في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع تفاصيل لقاء وزير الداخلية بالقائم بأعمال السفارة الأمريكية في اليمن
إ
ذا تمكنت الثقافة التقليدية من إفراغ الثورة من مضامينها المدنية فلن تزيد الوضع إلا مزيداً من الانقسامات والعنف.
المبادرات والمواجهات المسلحة خياران لا يمثلان الثورة، والساحات وحدها من تقرر كيفية الحسم ومن يقوده
الهيئات التي تتحدَّث باسم الثورة حالياً ليست شرعية، وما يصدر عنها غير ملزم لشباب الثورة
ما يحدث في تعز خطير ويهدد مدنيتها، وعلى حماة الثورة أن يكونوا تحت سيطرة الساحات تهدف اللجنة لتصحيح المسار وتشكيل قيادة موحدة بالإجماع والبعض تمادى في تمثيل الثورة والتحدث باسمها والوصاية عليها
صنعاء وحدها لا تمثل كل الثورة، وعلى (بعض) القوى أن تحدد موقفها في أن تكون جزءً من الثورة أو تبقى جزءً من النظام
وبات لزاماً إيقاف العبث بتضحيات الشباب، وعدم السماح لأي قوى بتحديد مصير الثورة بمفردها ليس من المقبول أن يعلن أحد انضمامه للثورة ليكون قائداً عليها أو وصياً بالإكراه!
يتمتع عبد السلام جابر، ككثير من أبناء الجنوب بوفر من التواضع والبساطة والمرح، وهو مع حفاظه على مواقفه وآرائه كثيراً ما يشارك من يختلف ويتفق معهم في بناء جسور للتواصل الإنسانيّ قبل كلّ شيء، وهُو برغم انزوائه وعَدم حُبه للألقاب وألفاظ التقدير يحظى بتاريخ مهنيّ ونضاليّ مُعتبر.. ومواقِف شجاعَة وثابِتة.
مهنياً: شغَل عبد السلام جابر منصب سكرتير تحرير صحيفة الثوري الناطقة باسم الحزب الاشتراكيّ اليمني لسنوات، وبعد لجوء رئيس تحريرها السابق إلى بريطانيا، استقال جابر مؤسساً صحيفته التي حملت اسم "القضية" والتي تعتبر إحدى أجرأ الصحف اليمنية، وقد تعرضت للإيقاف غيرَ مرَّة، سياسياً: يستدعي الحديث عن القضية الجنوبية بالضرورة اسم "جابر" من واقع فاعليَّته كإعلامي وسياسي جنوبي حاضر في النشاط النخبوي لأبناء الجنوب، وفي الثورة الشبابية الشعبية كان عبد السلام أحد أوائل الصحافيين والناشطين المنضمين إليها والمرابطين في ساحة التغيير بصنعاء، ومن خلال نشاطه في الساحة عمل كقياديّ في تحالف شباب الجنوب، حتى وصل الأمر إلى تشكيل لجنة التنسيق والتواصل بين مكونات الثورة في عموم الساحات، والتي تهدف – كما يقول ضيفنا – إلى تصحيح مسار الثورة وإنقاذها من الأوصياء، وتشكيل قيادة ثورية جديدة وموحدة، فضلاً إلى ما توصلت إليه هذه اللجنة من خلال مشاوراتها مع ساحات الثورة إلى اختيار تعز عاصمةً للثورة تقديراً لأدوارها النضالية... ومزيداً من التفاصيل في الأسفل:
حوار: أحمد شوقي أحمد
- باعتبارك من أوائل الصحافيين الجنوبيين الناشطين في ساحة التغيير بصنعاء، برأيك: إلى أي مدى تمكنت الثورة من ترميم العلاقة بين الشمال والجنوب؟
