يا شباب الثورة ... فات الأوان؟؟
بقلم/ توهيب الدبعي
نشر منذ: 13 سنة و 4 أشهر و 4 أيام
الأربعاء 13 يوليو-تموز 2011 06:43 م

فات الأوان يا مستر جون برينان وعليك أن تعلم أنه من العيب الأخلاقي على أي أمة أن تتخذ ممن احرق النيام في الخيام وشرد الأطفال والنساء في نهم وأرحب ولم يعبأ ب 200 جثة أحرقت في أبين في ساعة واحدة و54 شهيد تم التسلي بهم كأن النظام في رحلة صيد في جمعة الكرامة، عيب اسود أن تتخذ منه بعد كل هذا رمزا فخريا ووالله إنها لأحدى الكبر ، اقترح على برينان أن يوصي العالم ليتخذوا من صالح رئيسا فخريا لاتحاد منظمات حقوق الإنسان أو نائبا فخريا لأوباما أو ولي عهد فخريا لقرن الشيطان كبيرهم الذي علمهم السحر!! أما شباب اليمن فقد خرجوا على غير موعد ليقضي الله أمرا كان مفعولا، ووالله لن نقبل بغير ما خرجنا لأجله، ولن تثنينا قوة على وجه الأرض عن هدفنا ولو اجتمع الإنس والجن وكان بعضهم لبعض ظهيرا.

هل يظن جون أننا صدقنا مسرحية النهدين وأنهم قد سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم؟ وذلك حين ظهر البطل صالح نجل البطل أميتان بتشان محروقا وبعدها بيومين معافى وابيض كالغمام...!!..كأن الملك حين أذن بخروجه من البلاء المبين قال له اركض برجلك هذا مغتسل بارد وشفاء فاختفت الحروق وانجبرت الكسور في ظرف 48 ساعة.

يا شباب الثورة إذا وافق المشترك على هذه المبادرة المزدوجة فاعلموا أن الله قد أراد تطهير البلد من علي صالح وما ولد، والناكث فيما قطع على نفسه ووعد، ومن شر النفاثات في العقد، ولن يبقى منهم احد..وموعدهم جميعا 17..7 يوم الأحد.

أنصح شباب الثورة باتخاذ قرار الحسم وعدم التوقف عن التصعيد وأهم ما أنبه عليه ويعد الخطر الأكبر على الثورة هو أن تنصرف الثورة عن الهدف الأعلى - إسقاط النظام كاملا ومحاكمته قبل أي تصفيات أخرى- إلى هدف جزئي بأن تجعل المسيرات والشعارات ضد المشترك كمسيرة اليوم في صنعاء"ياللي عادك تحاور والله لا قلك غادر" وهذا معناه انحراف خطير في مسار الثورة وتحويل معركة الثورة إلى داخلها وهذا استنزاف خطير لقوى الثورة وهي في آخر مراحلها، وقد أنهكت فعلا بالتفصيلات والأزمات والوقت والخلافات، والثورة اليوم ليس كما يتصور الكثيرون أنها ضعفت بل هي في أقوى مراحلها واقرب ما تكون من هدفها، وقد حققت الكثير وما بقي إلا الضربة القاضية للنظام المترنح، ولذا يجب على الثورة أن تستغل ما تبقى من قوتها لإنجاز الهدف الأعلى بجدارة، وأن لا تنشغل بهدف جزئي لأن ذلك من سياسة الخصم في خلق الثورات المضادة وهي نوعان الأولى السيطرة على مشاعر الأغلبية الصامتة، والثانية: وهي أشدهما خطرا وأعظم فتكا، تزرع عبر مراحل حين يطول أمد الثورة وتنبت في قلب الثورة الأم وهذا النوع يستنزف الثورات على عجل..بينما تعطي النظام الوقت الكافي لالتقاط أنفاسه وترقب الفرصة – نقطة الضعف الأخيرة- لضرب ما تبقى من قوى الثورة بعد أن تكون قد أنفقت قواها في معارك جانبية كان الدور الأكبر في صنعها للنظام...!!

