غزة.. هدية إسرائيل للزعماء العرب
بقلم/ شهاب الدين عبدالله الدبعي
نشر منذ: 15 سنة و 10 أشهر و 8 أيام
الأحد 04 يناير-كانون الثاني 2009 11:18 ص

لست أدري من اين أبدأ مقالي ..هل أبدأ من أشلاء الشهداء الذين سطروا قصص البطولات بدمائهم الغالية المعطرة برياحين الشهادة الجميلة .. أم أبدأ من صرخات الثكالى المكلومات وآهات أطفال الحجارة وتوسلات الأرامل والشيوخ العجز وهم يظهرون علينا كل يوم عبر شاشات الأخبار يستجدون ويوقظون فينا نخوة المعتصم التي ما حركت في قلوب زعمائنا شيء!

فهاهي الدولة الغاصبة مصاصة دماء القرن الواحد والعشرين إسرائيل تحتفل بقدوم السنة الميلادية الجديدة بطريقتها الخاصة والغوغائية الحاقدة على كل لحظة سلام لتنير سماء غزة العزة بصواريخ وقنابل لتستقر في أحضان البيوت الفلسطينية الصابرة والمرابطة والمجاهدة في غزة الكرامة والتي أنهكها الحصار والدمار مخلفة أشنع وأبشع جرائم الإبادة البشرية على مسمع ومرأى من العالم كله وهي بذلك تريد أن توصل رسالة شكر للزعماء العرب على هداياهم الغالية والنفيسة التي أهديت لمسؤوليها من أولئك الذين يتشدقون علينا عبر الشاشات لابسين أقنعة عربية مخفين بها حقيقتهم البغيضة الخائنة لمقدسات الأمة وركائزها بضرورة إقامة جلسات واجتماعات طارئة لمناقشة الوضع الراهن والمأزوم !! ويخرجون حقراءا أذلاء بالعبارات المهترئة القديمة التي ملتها أسماع شعوبهم معلنين الثالوث القديم والسخيف ( نرفض ، نشجب ، ونستنكر )!!

وحتى تعمق إسرائيل الجرح الذي تزرعه في قلب كل مواطن حر شريف أرادت ان تستعرض تلك الهدايا النفيسة والثمينة قبيل حملتها العدوانية الإجرامية في معرض كبير لتعرض كل هدية من تلك الهدايا كصك موافقة من أصحاب الجلالة والفخامة والسمو إلى وحوش البربر الإسرائليين التي تنوعت ما بين سيوف مرصعة ومذهبة أهديت لرئيس الموساد الإسرائيلي مائير دوغان لتعطيه التباريك والحفاوة ( بالطريقة العربية الأصيلة !!) بقطع رؤوس إخواننا المجاهدين في فلسطين لينحروا بها نيابة عمن أهدوها كل جسد حر نبيل يناضل من أجل بقاء ماء وجه الكرامة في أرض الكرامة والعزة ..كما كانت من بين تلك الهدايا التي تلقوها ساعات مرصعة ثمينة تزين أياديهم الحمراء الملطخة بدماء أطفالنا زهور الإنتفاضة وربيع المقاومة الباسلة حتى لا يجعلوا لحظة واحدة تمر من أمامهم دون نكاية في جسد الأمة وتنكيلا بشعوبها العربية المسلمة ..ليعلموهم أن للوقت أهمية لديهم وأنهم لا يريدون ان تأخذ المسألة أكثر من وقتها ... فالوقت عندهم من ذهب !!!.. وهذا ما يؤكده تصريحات الإرهابي إيهود أولمرت لصحيفة هآرتس العبرية حسب ما تناقلته المواقع الإخبارية "بأن زعماء عرب يحثونه على عدم وقف العمليات العسكرية والإستمرار في توجيه الضربات العسكرية ضد حماس".

ولم يغب السيجار الفاخر عن ذلك المعرض فزعمائنا الكرماء جدا !! حاشاهم ان يتركوا أولئك البربر اليهود ان يعيثوا في الأرض الفساد دون أن يكرموهم بعد موائدهم الدموية بما يدغدغ ( كيفهم ) الإسرائيلي بمجموعة من السيجار الكوبي الفاخر (سيجار كوهيبا ) فينفث الدخان الأسود الكئيب الذي صار مخيما فوق أشجار الزيتون الفلسطينية تصاحبه أنغام الآلة الموسيقية الثمينة التي تلقاها المجرم مصاص الدماء شارون ليرقصوا طربا على أشلاء الضحايا الأبرياء معلنين نهاية حفلة دموية إجرامية ذات خيانة عربية عظمى تدور في الكواليس ولكن التاريخ لا يترك شيئا فلعنة التاريخ ستلاحق أولئك في حياتهم وبعد مماتهم لإن من يخون شعبه لا يستحق سوى أن يكون في مزبلة التاريخ الأسود وإلى غير رجعة ولا كرامة .. فلا نامت أعين الجبناء!.

عفـواً إذا غـدت العروبـةَ نعجةً.....وحمـاةُ أهليـها الكـرام ذئـابا

أخيرا وقفة إجلال وإكبار لأرواح من سقطوا وأكف الدعاء والإبتهال نرفعها راجين من المولى القدير أن ينصر إخواننا في فلسطين الأبية وأن يلم شملهم ويضمد جراحاتهم وأن يعوضهم عن زعمائهم كل خير .. (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) صدق الله العظيم.

شهاب الدين الدبعي – ماليزيا

1-1-2009