عندما ظهر تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد الرافدين وسيطر على مدن بكاملها في يوم وليلة لم يكن أحد ليصدق الرواية التي تناقلها الكثيرين عن قوة هذا التنظيم والتأييد الإلهي الذي يحظى به وكيف أن مقاتليه يخوضوا الحروب باستبسال منقطع النظير لدرجة أن جيش بكامل عدته وعتاده تعداده يزيد عن 45 ألف جندي تقهقروا وتركوا كل شيء ورائهم لمئات من جنود التنظيم , العقل والمنطق يرفض هذه النظرية تماما وفضلا عن العقل والمنطق فإن تنظيم الدولة وضع علامات استفهام كثيرة إذ كيف سيطر على مدنا محسوبة على السنة بالكامل كالموصل والرمادي وغيرها خلال أيام فقط و عجز عن إسقاط ولو مدينة صغيرة شيعية ؟؟
قل نفس الشيء عن ما فعله التنظيم في سورية عندما كان الجيش السوري الحر وفصائل المعارضة الأخرى تحقق مكاسب كبيرة على الأرض ظهر هذا التنظيم بقوة ومعد إعدادا غير عادي مبالغا في عداوته لكل فصائل المعارضة وكانت سيطرته على حساب تقدم المعارضة السورية حتى أصبحت فصائل المعارضة بين مطرقة النظام السوري والمليشيات الشيعية وسندان تنظيم الدولة.
تنظيم الدولة الذي بداء يستهدف المملكة العربية السعودية بتفجير المساجد المحسوبة على الشيعة كان هذا بعد أن شنت السعودية حربا على الحوثيين في اليمن , هذا التنظيم الذي استطاع أن ينفذ ثلاث عمليات في ثلاث قارات في نفس الوقت عجز عن استهداف ألد أعداءه كما يدعي وأقصد هنا إيران .
تنظيم الدولة الذي أظهر للعالم أبشع أنواع القتل للخصوم والمخالفين له وكان حرصه شديد لأن يرى العالم هذه البشاعة عن طريق فيديوهات منتجة باحترافية عالية تنم عن خبراء في هذا المجال والهدف الأوحد لبشاعة هذه الفيديوهات هو تشويه الإسلام السني ولذلك نرى كيف يتم التغاضي عن أفعال المليشيات الشيعية في العراق وسوريا واليمن التي لا تقل جرائمها عن جرائم التنظيم ولكن إذا عرف السبب بطل العجب.
كل هذه الأحداث وأكثر تصب في مصلحة إيران على المدى القريب والبعيد لا يحتاج الأمر الى كثير من الذكاء لمعرفة من يقف ورائها ومن المستفيد منها .
بحسب الدكتور اللبناني نبيل خليفة في دراسته التي تحمل عنوان \" المخطط الاستراتيجي للغرب وإسرائيل وإيران للسيطرة على الشرق الأوسط واقتلاع النفوذ السني منه \" خلص إلى أن ما يجري اليوم في الشرق الأوسط هي حرب اقتلاع للسنة من المنطقة بكل ما تعنيه كلمة اقتلاع من معنى هذه الحرب لها نفس طويل ويجري الإعداد لها من سنوات ومصالح الغرب \" أمريكا و أوروبا وروسيا \" تتقاطع مع مصالح \"إيران وإسرائيل \" في الشرق الأوسط , وما تنظيم الدولة الإسلامية إلا حلقة في سلسلة هذا المخطط الكبير .
إذا تنظيم الدولة يشوه الإسلام السني ويثير الفوضى في الشرق الأوسط وعندما تتم هذه المهمة سينتهي هذا التنظيم كالفقاعة ولهذا رأينا كيف أن التحالف المعني بالحرب على هذا التنظيم بقيادة أمريكا يحدد أن الحرب على التنظيم ربما تأخذ سنوات يعني حتى يتسنى تحقيق المخطط المذكور سابقا .