العرب تحت خطر التقسيم
بقلم/ د: عبدالله الشعيبي
نشر منذ: 16 سنة و 3 أشهر و يومين
الأربعاء 13 أغسطس-آب 2008 05:43 م



 المشكله عند العرب أنهم لا يقرؤون وأذا فكروا بالقراءة فأنهم لا يفهمون شيئاً مما قرأوا والعالم يعرف العرب هكذا ... والمصيبه الكبرى أنهم لا يحبون المثقفون والعلماء من أبناء الامه بل ويعملون على تكفيرهم وتحقيرهم واعتقالهم ومطاردتهم كلما سنحت لهم الفرص .

 أنها أمه أمية وللعلم فقد بلغت نسبة الاميه في البلاد العربيه الى 80 % وهي في حالة تزايد مستمرة عاماً بعد عام بينما الانفاق المالي العربي يتم في السياحه بالغرب وبناء العمارات والمنتجعات الراقيه الخاليه من المواطنين العرب ولكنها كما يبدو مخصصه لأبناء العمومه وحلفائهم والانفاق السياسي والامني والعسكري على حساب العلم والبحث العلمي .

 ومن يدري كيف هي حالة الامه وهي منتجه لثروات متنوعه لايستفيد منها غير الغرب وأمريكا ؟ يعني امه تحرس وتنتج ثرواتها لفائدة الغير فماذا تتوقع من هذه الامه غير الذل والهوان التي تجيد أنتاجهما ؟ ويبدو هنا أن أمة محمد صلى الله علية وسلم لم يعد هناك ما يثيرها حتى أنها تخلت عن قوميتها التي يرفضها الغرب على العرب بينما يسقطها على الامه الغربيه ... نعم لقد أصبحت الامه العربيه متلقيه للعلم ولأنتاج العلم الغربي الذي أخذوه من علوم العرب حينما كان للعرب علم بحق وحقيق ... واليوم أصبح العلماء العرب يهجرون أوطانهم ألى الغرب بفعل غياب سياسة تشجيع ودعم التعليم والبحث العلمي .

 كانت بلاد الغرب موطن للحروب فأصبحت مواطن للسلام والامن والامان ومواطن حاضنه للعلماء والمبدعين العرب الذين أصبحوا مطاردين في أوطانهم وخارج أوطانهم وليس لهم قيمه أو فائدة منهم تذكر للعلم وللوطن فأوطانهم باتت معرضه للنهب والاغتصاب والتخلف والتقسيم بالأضافه الى كونها طارده لأبنائها... فقط الوطن العربي الذي أصبح بؤرة للارهاب والحرب والفقر والتخلف وميدان تجارب لأسلحة مصانع الاسلحه الغربيه والشرقيه ومساحة لعبث مخابراتها . الكل لايعبث الا في المنطقه العربيه ومافي أحد يقدر يردعهم ... الكي يلهوا ويخربش في المنطقه العربيه وأهلها صامتون ومنشغلون بتحريم هذا وتحليل ذاك بل وتكفير هذا ومنح صكوك الغفران لأخرين ... المنطقه تتمزق ونحن نعيش في صراعات داخليه ومتناحره نرفض بعضنا بعض ونتأمر على بعضنا بعض ثم ندعي لانفسنا بالكمال وأمتلاك الحقيقه المطلقه ونحن لانملك الشجاعه في الدفاع عن حقوقنا وكرامتنا ... الكل يفكر في أحتلال المنطقه منهم القوي والضعيف لأنهم يعرفون أننا قوماً لانقرأ التاريخ جيداً واذا قرأنا فلا نستوعب منه شيئاً ... قوماً مسالمون طائعون لمن يجلدنا بالسوط حتى لو كان غريب الدار و أما قريب الدار فمتاعبه اقسى وافظع وياويلك من قساوتهم ويا عاراه من صمت الشعوب .

