صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية أحمد عايض: ناطقا رسميا باسم مؤتمر مأرب الجامع
• الإنسان جزء من العالم الفسيح الواسع بمخلوقاته المتعددة خلقه الله فكرمه على الخلق أجمعين ووهبه قوّة العقل وقوة الإرادة والعزيمة وقوة التوازن واحتل أحسن موقع وأفضل مكانة في الوجود لكن الإنسان بتركيبته البشرية واختياراته الضالّة كثيرا ما ألقى بنفسه في الهلاك وصار في الدرك الأسفل في عالم الكائنات فإذا كان الله قد خلق الإنسان في صورة سويّة وحسنة لا تُماثلها صورة أي مخلوق آخر في العالم وفضله على كافة المخلوقات فإن نوازع الشر ودوافع الضلال تسوقه نحو الرذيلة فيفقد كل أسباب التكريم والتفضيل الإلهي له ويصير في مرتبة سفلى \"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين\"وفي ظل غياب الروح النقدية الفاحصة التي هي أكسير تجدد الروح الناهضة إلى بلوغ أسمى مراتب التجديد والتطور والطبيعي أنه كلما تقدمت المعرفة وفتحت مسالك للفكر جديدة أمكن الوصول إلى آراء أخرى وعلى هذا فواجبنا يقتضي أن نَرْقُبَ في يقظة عناية ما يدور حولنا بشكل عام وأن نقف منه موقف النقد والتمحيص باعتبار أن النقد هو السبيل الوحيد لإحداث التغيير والوصول إلى الجديد وهو السبيل إلى وضع دعائم وسبل تضمن بلوغ الهدف الأسمى للحياة وعلى ضوء النقد تتم عملية الهدم وإعادة البناء وفق استراتيجية تضبط الهدف بدقة كما تحدد المبادئ والوسائل والسبل الكفيلة بتقديم خطة للإصلاح والتجديد قائمة دائما على النقد والهدم وإعادة البناء وهو أمر ضروري ولا بد منه للانتقال بحياة الناس من الركود والضعف إلى الحركة والتقدم والازدهار.
• ولكي يربح أي مجتمع المعركة ويحقق الانتصار تلزمه استراتيجية النقد وإعادة البناء التي تمثل فلسفة الإصلاح والتجديد في مجال النفس والفكر والإنسان أولا وفي مجال الواقع بعد ذلك انطلاقاً من قوله تعالى\" إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم\" (الرعد : 11) و يقول المفكر الإسلامي المشهور محمد إقبال في كتابة تجديد الفكر الديني \"وفي هذا المنهج من التغيير التقدمي لا يكون الله في عون المرء على شريطة أن يبدأ هو بتغيير ما في نفسه… فإذا لم ينهض الإنسان إلى العمل ولم يبعث ما في أعماق كيانه من غنى وكف عن الشعور بباعث من نفسه إلى حياة أرقى أصبحت روحه جامدة جمود الحجر وهوى إلى حضيض المادة الميتة على أن وجود الإنسان وتقدمه الروحي يتوقفان على إحكام العلاقات بينه وبين الحقيقة التي يواجهها\" ودائما يؤدي غياب الانسجام بين الفكر وطبيعة الحياة المتميزة بالحركة والتغير إلى اختلال الموازين ولا يتحقق مبتغى الرفاهية وتقدم المجتمعات واستقرارها الذي هو جوهر الدين الإسلامي ومقصده النهائي إلا ببلوغ الروحانية والسمو الروحي في الفكر والسلوك والحياة عامة من خلال سيطرة الإنسان على العلاقات بين وحدات الكون وضمان التوازن بينهما وهذا لن يتحقق إلا من خلال استراتيجية النقد والهدم وإعادة البناء التي تحقق التوازن المطلوب وبما أن الإسلام يقوم على مبدأ ختم الرسالة الإلهية وعلى مبدأ الاجتهاد في الأحكام فإن المفكر محمد إقبال \" أنهما مبدآن يجعلان أهل الإسلام أكثر شعوب المعمورة في الديمقراطية الروحانية والحرية بعيدا عن الرق الروحي وما ينتج عنه من رق حيواني اجتماعي وسياسي واقتصادي\"
• ويطلب إقبال في كتابه \" تجديد التفكير الديني في الإسلام \" من المسلم اليوم أن يقدّر موقفه وأن يعيد بناء حياته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وأن يستنبط من أهداف الإسلام التي لم تتكشف بعد إلا تكشفا جزئيا تلك الديمقراطية الروحية التي هي منتهى غاية الإسلام ومقصده \" والتي يرى \" إقبال\" أنها لا تتكشف للإنسان المعاصر إلا إذا أعاد النظر في ذاته وتفكيره ومحيطه والعالم وأعاد بناء تفكيره وحياته الاجتماعية ضمن استراتيجية تقوم في أساسها على الحياة الروحية وترتبط بالقيم الدينية وتستفيد من التراث الفكري الإنساني والإسلامي ومن الفكر الغربي الحديث والحضارة الأوروبية المعاصرة فالتغيير صار ضرورة ملحة في وضعيته وفي حياته الحاضرة من خلال إعادة بناء الذات والفكر لأن الإنسان إذا استهوته القوى التي تحيط به فإنه يقدر على تكييفها وتوجيهها حيث شاء أما إذا غلبته على أمره فإنه قادر على أن ينشئ في أعماق نفسه عالما أكبر يجد فيه منابع من السعادة والإلهام لا حد لهما ولا نهاية ولهذا فإن الإنسان في صميم كيانه كما صوّره القرآن قوة مبدعة وروح متصاعدة تسمو في سيرها قدما من حالة إلى حالة أخرى تنشد التجدد الذي يبدأ في داخل نفس الإنسان في تفكيره ووجدانه ومشاعره ثم يتحول إلى خارج النفس فيكون عبارة عن تسخير في عالم الطبيعة بواسطة العلوم الطبيعية والصناعات ويكون اجتهادا في الواقع الاجتماعي وفي الأحكام هذه الحركة وهذا التجدد في داخل النفس أو في الطبيعة أو في المجتمع هي من أصل واحد تعود إلى الحركة الإلهية وتسعى إلى بلوغ الروحانية الإلهية التي هي مصدرها ومقصدها كما يقول المفكر الإسلامي محمد إقبال.