تحذير للمواطنين في 9 محافظات من أجواء باردة وشديدة البرودة اسرائيل على صفيح ساخن اليوم.. اعتراض هدفين فوق البحر الأحمر وصافرات الإنذار تدوي في الجليل ونهاريا اتفاق أمني بين تركيا و فلسطين يشمل إرسال قوات عسكرية 5 عبارات بحث على غوغل قد تعرضك للاختراق فورًا.. لا تقع بالفخ رقم قياسي جديد... سحب الجنسية الكويتية من 1535 حالة الريال اليمني يواصل الإنهيار نحو الهاوية أمام العملات الأجنبية اليوم صور بالأقمار الصناعية تكشف النشاط العسكري للحوثيين في مطار الحديدة فيديو مروع .. عنصر متحوث يحرق نفسه امام تجمع للحوثيين وسط ميدان السبعين بصنعاء الصحفي بن لزرق يشعل غضب الانفصاليين بتغريدة منصفة كشفت عظمة «مأرب» ويؤكد: اتحدى اكبر مسؤول في الدولة ان يكذب حرف واحد مما كتبته عقب اقتحامه للمنبر رفقة مسلحين.. خطيب حوثي يتعرض لإهانة موجعة من قبل المصلين
لم يكن هروب السيد مقتدى الصدر إلى حاضنته الإيرانية بالأمر الغريب، بعد أن فقس جيش المهدي المئات من فرق الموت والميليشيات المستقلة
وعصابات أنفال لنهب ممتلكات الشعب العراقي بعد أن أضطر الملايين منه إلى الهروب بعد أن فتحت جهنم أبوابها على مصارعيها لتكويهم بنارها الحكومية والميليشياوية تاركين بيوتهم وممتلكاتهم غنائم حرب لجيش المهدي الذي سرق شقاء عمرهم وكدهم لسنين طوال، ليسكن فيها أناس لا تربطهم بها سوى رابطة اللص بغنيمته، كانت التطورات اللاحقة واضحة للعيان فقد أنكشف الدور الإيراني الكبير في احتضان العديد من الميليشيات والتي تقدر بحوالي ثلاثين ميليشيا موزعة في جنوب ووسط العراق تستمد دعمها من إيران رغم محاولة الكثير من المسئولين العراقيين الموالين لإيران إبقاء غطاء قدر الضغط الإيراني لفترة أطول مستفيدين من الوقت لكن لم يدر بخلدهم أن الضغط المتزايد سيفجر هذا القدر ويقذف بغطائه بعيداً كاشفاً مستوى الغليان الذي لم يعد من الممكن السيطرة عليه، فقد كشفت المصادر بأن هذه الميليشيات الشيعية ميليشيا هي: ميليشيا فيلق بدر وميليشيا جيش المهدي ـ ميليشيا يد الله ـ ميليشيا ثار الله ـ ميليشيا بقية الله ـ منظمة العمل الإسلامي ـ ميليشيا المؤتمر الوطني ـ ميليشيا حزب الدعوة ـ ميليشيا حزب الدعوة فرع العراق ـ ميليشيا كتائب القصاص ـ ميليشيا تجمع الشبيبة الإسلامي ـ ميليشيا مرتبطة بمكتب آل البيت العالمي ـ ميليشيا جمعية آل البيت (ظاهرها جمعية إنسانية) ـ ميليشيا القصاص العادل ـ ميليشيا جمعية مكافحة الإرهاب ـ ميليشيا تجمع شهيد المحراب ـ ميليشيا حسينية البراثا ـ ميليشيا حزب الله ـ ميليشيا حزب الله (التابعة للمدعو حسن الساري ـ ميليشيا غسل العار (تقوم بقتل شيعة تحولوا إلي المذهب السني) ـ كتائب أشبال الصدر ـ كتائب ثأر الحسين ـ كتائب مالك الأشتر ـ لجنة الكوثر لإعادة أعمار العتبات العراقية ـ كتائب الدماء الزكية ـ جيش المختار ـ ميليشيات حزب العمل الإسلامي، و لاشك أن جيش المهدي وفيلق بدر يعدان من أخطر هذه الميليشيات على الأمن في العراق حيث إنهما يأتمران بأوامر المخابرات الإيرانية بشكل مباشر وينفذان الإرادة الإيرانية بحذافيرها، وسبق أن أكد الشيخ صبحي الطفيلي القائد السابق لحزب الله بأن " الشيخ نصر الله وعبد العزيز الحكيم لا يحيدان قيد أنملة عن تعليمات خامنئي" وربما نسى الطفيلي ان يضيف اليهم الثالوث وهو مقتدى الصدر وجيشه العرمرم.
