أعيدوا المخلوع مبارك حاكماً لمصر.. والسلام..!
بقلم/ ماجد الداعري
نشر منذ: 11 سنة و 4 أشهر و 11 يوماً
الأحد 07 يوليو-تموز 2013 04:20 م

وصلت الأزمة السياسية العاصفة في مصر العروبة، إلى طريق مسدود بالفعل، واصطدمت كل الآمال الديمقراطية المصرية بالعقلية الانقلابية للعسكر كما هي عادتهم في كل دول المنطقة، ولم يتركوا خيارا للديمقراطية وأصولها المدنية، إلا إعادة المخلوع مبارك للسلطة من جديد والاعتذار له على طريق أنصار حركته البهلوانية (آسفين ياريس) أملا منهم في مقدرتهم على إخراج مصر العزيزة من أسوء أزمة سياسية عرفتها، بفعل صدام أحلام شعبها وارداته الديمقراطية بجدران التمترس والاستقواء بالشارع من قبل معارضة (انقلابية) ترفض أي حوار مع الرئيس الشرعي المنتخب، وجيش انقلابي يخطط ويلعب بحنكة "اقتناص الفرص" للوصول الى العرش بطريقة انقلابية مقنعة، وحزب ديني متشبث بشرعية حاكم يصفونه بالخليفة الرباني المستخلف فيهم بوعد من الله، وبالتالي فهم لايخفون اليوم استعدادهم الديني للجهاد  من اجل استعادة شرعيته الشعبية المنشودة كحلم مازال يراودهم، متجاهلين أي شرعية شعبية وثورية جديدة من تلك التي خرجت أخيراً للمطالبة برحيلهم وحاكمهم بأمر الله مرسي، بعد اتهامهم شعبيا وسياسيا بسوء إدارة البلد خلال فترة العام الماضي من حكمهم الديني الاخواني، الأول من نوعه في التاريخ الحديث، رغم قصر الفترة التجريبية له، باعتبارهم لم يفيقوا بعد، من سكرة حلم وصولهم إليه وبلغوهم إياه كأكبر آمالهم السياسية المستحيلة التي لم يكونوا يوما حتى يحلمون بالوصول الى الشراكة فيه، مع الحاكم الذي طالما ظل عشرات السنين يحاربهم بالقمع والسجون والمطاردات، وبالتالي فهم لم يلبثوا طويلا في  مواجهة  تلك الحشود المليونية الغير مسبوقة المنددة بحكمهم، بحشود مليونية أخرى دعما لحاكمهم الرباني، وفق اعتقادهم، بعد ان واجههم عسكر متلهفين للحظة الانقضاض التاريخية على عرش أحلامهم السلطوية العسكرية القديمة المتجددة، باعتبارهم الأقرب وفق تقديراتهم الى تكرار سيناريو اغتصابه بالقوة كما جرت العادة على مايبدو لأحلامهم العسكرية الانقلابية في أكثر من بلد انتصر فيه التيار الإسلامي ديمقراطياً، في ظل لهفتهم العسكرية الكبيرة للعودة بشعبهم الذي يمكن وصفه يمنياً "بالعرطة" إلى عصر حكمهم الذهبي الموسوم بالسحل والقمع والاعتقالات والمداهمات الليلية للمنازل،جزاءا  وإكراما له على أهواءه المزدوجة وقناعاته المتقلبة بين ليلة وضحاها باعتباره لا يستحق واقع الحرية التي يعيشها اليوم بهذه الصورة الديمقراطية المدمرة لمكتسبات عشرات السنين من الهدوء والأمن والاستقرار الناجم عن أنظمة الحكم العسكري القمعي البوليسي لحكام البلاد السابقون..

وبالتالي فلا يمكن لأحد في هذه الأطراف الرئيسية المذكورة ان يوجد حل للبلاد أو حمايتها من الدخول في أتون حرب شوارع وتناحر لا تبقي ولا تذر، إلا بالاعتراف بأحقية المخلوع حسني مبارك المغلوب على أمره في سجنه، بالعودة الى سدة الحكم، باعتباره اليوم قد يكون الأكثر توافقا في الساحة المصرية، وذلك بعد الاعتذار له وتشكيل حكومة شبابية جديدة، برئاسة حركته الشبابية (أسفين ياريس) خاصة وان المعارضة ترفض الحوار وتصر على رحيل او تنحي مرسي فورا دون قيد او شرط وكأنه قدم الى العرش بقوة احتلال أجنبية، والعسكر يهددون ويتوعدون الجميع بالانقضاض على السلطة، بعد ان أمهلوا مرسي وإخوانه يومين لتلبية مطالب الشعب المنقسم بين مؤيد ورافض لحكمه، في حين لم تتأخر رئاسة الإخوان في الترحيب بالحوار مع المعارضة واستعدادها لتلبية مطالب الشعب المعارض، وتشكيل حكومة وفاق او تكنوقراط وتعديل الدستور وغيرها من المطالب، ثم ما يلبث بعدها الأخوان ساعات، إلا ويخرجوا استشهاديهم كما يسمون أنفسهم الى الساحات المؤيدة لهم، للتأكيد والتخويف باستعدادهم للموت او الاستشهاد في سبيل حماية الشرعية الاخوانية الدينية لمرسي، على أمل تواصل مقدرتهم المتواضعة على الإمساك بما تبقى لديهم من خيوط لعبة الحكم المنتهية عليهم لا محالة .

ولعل عودة مبارك من شأنه- تدارك ما يمكن تداركه من مستقبل مصر، ومن منطلق استشعار الجميع بمسؤوليتهم إزاء المرحلة العصيبة وتحدياتها التي لا يمكنها ان تترك رابحا او خاسرا في مصر كون الجميع في الداخل والخارج والمنطقة برمتها، سيخسرون لا محالة دولة عظمى بحكم مصر العروبة والتاريخ، لان الجميع يتجه نحو التمترس بأنصاره وحشوده لتأكيد البقاء، بينما مصر ومستقبلها واستقراراها واقتصادها وشعبها العريق هي الخاسرة والمتجهة نجو المصير التدميري المجهول، الذي لا يقبل به أي شخص يحمل أدنى شعور وطني تجاه بلاده وعزتها في ظل واقعها العصيب القائم بسبب الصراع السياسي على كرسي الحكم بتلك الصورة التي أعطت لكل الزعماء المخلوعين بفعل ثورات الربيع العربي مشروعية لأنظمتهم القمعية وتأكيدا واقعيا على أن شعوبهم لا تستحق سوى القمع وليس الحرية لتحكم، ولا تقبل إلا بالسياط والسجون وليس الشورى والديمقراطية واحترام الأغلبية وأثبتت للعالم أجمع ان الشعوب العربية فاشلة ديمقراطيا ولا تستحق حكاما يتم اختيارهم من بين أوساطهم وإنما حكاما ديكتاتوريين جلاديين لا يأخذون فيهم إلاً ولا رحمة، كما كان المثار عليهم، متناسين قول المولى عز وجل ..(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم).