لماذا يكره الحوثيون ذكرى الهجرة النبوية ؟!
بقلم/ محمد عبدالله القادري
نشر منذ: سنة و 5 أشهر و 8 أيام
الخميس 20 يوليو-تموز 2023 07:15 م
 

تمتعض قيادات ميليشيات الحوثي الإرهابية وتتضايق بشدة كل عام عند مرور ذكرى الهجرة النبوية على صاحبها أفضل السلام وأتم التسليم ، وإن كانت تتمظهر بشيئ من الخطابات فليس ذلك إلا نوع من التقية تحاول المغالطة بها ، أما الواقع ففيه عدة دلائل تؤكد أن الحوثية تكره هذا الحدث العظيم. تحتفل الحوثية بالغدير وليس هناك ولاية.

تحتفل بالمولد النبوي تأريخ 12 ربيع أول بينما هذا التأريخ فيه اتفاق على موته واختلاف على ولادته. يحتفلون بالإمام زيد ، ويحتفلون بذكرى كربلا ، ولا يحتفلون بذكرى الهجرة النبوية الحدث الأعظم المؤكد تأريخياً بارتباطه بالتقويم الهجري ، وصاحب الانتقال النوعي لانطلاقة الدولة الإسلامية وتأسيسها والنجاة من الأذى والمؤاذاة التي كان يعاني منها الرسول عليه

الصلاة والسلام وصحابته ، وعبرها نجا الرسول من مخطط القتل الذي كان يستهدفه ، ومن يكره هذه الذكرى الذي فيها نجا الرسول وارتاح صحابته وانتصر دينه انما هو يكره النبي ويكره صحابته ويكره دينه. يكره الحوثيون هذا الحدث لأنه يبين أفضلية الرجل الأول عند النبي ويبين الأفضلية على أساس الصحبة والسبق في الإيمان والمناصرة.

في الشدائد أنت لا تأخذ معك إلا الشخص الذي تثق به وتثق انه أكثر من يحبك وسيوفي معك.

والنبي عليه الصلاة والسلام أخذ أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه كدليل أنه الرجل الأول المقرب إليه وصاحب الثقة فيه وفي أهله عبر أسماء بنت أبي بكر التي نقلت لهما الطعام والماء وسميت بذات النطاقين.

في الدين ليس هناك أفضلية تقربية على أساس عرقي ، انما على أساس الحب والعمل والالتزام والتضحية. الله رب :

وأكثر قربى إلى الله من يحبه ويتقيه ويخافه ويخشاه. محمد عليه الصلاة والسلام رسول من الله وليس شيخ قبيلة حتى يكون الأقرب له ابناء قبيلته أو ابناء عمومته ، انما الاقرب إليه من يحبه ويلتزم بسنته. للنبي محمد الافضلية على الأنبياء ، ولأمته الأفضلية على الأمم.

وتنقسم أمته قسمين. صحابته ، وهم الذين عاشروه ، جميعهم مفضلون رضي الله عنهم ، وأكثرهم أفضلية تتم عن أكثرهم صحبة له. أحبابه :

وهم الذين آمنوا به ولم يروه ، وأفضليتهم تتم على أكثرهم حباً للنبي والتزاماً بسنته. ينقسم مجتمع النبي عليه الصلاة والسلام إلى قسمين ، مهاجرون وأنصار. المهاجرون :

نالوا الأفضلية على حسب سبقهم في الإيمان وتحملهم للمشاق والأذى وتقديمهم للتضحيات ، وأولئك المهاجرون الذين هاجروا لا يمنحون أفضلية عرقية لقريش كونها قبيلتهم وكيف يكون ذلك وهم نالوا أذى قبيلتهم ، ولو كان كذلك لمنحوا أفضلية لمن آذاهم ومات على الكفر ، انما يمنحون أفضلية لمن سار على دربهم من بعدهم في أي مكان كان من المهاجرين الذين يهاجرون من مناطقهم بسبب ما لاقوه من أذى ومحاربة وتعذيب وغيره. الأنصار : نالوا الأفضلية لمناصرتهم واستقبالهم وحمايتهم للنبي عليه الصلاة والسلام ، والانصار القبيلتان اليمنيتان الأوس والخزرج لا يعني أفضليتهم أفضلية لكل القبائل اليمنية حتى قيام الساعة ولو كان كذلك لكان هناك تفضيل لعبدالله بن سبأ ، انما يكون التفضيل لمن سار على دربهم من بعدهم في أي مكان كان مناصراً لسنة الرسول ودينه ومستقبلاً لأ مهاجر جاءه فاراً بسبب أذى تعرض له ناتج عن مسار وموقف حق أتخذه. سورة المسد "تبت يدا أبي لهب وتب" ، تدحض أي تفضيل على أساس قربى في النسب ، والآية "إذ يقول لصاحبه في الغار لا تحزن ان الله معنا" تثبت التفضيل على أساس

الصحبة للنبي عليه الصلام بتفضيل جميع الصحابة وتمنح أبو بكر الذي خصته هذه الآية على أفضلية الصحبة أو أكثرها لدى رسول الله. ما يجمع الأصحاب والأحباب هو الحب ، الصحابة يحبون الرسول ، والأحباب يحبون الرسول وجميع الصحابة. وما يجمع المهاجرين والأنصار هي المؤاخاة ، ومثلما تعاملوا بها سابقاً داخل المجتمع في عهد النبي يجب التعامل بالمؤاخاة بعدها داخل أي مجتمع. يكره الحوثيون ذكرى الهجرة النبوية لأنها تفضحهم ، تُظهرهم بمظهر من آذوا النبي وصحابته وجعلهم يهاجرون ، وما الذين اختطفتهم الحوثية وعذبتهم وجعلتهم يغادرون إلى خارج مناطقهم فارين من بطشها وظلمها إلا دليلاً على ذلك.