كان هروب مقتدى الصدر موضع شك كثير من الأطراف بمن فيهم قادة التيار الصدري، فمعظمهم أنكر هذا الهروب المهين الذي لا يتناسب مع أطروحات الصدر السابقة بأنه الغرض ن تأسيس جيشه هو محاربة الأمريكان وكانت حالة الحرب وحيدة وفريدة في بابها ولم تتكرر، بل إنها توجت بدخول الصدريين في اللعبة الأمريكية، وأصبحوا من بيادق الرئيس الأمريكي، ومع تنفيذ الخطة الأمنية الجديدة والتي وضعت حكومة المالكي على المحك مع تباشير بانتهاء اكسبايرها، أتخذ المالكي خطوة تدخل في مجال الاعتراف بالعرفان وردً الجميل إلى الصدريين من خلال تحذيره الصدر وقيادات جيشه العابث بكتاب رسمي تسرب إلى أجهزة الأعلام مطالباً هذه القيادات بالهروب إلى إيران فالوضع كما يبدو لا يبشر بخير بعد انكشاف المؤامرة الإيرانية ودور جيش المهدي فيها .
ويبدو أن هناك أتفاق أمريكي- عراقي حول معالجة مشكلة هذا الجيش المهلهل فهو الدعامة الرئيسية لحكومة المالكي ولا يمكن له أن يفككه وان دعوته السابقة كانت أشبه بزوبعة في فنجان فقد بقي الأمر كما هو عليه ولم يتوقف جيش المهدي عن جرائمه فقد امتهنها بكفاءة عالية وأصبحت جزءا من مهامه الأساسية واليومية وان عملية طرد بعض قادته كانت أشبه بذر الرماد في العيون. بل أن المالكي وصف محاولة حله أشبه بعملية انتحار له ولحكومته الواهية، وإفلاتا من الزاوية الحرجة عمل المالكي على تحذير مقتدى الصدر بأن لعبة المصارعة بين الفريق الأمريكي والإيراني على حلبة العراق أوشكت أن تنتهي بالضربة الأمريكية القاضية، وأن كفة الرابح واضحة للعيان ولا تحتاج إلى دليل فليس بإمكان الخصم العنيد إكمال الجولات فقد تبين انه ليس سوى ظاهرة صوتية؟ كما أن بيادق إيران من جند المهدي على وشك خسارة الرهان، تضمن كتاب المالكي إجراء مداولة بينه وبين مقتدى الصدر لأبعاد قيادات الجيش من الخط الأول الموالي لإيران فوراً إلى طهران وفعلاً أزيح ثقل كبير عن كاهل المالكي بهذه الخطوة التي تؤكد بأن المالكي قد تصرف بطائفية بغيضة بعد أن تواطأ مع الإرهابيين والمجرمين من خلال تهريبهم بأمر رسمي لطهران، ويبدو أن الرئيس جلال الطالباني الذي عرف بمواقفه المتناقضة أستوعب هو الآخر الدرس والتحذير الأمريكي ففي الوقت الذي كان ينكر فيه التدخل الإيراني في شؤون العراق، اعترف هذه المرة بأنه كان لإيران الإمكانية لوقف تهور جيش المهدي وجرائمه سيما ظاهرة الاغتيال، ولكن كما هو معروف عن هذا الرئيس بأن مواقفه السياسية أشبه بالكرسي الهزاز فهي تتأرجح إلى الأمام مرة والى الخلف مرة ثانية، فبعد أيام قلائل من هذا