رؤية في الحوار الوطني
بقلم/ علي السورقي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 28 يوماً
الخميس 21 مارس - آذار 2013 06:36 م
يبقى الحوار مشروع وطني حضاري وسلوك مدني راقي وخيار وطني ديمقراطي تلتقي على طاولت كل القوى الوطنية الفاعلة في المشهد اليمني وحراكه السياسي وقواه المدنية والإجتماعية وصولاً إلى ترجمة مضامين حوارية تجسد مفاهيم التغيير بكل صوره الحداثية ومنطلقاته الثورية والفكرية والمؤسساتية إطلاقاً من ثوابث الثورة اليمنية اسبتمبر وأكتوبر والشبابية السلمية بنوعيها الحراكي والشبابي اللتان قدمتا للوطن خيرة رجالاته الأحرار ممن قدموا الأرواح وحملوا الأنفس على الأكف فداء للوطن وقدسية التغيير ..
وما مؤتمر الحوار الوطني إلا نتــاج طبيعي لتلك التضحيات على مختلف مراحلها الوطنية ومشاربها الفكرية وانتماءاتها السياسية التي تضع اليمن فوق كل الإعتبارات والمصالح الفردية ذات الفكر الأناني والتفكير الإنتهازي إذاً هو الحوار خيار الجميع للوصول بالوطن إلى بر الأمان وإنتزاعه من فوهة التصادم والصراع على الكرسي والذي لا شك كانت نتائجة سلبية على الأمن والإستقرار والتنمية والسلم الإجتماعي وإضعاف القرار السياسي وتخندق بعض القوى في المشاريع الخارجية والطائفية والتجزيئية المتقزمة التي تتعارض مع قيم مجتمعنا اليمني المتعايش عبر مراحل التأريخ بروح وطنية واحدة وقيم عربية إسلامية كان سباقاً لها وعاملاً على نشرها في المجتمع الإقليمي والعربي والشرق أوسطي كإستحقاق وسبق حضاري لأبناء اليمن في التغيير الإيجابي قول وعمل إذاً هو الحوار منطلق حضاري للوصول بالسفين اليماني إلى بر الدولة المدنية الحديثة والمواطنة المتساوية فلا فرق إجتماعي ولا تميز سياسي ولا تمييز إصطلاحي بين عبد ربه منصور هادي كرئيس للدولة وبين نعمان قايد الحذيفي لشريحة المهمشين والمهندس ابو بكر العطاس كمعارض وطني حيث المستقبل كفيل بإنها كل هذه الصفات الـ كرتونية يجب أن تغارد ثقافة التهميش وفكر الفوقية هنا على طاولة الحوار يتلقي الدكتور / نعمان مع إبن صعدة وزرنيق تهامة والاستاذ / الناخبي كممثل للحراك والثائر نشوان والمواطن الإنسان والناشطة الحقوقية يتجاذبون الحديث عن هموم الوطن ويضعوا نقاط الحلول على المحك هذه هى مضامين الحوار وإبجديات التحاور فالكل على السفين يلتزم مقعده الوطني وإن لم يكن حاضراً في قاعة مؤتمر الحوار فالجندي يحاور من ثكنته العسكرية والكاتب يصوب الكلمة من فوهة القلم نحو الحوار مقالاً توعوعي والإعلامي يجسد إيجابية الحوار عبر الشاشة الفضية والموقع والصحيفة والمذياع والمفكر والأديب عبر المنتدى والندوة الفكرية والمدرس من خلال طابور الصباح والفلاح بصوت المحراث والشيخ بالمساندة الفعلية والعالمُ بالحكمة والموعظة الوطنية وهنا يكون الحوار قد شمل الجميع وإكتملت قوائم المشاركون فيه لصنع الغد المشرقللوطن وتأسيس نظامه المدني الحداثي الديمقراطي فلا بديل عن الحوار ولا مجال متاح لثقافة التمحور والتخندق حلف المشاريع المستهلكة والمستوردة خارجياً بالحوار نصنع شمس فجر اليمن الجديد بأيدينا ونصيغ مستقبلة برؤية وطنية وبُعد حضاري يليق بناء كيمنيين وبالوطن كمهد للحضارة ومنبراً للمواكبة والتغيير على اُسس التفاعل الحضاري والتواصل الثقافي والتبادل المدني بكل تقنياته العصرية إذاً فالكل حاضر في قاعة مؤتمر الحوار ويمثل الوطن ويحمل معه في حقيبة الضمير البارز مشروع التنمية والبناء الشامل وان إنسحب لفطاً الأستاذ / اليدومي عن قاعة المؤتمر فهو يحمل هم الوطن وسوف يعمل جاهداً لإنجاح الحوار الوطني من مكانه الوطني وصفته السياسية , وإن تغيب عن القاعة حمورابي اليمن ومُعد الدساتير الإقليمية الشهيد / جار الله عمر وفكر المؤتمر الشعبي الفقيد / يحيى المتوكل وإعلامي الثورة الشهيد / جمال أحمد الشرعبي وأدمغة الوطن المهـاجرة إلاأنهم حاضرون في قاعة مؤتمر الحوار الوطني بأروحهم الطاهرة وأنفسهم المطمئنة وإلى جوارهم فتاح , اللقية , لبوزةويبقى السؤال هنا هل سيدرك المتحاورون أن الوطن يمر برحلة خطيرة ولحظة فاصلة في تأريخة اليمني المعاصر .؟
وعليهم تُعقد الآمال بعد الله لإخراجه من هذا النفق المتشعب في منعطفـــات الصراع وبلسمة جراحه التي أثخنت روحه وتراهن عبثاً على تمزيق جسده .. ثم هل سيكون الجميع عند مستوى المسؤلية أمام الوطن ومغدرة ثقافة الكراهية والتنابزبالمناصب الكرتونية والعصبية الطائفية إلى فكر التسامح وتقبل الرأى وطي صفحة الماضي الملبدة بكل رواسب التخلف ؟
نعم هذه ثقة المواطن اليمني بكل أطيافه وأمل الوطن أرض وإنسان بالمتحاورين في قاعة المؤتمر الوطني وفي المراكزالقيادية والصفات الوطنية الرسمية والإجتماعية ..!! ويبقى الحوار منطلق ورؤية المستقبل ليمن جديد فلننتصر لمبادئنا ونبرز ضمائرنا كي يغفر لنا الوطن ما تقدم من تخلف وإحتكار وإستبداد بالرأى والسلطة .