|
بادئ ذي بدء لابد من التسليم النصي بما قاله الشهيد الحي في قلوبنا الرئيس ابراهيم محمد الحمدي رحمه الله بأن (تجريب المجرب خطأ والتصحيح بالملوثين خطأ مرتين) ومن هذا المنطلق اعتقد ان معظم الشخصيات (السلبية) التي تعمل على استغلال ثورة الشباب السلمية وتضحيات الشهداء وبالتالي انبرت لممارسة دور إعلامي من خلال القنوات الفضائية وبعض الحوارات الصحفية هنا او هناك وهي شخصيات مُجرَّبة (بفتح الراء) بل وملوثة وشاركت في عدة انظمة سابقة من خلال توليها مناصب عليا وليست وسطية او هامشية..
لا أتحرج في ان اذكر أسماءً بعينها لأني وصلت الى قناعة ان هؤلاء القابعين في الخارج يتنقلون من دولة الى اخرى بدعم مدنس وبأجندة ملوثة ومؤجرة أو بيعت بمقابل مادي ضخم لمن دفع الثمن وينتظر استغلال الاداة وتنفيذ الاجندة قريبا..
مثل تلك الشخصيات التي تنبري بين الحين والاخر للترويج للكونفيدرالية تحت مسمى الفيدرالية تارة (ولا ادري هل هو جهل ام ضحك على الذقون واستغفال الجميع) وتنادي بفك الارتباط تارة اخرى، وتعقد المؤتمرات الخاصة بالقضية الجنوبية وتتباكى على الشعب الجنوبي ودمه المسكوب على اعتاب الوحدة، وهم اول من سفك دماء ابناء الجنوب وسحلهم قبل الوحدة تحت مسمى (الاشتراكية) الشيوعية ولا اله والحياة مادة، واليوم يحاولون العودة لحكمه من جديد بإثارتهم قضية الانفصال وتحديد المصير وفك الارتباط الى غيرها من المصطلحات التي ماانزل الله بها من سلطان، وهي خدمات يقدمونها لولي نعمهم ومن يتكفل بمصاريفهم وتنقلاتهم ومؤتمراتهم المشبوهة وسكنهم في افخم الفنادق وارقى القصور الخاصة، واقامة مؤتمراتهم ايضا في الفنادق خمسة نجوم مع تكفلهم بمصاريف وتذاكر ومصروف جيب (بعض) من يحضرها من كل انحاء العالم..!!.
ومؤخرا تم التحضير للمؤتمر الثاني للقيادات الجنوبية وجلهم من المتردية والنطيحة ومااكل السبع بدءا بعلي سالم البيض الذي بات خارج التغطية منذ العام 94م، وانتهاءً بآخر مسؤول شيوعي معتق يحاول (اللبرلة) على موائد اللئام ممن يدفعون مصاريف تنقلاته ومصاريفه.
وللتدليل على بعض مايدور في خلد بعض القيادات التي تدعي الوصاية على ابناء المحافظات الجنوبية (لانهم قاصرين ولابد من الوصاية عليهم) نستعرض بعض ماورد على لسان افضلهم حتى اللحظة على الاقل وهو الرئيس علي ناصر محمد الذي برر موقفه من المجلس الوطني بانه "كان من المهم التوافق على الأهداف السياسية الأساسية، وتحديد موقف واضح وصريح من القضية الجنوبية كقضية سياسية وطنية بامتياز، بما يلبي تطلعات الشعب في الجنوب باعتباره صاحب الكلمة الأولى والأخيرة في حسم خياراته الوطنية..!!" وكأنه يتحدث عن شعب اخر (غير يمني) وليس له علاقة باليمن..
يضيف علي ناصر في حواره الاخير مع الشرق الاوسط "مع الأسف أننا سمعنا أصواتا تنادي بوقف الثورة للوقوف إلى جانب النظام من أجل الحفاظ على الوحدة كما يدعون ويلمحون إلى أنهم سيخوضون حربا ثانية ضد الجنوب بالتعاون مع النظام في صنعاء، وهذا كلام خطير وهؤلاء ليسوا أوصياء على الثورة ولا على الوحدة"، ماشاء الله عليك ياابو جمال، تنتقد وصايتهم على الوحدة وهي الوصاية التي فيها نظر من الناحية الشرعية والقانونية استنادا الى مصطلح الحسبة، وتبرر وصايتك على شعب كامل يرفض معظمه مجرد ذكر اسمك في مجلسه نظرا لتاريخك الاسود قبل مجزرة 13 يناير 86م، ومع ذلك تصر على انه شعب قاصر ولابد من فرض وصايتك عليه..
