صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
أ - مدينة صرواح :-
تعتبر مدينة صرواح من أقدم المراكز السبئية المتقدمة في الهضبة أو النجد ، وتقع غير بعيد من حاضرتهم الكبرى مدينة مأرب في المنخفضات ، وفي أراضي خولان التي ارتبط تاريخها المعروف بالسبئيين باستمرار أقيمت هذا المدينة ضمن سياسة التوطين السبئي ـ توطين عشائر وقبائل سبئية في مناطق محددة ـ ، وهي سياسة اتبعها السبئيون في مناطق مختلفة من نجد اليمن والجوف في أراضٍ كانت من قبل تابعة لقبائل أخرى بعضها كان قد اتخذ شكل المملكة فاستولوا على المدينة استيلاء بعد طرد أهلها منها أو أدخلوا على تركيبتها السكانية تعديلات تجعلهم قادرين على تحقيق الهدف الذي كانوا يسعون إليه والذي هو توسيع رقعة دولتهم وتثبيت أركانها وتأمين حدودها .
ويعد نقش النصر الموسوم بـ ( ( RES. 3945 ، " لكرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سبأ أفضل ما يصور السياسة السبئية الاستيطانية خاصة في مدينة ( نشأن ـ السوداء اليوم ـ ) ، وهي من مدن الجوف والتي وطن فيها سبئيين وأقام لهم معبداً للإله ( المقة ) في وسطها عقب انتصاراته على ملك نشأن ـ السوداء ـ .
ويؤكد استيطان السبئيين لصرواح واحد من نقوشها الموسوم بـ (CIH. 601 ) الذي يتحدث عن توطين عشيرة من قبيلة سبأ ـ سبأ القبيلة ـ وعشيرة يهبلح الفيشانية الشريكة الثانية لقبيلة سبأ في تكوين دولة سبأ في مطلع ( الألف الأول قبل الميلاد ) .
ونشأ عن توطين تلكما العشيرتين إلى جـانـب السكان الأصلييـن ظـهـور شـعـب جديد يدعى ( شعب / صرواح ) ، وهنا لا يعني قبيلة صرواح وإنما الشعب الذي يسكن مدينة صرواح ، حدث هذا الاستيطان في فترة تلت ( القرن السابع قبل الميلاد ) .
وتقع هذه المدينة إلى الغرب من مدينة مأرب القديمة ، وتبعد عنها نحو ( 30 كيلومتراً ) ، يحدها من الشمال أرض المفاتح وطريق جبل المخدرة ، ومن الجنوب جبال العجارم ، ومن الشرق جبل نصيب المحجر وجبل الأشقري ، ومن الغرب جبال أرحب وجبال المصادر ، شيدت هذه المدينة على مرتفع صخري في وادي أذنة يصل ارتفاعه نحو ( 8 متر ) عن مستوى الوادي ، ومسقطها يبدو مستطيل الشكل أبعاده التقريبية ( 240 × 260 م ) ، ويمتد من الشرق إلى الغرب ، وهي محصنة بسور من أحجار كبيرة مهندمة تكتنفه أبراج دفاعية ضخمة أقيمت في أركانه ، وهناك إحداها في الركن الجنوبي الغربي تبلغ أبعاده (11.9 × 11 متراً ) ، وارتفاعه ( 5,23 متراً ) ، وآخر قرب الركن الشمالي الغربي أبعاده ( 5.25 × 3.70 متراً ) ، وتميل جدرانها الخارجية ميلاً طفيفاً إلى الداخل بسبب الأسلوب المعماري المتبع في إبراز الصفوف السفلية عن العليا .
يقع مدخل المدينة في الجهة الجنوبية ، وهو مليء بالأنقاض وقد شيد بنفس الأحجار المهندمة التي شيدت سور المدينة الذي لم يبق منه سوى أجزاء بسيطة جداً .
وصرواح اليوم عبارة عن قرية يصل عدد منازلها الى 350 منزل .
ومازالت المدينة القديمة تحتفظ ببعض منشآتها منها بقايا الحصن في الجانب الغربي ، ففي بعض جوانبه القديمة نجد أنها لم تستغل في الفترة الإسلامية وتستند أنقاض الأبنية عليها ، وفي الجهة الشمالية بناية يطلق عليها الأهالي اسم " عرش بلقيس " جانبها الخلفي يبرز عن مستوى سور الحصن ، وقد شيدت على أسس من حجارة كبيرة مقاييس إحداها ( 3.45 × 0.67 م ) تعلوها أحجار أقل حجماً .
وأهم الآثار الموجودة في المدينة هو معبد الإله ( المقة ) الـذي تطـلـق علـيـه النقوش اسـم ( أ و ع ل / ص ر و ح ) أي معبد أوعال صرواح ، ويقع هذا المعبد عند الركن الجنوبي الشرقي للمدينة ، والأثر الثاني والهام في المدينة هو نقش النصر المشهور الموسوم بـ ( RES.3945 ) .
1- معبد أوعال ( صرواح ) :
شيد هذا المعبد بأحجار مهندمة ، وهو عبارة عن مبنى مستطيل الشكل ، يحيط بجداره الشرقي سور بشكل نصف دائري ممتد ، وقد جرت على بعض جدرانه وأجزائه تغييرات في فترات لاحقة حيث استخدم كحصن في الفترة الإسلامية ففتحت فيه بعض المداخل كما سدت بعض الأبواب القديمة واستخدمت كثير من الأحجار التي كتبت عليها نقوش مسندية في تلك التغييرات والتعديلات ، وفي جداره الخارجي تبرز أفاريز لرؤوس الوعول بمقدار ( 3 - 5 سم ) تشاهد على ارتفاعات مختلفة منه ، كما يلاحظ شريط بارز يمتد بمستوى واحد متضمناً نقشاً مكون من سطر واحد ، يدور حول البناء بشكل متقطع ، يبلغ طول هذا النقش ( 21.55 متراً ) ، وارتفاع الحرف فيه ( 26 سم ) ، يذكر هذا النقش ( ي د ع إ ل / ذ ر ح / ب ن / س م هـ ع ل ي ) مكرب سبأ هو الذي بنى هذا المعبد ومعبد ( أوام ) في مأرب في القرن الثامن قبل الميلاد ، وبنمط معماري متقارب .
