موظفو مطار سقطرى يرفضون تسليم المطار لشركة إماراتية ويذكرون وزير النقل بنصوص القانون اليمني
انتصارات جديدة ساحقة للجيش السوداني
المجلس الرئاسي يدعو للتوصل إلى ميزانية موحدة للبلاد
أردوغان يكشف عن نجاحات اقتصادية عملاقة لحكومات حزبه ويعلن:الدخل القومي تضاعف 6 مرات وتجاوز التريليون دولار
في مواجهة نارية المواجهة..برشلونة يتحدى أتلتيكو مدريد والريال في مهمة سهلة أمام سوسيداد بكأس ملك إسبانيا
الحكومة اليمنية ترحب بتوقيع اتفاقية مع اليابان لدعم التعليم بتعز بـ4.2 مليون دولار
تحسن في أسعار الصرف اليوم الإثنين
عدن: ''حجز 5 آلاف طن من الدقيق الفاسد والمقاييس توجه بإعادتها لبلد المنشأ أو إتلافها''
رئيس الأركان: ''الحسم العسكري هو الخيار الوحيد لدحر الحوثيين''
ثلوج وتعطيل دراسة في أول دولة عربية وطقس غير مستقر في 5 دول عربية أخرى
أستعير هذا العنوان الصادم والمستفز أحياناً، الذي انتزع من صدر دروع الشرطة وهراواتهم، والمطبوع على مؤخرات مقذوفاتهم الغازية ورصاصاتهم الطائشة،
لفترة طويلة تردد مقولة الشرطة في خدمة الشعب، ولكن في الحقيقة لا أحد يمكن له أن يشكك في أن هذه المقولة ماهي إلى كذبة سوداء لا ندري أي إبريل أسود هو ذاك الذي أنتجها، ولكن بشكل عام ومن منطلق مثالي يرى إلى هذا الجهاز المهم جداً في الدولة النظامية للحفاظ على أمن الأمة وسلامتها إنه جهاز لا غنى عنه لاستقامة لأمور الأخرى كلها سياسياً واقتصادياً وتنموياً وتعليمياً وثقافياً وفكرياً، إذ يعني انعدام الشرطة وجود خلل في الجهاز العصبي للمجتمع ومن ثم خلل في كل الأجهزة الأخرى المرتبطة به، ولكن في بلادنا هناك جهاز آخر وربما يكون الجهاز الوحيد القادر على مقاومة كل التحديات وهو من المرونة بحيث إنه يستطيع التكيف مع الظروف المحيطة مهما بلغ تعقيدها والمساهمة في فك أو تركيب ما تعجز عنه الاجهزة السيادية والسياسية الاخرى.
لم تستطع الدولة المدنية عبر تعاقبها في اليمن أن تلغي هذا الجهاز أو تفككه أو تعمل على تحجيم، منذ قيام الثورة اليمنية في 26 سبتمبر، في الشمال، أما في الجنوب فقد استطاعت الدولة وبعد مقاومة شرسة أن تروضه وتعمل على تشذيب أشواكه وأن تجعله تابعا لأجهزة الدولة الرسمية لا منافسا لها، لكنها لم تستطع ان تلغيه او تمحوه فظل في حالة سبات اجتماعي، حتى أتى الوقت الذي كان من المفترض بالدولة المدنية التعددية والديمقراطية بعد العام 90 أن تتجاوزه، إذ بهذا الكائن يصحو من جديد على متغيرات جديدة، فامتزج بكل شيء وفي كل شيء، ولم يعد جهازاً محددا ظاهر الملامح، إنما أصبحت كل الهيئات والمؤسسات الرسمية للدولة أشبه بملحقات أو إدارات في هيكل القبيلة.
تابعت مثل غيري من المشاهدين مقطع الفيديو الذي سرب للشيخ القبلي يحي الراعي، وهو يقدم محاضرة موجزة على مجموعة من القبليين التابعين له، مقدما استراتيجية القبيلة (الدولة) في مواجهة التحدي الثوري وكانت عبارته موجزة ومكثفة (لو شعبوا القفوا لهم عند الكولة، وقده قبيلي بقبيلي، والدولة تفرع بينهم) .
في هذا المشهد تجل واضح لهذا الخلط بين الدولة والقيلة، رئيس مجلس القبيلة أقصد مجلس النواب، يجتمع بالقبائل ويوجههم للتصدي للشباب الذين يصفهم بالقبائل ويزعم أن مهام الدولة ستكون فقط للفك بين القبائل، أي إنها بمثابة رسول الخير، إنها استراتيجية تحمل من الخبث القدر نفسه من الغباء وعدم استيعاب حركة الزمن، الشيخ لا يدرك أنه في زمن الفضاءات المفتوحة، والعقول المتفتحة، وهذه السياسة القبلية المتخلفة لم تعد تنطلي على أحد سواهم، الشيخ يوهم نفسه – ومثله فعل آخرون حسب توجهات عامة – بان يدفعوا بالقبائل لمواجهة الاحتجاجات وما يحصل من انتهاكات تكون الأجهزة الرسمية للدولة في حل منها، فالأمر لا يعدو أن يكون صراعا قبليا والدولة هي الحكم بينهم.
بقطع النظر عن البعد الجنائي للمقطع المنشور للشيخ الراعي، فإنه يمثل بما لا يدع مجالا للشك دليلاً على التباس الأمر بين مفهوم الدولة ومفهوم القبيلة بكل ما يحمله المصطلح من عصبية وفئوية، وعلى الثورة أن تفصل هذ التلاقح العقيم، بين الشيء وضده، على الأقل في المستقبل، مع التحفظ على كثير من الممارسات التي رافقت مسيرة الثورة أدناها إحراق المقارم، وأعلاها حماية القبائل للثورة.
أخيرا نوجه رسالة للشباب ولمشاريع اليمن الجديد باختصار نقول لهم: نحلم بمستقبل تكون القبيلة فيه في خدمة الشعب لا أن يكون الشعب في خدمة القبيلة