وللتدليل على السادية التي يتحدث بها علي ناصر يكفي ان تحصي كم هي المرات التي ردد في هذا الحوار مصطلح (خيارات الشعب في الجنوب)، مستغلا الوضع القائم حاليا في البلاد ليؤكد ان "الحديث عن ضرورة الاعتراف بالقضية الجنوبية كقضية سياسية بامتياز أصبح من الأمور البديهية والتهرب من ذلك فيه اقتفاء لأثر علي عبد الله صالح ونظامه"..!!..
ويمكن اختصار الوقت والعودة قليلا الى الموقف الرسمي المعلن من قبل علي ناصر والعطاس الذين لايطالبون بالفيدرالية للابد، بل ان المهندس العطاس (ورحم الله الشيخ الاحمر الذي شخصه جيدا) اعطى رأيه بكل صراحة، وقال نطالب بدولة فيدرالية اتحادية بين اقليمين شمالي وجنوبي على حدود ماقبل 1990م لمدة خمس سنوات وبعدها من حق ابناء الجنوب الاستقلال او الاستفتاء على الوحدة..!!.
اما الطرف الاخر (الاهوج) الذي يقوده علي سالم البيض والذي يتوقع ان يصل القاهرة خلال اليومين القادمين بعد ان نجحت دولة خليجية (؟؟) في إثنائه عن عقد مؤتمر خاص بالاستقلال في بروكسل والاجتماع بالعطاس وعلي ناصر في القاهرة، لانه اكثرهم تشددا ويُطالب بفك الارتباط والاستقلال عن (الاحتلال الشمالي) بدون قيد او شرط..!!
اخيرا استغرب كثيرا ومن خلال احتكاكي بالعديد من الاخوة الاعزاء وابناء العائلات العريقة في المحافظات الجنوبية الرافضين للتحركات المشبوهة لتلك القيادات التي يجمعها حاليا (اعادة الانفصال) وستدخل البلاد في دوامة من الدماء بعد ثلاث سنوات على الاقل فيما لو عادوا للحكم سواء في اليمن الموحد او جزء منه وفقا للفيدرالية او الكونفيدرالية، استغرب من هرولة بعض القيادات السياسية لاسترضاء وحوار تلك القيادات وتحسيسهم بانهم شيء في المعادلات السياسية وبالتالي يصنعون منهم ابطالا من ورق، وتعمد هذه الشخصيات وبعقلياتهم الانتهازية المريضة الى استغلال كل لقاء او مكالمة تلفونية ويروجون لها اعلاميا عبر اتباعهم لبناء شخصياتهم وايهام الشعب بانهم مهمين وانه يتم التفاوض وعرض المشاريع السياسية عليهم وهم يرفضونها لانهم يريدون مصلحة (الشعب الجنوبي الغلبان) وبالتالي اخراج مخططاتهم واجنداتهم المرسومة في دوائر استخباراتية اقليمية ودولية مشبوهة مقابل عودتهم الى السلطة التي تقاعدوا منها منذ وقت مبكر بسبب ممارساتهم الخاطئة وسياساتهم الفاشلة واسالبيهم العقيمة.
الشعب اليمني شب عن الطوق ويرفض الوصاية عليه من اي شخص او اسرة او دولة واصبح سيد قراره وبالتالي نقول لهؤلاء استحوا على انفسكم قليلا، واخجلوا من تاريخكم الاسود، وعودوا الى جحوركم، وتواروا بها حتى يأخذ الله امانته، وبهذا يمكن ان تكونوا قدمتم شيئا واحدا مفيدا في حياتكم المليئة بالمتناقضات والمؤامرات ودماء الابرياء في الجنوب اليمني قبل الوحدة..
وحتى لو تكرر الاجحاف في حق ابناء المحافظات الجنوبية بعد الثورة وهذا لايمكن ان يكون ابدا لان اجندة علي صالح في الاذلال والقهر احرقت معه، فان للاشقاء ابناء تلك المحافظات ادواتهم التي يستطيعون عبرها نيل حقوقهم كاملة وغير منقوصة فقد كسر الشعب اليمني والعربي بشكل عام حاجز الخوف، وسيكون تحركهم بعيدا عنكم وعن وجوهكم الكالحة وأياديكم الملطخة بدماء آبائهم واجدادهم الشرفاء الذين سحلتموهم دون ذنب اقترفوه الا لانهم قالوا (ربنا الله)، فأنتم ملغيون من قاموسهم حتى آخر الخيارات لم تكونوا ضمنها.. افهمووووا يرحمكم الله.
في الخميس 15 سبتمبر-أيلول 2011 07:07:19 م