قُل هُو الحُبُّ وطَن
بقلم/ فؤاد المحنبي
نشر منذ: 11 سنة و 9 أشهر و 5 أيام
السبت 02 فبراير-شباط 2013 08:19 م
   يَا سَيـِدِي الحُبَّ مَا أَجلاكَ يَا نُورُ **واسكُب تَجَلِّيكَ هَذَا البَحرُ مَسجُورُ

يَا سَيـِدِي أَنتَ قَبلَ المُنتَمَى وطَنٌ** في حُبِّهِ لِذُنُوبِ الحُبِّ تَكفيرُ

آنَستَنِي اليَومَ لمَّا استَوحَشَت لُغَتِي**بـِكُلِّ مَنفَىً أَشَادَتهُ التَّعَابـِيرُ

أَقبَلتَ مِن حَيثُ لَم تُقبـِل مُغَرِّرَةٌ**مِن المَفَاتِنِ والإِحسَاسُ مَغرُورُ

أَقبَلتَ مِن بَينِ إِيقَاعٍ يُكَوِّنُنِي**مِن واحِدِيَّتِهِ والكَونُ مَشطُورُ

سَبَّحتُ بِاسمِكَ لا عَمداً ولا عَرَضاً**فَفيكَ كُلُّ لِسَانٍ في مَقهُورُ

يَا غُربَةً قَدَّرَتهَا شِقوتِي بـِيَدِي**مُوتِي فَفي وطَنِي لِلهَجرِ تَهجِيرُ

مِن خَفقَةٍ نَحوهُ جَازَ المَرَاحِلَ كَي**يَضُمَّنِي وأَنَا في البَهوِ عُصفُورُ

هُو ابتَدَانِي بِنَعمَاءِ اللِّقَاءِ ولَم**يَحتَج لِقَائِي فـَأَقَصَتهُ المَقَادِيرُ

والشَّوقُ للمِنَّةِ الأُولَى حَدَا سَفَرِي**إِلَى جَلالٍ بـِسِربِ الشـَّوقِ مَسرُورُ

يَا سَيِّـدِي كُلُّ جُرمِي أَنَّنِي بَشَرٌ**في آدَمِيـَّتِهِ كُفرٌ وتَقصِيرُ

عَفواً : تَعـَالَيتَ عِزّاً عَن سُلالَتِهِ**تَفَرُّداً أَبحَرَت فيهِ التَّفَاسِيرُ

يَا عِلَّةَ الحَادِثـَاتِ الدُّونِ أَهزَأُ بـِي**إِذَا يُطَالَبُ بـِالتَّبرِيرِ تَبرِيرُ

إِمَّا طَلَبتُكَ كَأسَ الحُبِّ تُوكِلَنِي**إِلَى حَبـِيبـِكَ فَالمَطلُوبُ مَيسُورُ

إِذ لَستُ بـِالمُتَسَامِي نَحو سَيِّدِهِ**جَلَّ المِثَالُ ولَمَّا يَصمُدِ الطُّورُ

لِي مِنكَ سَاعَاتُ سُكرٍ لا بَدِيلَ بـِهَا**لأَنَّ كُلَّ جُزَيءٍ في سِكِّيرُ

هَبنِي لِحُبِّكَ وامنَحنِي بـِهِ وطَناً**بـِلا حُدُودٍ ولا فيهِ مَحَاذِيرُ

فَكُلُّ أَوطَانِنـَا صَارَت تُحَاصِرُنـَا**بـِشَرِّهَا هَل يَزُفُّ الخَيرَ شِرِّيرُ؟

هَبنِي سَمَاواتِ وِدٍّ لا تُزَاحِمُهَا** قَامَاتُ شَوقِي لِيَزكُو في تَغيـِـيـرُ

واخرِج ظَلامَاتِ سِجنِ الرُّوحِ صَاغِرَةً**مَا في ضِيَاءَاتِكَ العَصمَاءِ تَخيـِـيرُ

لَو أَنتَ أَمطَرتَ في صَحرَاءِ أَنفُسِنَا**لَمَا تَفَاقَمَ في الأَجوافِ تَصحِيرُ

لَو كُنتَ خَيَّمتَ في هَذِي الصُّدُورِ لَمَا**عَاثَت بـِأَرجَاسِهَا فيهَا الخَنَازِيرُ

نَحنُ المُدَانُونَ والجَانُونَ إِذ فَغَرَت**شَهواتُنـَا واستَرَقَّتنَا الدَّنَانِيرُ

مَاتَت أَصَابـِعُنَا في كَهفِ مَسمَعِنَا**ومَلَّ نُوحٌ وكَم قَد فَارَ تَنُّورُ

حَتَّى أَتَيتَ وآدَتنِي النُّبُوءَةُ في**عَصرٍ نُبُوءَاتُهُ جِنسٌ وتَخدِيرُ

حَمَّلتَنِي وِزرَ عُبَّادِ الحُرُوفِ وكَم**عَبَدتُهَا ولَهَا في القَلبِ تَكبـِـيرُ

لَكِن كَفَرتُ بـِمَا أَسلَفتُ يَا قَلَمِي**وكُلُّ كُفرٍ بـِغَيرِ اللَّهِ مَشكُورُ

تَقيَّأِ الحِبرَ فَوقَ الرَّملِ إِنَّ لَنَا**لَوُجهَةً لا تَرَاهَا الأَعيُنُ العُورُ

وانهَل إِذَا شِئتَ أَو إِن لَم تَشَأ نَهَراً**مِنَ الجَمَالِ حَوالَيهَا الأَزَاهِيرُ

ثَعَالِبُ النَّارِ لا زَالُوا بـِأَقبـِـيَتِي ** أَسرَى وقَلبـِي بـِوحيِ الحُبِّ مَبهُورُ

مَا زَالَ في مَعشَرِ الأَقلامِ مَن عَجِزُوا**عَن فَهمِهِم واستَفَزَّتهُم تَصَاوِيرُ

مِن مُوغِلٍ في تَفَاصِيلٍ مُؤَنَّثَةٍ**و مُفرَغٍ جَانِبَ المَاخُورِ مَقبُورُ

أَو شَاطِحٍ يَستَلِذُّ الفَاجِعَاتِ إِذَا**جَازَ القَدَاسَاتِ أَو آواهُ مَحذُورُ

يَا آخِرَ العَابـِدِينَ النُّورَ يَا قَلَمِي**إِن تَلبَسِ العَصرَ هَابَتكَ الأَعَاصِيرُ

كُن أَنتَ أَولَ مَيتٍ عِندَ قِبلَتِهِ**يَهوِي شَهِيداً وظَهرُ اللَّيلِ مَكسُورُ

  
عودة إلى تقاسيم
تقاسيم
هائل سعيد الصرميحين تورق الحروف
هائل سعيد الصرمي
حارث الصمديحوار هادئ...
حارث الصمدي
د.عبدالمنعم الشيبانييا للعار....
د.عبدالمنعم الشيباني
عبد الرحمن العشماويرثاء أب ..
عبد الرحمن العشماوي
حسن عبدالله الشرفيفي رحاب الهدى
حسن عبدالله الشرفي
مشاهدة المزيد