قصة المشهد الاخير ...في مسرحية صالح
بقلم/ كاتب/مهدي الهجر
نشر منذ: 13 سنة و 5 أشهر و 8 أيام
الإثنين 06 يونيو-حزيران 2011 07:09 م

وسواء فعلها صالح أم فعلها الله بصالح فقد جاءت بتقدير وميعاد ليس للبشر في ذلك نصيب ، إنما هي يد الله التي تعمل بدون قيد أو حد وفي الوقت الذي تقدره هي ، وبالآلية التي تختارها .

سيقولون من فعلها ثلاثة رابعهم أحمد ، ويقولون أربعة خامسهم علي صالح ، ويقولون انشقاق ومن خلفهم القاعدة ، ويقولون ...ويقولون ...وكلها لا تعنينا ، بقدر ما أدهشنا الحدث الذي يعمل وقد أعطى برهانا عمليا لعدل السماء المطلق الذي لا يحابي أو يتجاوز أو يغيب ..

ومن ثم فقد كانت ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) و { فكلاً أخذنا بذنبه ، فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ، ومنهم من أخذته الصيحة ، ومنهم من خسفنا به الأرض ، ومنهم من أغرقنا }

رئيس النظام ومعه كبار أعوانه الذين عملوا معه على تدمير البلاد وحرق العباد ، وإهلاك الحرث والنسل أتتهم فجأة من الله قارعة في طرفة عين كأنما لم تبق ولم تذر تذكرنا بغضب الله على من أفسدوا فيما كان من قبلكم .

والحق أن اجتماعهم على تلك الهيئة والنوعية والوقت لم يكن من قبيل الصدفة أو تدبير البشر وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لَاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ ) .

لست في مقام الشامت إنما في مقام الحامد المسبح وهو يرى لله آيات تتجلى في القصاص للأشعث الأغبر الذي قهره وسفك دمه سلطان الارض دون وجه حق فرفعنا أكفنا معه بنشيج نستنصر عليه سلطان السماء ، قائلين ربنا أرنا كيف يجري عدلك بين القوي الظالم المتأله من خلقك على عبدك الضعيف الذي خصك وحدك بالألوهية فكانت عند الطاغية عليه ذنب ، كي نزداد ايمانا وتطمئن قلوبنا على نحو سؤال خليلك ابراهيم  ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي  ) .

وقد جاء الجزاء من جنس العمل أحرقهم الله كما احرقوا شباب الثورة في تعز بالنار وغيرهم في الساحات بالغاز .

وأصيبوا في الرؤوس والاعناق كما أصابوا هم الشباب الطاهر في الرأس والعنق .

وبترت أطرافهم كما بتروا هم أطراف أبناء اليمن رجالا ونساء وشبابا وأطفالا . وأصابتهم الاعاقة انتقاما من الله وتمثيلا لهم كما لم تواتهم الرحمة بالمعاقين في ساحات الحرية بتعز (  انَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْب ٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) . 

قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْض ِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (*) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ (*) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (*) قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (*) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (*)

ولرب قائل يقول .. ولكن ما بال الاستاذ عبد العزيز عبد الغني وهو الطيب الدمث الذي ليس له ظفر ولا ناب ، والجواب يتمثل في مشهد (واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163) وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ )

مرة أخرى لست في مقام الشامت ، لكني في مقام الحامد المسبح لمن هو أهل الثناء والمجد ، أحق ما قال العبد ، وكلنا له عبد ، صدق وعده ، ونصر ثورتنا ، وأعز شبابنا ، وأهلك صالح وحده .

ولا يصح او يجوز أن تأخذنا رأفة ويد الله العدل المطلق تعمل بشأنهم .

لا أنسى دم الشهيد ما حيت ، ودماء جمعة الكرامة وغيرهم تحاصرني حيثما كنت.

عاصم الحمادي ، الحب بن الحب ، والشاجع ، والجائفي ، وبابا عتاب ، ومجاهد القاضي ، والتعزي والذماري ، وابن ابين ورداع ،وشبوة وحضرموت وغيرهم وكلهم ..قد والله ثأر الجبار لهم ونسأله سبحانه أن يخلف عليهم وعلى ذوييهم .

ولكن .....

كما اديرت ثورة التغيير بحكمة ورشد منذ أوائلها ، فنتمنى الآن أن تدار بأبعد من تلك الحنكة والروية ، لأن المرحلة الآن هي الاهم والأخطر ، واي خطأ موضوعي او فني بسيط سيبعد الثورة كثيرا عن أهدافها ..

السعودية دخلت في الخط الآن بصورة أكثر من ذي قبل ، وهي تريد ان تكون القابلة ، بل الوالدة والولد .

وهذه الجارة السوء لم نجد لها او نرى الا أدوارا هي للريبة والتآمر أقرب ، سواء عندنا او بشان المنطقة .

والعربية السعودية تعتقد نفسها انها تقاتل من تفترضهم خصومها الان على غير ارضها ، أي انها تكبح جماح ثورة الشعب السعودي في الوقت المتقدم وعلى ارض خارجية ولكن بأدوات ناعمة ، ومن ثم فلا بد من إفشال النموذج اليمني ، وإدخاله في دوامة وحلقات مفرغة من دوائر التتويه حتى يتعظ شعبها ، ويقبل بما هو كائن على ما سيكون .

ومهما حاولنا اقناع الجارة الشقية ،فإننا لن نبلغ ذلك ، لان الطبع غلب التطبع ، ومن شاخ على فكرة فلن يحلها بغيرها .

ولكن تبقى العلاقة معها على سياق ( ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدوا له ليس له من صداقته بد )

وفي الجهة الأخرى يصر ما تبقى من أدوات النظام القمعي على جر أولاد الشيخ الاحمر ، والفرقة مدرع الى اشتباكات تتعسف نتائجها فتوظف كجرائم حرب أو إبادة ، يمكن ان تجعل صالح واولاده مع الفرقة مدرع واولاد الشيخ الاحمر على مقام سواء في مجال الانتهاكات وجرائم الحرب .