آخر الاخبار

لماذا تشكل حرب غزة والقضايا الخارجية “عاملًا حاسمًا” في مسار الانتخابات الأمريكية 2024؟ هذا ما يتعرض له موظفو المنظمات الأممية والإنسانية المختطفين لدى الحوثيين - الشرعية تصدر بياناً وتعتبره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي يديره رئيس الرئيس ومقرب من المشاط .. المليشيات تستحدث مركزاً لتنسيق العمليات التي تستهدف السُفن في البحر الأحمر الكشف عن قيادات حوثية تتولى مهمة تنفيذ عمليات سرية ضد الحكومة الشرعية في الخارج وتهريب السلاح والاتجار بالمخدرات حزب الإصلاح يعلن رفضة لإعلان الخزانة الأمريكية ويدعو مجلس القيادة الرئاسي والحكومة والبرلمان وكافة مؤسسات الدولة بالدفاع عن حميد الأحمر وزير الدفاع الداعري : الشدادي كان من القادة العسكريين الذين لبوا نداء الواجب في لحظة مفصلية من تاريخ اليمن تفاصيل سجل كريستيانو رونالدو التاريخي مع البرتغال .. سجل الأهداف الدولية الفريق الركن علي محسن في ذكرى رحيل الشدادي: الشعوب تبادل القادة الأوفياء بالوفاء وتخلد ذكراهم في طريق الحرية الكرامة مستشار بن زايد: زمن الميليشيات كلف العرب كثيراً السعودية تعلن رسميا استضافة كأس السوبر الإيطالي في المملكة للمرة الخامسة

د الأحمدي وحواراللحظة الخطرة
بقلم/ جمال انعم
نشر منذ: 10 سنوات و أسبوع و يوم واحد
الإثنين 29 سبتمبر-أيلول 2014 07:47 م

حوار د علي الأحمدي رئيس جهاز الأمن القومي مع السياسة الكويتية وثيقة تاريخية مهمة

الرجل بصدقه وصراحته ووعيه بالأمور يتجاوز السياسيين بل واعتقد انه وضعهم في موقف محرج حيث كشف عن كثير من الحقائق التي مازال السياسيون عاجزين عن الحديث عنها وربما خائفين من توضيح بعضها للجمهور

واعتقد ان استهدافه من قبل طرفي المؤامرة امر نجد مبرراته داخل هذا الحوار الكاشف في لحظة ارتباك وغمغمة الفاعلين في المشهد عموما

د الأحمدي يفصح عن موقف وطني واضح وقوي وهو لا يقدم وصفا لما حدث ولا يدلي بتعليقات ذات طابع إعلامي كما يفعل السياسيون الذين تحولوا الي معلقين بعد ان صاروا علي هامش الحالة المتفجرة بكل التباساتها وجنوحها وتجلياتها الفوضوية بالغة الجنون

د الاحمدي لا يفعل ذلك وانما يقدم منظورا خاصا من داخل الجهاز الأهم في المنظومة الأمنية عموما

معتمدا على كم كبير من المعلومات الدقيقة والمعطيات الناتجة عن اشتغال حقيقي في متابعة مجريات المؤامرة بكل وجوهها وخيوطها وأساليبها

وقد مثل خروجه بهذا الحوار مفاجئة غير متوقعة لبعض الاطراف التي وجدت في ثناياه مايمثل تهديدا لها يستوجب التأديب ربما والإنتقام

د الاحمدي تخلى عن محاذرة رجل الجهاز الأمني وتكلم بصراحة لافته تبعث على التقدير والاعجاب

تاركا المواربة والتردد لغيره ممن هم اكثر تخففا من القيود الوظيفية والقيادية الأحمدي في حواره ضمير وطن اصيل وصادق يقف في اللحظة الأهم مواجها العاصفة بعيدا عن الحسابات ومنطق التوازنات المضروبة والمعطوبة تكلم بلغة نقية مشحونة بغضب نبيل مغادرا الحس الأمني المتوجس المطبوع على الإستماع والحريص على الإقتصاد والتقشف في القول والإنتباه لكل إيماءة أو إشارة

هو في هذا الحوار رجل الدولة والسياسي المخضرم والأكاديمي المستوعب حاد النظر الواقف على الاعتمالات العميقة والمتتبع لكل التفاصيل المنصف البعيد عن كل التحيزات لم نعتد هذا المستوى من المكاشفة والشفافية والوضوح من رجل أمن وبهذا المنصب

ربما هنا تبدو مزايا مدنية الرجل ومجيئه من خارج النسق الأمني وتراتبيته الصارمة

هذه لغة رجل مسؤول ينتمي الي أمن المجتمع لا أمن النظام أو الدولة بصورتها المسوخية الشوهاء

كل ماهنالك أنه أختار أن يتكلم في حين آثر البعض الصمت ويقينا كان يدرك معنى أن يتحدث الآن لم تكن لتفوته التبعات وماكان ليتردد عن قول مايجب بيقين من يدرك كلفة الصمت على مستوى الروح والضمير والشرف وكل مايعني جوهر الوجود وأجزم أنه كان يعي المخاطر المحدقة بأمنه الشخصي وحياته وهو الواقف على الإنهيارات والتصدعات العميقة الفادحة في البنى المؤسسية الحامية عسكرية وأمنية

كان يعرف حجم الانكشاف وطبيعة المخاطر

وجاء الرد عليه دونما إبطاء هجوم مسلح على منزله بحدة بعد الإعتداء علي بيت اخر له بصوفان

كان المتضررون منه اكثر استعدادا للكشف عن وجوههم وعلى نحو لا يقبل تعدد التأويلات والتفسيرات ولا بعثرة الاتهامات

شخصيا بدى لي هذا الحوار صرخة جريئة من داخل المنظومة الأمنية الأشد حساسية وخطورة صرخة حائرة ممزقة مهجوسة برعب كثير في لحظة عري عام انهارت فيها كل الحمايات والموانع والأسوار وبلغ الخوف قلب المخافة .