البحرية البريطانية: تلقينا تقريرا عن حادث بحري على بعد 25 ميلا غرب المخا حكم قضائي يعمّق الخلاف بين الرئاسي والنواب شرطة تعز تعتقل قاتل أربعة من أفراد أسرته في صنعاء اشتعال حرب التكنولوجيا ..الصين تسبق الولايات المتحدة في التاكسي الطائر ذاتي القيادة بعداغتيال وزير الإعلام في حزب الله..مصادر تكشف تفاصيل لن تكن معروفة وغامضه احذروه…. القاتل الصامت يعيش في مطابخكم قرارات جديدة وصارمة… .اليمن يطالب الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة لوقف تهريب الأسلحة إلى الحوثيين بايدن يتخذ قراراً "مفاجئاً" لأول مرة قد يشعل الأوضاع في أوكرانيا و"يغضب" بوتين الاعلان عن هلاك قيادي بحزب الله تولى التخطيط والقيادة والسيطرة لعدد من معارك الحوثيين صحة مأرب تدشن حملة توعوية لطلاب المدارس حول وباء الكوليرا
الدكتور/ سيف العسلي، في مقالة سابقة له كتبها في صحيفة الايام بتاريخ 22 ابريل 2008م الماضي، كان قد شخّص وضع المعارضة في بلادنا، فكانت المقالة وبمعظم ما جاء فيها! ملفتاً للانتباه ومستحقاً للتأييد.. فالدكتور العسلي شرح حالة المعارضة في بلادنا، حيث شخَّصها بدقة، ووصف أساليبها بكل تجرد، فقد فند الدكتور العسلي كل الأعذار التي يتخذها بعض المحسوبين على المعارضة في سبيل المطالبة بالانفصال، لكون انه مهما وجدت من اختلالات ومساوئ فان المطالبة في الحقوق مشروعة، دون المساس بوحدة الوطن تحت أي مبرر كان!! وقد قارن الدكتور العسلي بين معارضتنا وبين بعضاً من معارضات الدول الأخرى.. فمثلاً.. معاناة بعض سكان ماكانت تسمى بألمانيا الشرقية لم تدفع معارضتهم إلى المطالبة بإعادة النظر بوحدتهم، وارتفاع الأسعار في مصر لم يدفع المعارضة إلى المطالبة بفصل الصعيد عن باقي مصر.
ـ إن أعظم منجز تاريخي يمني – بل عربي إن لم أكن مبالغاً!! – هو إعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرون من مايو 1990م، التي مثلت اللبنة الأولى لحلم الوحدة العربية الذي لازال مجهولاً!!.. وتعد وحدة اليمن نتاجاً طبيعياً نابعاً من نفوس بعض من أبناء الوطن الشرفاء والمخلصين، ومن شتى بقاع الوطن اليمني الواحد (شماله وجنوبه وشرقه وغربه!!) وهنا يجب عدم نكران دور أي شريك في إعادة تحقيق وحدة الوطن، فالإنصاف يحكم بإعطاء كل ذي حقٍّ حقه في إعادة تحقيق الوحدة المباركة.
ـ لكن ماتشهده ساحة الوطن من أوضاع ساخنة في الفترة الحالية مما يسمى بـ (احتقانات الجنوب!!) إنما هو نتاجاً حتمياً لإفلاس واهتزاز المصالح الفردية لقلة من أمراض النفوس، مما دفعهم إلى الخوض في المساس بوحدة الوطن من خلال تلك المظاهرات المغلفة بـ (السلمية!) واستغلال هامش الحرية في رفع شعارات تهتف مطالبةً بالعودة إلى الماضي الممزَّق!!.. في الوقت الذي بات من يطالب بالانفصال كمن يطالب بشروق الشمس ليلاً والقمر نهاراً!!!.
فكل تلك الممارسات المسيئة للوطن تحت مبرر مطالباتهم بحل بعض قضايا – كقضية المتقاعدين وقضية أراضي الدولة وتوظيف العاطلين و...و...و...الخ ،فبرغم أنها فعلاً قضايا كبيرة ومشروعة تستحق المطالبة والإصرار على انتزاع حلولها، لكنها لاتساوي بقيمتها شيئاً عند مقارنتها بالقيمة العظيمة لوحدة الوطن!!– إنما النوايا السيئة لدى المتبنين لتلك الحملات المعادية لوحدة الوطن جعلتهم يخصصون تلك المطالب على المحافظات الجنوبية فقط!!.. وكأنه لايوجد متقاعدين ولا أراضي للدولة ولا عاطلين في باقي أجزاء الوطن اليمني الواحد؟؟!!.. حتماً أن مثل هذه القضايا متواجدة في كل محافظة من محافظات الجمهورية، وصحيح أن هناك اختلالات وسلبيات معاشة، معظم المواطنين يعانون منها.