2- نقش النصــر :
نقشت نصوص هذا النقش على كتلة حجرية جرانيتية كبيرة نحتت بعناية أبعادها ( 7 مترات طولاً × واحد متر عرضاً × 0.50 متر سمكاً ) ، وهي ذات لون أبيض مائل إلى الوردي ، وضعت داخل المعبد السابق الذكر على كتلة حجرية مشابهة لها ولكنها خالية من الكتابات ويعد نقش النصر الموسوم بـ ( (RES. 3945، من أهم مصادر التاريخ اليمني القديم .
نشره لأول مرة مترجماً باللغة الألمانية مع حواش " وتعليقات " ( رودو كناكيس ) ، ضمن منشورات الأكاديمية النمساوية للعلوم في فينا عام ( 1927 م ) ، بالرمز ( GL.1000 A ) ، بحسب ( جلازر ) ، ونشر ضمن نقوش المدونـة الفرنسيـة للنقـوش اليمنيـة القـديمـة وحمل رمزها ( RES.3945 - Repertoir de Epigraphie Semitique ) .
ونشرت ترجمة للنقش باللغة الألمانيـة عـام ( 1985م ) للدكتور ( والتر مولر ) ضمن سلسلـة " نصوص من البيئة المحيطة بالعهد القديم " وفي كتاب : " تاريخ اليمن القديم " للدكتور محمد عبد القادر بافقيه نجد معناً مجملاً للنقش إلى جانب تحقيق بعض أسماء المواقع والقبائل التي وردت أسماؤها فيه ودراسة تاريخية للأحداث التاريخية المرتبطة به .
سـجل هذا النقش المكرب " كرب إل وتر بن ذمار علي " مكرب سـبأ الذي يعـيـد تاريخ عهده ( Wissmann. H . V) ، إلى القرن السابع قبل الميلاد .
3- المخدرة :-
تقع إلى الغرب من مدينة مأرب ، على بعد نحو ( 67 كيلومتراً ) وعن صرواح ( 15 كيلومتراً ) إلى الشمال تعتبر منطقة المخدرة واحداً من أهم مناجم الرخام ، وفي المخدرة كشفت الأبحاث الأثرية عن واحد من أكبر مناجم الرخام في المخدرة ، وهو بهيئة كهف كبير له مدخل جميل منحوت بدقة متناهية حيث يصـل ارتفاعه إلى ( 6 مترات ) وعرضه ( 4 مترات ) ، وفي داخله عبارة عن شبكة من الممرات أشبه بالمتاهة وهو الأمر الذي لم يتمكن معه الباحثون الأثريون من تحديد أبعاد المنجم من الداخل ، وإنما استطاعوا تحديد ارتفاع سقفه الذي يرتفع عن الأرضية بستة مترات تحمله في مسافات محددة أعمدة حجرية من أصل الصخر .
وهناك فـي أعـلى المنجم تـوجـد كميات كبيرة من دبش أحـجـار الرخـام تـغـطـى مساحة ( 150 × 150 متراً ) ، وهذا يدل على أن تشكيل الرخام وإعداده كان يتم في الموقع نفسه ثم تنتقل إلى صرواح ومأرب وغيرها من المدن اليمنية القديمة جاهزة ومعدة سواءً للبناء أو لكتابة النقوش عليها ، ولا نستبعد أن النقوش كانت تكتب على أحجار الرخام في موقع المنجم ثم تنقل إلى الجهة المحددة وذلك لاحتمال انكسار الحجر أثناء الكتابة عليها في مواقع المعابد .
ونطرح السؤال الذي يعتبر سؤالاً تقليدياً لدى الآثاريين ، وهو كيف كانت تنقل تلك الكتل الرخامية الضخمة من موقع المنجم إلى مواقع المدن ويكفي أن نذكر أن الكتلة الحجرية التي كتب عليها نقش النصر الموجودة في وسـط معبد ( أوعـال صـرواح ) في مدينة صرواح الأثـرية نقـل من هـذا المنجـم حيث يصل وزنـها إلى ( 2 طن و900 جرام ) .
وهو سؤال سيبقى عالقاً حتى تكشف لنا الأبحاث ـ مستقبلاً ـ جواباً له ، وإلى جانب منجم المخدرة توجد مقابر إسطوانية مبنية بهيئة برج ، يعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ ، وقد تم التنقيب في هذه المقابر ، وكشف عن طريقة الدفن حيث كان القبر الواحد يضم رفاة الأسرة كاملة ، وهي مقابر مرتفعة ، ويصل ارتفاعها إلى ( 3 مترات ) مما جعلها تتلائم لاحتواء أعداد كبيرة من الجثث ، وإلى جوار هذه الجثث وجدت بعض الأدوات الحجرية ، والفخارية وقطعة من النحاس تؤكد أن تاريخ هذه المقابر يعود إلى العصر الحجري الحديث .
وفي المخدرة عين ماء معدنية ساخنة ولكنها غير غزيرة ، ويحتمل أن ماءها كان يستخدم لأغراض استخراج الرخام ، ولكن هذا الاحتمال في حاجة إلى المزيد من الدراسات لهذا الموقع وعن إمكانية ذلك علمياً .