آخر الاخبار

الكشف عن سر دقة هجمات المسيرات الأخيرة لحزب الله ضد إسرائيل الريال اليمني يسجل انخفاضاً كبيراً أمام الدولار والريال السعودي مباحثات يمنية أمريكية بواشنطن لدعم الجيش الوطني والتصدي لهجمات الحوثيين تعرف على ديون أفقر 26 دولة بأعلى مستوى منذ 18 عاما ... بينها اليمن رئيس مؤسسة الشموع للصحافة يكشف عن قيام 14 قاضيا برفع شكاوي لا أساس لها ضده ويصف القضاء بأنه تحول إلى ساحة صراع سياسي لتصفية الحسابات الفريق علي محسن: ثورتا 26 سبتمبر و14 أكتوبر توحدتا لتمزيق قيود الإمامة والاستبداد والاستعمار ومضتا نحو اليمن الكبير توكل كرمان: لن ننسى الغدر بالوحدة في حرب 1994 والإخلال بشراكة دولة الوحدة.. والجنوب اليوم غافل عن ثورة أكتوبر ومناضليها وزير الدفاع: قوات الجيش جاهزة للتحرك باتجاه صنعاء .. تصاعد نبرة التهديدات فهل يقترب اليمن من استئناف الحرب الداخلية؟ انهيار هو الأكثر سقوطا في تاريخ الريال اليمني.. تعرف على اسعار الصرف اليوم تحالف الأحزاب يطالب كافة مؤسسات الدولة للعودة إلى أرض الوطن ويشدد على توحيد القوى المناهضة للانقلاب

أطفال العراق بعد الغزو
بقلم/ ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد
نشر منذ: 17 سنة و 7 أشهر و 14 يوماً
الأربعاء 28 فبراير-شباط 2007 06:47 م

مأرب برس - ترجمة: د. عبدالوهاب حميد رشيد -
 خاص

    
كنت أتحدث مع طبيب نفساني بشأن حالات الأذى التي سببتها الحرب، للأطفال بخاصة، وموجة الإرهاب التي تُدمّر العراق. أخبرني الطبيب أن عدد الأطفال العراقيين ممن يُعانون من مختلف أنواع المشاكل النفسية منذ الغزو الأمريكية للبلاد هي الآن في ازدياد سريع. قال إذا كنت استقبل خمسة مرضي في عيادتي يومياً، تأكد أن واحداً منهم طفل، مما يعني بأني استقبل ليس أقل من 60 طفل مريض شهرياً.

 كان الطبيب يتحدث عن فتا ة عراقية عمرها تسع سنوات تُعاني من الرعب بشكل دائم.. ففي أي وقت وعلى نحو مفاجئ قد تبدأ بالصراخ، دون أي سبب آني، سواء كانت في البيت أو في المدرسة.

 تتلخص سبب معاناتها أنها حين كانت متجهة من مدرستها إلى البيت رأت بعض الرجال المسلحين يخطفون طفلاً بعد ضربه بقسوة، وأصبحت الفتاة معلّقة أثناء الحادث، رغم أنها نجتْ بأعجوبة.

 الطريقة الوحيدة لتهدئة هذه الطفلة حالياً هي إعطائها أقراص الفاليوم valium وجعلها تنام، وفي غير ذلك فإنها لا تتوقف عن صراخها صائحة "إنهم قادمون.. إنهم قادمون.. سيقتلونني."

 لكن الطبيب خصّني بمفاجأته بشأن استقباله مؤخراً حالة مرضية نفسية جديدة لم يمر بها في حياته ومنذ أصبح طبيباً.

 تتلخص الحالة في أخت وأخويها. إنها فقط فتاة الـ 12 عاماً في حين أن أخويها 8 (و) 6 أعوام يعشون جميعاً في مدينة الصدر. الأب طلّق الأم، والأم هربت إلى مكان ما وتركت الأطفال الثلاثة لوحدهم. تلقفت عصابات المخدرات الأطفال الثلاثة، ولم تدخر جهدا في تزويدهم بمختلف أشكال الأدوية medications بطريقة أصبحت هذه الأدوية غذائهم الحقيقي.

 كل هذه الأمور ممكن حصولها وأن نجد حالات مماثلة لها في أماكن أخرى.. لكن الطبيب قال أنه صُدم عندما وجدا فتاة ألـ 12 عاماً لا تشعر بالراحة/ السعادة ما لم تأخذ أقراص الفياغرا Viagra !!!!!!!!!!!!؟؟

 "عندما تم احضار الأطفال الثلاثة إلى المستشفى من قبل رجل يعمل تطوعياً volunteer لمساعدة الأطفال، اكتشفت أنهم مدمنون على مختلف أشكال الأدوية، ولكن صدمتي كانت أن هذه الفتاة الشابة مدمنة على الفياغرا. كيف تأخذها ولماذا تأخذها؟؟ مسألة لم أفهمها!!"

*** أرغب التحدث مع فتاة عراقية تعرضت مدرستها للهجوم بمدافع الهاون mortors وهي نفسها جُرحتْ.. قالت: "شكراً لله، كانت الفرصة قد انتهت وبدأنا الدخول إلى صفوفنا عندما سقطت قنابل الهاون على مدرستنا. كان من المتوقع حصول مجزرة حقيقية لو بقينا في ساحة المدرسة، رغم أني جُرحت في يدي وكذلك العديد من البنات معي."

 لقد هُجرت المدرسة حالياً، فقط 12 طالبة يدخلون الصف لأن ذوي الطالبات توقفوا عن إرسال بناتهم إلى المدرسة لتجنيبهن مخاطر القتل والاختطاف.

 "ربما أذهب مرّة أو مرتين أسبوعياً، رغم أني أُحب كثيراً مدرستي والصفوف، لكن الحضور خطر جداً والطريق إلى المدرسة خطر أيضاً، ووالدتي تبقى قلقة كل الوقت إلى أن أعود للبيت، خوفاً من تعرضي للخطف،" حسب هدير.

***

 ثبّتُ موجه التلفزيون في المساء على فضائية القناة المحلية العراقية، راقبت برنامج لتعليم الأطفال وماهية الوسائل المناسبة لتعليم أطفال العراق وتنشئتهم بطريقة صحيحة.. استمعت إلى مقدمة البرنامج وهي تستضيف رجلاً في هذا الموضوع ويُجيب على أسئلة المشاهدين.

 رنّ جرس الموبايل.. كان على الطرف الآخر طفلاً من الحلة.. سأل الطفل ضيف البرنامج.. لاحظ سؤاله وكيف يُفكر: هل هو حلال أم حرام لطفل أن يجرح رأسه بسيف أو أي شيء مماثل حاد بمناسبة عزاء حسين في تقليد طريقة اغتيال الإمام علي في مسجد الكوفة من قبل رجل فارسي كان يحمل سيفاً مسموماً!؟

  جاء جواب ضيف البرنامج للطفل على هذا النحو: "عزيزي، كنت سابقاً لا اتفق مع هذه الممارسة، لكن اكتشفت مؤخراً إنها مفيدة جداً، بل وحتى محل تقدير الأطباء النفسانيين في العالم، لأنها عادة حسنة/ فضيلة merit ، وعلاوة على ذلك، وحسب قانون الشريعة فهي حلال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

 لم أفهم في الحقيقة كيف يمكن للشريعة أن تقبل طفلاً يُسبب الأذى لنفسه وبهذه الطريقة، في حين أن كل قوانينها تعني بالحفاظ على سلامة المسلمين. وكل شخص يعلم كم الرأس حساس باعتباره جزءاً مركزياً من الجسم، وأن الطفل قد يفقد وعيه/ حياته أو بصره بضرب رأسه بآلة حادة. كان يمكن لجواب (الناصح)، على الأقل، أن يعفي الطفل من ممارسة هذه الطريقة وينتظر لغاية بلوغه مرحلة الرجولة.

 مساكين أطفال العراق، لا أدري أين يجدون منفذاً لحياتهم، ومتى يعيشون بصورة طبيعية/ اعتيادية كما يجب أن يعيشوا مثل بقية الأطفال في عالم خالٍ من الدماء، العنف والإرهاب!!