التصريح خرج علينا بتصريح متناقض أشاد فيه بزعيم التيار الصدري، لكنه أكد أيضاً بأن كبار المسئولين في جيش المهدي غادروا العراق لتسهيل مهمة الحكومة في تنفيذ الخطة الأمنية، وهذا اعتراف ضمني من الطالباني أن جيش المهدي هو المسئول المباشر عن الإخلال بالأمن والجرائم التي طالت معظم العراقيين، ومن المدهش ان الطالباني أنكر معرفته بأن الصدر أيضاً غادر العراق، فقد ذكر " ليس لديً أية معلومات عن السيد مقتدى الصدر، ولكني أعتقد أن هناك الكثير من المسئولين في جيش المهدي تلقوا الأوامر بترك العراق لتسهيل مهمة القوات الأمنية في تنفيذ خطتهم" وهذا تصريح غريب إذا علمنا بأن الصدريين لهم (33) نائب في مجلس النواب العراقي وسبعة وزراء ومع هذا فأن دولة الرئيس يجهل أين توجه هذا الجزء المهم من حكومته ؟ والأمر الآخر المثير أن الرئيس يجهل الجهة التي أمرتهم بمغادرة العراق ؟ والأكثر أثارة أن الطالباني يضيف بسذاجة مملة " أن الصدر حريص على استقرار الأوضاع في العراق ونجاح الخطة الأمنية" ؟
أمام هذه الحقائق فأن قادة التيار ومساعدو الصدر الذين تعودوا ممارسة الكذب يؤكدون وجوده في العراق، بل أعتبر بعض قادته" أن الربط بين مغادرته وبدء الخطة ألأمنية أمر مضحك " وقال رئيس الكتلة الصدرية في البرلمان نصار الربيعي " إن هذا كلام مضحك " متسائلاً بأستحمار مبالغ به " هل تتمكن قوات تضم أكثر من (130) إلف جندي أمريكي مقاومة السيد مقتدى الصدر" ؟ وأضاف " أن مقتدى الصدر موجود في العراق ويمارس عمله بشكل طبيعي" ؟ بل أن باسم العذاري ممثل الصدر في النجف أصر بأن " السيد مقتدى الصدر مازال موجوداً في النجف ولم يغادر إلى أي مكان آخر، وهذه الأخبار عارية من الصحة ولا أساس لها " وبالتفاهم مع إيران ذكرت وكالة الأنباء الإيرانية بأن " الصدر لم يدخل إيران" ؟ لكن احد العلماء في الحوزة العلمية في قم أكد بأنه التقى بعدد من قيادات جيش المهدي الذين يزورون الأمام الرضا في مشهد وسيبقون لفترة فيها؟ بالرغم أن الوقت هو ليس وقت زيارة الأمام الرضا ؟ كما أن ممثل الصدر في الخارج حسن الزرقاني نفى في تصريح لقناة الجزيرة بأن يكون السيد مقتدى الصدر قد غادر العراق، واصفاً المعلومات الأمريكية التي تناقلت هروبه بأن الغرض منها الإثارة الإعلامية التي تريد إحباط التيار الصدري، وتوحي لهم بأن قائدهم تخلى عنهم ؟ لكنه أكد بوجود انقسامات داخل التيار نفسه، مشيراً بان جهات- لم يسمها ولكن واضح أنه يقصد فيلق بدر- تستخدم اسم وعنوان جيش المهدي لتنفيذ عمليات القتل الطائفي، مهدداً بأنهم سيلقون حسابهم .