ـ فللأسف الشديد أن بلادنا أبتليت بمعارضة ليست الامجرد ظاهرة صوتية، لا تعارض إلا لمجرد المعارضة فقط!! وظهورها كمعارضة لا يكون إلا كالفلاشات أو الفقاعات، بمجرد أن تلمع أو تظهر تنطفئ وتختفي مباشرة!! وعند تعالي صوتها فان ذلك مؤشراً لنفاذ العطايا والهبات لدى معظم رموزها!! وأسمى أغراض معارضتنا هي المصالح الفردية والمكاسب السياسية غير المشروعة، والتي سرعان ما يتم إلجامها بالصرفيات والحوالات، فهي مهزوزة وغير متوازنة.. ومثل تلك التصرفات إنما هي دليل على أن معظم رموزها وقادتها – إلا من رحم ربي!!-.. أقول بأن أولئك منصدمون بالواقع الوطني المتمتع بهامش لابأس به من الحرية والديمقراطية، فمثل تلك الرموز (اللاوطنية!) لازالت بالعقليات المتعودة على الماضي المجزأ!!.. متناسيةً أن ديمقراطيتنا لازالت ناشئة ولابد من التدرج الذي يساعد في تنشئة التراكم الديمقراطي لدى الشعوب ليظهر أثره الايجابي ولو على المدي البعيد، وان كنت أستثني هنا البعض وفي مقدمتهم الدكتور/ ياسين سعيد نعمان.. الذي لايختلف اثنان على توجهاته الوحدوية والوطنية، خاصة لما يتمتع به من رجاحة عقل وثقافة تنويرية واتزان بجوهره وعرضه.
إن معظم ماتقوم به معارضتنا من مطالبات تعجيزية ومكاسب غير معقولة وغير محدودة، إنما هو مجرد (هروب إلى المستحيل) وهذا هو الوصف الذي وصفها به الدكتور/ سيف العسلي، في مقاله المشار إليه آنفاً..
ـ أما تلك المطالبات والشعارات التي يرفعها بعض رموز المعارضة فهي ليست المقصودة بعينها!! بقدر ماهي مجرد شماعات يستقصدون منها ماهو أخطر وأكبر من ذلك، والمتمثل بالمساس بوحدة الوطن والنيل من استقراره وهز ثوابته!! فمثل تلك المطالبات لاتمثل حرصها على الحقوق الوطنية بقدر حرصها على استخدامها لتحقيق مآربها ومصالحها!! وإلا لماذا يتم ربط سلبية تلك القضايا بوحدة الوطن؟؟!!، وفي نفس الوقت.. لو كان الخلل يكمن بطرق الإدارة وما يصاحبها من سلبيات عديدة.. لماذا ينحصر المساس بجوهر الوحدة نفسها؟!
ـ يجب القول لحملة تلك الشعارات الانفصالية والهدامة ومن ورائهم.. إن كنتم صادقين بمطالبكم تلك، لماذا لاتطالبون بها جنباً إلى جنب أنتم وأبناء جلدتكم من باقي أجزاء ومحافظات وطننا اليمني الواحد؟؟!! فدستور الوحدة اليمنية كفل حق المطالبة بأية حقوق مشروعة للمواطنين، وبما لايمس وحدة الوطن واستقراره، فهناك مطالب كثيرة لليمنيين – كل اليمنيين!! – ومن كل أجزاء الوطن الواحد.. على سبيل المثال.. البطالة.. فمعظم شباب اليمن يتجرع مرارتها حتى اللحظة!!، كذلك.. الفساد المالي والإداري.. الذي أرهق الاقتصاد الوطني ليكون المتضرر الوحيد من نتائجه هو الشعب اليمني وحده.. أيضاً هذه قضية.. ولا يزال الانتظار قائم لبوادر الشروع في الحلول!!،... وغيرها من القضايا التي يعاني منها الشعب اليمني – كل الشعب!! – ومن كل أجزاء الوطن اليمني الواحد دون استثناء!!.. وليست المحافظات الجنوبية فقط!!.. فتعقَّلوا أيها الخائضون أنتم ومن ورائكم!!.
ـ إنه لمنعطف خطير هذا الذي يمر فيه وطننا في الفترة الراهنة، ولابد أن يواجهها الوطن بأسره وبكل أطيافه (سلطة & معارضة & شعب)!!، فعلى السلطة الانتباه إلى من هم وراء تعمُّد افتعال هذه الأحداث!! فقد يكون الحلفاء والمستفيدون من خروج شركاء الأمس.. هم صانعو مايحدث اليوم!!! بسبب بوادر اهتزاز مصالحهم الشخصية مؤخراً.. (وحلم السلطة بالإشارة يكتفي!!).
وعلى المعارضة كذلك.. فانه يجب عليها أن تتحلى بالإخلاص الوطني، وان تتعامل مع مثل هذه الأحداث على أنها تمس الوطن – كل الوطن!! – ولاتمس فقط السلطة، أو جزء من أجزاء الوطن الواحد.. (وكفاية اصطياداً بالماء العكر!!).
أما الشعب فعليه الوقوف بقوة إلى جانب وحدة الوطن واستقراره والحفاظ على ثوابته الراسخة، فعلينا – نحن شعب اليمن!! – أن نتذكر دوماً أن أية وحدة في العالم تكون وحدة شعبية قبل أن تكون وحدة رسمية!.
ـ لذا.. فإنني هنا أتفق مع معظم ماطرحه الدكتور/ سيف..، وهذا هو الدافع لتسطير هذه الفكرة!.