الحضارة عندما تكون إنسان
بقلم/ إلهام محمد الحدابي
نشر منذ: 11 سنة و 7 أشهر و 8 أيام
الأربعاء 10 إبريل-نيسان 2013 04:54 م

قامت على مر العصور مختلف الحضارات، منها المادية البحتة، ومنها الروحية المخلة، ومنها ما وائم بين الجانبين لتكتب تاريخها الذي لا يمحى عبر الأجيال، ولا تزال تلك الحضارات المتوازنة ملهمة إلى عصرنا الحالي لنفقهها ونتعلم منها.

والحضارة حالياً يجب ألا تطلق على تلك الدول التي تطاول في البنيان وحسب دون أن تفقه حقيقة دور الإنسان، وإنما نطلقها على تلك الدول مهما تناهت في الصغر طالما أنها قادرة على خلق وجود حقيقي لها في الواقع الإنساني.

أي حضارة إنسانية تقوم لها عدة أسس أهمها بناء الإنسان الذي يبني الحضارة، ثم تأتي بقية العناصر المساعدة لقيام أي حضارة كنقطة إضافية لتلك الحضارة، كالموقع الجغرافي، وتوفر الموارد الطبيعية ، والقوة السكانية، ولكن يبقى دور الإنسان الذي يصنع الإدارة الصحيحة التي تفعل تلك العناصر هو الأهم .

في اليمن يمكن أن نقول أن كافة مقومات الحضارة الإنسانية موجودة، ولكن ينقصنا أهمها وهو وجود الاهتمام الإنساني في مختلف الخطط الوطنية، وهذا القصور إن دل على شيء فإنما يدل على حقيقة غياب الرؤية الصحيحة من ذهن صناع القرار، وبالتالي عدم قيام أي حضارة رغم توفر أسسها، أو تعثرها ودخولها في طور اللاحضارة كما نعاني حالياً، حيث نكتفي بمجرد الحياة وتوفير الأساسيات!

يمكن لليمن أن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة شأنها شأن النمور الأسيوية ، وتركيا، والهند،والصين، فقط إذا أخذت خططها التنموية والإستراتيجية بعداً إنسانياً، بحيث يصبح محور اهتمامها الأساسي هو الإنسان وخلق دور حقيقي له يمكنه من المشاركة بفاعلية في وطنه حتى على مستوى قراراته الفردية.

ومن خلال تتبع مسار الحضارات الناشئة حالياً يمكن أن نخرج بمعادلة بسيطة تمكننا من وزن أبعاد قيام النهضة، وهي: خطط إستراتيجية+ اهتمام بالإنسان= حضارة حقيقية.