أما الأخوة الأعداء لجيش المهدي وهم قادة فيلق بدر ونوابه في البرلمان فقد أكدوا أن عدداً كبيراً من قيادات التيار الصدري وجيش المهدي غادرت إلى إيران مؤخراً، وفي تحدي سافر لقادة التيار الصدري أكد هؤلاء بأن مغادرة هؤلاء بدأت تدريجياً منذ إعلان الرئيس بوش إستراتيجيته الجديدة في العراق، مضيفين بان " غالبية أعضاء مجلس النواب من الصدريين تغيبوا عن اجتماعات المجلس مؤخراً بحجة أنهم في زيارة الأمام الرضا في مشهد " ؟
إمام هذه التناقضات الرسمية والحزبية جاء الرد الأمريكي وهو الأعلم بالشأن العراقي عبر الناطق الرسمي باسم القوات الأمريكية الميجور ويليام كولدويل في مؤتمر صحفي " إن معلوماتنا تشير إلى أنه- الصدر- غادر العراق إلى إيران" رافضاً الكشف عن أسباب مغادرته، ومشيراً " نحن نتابع مقتدى الصدر بدقة، ولكن لا يمكنني أن أتحدث عن أسباب مغادرته، وقد يكون قد ذهب إلى إيران مع مسئولي تياره" ولا شك أن معرفة الأمريكان بمغادرته ورفض الحديث عن أسبابها تؤكد وجود تنسيق بينهم وبين حكومة المالكي حول موضوع هروب الصدر وقادته إلى إيران ؟ وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد وصفت ميليشيا جيش المهدي التابعة لمقتدى الصدر، بأنها أكثر المجموعات المسلحة خطرا في العراق، واتهمتها بقتل عشرات من السنة العراقيين في هجمات طائفية، وذكر مصدر حكومي عراقي بأن معظمهم مدانون بجرائم قتل وإثارة النعرات الطائفية وأعمال تندرج ضمن الأعمال الإرهابية واستهداف التجمعات البشرية .
وفي الوقت الذي ظهرت أشارات إلى وجود مذكرة اعتقال للصدر على خلفية اتهامه بمقتل السيد عبد المجيد الخوئي في النجف عام 2003 وهي ورقة الجوكر الأمريكية التي لم يحين وقت استخدامها بعد، فأن حكومة المالكي نفت بطريقة كوميدية علمها بالمذكرة، بل أن المالكي لم يخرج عن دائرة الغفلة التي يقبع الطلباني فيها، فقد ذكر بطريقة تدعو إلى الشفقة على مكر مكشوف " لم أسمع فيما إذا كان قد هرب إلى إيران جاء أثر صدور مذكرة اعتقال بحقه لدى جهات أخرى، فنحن لم نسمع به " ؟ وصف الأنباء التي تحدثت عن خروج الصدر إلى إيران بأنها " غير منطقية " ؟ وفي خطابه في محافظة كربلاء يبدو انه حضر الطبخة الجديدة عندما أدعى" بأنه لا توجد مذكرة اعتقال لمقتدى الصدر في الوقت الحاضر" وأعتبر الأخبار التي تتحدث عن خروج مقتدى من العراق بأنها " من الأخبار غير الواقعية التي لا يمكن قبولها " ؟ رغم علم الجميع بأن هروب الصدر تم بتنسيق أمريكي -إيراني –عراقي رسمي لكن كما يقال أن حبل الكذب قصير فقد تبين صدق الأمريكان وكذب الحكومة العراقية والتيار الصدري بهذا الشأن، فأمام الحقائق الدامغة اضطرت الحكومة للاعتراف بأن السيد القائد تخلى عن جيشه الطائفي وهرب إلى إيران، فقد أكد سامي العسكري مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي أن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر "يقوم حاليا بزيارة قصيرة إلى طهران وسيعود قريبا". وكان تخلف مقتدى الصدر عن صلاة الجمعة في جامع الكوفة قد قطع كل التكهنات وأثبت انه فعلاً في ايران .
