في نفقهم المظلم ، حتى أراجع نفسي ، والمثل العربي يقول (( كيف أعاودك وهذا اثر فأسك ))

اما البند الاول فلن أتحدث فيه ؛ لأَنِّي قد قدمت لهم عدة نصائح ، بالقبول بالنقاط الثمان التي عرضت على مبادرة روسيا عند تقديمها لهذه المبادرة . إلا إذا كانت تقصد غير ذلك فهي تلعب في الوقت الضائع .

هذه قراءة في خبايا المبادرة التي أعلنت عنها إيران بعدما غدرت بها روسيا ولم تستخدم الفيتو ، بينما الصين صوتت بالموافقة على القرار .. نختم مقالنا هذا بالمثل الشعبي سوف نرى حين ينجلي الغبار ابلغ تحته ام حمار .

وبقول الشاعر :-

ستبدي لك الأيام ماكنت جاهلا

ويأتيك بالاخبار من لم تزود

الى لقاء اخر تحياتي لكم

لمزيد من التفاصيل تابعوا صفحتنا على الفيس بوك   هنــــــــــــا