ج1/ لا شك بأن الثورة الشبابية الشعبية شكلت وما تزال تشكل الأمل للجميع في إنقاذ البلد من أوضاعها البائسة وهي المخلص الوحيد لكل أبناء اليمن والقادرة على اجتثاث الوباء السياسي الشامل الذي أنتجه النظام الاستبدادي بما في ذلك تدمير الوحدة الوطنية وإثارة النزاعات المناطقية والشطرية وتمزيق النسيج الاجتماعي وتوسيع دائرة الحروب والاقتتال وخلق الأزمات وإفساد الحياة السياسية، ولعل أبرز الجرائم المرتكبة من قبل النظام هي الحرب الظالمة ضد الجنوب في صيف 1994م والتي تحولت المحافظات الجنوبية بفعلها إلى ساحة للنهب والسلب وتدمير البنية التحتية للدولة السابقة في الجنوب والاستيلاء على المؤسسات والشركات والمصانع والأراضي العامة والخاصة وما تلا ذلك من إقصاء وتهميش وتسريح شامل للكادر الجنوبي من مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وكل هذه الممارسات خلقت شرخاً عميقاً في نفوس الجنوب وأبناء بعض محافظات الشمال وأثرت إلى درجة كبيرة على وحدة 22 مايو السلمية التي اغتالها النظام في 7/7/1994م وبالتالي فإن الثورة الشبابية يمكنها أن تكون المنقذ لكل اليمنيين إذا ما استطاعت أن تحدث تغييراً جذرياً وشاملاً في الواقع ابتداءً بالثقافة المجتمعية وانتهاءً بمضمون النظام الجديد القادر على التعاطي مع الملفات الشائكة بإيجابية وفي مقدمتها القضية الجنوبية والتعامل معها انطلاقاً من الإيمان الراسخ بحق أبناء الجنوب في تقرير ما يرونه حلاً عادلاً لهم والتسليم بأن الوحدة هي وحدة تراضٍ لا وحدة إكراه، وهنا فقط يمكن لهذا الوعي الثوري أن ينتج حلولاً لليمن. أما إذا تمكنت الثقافة التقليدية من إفراغ الثورة من مضامينها الوطنية والإنسانية والمدنية فإنها لن تزيد الوضع إلا مزيداً من الانقسامات والعنف.
- مع تعثر المبادرات السياسية القائمة منذ شهور.. وتصاعد الخيار العسكريّ في الأفق.. ما الذي يجب على الثورة أن تفعله برأيك؟!
ج2/ أولاً ينبغي علينا أن نتمسك بسلمية الثورة، وهذا هو النهج الذي اخترناه سبيلاً للثورة، وسنظل عليه حتى تتحقق أهداف الثورة كاملةً.. أما ما يتعلق بالمبادرة أو تصاعد المواجهات المسلحة فإنهما خياران لا يمثلان الثورة وليس لشباب الثورة أية علاقة بمن يسلك هذين الطريقين، وعلى الجميع أن يدرك ويعي جيداً أن ساحات الحرية والتغيير هي من تقرر شكل ومضمون نضال شبابها، وهي وحدها من تقرر كيفية الحسم، ومن يقوده، وشباب الثورة دون غيرهم من يختار ممثلي الثورة أمام الجهات الدولية، وهم أيضاً من سيشكل هيئات الثورة المختلفة؛ لأن كل الهيئات الحالية التي تتحدث باسم الثورة ليست شرعية ولم يخترها كل شباب الثورة في ساحات الحرية والتغيير، وبالتالي فإن ما يصدر عنها غير ملزمٍ لشباب الثورة في اليمن.
- أنت الآن في تعز.. ولا بُد أنك قد لمست المظاهر المسلحة المنتشرة في المدينة، ما الذي تقرأه من هذا، وباعتقادك إلى أي مدى قد يؤثر هذا على سلمية الثورة؟!
ج3/ ما يحدث الآن في محافظة تعز شيء خطير بكل المقاييس انتشار الجماعات المسلحة تهدد مدنية هذه المحافظة، وإذا لم يتم السيطرة عليها من قبل قوى الثورة يمكن لها أن تتحول مستقبلاً إلى أدوات مدمرة لثقافة ووعي وبيئة المجتمع التعزي المعروف بمدنيته وسلميته.