أما أعلان البيت مؤخراً بأنه يتوجب على مقتدى الصدروالذي سمته بالزعيم الاختيار بين "طريق السلام" وطريق العنف، وإلا فان القوات العراقية والاميركية ستلاحقه، فأنه اشبه ما يكون فالنكتة الساذجة فقد كانت الصدر بقبضتها ولم تخيره هذا الأختيار فكيف سيكون الأمر وقد فلت من بين أيديها. ومن الغريب أن يدعو الناطق بأسم البيت الأبيض مقتدى الصدر الى الأختيار بين "سلوك طريق السلام والمصالحة ليصبح قطبا سياسيا، او ان يكون في عداد العصابات العنيفة خارج الحكومة وفي هذه الحالة ستلاحقه الحكومة العراقية بمؤازرة اميركية" فكأنما الصدر كان في حرب ضروس مع القوات الأمريكية وليس حليفاً مع قوات الأحتلال من خلال مشاركته في العملية السياسية ورغبته بالعيش معها بسلام واصفاًً في احدى تصريحاته قوات الأحتلال بأنهم " ضيوف" ويعرف الأمريكان جيداً ان جيش المهدي لم يكن يشكل خطراً عليهم فقد كانت مهمته تنحصر في قتل وتهجير ابناء الطائفة السنية ومنذ معركة النجف عام 2003 لم يشهر جيش المهدي السلاح ضد قوات الأحتلال،وكذلك الأمر في الرغبة الأمريكية في معرفة خياراته ليكون قطباً أو زعيم عصابة، في الوقت الذي يعرف الجميع بان الصدر قد قد أختار الدرب الثاني وان القوات الأمريكية نفسها اعتبرته أشد خطراً من الأرهابيين ؟
ويبدو أن الصدر قد أدرك مغبة هروبه إلى إيران وخاصة أن إيران لم تكن صديقا للعراق منذ فجر التأريخ وان هذا الهروب يثبت الدعاوى التي يطلقها الأمريكان وقادة الأحزاب السنية عن وجود تعاون كبير بين جيش المهدي والمخابرات الإيرانية، لذا أنكر قادة جيش المهدي هروبه إلى إيران للحفاظ على ماء وجههم الملطخ بعار العمالة والخيانة للقضية الوطنية، فقد بانت حقيقية موقفهم من قوى الاحتلال ومهادنته، وكان الأمر بمثابة مساومة رخيصة على حساب الوطن وقضيته الكبرى المتمثلة بجلاء قوات الاحتلال، وليس من الغريب أن يتخلى القائد عن أنصاره فيهرب بصحبة قادته ويترك قاعدته الجماهيرية للملاحقة والاعتقال والموت عندما يكون أسير عمالته ونرجسيته ويتحرك وفق أجندات خارجية لم تخفي أحلامها الصفراء لتدمير العراق ونهضته ؟ ومن الصعب معرفة ردة فعل التيار الصدري وجيشه من هروب قائدهم المغوار فهل سيتسامح معه بحكم سذاجته المعهودة أو انه سيدرك حقيقة القناع الذي لبسه الصدر وقادته خلال السنوات الثلاث الأخيرة ويدرك طبيعة الفخ الذي نصبوه له ولاذوا بالفرار نجاة بأنفسهم، لقد كانوا بديلاً هزيلاً لجيش كان يرجى منه الكثير ونظروا اليه بعدسات مكبرة متخيلين انه سيكون رمزاً للمقاومة الوطنية، فأذا به يتحول الى رمز للحقد والضغينة والطائفية ومرتعاً خصباً للجريمة والقتل والخطف والتهجير والأغتصاب واشاعة الفوضى ونشر المخدرات والرذيلة عبر المتعة الجماعية؟ وكيف سيكون موقف الصدر نفسه وهل سيتمكن من العودة إلى العراق وبأي وجه سيقابل أنصاره بعد أن تخلى عنهم بهذه الطريقة غير المسئولة بعد أن خرب مفاهيم القيادة والعلاقة والقيم وان أدعاءاته بمحاربة قوات الأحتلال كانت مجرد هراء، وكل ما قام به لم يتعدى حدود العدوان على اشقائه في الأسلام من ابناء الطائفة السنية وقد تسترت حنجرته على تزييف وتشويه الحقائق الوطنية؟ لقد تجاهل بهروبه حقيقية مهمة وهي أن الشعوب هي التي تصنع قادتها إذا وجدت من بينها من يؤهله تأريخه النضالي وثقافة الكبيرة وصفات قيادية وتضحية وأيثار والتزامات وطنية ورؤية ثاقية وقدرة على التحليل وسمو أخلاق ووضوح مواقف وتربيه وطنية؟ وهذا صفات يفتقرها الصدر كلياً، وان رصيد القائد من سمعة أبيه لا يكفي لخلق قيادة حكيمة ! ان حال هروبه نسخة طبق الاصل من رواية النعمان بن زرعه الذي خان قومه بني شيبان في معركة ذي قار الشهيرة وتوجه ذليلا طائعا الى كسرى العجم ينصره ضد ابناء قومه وتشاء الصدف أن يقع اسيراً عند بني شييبان! ان التأريخ لكأنه يريد أن يقول لنا( درب المارقين والعملاء والخونة هو درب واحد مهما تباعدت العصور والأزمان ) ولكن ماركس يحذر بأن التأريخ لا يعيد نفسه وأن فعلها فالحادثة الأولى ستكون تراجيديا والثانية ستكون خدعة !
وما هو موقف حكومة المنطقة الخضراء من هروب النواب والوزراء الصدريين إلى إيران؟ وكيف سيتم التعامل مع هذا الموضوع الشائك الذي كانت الحكومة نفسها احد إطرافه ؟ فلقد تبين ان هؤلاء المسئولين متورطين بشكل مباشر أو غير مباشر في العديد من الجرائم وكانت فضيحة وكيل وزارة الصحة من ميليشيا الصدر احدها بعد أن تبين انه كان يصرف الملايين على جيش المهدي وان المستشفيات تحولت الى أوكار للجريمة من خلال قتل الجرحى والمصابين من أبناء الطائفة السنية ؟ وتشير المعلومات الى أن الأمريكان لديهم قائمة كبيرة تتضمن اسماء وزراء ونواب من التيار الصدري مطلوبين جميعاً للعدالة لتورطهم في أعمال العنف والجرائم .
وما هو موقف الأمريكان من جيش المهدي وكيف سيتم التعامل مع مقاتليه وخاصة المتسللين إلى الجيش والشرطة وقوات الأمن وبقية الوزارات وعدد كبير منهم كما تشير المصادر الأمريكية متورطين بجرائم القتل والخطف والتهجير ألقسري ؟ علماً ان هؤلاء ينفذون حالياً الخطة الأمنية في المناطق السنية بالتعاون مع الأمريكان ؟
لقد كانت مسرحية هروب الصدر مسرحية غير محبكة السرد فقد كانت حبلى بالتناقضات والجهل والغباء، وتدخل في مجال الأدب الدادائي، كما أن إخراجها الأمريكي الإيراني العراقي لم يكن موفقاً شانه شأن المسرحيات السابقة ومنها مسرحية " جند السماء" فقد جمعت بين التراجيديا والكوميديا في آن واحد، وكان بطل المسرحية ابعد الناس عن البطولة، فقد كان أدائه متصنع بطريقة ظاهرة ولم تكن عنده اية مواصفات تؤهله للدور الذي لعبه، ولتفاهة المسرحية فأن عرضها لم يستمر سوى ثلاثة أيام فقط حيث مل الجمهور منها، فقد أحس المشاهدون بأن الممثلين تبادلوا الأدوار معهم فبدلاً من أن يضحك الجمهور من أداء الممثلين كان الممثلون يضحكون على الجمهور ويستغفلونه بحماقة ؟
بقلم / كاتب ومفكر عراقي
المصدر : الوطن خارج السرب