وكما عبر احد قادة المشترك قائلا : ليس هناك شخص أو كيان لا يخطئ أو فوق النقد أو التقييم بما فيه المشترك ، والموقف الثوري الصلب يجب أن يأتي من الثوار في الساحات تجاه بقايا النظام وهذا الموقف هو الذي سيحرك المياه الراكدة وسيقوي ويصلب ويطور موقف السياسيين في المشترك وخارجة وليس العكس..أه.. وانتظار الساحات للموقف السياسي معناه أننا لم نستوعب فلسفة العمل الثوري.

إن الذي يحمل ظاهر الإثم وباطنه هم الشباب وليس الساسة ، لان المعادلة مقلوبة فعلا والأصل أن الساسة هم من ينتظرون قرار الثوار وليس العكس ، الثائر لا يطالب بالتغيير بل يغير والثائر لا ينتظر القرار بل هو من يقرر، فالسياسة جهة مطالبة والثورة جهة تغيير، لا تنتظروا الجديد إنما عليكم أن تحققوه، ولا ترتقبوا الحدث القادم عليكم أن تصنعوه، وقد يكون انتظار الشباب للقرار من الساسة ليس خيارا مفضلا لدى السياسيين، القرار يأتي من الثوار من قلب الساحات يقطع الطريق على أي حوار حتى ييأس الساسة من المبادرات كما يئس الكفار من أصحاب القبور..لكن المعادلة المقلوبة قلبت النتائج وصار اليأس يملأ قلوب الثوار وهذا جزء من المؤامرة التي بدأت من النهدين..وقد مكروا مكرا كبارا!!

يا شباب الثورة لا يلتقي الفعل الثوري والسياسة في طريق، فالسياسي تلك طبيعة عمله – المرونة الشدة اللين – وطبيعة السياسة المرنة لا تصنع الثورات على الإطلاق، ولن يتخلى السياسيون عن طبيعة عملهم ولو انتظرهم الشباب في الساحات ثلاثمائة سنين وازدادوا تسعا.. فالسياسة فعل الممكن والثورة فعل المستحيل..تسحق الباغي تدك الظلم تأتي بالمحال..كالسيل يبدأ بقطرات ثم سيلا عرمرما لا يمكن أن يرجع قطرات كالنشأة الأولى، وهذا السيل يجرف ما أمامه ولا يبالي صديقا كان أو عدوا حتى يصل الهدف المنشود ويصبح في قرار مكين.

دعوا السياسة في طريقها وارفضوا وصايتها فحسب، وسيروا قدما نحو الهدف فلكل شرعة ومنهاج دون تخوين في وطنية احد فالسياسيون يكافحون الفساد من قبل أن نولد، عاشوا سنين عجافا استعصى على النظام شراء ذممهم، لكنها طبيعة عمل السياسي فلا تنهكوا ما بقي من طاقة الثورة في آخر مراحلها في معركة جانبية مع الأحزاب، والانجرار وراء معركة مثل هذه جزء من المؤامرة وفخ حقيقي لتفوت الثورة الهدف الأعلى لها وقد قيل "الثورات ليست بالبدايات إنما النهايات"

 

والى شباب الثورة المنتمين للأحزاب -وأنا واحد منهم- أقول: لا يعد اتخاذ الشباب قرار الحسم الثوري عصيانا للقادة في الأحزاب ولنا في رسول الله عليه الصلاة والسلام أسوة حين صالح مكة سياسيا وجاء أبو بصير ولم يقبله واستنكر المسلمون ذلك وكرهوا مع آخر جاء قبله ساعة الصلح، والشاهد أن الرسول القائد لم يتهم أبا بصير بمعصية الله ورسوله بل قال كلمة السياسي المحنك والتي لا تحسب عليه ولا وصاية للسياسة فيها على نهج الثائر فقال" مسعر حرب لو كان له رجال" ولم يتهم أبو بصير قرار السياسي القائد بأنه خذله وأنه يجب أن يثور عليه أولا..ونعلم أن الصحابة جميعا كانوا كارهين للصلح السياسي .. وكان القرار في النهاية للنهج الثوري فتأملوا..!!

