بدء الحديث مؤخراً من قبل بعض الأطراف التي لم ترُق لها عاصفة الحزم ،أكان من داخل اليمن أو خارجها، عن إمكانية إيجاد مخارج وحلول سياسية للأزمة اليمنية، تكون بديلاً عن استخدام القوة العسكرية، لكن الشيء الطريف -والمضحك حد البكاء- في هذا الأمر هو أن المخلوع علي صالح كان واحداً من أولئك الذين حاولوا تقديم المبادرات المجانية، التي تقوم فكرتها على وقف إطلاق النار والرجوع إلى طاولة الحوار، ونسي "الخبير" أنه المطلوب الأول من كل هذه الغارات، ولأن لكل شيء نهاية -حتى الدهاء-، فقد بدأ دهاء المخلوع يسير باتجاه عكسي منذ الساعة الثانية من بعد منتصف ليل الخميس الماضي، وهو التوقيت الذي استلم فيه الرد النهائي لطلباته التي كان قد بعث بها إلى وزير الدفاع السعودي عبر نجله أحمد، الذي اكتفى الوزير بلقائه على عجل في مطار الرياض، دون أن يجد حتى من يقدم له "قلص شاهي" أو "هُسفة ماء" ضيافة.
وبذات السياق فقد بدأت أحاديث أخرى تقول بأن جمال بن عمر أجرى مباحثات مع عديد من الدول، وبخاصة دول التحالف الذي تقوده السعودية، من أجل إيقاف الضربات الجوية واستئناف الحوار في أي مكان آخر غير الرياض أو الدوحة، وهو المطلب الذي يتماشى ورغبة صالح، بل إن بعض المواقع الإخبارية اليمنية ذهبت -يوم الجمعة الماضية- إلى القول بأن اتفاقاً قد تم على إيقاف الضربات الجوية بدءاً من فجر السبت الماضي، ولم يحصل من ذلك شيء، وعلى تلك المواقع الاخبارية أن تتصرف بمهنية، وتكُف عن تسويق الأراجيف والأخبار الكاذبة التي تنشرها حملات الدعاية المضادة وحرب الشائعات من قبل جماعة الحوثي وأنصار صالح، والتي تعيش ذروتها هذه الأيام.
أنا لا أعلم حقيقة لماذا لا يزال بن عمر متواجداً في صنعاء أساساً، فهذا الرجل بات شخصاً غير مرغوب فيه بكل أرجاء اليمن، وقد قلنا ذلك مراراً وتكراراً، فلماذا يُصر كل هذا الإصرار على البقاء، هل هو الخوف من أن يُقال بأنه فشل في مهمته باليمن، وبالتالي سيؤثر ذلك على موقعه الوظيفي في الأمم المتحدة، إذا كان ذلك فهو قد فشل فعلاً، وقد قُلناها بالصوت العالي وكتبتْها وسائل الإعلام بالبنط العريض.. وعلى ما يبدوا فإن الرجل لا يفهم، ويريدنا أن نخرج بمظاهرات ومسيرات تطالب برحيله، وأعتقد أن ذلك سيحدث قريباً، وعلى اليمنيين أن يدركوا جيداً أن أي حل يدخل فيه بن عمر والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية هو حل فاشل مسبقاً، ومجرد مضيعة للوقت.
إن أي حديث عن الحوار في اللحظة الراهنة يكون صالح والحوثي فيه أطرافاً بشكل أو بآخر، هو كلام سمج وسخيف ولا يقبله عاقل، والمواجهة البرية التي يجب أن تبدأ اليوم قبل الغد هي حديث العقل وهي ما يجب أن يكون حالاً، فمن ذاك العاقل الذي سيرضى بالحوار مع من باع نفسه للشيطان، حين باع اليمن بأسره –أرضاَ وشعباً- لإيران، فقط كي يشبع نهمه وشهوته المريضة بالانتقام من السعودية ودول الخليج ومن الشعب اليمني، بل وتسبب في تدمير جيشها ومؤسساتها، حتى أصبحنا نعيش بلا دولة ولا رئيس ولا جيش ولا مؤسسات، بل وبلغت به الوقاحة حداً يطلب فيه من السعودية والخليج أن يمنحوه الضمانات بعدم الملاحقة، كما دعم نجله احمد ليكون رئيساً لليمن، مقابل انقلابه على الحوثيين وتصفيتهم، ثم بعد ذلك يأتي من يتحدث عن الحوار.. الحوار مع من...؟!!
البحر فقط .. هو الضمانة الوحيدة التي يمكن أن يمنحها الشعب اليمني لهؤلاء الخونة تفضلاً منه وتكرماً، بعد مطاردتهم في السهول والجبال من خلال حرب برية يجب أن تبدأ حالاً كما أسلفت، ولا تنتهي سوى عند إلقاء القبض عليهم، أو هو البحر فقط.. منفذاً وحيداً يمكنهم الهرب عبره إلى أي مكان يشاءون، أو فليذهبوا إلى الجحيم ..لا يهمنا، وأي حديث غير ذلك فهو" الجحيم أيضاً " .. ولكن لنا .. وليس لهم ساعة إذٍ.