ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
بعد المواجهات التي أسفرت عن مقتل أكثر من 30 شخصا من الجنود ورجال القبائل الموالين للدولة والحوثيين خلال الأيام القليلة الماضية، تلوح فى الأفق نذر الحرب من جديد فى مدينة صعدة شمال اليمن، فيما يجرى استعداد القوات الحكومية والحوثيين على قدم وساق.
وتمضى كل الأمور حاليا كما يتوقع المراقبون نحو اندلاع مواجهات بوتيرة عالية، ستكون هي الخامسة بين قوات الجيش وأتباع حركة تمرد الحوثي ، والتي من المنتظر أن تكون أشرس هذه المرة.
ويعتبر المحللون عودة الحرب مجددا بين الجيش والحوثيين ليست مفاجئة لمعظم المتابعين للاحوال اليمنية، فقد كانت كل المؤشرات خلال الأشهر القليلة الماضية تؤكد ذلك خاصة بعد حادثة المجمع الحكومي التي قتل فيها عدد من وجهاء وأبناء محافظة صعد في السادس عشر من أغسطس 2007.
كما كان لإخفاق الطرفين في وضع الإطار العام لحل الأزمة بينهما أثرا كبيرا فى تجدد القتال خاصة في ظل دخول قطر على خط الوساطة، بالإضافة إلي لجنة مكونة من الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة وممثل للحوثيين.
ويرى مراقبون أن الظروف الراهنة في البلاد، خاصة الاحتقان في الجنوب، والدعوة إلى الانفصال التي بدأت تظهر علي الساحة عن طريق بعض الجهات في الداخل مدعومة بقوى خارجية، أدت إلي إعادة الأمور لنقطة الصفر بمحافظة صعدة، وهو ما يفسره البعض بان اليمن معرضة لمواجهة حرب في الشمال واحتقان سياسي في الجنوب، مما يعني أزمة خطيرة ستمر بها البلاد تهدر المزيد من إمكانياتها الاقتصادية.
وتسيطر القوات الحكومية التي أستخدمت المدفعية في ضرب مواقع انصار عبد الملك الحوثي على هذه المناطق منذ نهاية المواجهة الأولى مع المتمردين في سبتمبر 2004 ومقتل زعيمهم حسين الحوثي على ايدي القوات الحكومية، غير ان صعدة شهدت لاحقاً ثلاث جولات من القتال تخللتها اتفاقات هدنة بين الجانبين.
وتعتبر عودة المواجهات مجددا بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي، بمثابة نهاية للوسطاقة القطرية القطرية التى جمدت منذ شهور بعدما بذلت جهودا كبيرة لإنهاء هذه الأزمة المعقدة التي تعاني منها اليمن منذ خمس سنوات، ومساعدة الحكومة في تخطي أزمة صعدة من أجل التفرغ لمعالجة ملفات التنمية الاقتصادية ومواكبة التطورات الراهنة.
وقد تجددت المواجهات ليلا بين أتباع الحوثى والجيش اليمنى فى منطقة "جبال مران" شمالى البلاد ، كما تجددت الاشتباكات بعد عدة كمائن نصبها أتباع الحوثى خلال اليومين الماضيين لقوات الجيش وأسفرت عن مقتل قرابة 20 جنديا و9 مواطنين ، كما تم اعتقال اثنين من اتباع الحوثى ، وهو ما يراه مراقبون بداية مؤشر لحرب تتصاعد بين الجانبين.
ومن المفارقات أن تتجدد الاشتباكات على معظم محاور صعدة فى نفس التوقيت الذى اندلعت فيه المواجهات فى يناير 2007 والتى أدت خلال ستة أشهر قبل أن يتم التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار "الهش" الى مقتل وإصابة المئات من الجانبين وخسائر مادية تجاوزت 600 مليون دولار وتشريد عشرات الآلاف من منازلهم .
ويأتى اندلاع المواجهات الاخيرة بعد حالة هدوء استمرت عدة أشهر على خلفية الوساطة القطرية التى حاولت وضع حد للأزمة المتفاقمة بين السلطة وحركة الحوثى ، غير أن إصرار كل طرف على موقفه أدى الى انهيار الوساطة وانهارت معها حالة الهدوء الحذر لتنفجر الأوضاع فى صعدة من جديد مع مقتل واصابة العديد من أفراد القوات الحكومية على يد "الحوثيين" لتنذر بقيام حرب خامسة.
في المقابل، ترفض مصادر فى محافظة صعدة اعتبار المواجهات الأخيرة حربا خامسة، مستندة فى ذلك على ان المناطق اأكثر عرضة للانفجار لا تزال هادئة.
وأضافت المصادر نفسها أن هناك شعورا بالقلق بين ابناء محافظة صعدة نتيجة التصعيد الجديد، خاصة ان المواجهات الأربع اشابقة التى بدأت منذ 2004 تسببت فى تدمير وإحراق عدد من القرى المزارع وتهجير عشرات الآلاف ومقتل العديد من المدنيين، وإيقاف المشاريع التنماوية فى المنطقة.
هذا فى الوقت الذيى بذل فيه بعض الوسطاء من المشايخ والوجهاء والنواب فى محافظة صعدة جهودا كبيرة لتجنب حرب خامسة حيث التقوا زعيم المتمردين في منطقة طمر شمال المحافظة، وذلك بموافقة من الرئيس علي عبدالله صالح.
ويسعى هؤلاء الوسطاء إلى إنهاء حال التوتر والجلوس على مائدة الحوار لإيقاف نزيف الدم، خاصة ان الوساطة التى قامت بها الدوحة بين القوات الحكومية والحوثيين جمدت عمليا منذ شهور، رغم تأكيد الحكومة أنها لم تفشل.
وأظهر الحوثيون استعدادا كبيرا للقبول بالتهدئة وعدم ارتكاب أي تجاوزات أمنية لتمكين الوسطاء من القيام بدورهم، خاصة ان الوضع في صعدة "خطير للغاية، ويحتاج إلى وقف التصعيد والتزام التهدئة من الجانبين.
وفي هذا السياق، أكدت بعض المصادر ان الحوثيين مستعدون لخوض حرب خامسة، وانهم خلال شهور الهدنة الماضية تمكنوا من استعادة قوتهم العسكرية وإعادة ترتيب تحصيناتهم وتوفير الأسلحة والذخائر والمواد التموينية لمواقعهم فى القرى التى يسيطرون عليها، مستدلين على ذلك بان المتمردين استخدموا فى الاشتباكات الاخيرة أسلحة ميدان ثقيلة وقذائف وألغاما متطورة.
فيما أظهر استطلاع للرأى أن 72% من اليمنيين يرون انه كان بالإمكان تجنب حرب صعدة بين القوات الحكومية والمتمردين الحوثيين، فى حين أكد 71% أن أسباب الحرب تعود إلى تصرفات السلطة.
وبحسب نتائج الاستطلاع، الذي أجراه المركز اليمني للدراسات الاستراتيجية، فإن 45% من اليمنيين يرون أن أسباب الحرب تعود إلى تصرفات السلطة، وفى المقابل، كان 43% يرون أن حرب صعدة سببها الحوثيون.
وأكد 66% من المستطلعين أن الرأى العام اليمنى لم يكن على اطلاع تام بما يحدث في حرب صعدة، مقابل 11% قالوا إنهم كان على اطلاع تام.
ويقول عسكريون ومدنيون انهم لا يمكنهم معرفة وتحليل واقع ما يدور فى محافظة /صعدة/ ولا يستطيعون بعد فك طلاسم ورموز كثيرة تغطى قضية الحرب وما رافقها وسيرافقها من متغيرات ومستجدات مستقبلية.
وبين التفاؤل الحذر والتشائم المحبط من اندلاع حرب خامسة بين القوات الحكومية والحويثيين يترقب اليمنيون بشغف لمعرفة مصيرهم فى الفترة المقبلة، وما سيلحق بهم من ضرر وسوء تنمية اقتصادية واجتماعية فى حال قيام الحرب.
* محيط