صحيح أن ساحة الحرية تحتاج إلى حماية من بطش النظام ويحتاج الشباب إلى من يمنع عنهم الاعتداءات المسلحة ويدافع عنهم من القتل المستمر الذي يتعرضون له كل يوم، لكن ذلك ينبغي أن يتم بطرق أخرى لا تمس بسلمية الثورة وعلى أن يكون حماة الثورة تحت سيطرة الساحات وتحت إشراف شباب الثورة أنفسهم، وبما يعزز الحماية للساحات وليس لخوض الحروب المريبة كما يحدث الآن في صنعاء وتعز؛ لأن استخدام السلاح بهذه الطريقة يسلب الثورة مضمونها السلمي ويحولها من ثورة شبابية شعبية سلمية إلى صراع مسلح بين طرفين متنازعين، وبالتالي يمكن للثورة أن تفقد قوتها وشرعيتها كما أنها ستخسر تضامن ومساندة المجتمع الدولي، بالإضافة إلى أنها ستتحول إلى إدارة بيد قوى أخرى، بل يمكن أن تصبح الثورة برمتها قوة تحت طاعة المفسدين وأمراء الحروب في اليمن.
- أعلنتم عن تشكيل لجنة للتنسيق والتواصل بين المكونات الثورية في عموم ساحات الثورة بالجمهورية.. ما الداعي لإنشاء هذه اللجنة، وما هي طبيعة عملها؟!
ج4/ إعلان لجنة التنسيق والتواصل جاءت بناءً على مبادرة تقدم بها شباب الثورة في تعز، واستجابت لها بقية المكونات الثورية في عموم الساحات، مهمتها إجراء الحوار والتنسيق مع مختلف المكونات الثورية في المحافظات بهدف إيجاد رؤية لإنقاذ الثورة وتصحيح مسارها وصولاً على تشكيل قيادات موحدة للثورة تستمد قوتها وشرعيتها من خلال الإجماع عليها من قبل كافة ساحات الحرية والتغيير، وقد كشفت عملية التواصل مع الساحات عن الحاجة الملحة لتبنيها ومطالبة شباب الثورة بسرعة إنجازها خاصةً بعد تمادي البعض في تمثيل الثورة والتحدث باسمها وفرض الوصاية عليها والوصول بها إلى مآلات خطيرة وحرفها عن مسارها الثوري الصحيح.
- هل يعني ذلك أن هناك تململ من قيادة الثورة الحالبة؟! أم ماذا؟!
ج5/ سبق وأشرت أننا في الساحات لم نتوافق بعد على قيادة موحدة ولم تفوض الساحات من يمثلها أو يتحدث باسمها وكل المكونات التي أعلنت عن نفسها باسم الثورة لا تمثل أحداً في الساحات، وهي في نظرنا ما تزال مكونات ثورية مثلها مثل أية حركة ثورية في أي من الساحات، والمكونات والمجالس التي أعلن عنها كإطارات عامة للثورة جميعها حدثت في ساحة صنعاء، وصنعاء وحدها لا تمثل كل الثورة بل هي واحدة من عديد ساحات للثورة في المحافظات، ولجنة التنسيق والتواصل التي أعلنت مؤخراً في تعز أجرت حوارات واسعة وجادة مع بقية الساحات وتوصلت إلى إجماع ثوري على ضرورة إعلان هيئات رسمية للثورة الشبابية في اليمن، وتقديراً لدور محافظة تعز التي كانت السباقة في إشعال فتيل الثورة ودورها في نشر القيم المدنية فقد أجمع شباب الثورة في مختلف المحافظات على ضرورة وأهمية إعلان تعز عاصمةً للثورة، وهو ما سيتم الإعلان عنه خلال يومين أو ثلاثة أيام.
- تشكيل لجنة للتواصل والتنسيق بعد 9 أشهر من بداية الثورة، ألا ترى أنكم قد تأخرتم كثيراً.. ثم ألا يعني ذلك أن هناك خللاً لم تنتبهوا له منذ البداية؟
ج6: صحيح أننا تأخرنا في هذه الخطوة، لكن الشباب في الساحات لم يكن همهم محصوراً في تشكيل الهيئات بل انصب حماسهم في عملية التصعيد الثوري، لكن بعد أن طال عمر الثورة نتيجة الحوارات والمبادرات وتحويل الثورة إلى أزمة، بات لزاماً على شباب الثورة إيقاف العبث بنضالات وتضحيات الشباب وسرعة إنقاذ الثورة وتصحيح مسارها وضبط إيقاعها من خلال تشكيل هيئات رسمية وشرعية يتوافق عليها شباب الثورة في المحافظات وعدم السماح لأي قوى بتحديد مصير الثورة بمفردها ورفض أية وصاية عليها ومن قبل أي طرف كان داخل الساحة أو خارجها.