من سنين طويله والمنطقه تتعرض للاحتلال كونها مطمع للدول الاقليميه والدوليه ومعظم بلدان المنطقه تعرضت للغزو والاحتلال الاجنبي وما أن تحررت حتى عاد الاحتلال بصوره حضاريه ومن غير قوات عسكريه بل وتكاد تقول ان العرب لايحكمون أنفسهم بل من غيرهم أي أعداء الامه ولازال مخطط التقسيم مستمر رغم ادراك العرب لذلك المخطط الجهنمي ومع ذلك لايقوون على المواجهه أو الاعتراض كون الامر والقرار ليس بايديهم وهذا شئ معروف للجميع ... فلسطين محتله وبعض اراضي دول عربيه لازالت محتله منذُ ستين سنه ثم تم احتلال العراق ويتم التنفيذ لتقسيم السودان وفي الطريق هناك اليمن ومصر والصومال وغيرها من دول المنطقه ولكن على نار هادئه . 

ونرى في الافق ملامح مخطط تقسيم الدول العربيه الى دويلات وعلى مراحل ومانعرفه الان في المخطط هو على النحو التالي :

العراق : يتم تقسيمه الى ثلاث دويلات في الوسط للسنه والجنوب للشيعه والشمال للاكراد.

فلسطين : غزه لحماس والضفه لفتح وماتبقى لليهود .

السودان : دوله في الجنوب للمسيحيين ودوله في الشمال للمسلمين ودوله في الشرق للافارقه .

الصومال : تترك لأهلها للتقسيم وهم بارعين في التقسيم .

 اليمن : دوله في الشمال للزيديه ودوله في الوسط للقبائل الشماليه ودوله في الجنوب للجنوبيين ودولة في الشرق للحضارم العرب .

مصر : دولة في الصعيد للأقباط ودولة في الوسط للمسلمين ودولة في النوبه للأفارقه .

السعوديه : دوله في الشمال للشيعه وفي الجنوب والوسط للسنه مع تدويل مدينة مكه .

الجزائر : دولة للبربر ودولة للمسلمين والقائمه مستمرة وطويلة .

 وهكذا سيصبح الوطن العربي مقسم ألى اكثر من 52 دوله حسب عدد أسابيع العام أو السنه ومن هنا ستتوسع دائرة الحدود والموانع واللجان المشتركه والاهم الزعامات العربيه بحيث يسهل البسط على ماتبقى من موارد الامه العربيه وأستمرار الهيمنه الخارجيه والتبعيه العربيه المباشره للخارج .

 ومما يؤسف له أن هناك من العرب يشاركون في تنفيذ مخطط التقسيم بعضهم عن وعي والبعض الاخر عن غير وعي ...ومايهمنا هنا هو أن نتأمل في واقع الخريطه العربيه الراهنه وقراءة وقائعها واحداثها لاكتشفنا ملامح التقسيم الجاري تنفيذه الان على الامه العربيه ولهذا فنحن هنا مطالبين بالتركيز الدقيق والمخلص لما يجري على واقعنا كمحاوله جادة لأستكشاف مكامن الخطر وماهية الحلول الناجعه لها وهذا يتطلب الارتقاء الاخلاقي في التعامل مع مجمل قضايا الامه من سياسيه واقتصاديه وعلميه وثقافيه وجغرافيه ومن ثم التخلص من الانانية والانفصاليه والقطريه التي لم تقودنا الا الى التشرذم والتخلف والتراجع بقيمنا وكدنا نصل الى الحضيض بين الامم الأخرى ... فلم يعد هناك مايجمع الامه العربيه على مشروع يذكر وكل قرارات النظام العربي الرسمي في اتجاه التقارب أو التوحد تتجه نحو الفشل ... وسيكون من العار أن عدد المصابين بالايدز في المنطقه العربيه تصل الى 700 الف نسمه بينما في البلدان الاوربيه حيث مايدعيه مشايخنا وعلمائنا بأنه مجتمع الكفر والعهر والدعاره فعدد المصابين يبلغ عشرين الف نسمه في كل أوربا ؟؟؟؟؟ وحسب معلوماتنا فهناك تبرعات ماليه عربية سخيه تتجه لأوربا لدعم مرضى الايدزبينما المرضى العرب لاحس ولاخبر ولايحزنون لأن الداعمين العرب يخشون من الفضائح . 

كاتب وباحث