ضربة أمريكية تسحق قيادات حوثية بارزة والمليشيات تتكم غروندبرغ في سلطنة عمان يناقش الحوثيين ومسقط عن الأزمة الاقتصادية في اليمن ويطالب وفد المليشيا بالتنفيذ الفوري بغير شروط لأحد مطالبه الحوثيون يعلنون استهداف أهدافا أمريكية حساسه وواشنطن تلتزم الصمت حتى اللحظة معارك ترامب القادمة في المنطقة كيف سيتم ادارتها وتوجيهها .. السياسة الخارجية الأمريكية في رئاسة ترامب الثانية عن مستقبل حماس في الدوحة.. قراءة في وساطة قطر في المفاوضات وموقفها من المقاومة وفد من مكتب المبعوث الأممي يصل جنوب اليمن ويلتقي بمكتب وزير الدفاع عضو مجلس القيادة يبحث مع ولي العهد الاردني الملفات المشتركة بين البلدين ورشة تدريبية حول مفاهيم العدالة الانتقالية بحافظة مأرب أول المستفيدين من فوز ترامب.. بيتكوين تقفز إلى نحو 90 ألف دولار اليمن يستعد لخليجي26 بمباراتين في قطر بقائمة تضم 28 لاعباً ''الأسماء''
من المناهج الفكرية التي أصيبت بضربة كبيرة خلال الربيع العربي وما بعده؛ منهج "الجامية"، وكذلك "المدخلية"، وكلاهما يُنسب إلى اللون السلفي.
والحال أن هذا اللون من الأفكار لم ينتشر بفعل المنطق الذي يملكه كما يمكن أن يعتقد كثيرون، وإنما انتشر لأنه حظي برعاية مالية وأمنية من عدد من الأنظمة، وذلك في مواجهة قوى ما بات يُعرف بالإسلام السياسي التي انتهجت مسار المعارضة والمطالبة بالإصلاح السياسي قبل الربيع العربي بعقود.
حظي هذا اللون بالرعاية لأن بعض الأنظمة وجدت فيه ملاذا لاستيعاب الصحوة الدينية على نحو لا يؤثر عليها، وهو ما أدركه رموز هذا التيار جيدا، إن كان بالإملاء أم بالإيحاء أم بالفهم الطبيعي، وهذا هو السر وراء تصدر مقولات "طاعة ولاة الأمر" لخطاب هذا التيار رغم أنه هامش على متن طويل من القضايا الدينية، ومن تابع رموز هذا التيار خلال العقدين الأخيرين سيجد أن جزءا معتبرا من خطبهم ودروسهم كان يمر على قضية الطاعة، ورفض الحزبية والمظاهرات والانتخابات (يتغير الموقف من الأخيرة بحسب الظروف وما تريده الأنظمة).
أسوأ ما في التيار "الجامي" و"المدخلي" هو إدخاله السياسة في جوهر الدين والاعتقاد والمصير الأخروي
فضائح هذا التيار قبل وبعد الربيع العربي؛ بخاصة المدخلية، كما في اليمن وليبيا لا تُحصى، فهو يرتب مقولاته وتنظيراته بحسب الحاجة، وما يقوله هنا قد ينقلب عليه هناك، والسياسة تتحكم بالدين وليس العكس، والقتل باسم الدين سهل وميسور.
ليست هذه السطور نقدا لهذا التيار ومقولاته، ففي الشبكة العنكبوتية كمٌ هائل من المقالات والحوارات والفيديوهات التي توفّر ما يكفي على هذا الصعيد، ويكفي في تعريته أنه جعل قضية سياسية (الموقف من الحاكم) كانت خلافية من لدن الصحابة ومرورا بالتابعين وحتى الآن جزءا من العقيدة، لكأن الصحابة والتابعين، ومن تبعهم من علماء كبار؛ ممن رأوا نقيضها لم يكونوا يعرفون الدين، وعرفه هؤلاء وحدهم.
ما يعنينا في هذه السطور هو التأكيد على أن الموقف من السلطة السياسية، وتقديم المسوغات لظلمها، ليس حكرا على فكر أو تيار معين، إذ أنه يشمل أفكارا وتيارات أخرى، تماما كما أن الثورة أو حمل السلاح أو العنف أو الجهاد (سمّه ما شئت) ليس حكرا على لون فكري بعينه.فضائح هذا التيار قبل وبعد الربيع العربي؛ بخاصة المدخلية، كما في اليمن وليبيا لا تُحصى، فهو يرتب مقولاته وتنظيراته بحسب الحاجة
في الموقف من السلطة السياسية؛ ستجد صوفية يقدمون المسوّغات للظلم، ويستخدمون ذات مفردات "الجامية" أو "المدخلية"، وهم من ألد أعدائهما، مثل التيار الصوفي مثلا، أو الأشعري الصوفي. وستجد ضمن ذات النهج علماء مستقلين يتبنون مناهج فكرية وفقهيه واعتقادية مختلفة، لكنهم يسيرون في ركاب السلطة، ويقدمون المسوّغات لظلمها وفسادها، ودائما باسم طاعة ولاة الأمر.
لا يوجد في عوالم السياسة رذيلة إلا وتملك المبررات.ومن يتابع بعض من كانوا من رموز جماعات ما يسمى "الإسلام السياسي"، مثل الإخوان وغيرهم ثم انقلبوا وصاروا من أدوات الأنظمة، سيجد الكثير الكثير، وبعضهم قدم ذلك باسم المراجعات.
يبقى أن أسوأ ما في التيار "الجامي" و"المدخلي" هو إدخاله السياسة في جوهر الدين والاعتقاد والمصير الأخروي (قد يتورط في ذلك آخرون أيضا)، وهذا عدوان سافر على الدين، ذلك أن القرآن الكريم تحدث عن طائفتين مؤمنتين اقتتلتا، ولم ينف الإيمان عن أيٍّ منهما، فكيف إذا كانت فئة قد خرجت ضد ما تراه ظلما وعدوانا، كما فعل الصحابة وكذلك سبط النبي عليه الصلام والسلام (الحسين) مع يزيد؟!
الربيع العربي كشف الكثير الكثير، كما في حالة "الإخوان" ومحدودية إدراكهم لتعقيدات السياسة، ولكنه كشف الكثير من البرامج الفكرية التي انتشرت بفعل سطوة السلطة والمال، ما يعني أنه كان مخاضا سياسيا ودينيا في الآن نفسه، وهو فاتحة مرحلة جديدة لم تنته بالتفوق الذي أحرزه تيار الثورة المضادة، كما يعتقد رموزه (الجزائر مفاجأتهم الجديدة)، مع العلم أن الأخيرين ما لبثوا أن رفعوا الغطاء عن التيار "الجامي"، لأنهم لا يريدون تدينا سيمنح بالضرورة حاضنة لما يسمى الإسلام السياسي، ولأنهم أدركوا أن مقولات "الطاعة المطلقة" لا يمكن أن تقنع سوى القلة.