- طيب.. ما هو الدور الذي ستلعبه القيادة القادمة في ظلّ وجود قوى سياسية وعسكرية وقبلية تمثل ركائز مهمة في الثورة الحالية؟!
ج7/ القيادة الجديدة ستتحمل مسؤولية قيادة العملية الثورية وكل شباب الثورة من حولها، وعلى القوى التي ذكرتها في سؤالك أن تحدد موقفها بشكل واضح من الثورة، فأما أن تكون جزءاً من الثورة أو تبقى جزءاً من النظام، فخيار الانضمام للساحات معناه الالتزام بشروط الثورة، أي أنه يجب عليها أن تصبح مكوناً ثورياً ضمن المكونات في الساحات فليس من المقبول أن يعلن أحد انضمامه للثورة ليكون قائداً عليها أو وصياً بالإكراه.
- ما أفهمه من كلامك أنكم تريدون قيادة شبابية تكون قائدة لهذه القوى، وليست تابعة لها؟!
ج8/ بالتأكيد فالجميع في ساحات الحرية والتغيير يصرون على إيجاد قيادة موحدة للثورة وعلى القوى التي أعلنت انضمامها للثورة عسكرية كانت أم حزبية أن تتعامل مع القيادة التي سيتم الإعلان عنها باعتبارها الموجه والمشرف المباشر على الحركة الثورية وأن تؤطر نفسها داخل الساحات باعتبارها مكونات ثورية ملتزمة بشروط الثورة وبأهدافها العظيمة التي خرج وضحى من أجلها شباب اليمن وعليها أيضاً تغيير خطابها بما ينسجم مع خط الثورة وبما يعزز الخطاب الجديد المستلهم من الرؤية العامة للثورة التي ستقرها المكونات الثورية في عموم الساحات خلال اليومين القادمين.
- في ظل واقع هذه القوى وما تمتلكه من إمكانات مادية وبشرية وسياسية وإعلامية، كيف يمكنكم قيادتها وأنتم لا تمتلكون أسباب القوة التي يمتلكونها؟
ج9: نحن ندرك أن هناك قوى في ساحة التغيير بصنعاء تحاول أن تفرض نفسها على الساحات بحكم إمكاناتها المادية والبشرية، لكن هذه الإمكانات لن تكون أبداً أقوى من إرادة وعزيمة الشباب، ولو أن القوة هي الغالب لما تمكن الشباب من قهر النظام البوليسي بالخروج إلى الساحات، وقد كان النظام يمتلك الجيش والأمن والمال، ورغم كل ذلك انتصرت إرادة الشباب على القوة. وتكمن قوة الشباب في تمسكهم بثورتهم وبسلميتها والإصرار على الحسم الثوري ورفض المبادرات والحوارات وعدم الركون إلى الخطاب الذي ينتهجه البعض ممن يعتقد أنه تمكن من الانفراد بقيادة الثورة؛ لأننا نختلف مع هذه القوة بأمور عدة أبرزها ما يتصل بعملية الحسم، ففي الوقت الذي تؤمن كل المكونات بضرورة الحسم باعتباره الخيار الوحيد لتحقيق أهداف الثورة فإن هذه القوة تعتقد أن إسقاط النظام يمكن له أن يتحقق بالأدعية وقراءة القرآن وأداء صلاة الجمعة في شارع الستين دون أن تقدم جديداً فيما يتصل بالحسم الثوري، الأمر الذي أطال كثيراً في عمر النظام وضاعف الرصيد من الشهداء.. وهذا ما جعل شباب الساحات يقررون بالإجماع على أهمية تشكيل قيادة موحدة للثورة في هذا التوقيت.
نقلا عن حديث المدينة