يا أهلنا .. قليلا من التفكر والبصيرة !. :
بقلم/ ابو الحسنين محسن معيض
نشر منذ: 9 سنوات و أسبوعين
الأحد 01 نوفمبر-تشرين الثاني 2015 09:55 ص
فيما بيننا البين , دعونا نقف معا متأملين حقائق الأحداث منذ دخل عفاش والحوثي مناطق الجنوب حتى خروجهما منها . ولتتضح الصورة فلتجب بصدق على سؤال موحد وفق ما تعايشه اليوم . عندها ستظهر الحقيقة لكل ذي لب حليم وقلب سليم . حقيقة لا نريد بها شهرة ولا سمعة , ولكن الأمر زاد عن حده بهتانا وتخوينا . فلزمنا الكلام . 
ـ كم جنوبيا من مختلف قيادات وأعضاء المكونات السياسية والجماهيرية والقبلية وحلفاءهم , مازال اليوم مع عفاش سياسيا ؟! وكم قيادات أمنية وعسكرية وسياسية وقبلية جنوبية حاربت معهما ضد شعبهم ؟. الإجابة الصادقة ستكون إيجابية , كثر العدد أو قل . والحقيقة الدامغة أنه لا يوجد إصلاحي حارب معهما أو ناصرهما اليوم ضد شعبه مطلقا . 
ــ كم جنوبيا ممن سبق ذكرهم , ساند عفاش والحوثي بالدعم اللوجستي والاستخباراتي الهام , وشاركهما في تسيير الوظيفة العامة ومثلهما دبلوماسيا ضمن الوفود الرسمية سياسيا ؟! . الإجابة حتما ستتضمن أسماء كبيرة وكثيرة !. والحقيقة الناصعة أنك لن تجد عضوا إصلاحيا فعل من ذلك شيئا معهما اليوم . 
ـ كم جنوبيا ممن سبق ذكرهم , قام بنهب المؤسسات الحكومية والهيئات الوطنية ومنازل المواطنين , وحطم وسائل الخدمات بغرض التخريب أو الكسب , وقام بالجباية قسرا عند نقاط التفتيش , وروع الناس بإطلاق النيران عبثا ولهوا , أو لغاية أخرى في نفسه ؟! . الإجابة الصادقة ستكون كثيرا منهم فعل ذلك . والحقيقة الجلية أنكم لن تجدوا إصلاحيا فعل ذلك بشعبه وببنية وطنه الغالي .
ـ كم جنوبيا ممن سبق ذكرهم , جهر علنا بالعصبية القبلية والمناطقية , ومارس فعليا نوعا من أنواع القهر والإذلال على الناس أكان ذلك بالكلام البذيء الجارح أو بالجباية الحرام أو بالتهديد وصولا إلى الاعتداء الفعلي . الإجابة ستذكر حالات كثيرة كهذه . والحقيقة الساطعة لن تجد مشاركة إصلاحي في مثلها قط ضد جنوبي أو شمالي .
ـ هذا ـ وغيره كثير ـ حقائق في وقتنا الحاضر , وهو ما يبنى عليه واقع الغد المنتظر . لذا هي محل النظر والتحقيق اليوم . وليس ما يفعله بعض المتأثرين بالموجات الدافعة حينما يتعلقون بالماضي وأحداثه . فالبعض قاصدا التشويه مازال يعير الإصلاح بعلاقته بعفاش قديما وحرب 94م وغير ذلك من البلبلات التي جاءت بعدها أحداث غيرت القراءات داخليا وخارجيا . وكان ضابط هذا التغيير عند الإصلاح هو الحق والحقوق العامة . إن ما فعله الإصلاح سابقا كان علنيا لا خفيا . وله أسبابه ودوافعه شرعا وسياسة وضرورة ومصلحة . ولا يعيبه ذلك مادام يقصد الحق وفق اجتهاد مأجور. ولكن يعيب غيره ما هم عليه اليوم من التدليس والكذب على شعبهم بشعارات زاهية حالمة وواقعهم يرتبط بكل من يعيبون على الإصلاح علاقتهم به سابقا . الفرق بيننا وبينهم أننا نريد أن نبين صورة الجنوبي الناصعة بما فيها من إحسان وحسن خلق . بينما هناك من أبناء جنوبنا من يوزع ـ محليا ودوليا ـ صورة مشوهة للجنوب وأبناءه , كلها بثور وتقيحات . ويأتي هؤلاء ومن سار معهم ليروجوا للعامة أن الإصلاح يقف ضد الجنوب وحقوقه . فنقول للقاصي والداني نحن لا نقف ضد الجنوب وخيارات أهلنا , بل ندعهما بإخلاص مادام هذا خيارهم الحقيقي دون ضغط ولا تدليس ولا إكراه . ولكننا نريد دائما أن نطمئن على مستقبل وطننا , أمنه وخيره وترابط أهله تحت أي ظرف وخيار . بينما غيرنا يرفع الشعار بلا إبصار ولا معيار , ويتخذ القرار بلا حوار ولا مسار . عندهم يأتي الهدف أولا , ثم النظر في صلاح أرضنا وسلام شعبنا . وما زلت أذكر ذلك القيادي المؤتمري سابقا والحراكي حاليا وهو في مسيرة يوجه التهم للإصلاح بخيانة الجنوب . وكان يحمل حينها صورة الرئيس السابق ( البيض ) هاتفا بعدها : " يا علي سالم سير سير نحن بعدك للتغيير " . مازال فينا من يربط مصيرنا بفئة تدنست بدم الأبرياء وتعشق الفتن ودفن الأحياء . فمن الأمين ؟ ومن الخائن منا وفينا ؟. لقد آن للناس أن تبصر الحقيقة بدون الخلفية الخضراء .

مشاهدة المزيد