 

يا شباب الثورة من سنة الله قبل الحسم أن يصرفكم عن أعداء العدالة "ثم صرفكم عنهم ليبتليكم" صرفنا في اليوم الذي كدنا نزحف فيه ..ليبتلينا ..لماذا؟ لأن نقاط الحسم اخطر ما في الثورات يجب أن يتضح الكل أين موقفه من الحسم حتى لا تحدث ربكة ساعة الصفر في صفوف ومواكب الزحف فتكون هزيمة جماعية ، وعند الصرف يحدث خلاف وتنازع يذكر الله أسبابه "منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة" ،"وطائفة قد أهمتهم أنفسهم" وطائفة تتهم أول مواكب الزحف بالانتحاريين والمتهوريين " لو كان لنا من الأمر شئ ما قتلنا هاهنا" والرد من الله " قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم" ، الصرف قبل الحسم كان للغربلة واتضاح الرؤية وقد حدث كل هذا من بعد النهدين..شهر كامل زلزلت قلوب الجميع زلزالا شديدا، وحدث شك حقيقي، واهتزاز في الثقة، وربما فقد الكثيرون إيمانهم بالقدرة على تحقيق النصر حتى استيأس الثوار وظنوا أنهم قد خذلوا، وحينها قال الجميع "متى نصر الله"؟ فبدأت بوادر النصر.. وما كنا نخافه من الأحزاب من وضوح الموقف قد بان والناكص عنه اليوم يعد منتحرا سياسيا، وتمخضت مرحلة " ثم صرفكم عنهم ليبتليكم" عن الخروج برؤية جماعية وقرار جماعي بأهمية توحيد الجبهة الثورية على ميثاق شرف بين الجميع، وما كنا نرجوه من الأحزاب قد تحقق بإعلان النفير العام والتصعيد الثوري فاستغلوا هذه الفرصة ونادوا إلى صياغة ميثاق شرف معهم لا نخلفه نحن ولا هم، وأكدوا بالتواصي المكثف على مسيرة يوم الغضب الأحد القادم 17 يوليو فوالله ما أراه في عودة صالح إلا أنه يوم زينته الذي يحشد له أنصاره أسبابها- إن عاد- وفيه سيخسف الله به وبداره الأرض على يد شباب الثورة ولا تنشغلوا ببعضكم فقد تجاوزنا اخطر محنة في ثورتنا ولن يترك الله صاحب حظ لنفسه أو طالب منصب إلا ويظهر ما كان يخفيه في قلبه على لسانه والعاقبة للمتقين.

 

يا شباب الثورة ثقوا بالنصر فإنه اليوم منكم قاب قوسين أو أدنى، فمن منا كان يصدق!! الأول هارب والثاني محروق مهرج والثالث مسجون مع أبنائه والرابع جن حقيقة وربما ينتحر في وقت قريب "ليريكم من آياته" فثقوا بنصر الله فقد نصركم في مواطن كثيرة، وما كان ليضيع جهادكم ولا دماء شهدائكم، وان تتولوا يستبدل غيركم، فقد حسم القدر أمركم حين جمعكم على غير موعد في الساحات ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ليقضي أمرا كان مفعولا، واعلموا أن الله مع الصابرين وليس مع الملايين فلم تغن الكثرة يوم حنين أصحاب الرسول وهو بينهم وضاقت عليهم الأرض بما رحبت فلا يصيبنكم اليأس بقلة العدد اليوم فوالله لو لم يخرج إلا المائة الصابرون الذين قدحوا شرارة الثورة لنصرهم الله بصبرهم "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله" "وما النصر إلا من عند الله".

يا شباب ثورة اليمن : " إن الله وعدكم النصر ووعدتموه الصبر فأنجزوا وعدكم ينجز لكم وعده".